أمين الفتوى: كل ما يخامر العقل هو خمر سواء كانت مخدرات أو مواد أخرى
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الإسلام يعالج النفس البشرية التي ترغب في تدمير ذاتها، مؤكدًا على أهمية العقل في حياة الإنسان وأهميته لتوجيه الشخص وتعديل سلوكياته.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار ببرنامج «فتاوى الناس»، المذاع على قناة الناس، أن القرآن الكريم يولي أهمية كبيرة للعقل، والعقل هو مناط التكليف، وأي إنسان بلا عقل يعتبر خارج نطاق الوعي، مما يجعله غير قادر على اتخاذ القرارات الصحيحة، والله سبحانه وتعالى حرم كل ما يمكن أن يؤثر سلبًا على العقل، مثل الخمر والمخدرات، لأنها تؤدي إلى فقدان الوعي وتدمير النفس والأسرة.
وأضاف: «كل ما يخامر العقل هو خمر، سواء كانت مخدرات أو مواد أخرى، وهذا ما جعل النبي صلى الله عليه وسلم يلعن شارب الخمر ويؤكد على حرمة بيعها، وتعاطي المخدرات لا يرتبط فقط بالفرد، بل يؤثر على الأسرة والمجتمع بأكمله، الإدمان هو نفق مظلم ينتهي بالدمار، وقد رأينا العديد من الحالات التي أدت إلى القتل أو تدمير العلاقات الأسرية».
وأشار الشيخ عويضة عثمان إلى أن تعاطي المخدرات قد يبدو أحيانًا سلوكًا عابرًا، لكن لا بد من وجود خلل ما في حياة الشخص الذي يتعاطاها، سواء في حياته العملية أو الأسرية.
واستكمل أن الإدمان هو مرحلة خطيرة، وأن من يبدأ بتجربة المخدرات قد يكون لديه رغبة في الاستكشاف، لكنه ينزلق سريعًا إلى مرحلة الإدمان، التي تُعتبر نفقًا مظلمًا ينتهي بالدمار، والكثير من الشباب الذين انغمسوا في عالم المخدرات فقدوا حياتهم بسبب هذا الإدمان، وآخرون ارتكبوا جرائم بسبب عدم قدرتهم على السيطرة على أنفسهم.
اقرأ أيضاًدار الإفتاء: الاحتفال بـ مولد الإمام الحسين «أمر مرغوب فيه شرعا»
ما حكم الزكاة على الرصيد المالي بفيزا المشتريات (Credit Card)؟.. «الإفتاء» توضح
«يُغفر ذنبك وتُكفى همك».. الإفتاء توضح فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: دار الإفتاء دار الإفتاء المصرية حكم شرب الخمر
إقرأ أيضاً:
حكم الإيمان بالغيبيات بالشرع الشريف والسنة
قالت دار الإفتاء المصرية إن الإسلام هو كلمة الله الأخيرة للعالمين، وهو العهد الأخير الذي عهد به الله إلى خلقه، ولذلك فهو يصلح لكل الأسقف المعرفية، ويتناغم مع جميع الحقائق العلمية.
حكم الإيمان بالغيبياتوأضافت الإفتاء أن المسلمون يعتقدون أن الوحي هو كتاب الله المسطور، وأن الكون هو كتابه المنظور، وكلاهما صدر من عند الله؛ الوحي من عالم الأمر، والكون من عالم الخلق، وما كان من عند الله تعالى لا يختلف ولا يتناقض؛ ولذلك قال الله تعالى: ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف: 54]، ومن هنا كان للمعرفة في الإسلام مصدران هما: الوحي، والوجود، وليس الوحي فقط.
وأوضحت أن الإسلام يقرر أن العلم لا يعرف الكلمة الأخيرة؛ حيث يقول تعالى: ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: 76]، ويقرر أن المؤمن بهذا الدين ينبغي أن يكون في بحث دائم عن الحقائق، وإذا وجدها فهو أحق الناس بها؛ حيث يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الكَلِمَةُ الحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ، فَحَيْثُ وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا» "سنن الترمذي".
كما أن الإسلام دين علمي يشتمل على قواعد الفهم وأسس الاستنباط ومناهج التطبيق، كما أنه يتسق مع المفاهيم العقلية؛ لأن العقل من خلق الله تعالى، فهو يؤمن بكل وسائل العلم المختلفة ما دام أنها توصل إلى اليقين، فإذا حصل اليقين فهو مقدم على النتائج الظنية، ولكنه في نفس الأمر لا يقصر العلم على التجريبيات فقط، بل يتعداها إلى كل ما من شأنه أن يؤدي إلى نتيجة صحيحة حتى لو لم تكن حسية، ويعتقد المسلمون أن الإيمان بالغيب لا يخالف العقل؛ لأنه جاء بما يفوق العقل، ولم يأتِ بما يستحيل في العقل.
وأكدت الإفتاء أن هناك فارقًا بين المستحيل العقلي وهو الجمع بين النقيضين، وبين الأمر الخارق للعادة وهو معجزات الرسل مثلًا.
فالإسلام يشكل منظومةً متكاملةً بين العلم والإيمان، تبدأ من دلالة هذا الكون على وجود الله تعالى، وأنه لم يخلقهم عبثًا، بل أرسل إليهم الرسل وأنزل عليهم الوحي الذي يطبقون به مراده من الخلق، ثم ختم هؤلاء الرسل بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وجعل لرسله من المعجزات والخوارق شديدة الوضوح ومن النصر والتأييد ما يقيم به الحجة والدليل على أنهم من عند الله.