ماذا تقدم إيران لزوارها من مقاصد ومزارات؟
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
طهران- رغم العقوبات المفروضة على طهران والتحديات الطارئة بين الفينة والأخرى على علاقاتها مع الدول الأخرى، لكن السياحة تعد ملاذا هاما للبلاد لتحصيل العملة الأجنبية، خاصة بفضل ما تتمتع به من إمكانيات، وما تمتلكه من معالم طبيعية وتاريخية وثقافية ودينية.
وطالما حظيت بلاد فارس بالعديد من المعالم السياحية، وتمكنت سنويا من استقطاب العديد من السياح العرب وقليلا من السياح الأوروبيين إلى أهم وجهاتها السياحية، لاسيما في المحافظات الشمالية والجنوبية.
فالمناظر الطبيعية الخلابة المحصورة بين سلسلة جبال ألبرز، ومياه بحر قزوين بمحافظتي جيلان ومازندران حيث يكون المناخ فيهما شبه استوائي، تعطي تنوعا كبيرا لإيران وتجعلها أحد أكبر الوجهات السياحية في المنطقة.
التلفريك يربط قمم سلسلة جبال ألبرز بساحل بحر قزوين شمالي إيران (الجزيرة نت) طبيعة خلابةتتمتع المناطق الشمالية المطلة على بحر قزوين بغابات كثيفة خضراء تغطي جبالها الشاهقة، إلى جانب حقول الأرز التي تعطي الهواء نكهة زكية تفتح شهية الزائر الأجنبي وتقوده إلى مطاعمها التي اختار بعض أصحابها أسماء عربية تتناسب وثقافة الزوار.
وتعتبر الفترة الممتدة من بداية شهر أبريل/نيسان حتى نهاية يونيو/حزيران أفضل وقت للسفر إلى شمال إيران، لاسيما مدن تشالوس ورامسر وكلاردشت ونوشهر ورودسر وميناء أنزلي وغيرها من المدن والقرى، والتي تحتضن طبيعتها الساحرة مجمعات ترفيهية ومنتجعات ومواقع للجذب السياحي؛ منها التلفريك الرابط بين قمم الجبال وساحل بحر قزوين، إلى جانب الشلالات والكهوف والينابيع والملاهي المائية.
وفضلا عن توفير الفنادق ومراكز الاستقبال المنتشرة بكثرة في المدن الشمالية بإيران، فإن العديد من سكان هذه المناطق يضعون بيتوهم المؤثثة في تصرف السائح مقابل 50 دولارا تقريبا لليلة الواحدة، وهو مبلغ يساوي تقريبا سعر الإقامة في أحد الفنادق ذات ثلاث نجوم.
النباتات الاستوائية تغطي مساحات شاسعة من الأراضي الرطبة القريبة من بحر قزوين (الجزيرة نت) معالم العاصمةوإذا كانت الطبيعة الخلابة عاملا رئيسيا لاستقطاب السياح إلى الشمال الإيراني، فإن المعالم التاريخية والثقافية تشكل حافزا كبيرا لجذب هواة التاريخ إلى العاصمة طهران وبعض المدن الإيرانية الأخرى، ومنها أصفهان وشيراز.
أما العاصمة طهران، فمناخها أبرد بقليل عن مناطق الشرق الأوسط، ذلك لأن المدينة البالغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة تقع على ارتفاع 1200 متر عن سطح البحر، وتضم مجموعة كبيرة من قصور الملوك والمتاحف والحدائق والملاهي والمصايف، ناهيك عن الأسواق والمدن الصناعية المحيطة بها من الغرب إلى الجنوب ثم الشرق.
برج طغرل السلجوقي من أبرز المعالم التاريخية الشهيرة جنوبي طهران (الجزيرة نت)
ويزور العديد من العرب العاصمة الإيرانية من أجل التجارة والعلاج والاستفادة من مراكزها البحثية المنتشرة في كبرى جامعاتها، إلى جانب المكتبات الأكاديمية التخصصية والمكتبة الوطنية الكبرى وأختها التابعة للبرلمان.
والزائر العربي لطهران -مهما كانت غايته من الزيارة- فإنه قد يصادف خلال تجوله في المدينة معلما أثريا تدله إليه زحمة مرتاديه، أو اللافتات الكبيرة المعلقة على أبوابه.
ولا يصعب على السائح أن يصادف برجي "ميلاد" و"آزادي" أو جسر "الطبيعة"، أو مجموعة قصور "سعد أباد" و"نياوران" و"كلستان" أو متاحف "الفنون" و"السجاد" و"الزجاج والفخار" و"التراث" و"الزمان" و"الحياة البرية"، أو حدائق الطيور والديناصورات والنباتات، وكمّا هائلا آخر من الحدائق العامة والملاهي.
مشهد مجسم يروي تاريخ الحقبة الزندية في إيران بمتحف قلعة كريم خان زند (الجزيرة نت) معالم تاريخيةولطالما اشتهرت طهران بكثرة معالمها فإن هناك مدنا أخرى في البلد اكتسبت شهرة بسبب احتضانها واجهات تاريخية، ترمز إلى حقب محددة، ومنها مدينة أصفهان التي تتخذ شهرة كبيرة لما تحتوي على أكثر من ستة آلاف أثر تاريخي يصل بعضها إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد.
وبما أن الوثائق التاريخية تشير إلى ارتباط تاريخ مدينة أصفهان بالملوك الإيرانيين منذ العهد الإخميني، ثم السلالة الاشكانية فالساسانية والصفوية، فإن أغلب معالم المدينة ترمز إلى تلك الحقب التاريخية وآخرها العهد الصفوي؛ حيث أصبحت حينها عاصمة لبلاد فارس.
ومن المعالم التي بُنِيَت في العهد الصفوي بمدينة أصفهان ولا تزال تحتفظ برونقها يمكن الإشارة إلى ساحة "رسم العالم"، والتي تحول اسمها في الجمهورية الإسلامية إلى ساحة "الإمام الخميني"، وكذلك مسجد الشيخ لطف الله، وعمارة عالي قابو، والبوابة القيصرية.
مسجد الشيح لطف الله من المعالم الأساسية التي يقصدها زوار مدينة أصفهان (بيكسلز) الأدب والفنوليس بعيدا عن أصفهان، تقع مدينة شيراز على بعد 300 كيلومتر من المياه الخليجية، وتكثر فيها الحدائق الغناء والبساتين والغابات، حتى عرفت بأنها "عروسة المدن الإيرانية"، والتي لطالما تغنى بها الأدباء والشعراء، ولعل أبرزهم الشاعر خواجه شمس الدين الشيرازي (من 727 إلی 792 هـ)، وكذلك الكاتب والشاعر سعدي (600 إلى 691 هـ) اللذين أصبحت مقبرتهما من أبرز المعالم الثقافية، واللتين يقصدهما هواة الفن والأدب من داخل إيران وخارجها.
وعلى غرار أصفهان، فإن تاريخ مدينة شيراز يعود إلى ما قبل الميلاد، لكنها ازدهرت بعد دخول الإسلام إلى بلاد فارس حتى بلغت ذروة التطور في العهدين الصفوي والزندي، حيث اختارها الملك "کريم خان زند" عاصمة لبلاده.
جانب من العمارة الإيرانية في مدينة شيراز (بيكسلز)ومنذ ذلك الحين ارتبط اسم شيراز بالسلالة الزندية، ولقلعة كريم خان الزندي التي تقع في الوقت الراهن وسط المدينة دور كبير في المحافظة على هذا الارتباط التاريخي، لأنها کانت بمثابة المقر الحكومي للدولة الزندية.
كما أن المدينة تحتضن قبر "أحمد بن موسى الكاظم" المشهور باسم "شاه جراغ"، ويشكل عتبة مقدسة عند الشيعة، فضلا عن معالم تاريخية وثقافية أخرى مثل "بوابة القرآن" وهي عبارة عن مدخل للمدينة بنيت فوقه غرفة صغيرة وضع فيها المصحف، تبرکا ولصون المارة من المكاره والحوادث.
ويعتبر الربع الثاني من السنة أفضل وقت لزيارة شيراز لاعتدال مناخها في فصل الربيع حتى بداية الصيف، حينها ترتفع الحرارة فيها وتزداد رطوبة أجواءها.
ويمكن للسائح العربي زيارة هذه المعالم بسهولة بسبب توفر خدمات النقل والإسكان في جميع المدن الإيرانية الكبيرة، لاسيما السياحية منها وبأسعار رخيصة مقارنة ببعض الدول الأخرى، وقد يعود السبب إلى تراجع قيمة العملة الإيرانية خلال السنوات الأخيرة، بحيث لا تزيد تكاليف الإقامة والطعام والترفية 200 دولار للفرد يوميا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مدینة أصفهان الجزیرة نت بحر قزوین
إقرأ أيضاً:
مسؤول بإدارة ترامب يتحدث عن قرارات حاسمة بشأن إيران.. وطهران تدعو لنهج واقعي
اعتبر مايك والتز مستشار الأمن القومي الأمريكي أن إيران تمر بفترة "ضعف كبير" ما يجعل الوقت مناسبا لتتخذ الإدارة الأمريكية الجديدة "قرارات حاسمة" بشأنها متوقعا حدوث ذلك الشهر المقبل.
وقال والتز في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" الإخبارية: إن "إيران في الوقت الراهن ضعيفة وفي وضع غير جيد بفضل قيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
وأضاف: "كان الجميع يقولون إن القضاء على زعيم حزب الله حسن نصر الله سيكون خطوة تصعيدية للغاية واستفزازية إلى حد كبير، وأنه لا يمكن القيام بذلك.. وتعلمون ماذا؟ لقد فعلتها السلطات الإسرائيلية".
وتابع والتز: "أدى ذلك إلى ظهور فرصة حقيقية في لبنان، وأسفر عن سقوط نظام الأسد ودكتاتوريته المتوحشة، وأدى إلى عزل حماس بالكامل.. كانوا دائما يعتقدون أن الدعم سيأتي من الشمال برفقة حزب الله، لكن الوضع تغير الآن.. وأعتقد أن هذا هو السبب الرئيسي الذي جعلهم يتوصلون إلى اتفاق".
واختتم قائلا: "تم القضاء على الدفاع الجوي الإيراني.. لذا، أعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لاتخاذ هذه القرارات الحاسمة.. وسنقوم بذلك خلال الشهر المقبل".
وكان ترامب قد صرح في نوفمبر الماضي بأن الولايات المتحدة لا تسعى لإلحاق الأذى بإيران، ولكنها لن تسمح لطهران بامتلاك سلاح نووي.
ويتوقع أن تكون سياسة ترامب تجاه إيران محل تركيز كبير خلال فترة رئاسته، خاصة بعد الانتقادات التي وجهها خلال حملته الانتخابية للاتفاق النووي المبرم بين إيران ومجموعة 5+1، والذي وصفه بأنه "غير مجد".
نهج واقعي
في المقابل قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، الاثنين، إن إيران تأمل في أن تتبنى الحكومة الأمريكية الجديدة نهجا "واقعيا" تجاه طهران.
وقال إسماعيل بقائي للصحفيين: "نأمل أن تكون توجهات وسياسات الحكومة الأمريكية (المقبلة) واقعية ومبنية على احترام مصالح ... دول المنطقة، بما في ذلك الأمة الإيرانية".
يأتي هذا التصريح قبل ساعات فقط من تنصيب دونالد ترامب الذي انتهج سياسة "الضغوط القصوى" على إيران خلال ولايته الأولى (2017-2021).
في ولايته الأولى، انسحب ترامب في عام 2018 من الاتفاق الدولي بشأن برنامج إيران النووي بعد ثلاث سنوات من التوقيع عليه وأعاد فرض عقوبات مشددة على طهران.
وردا على ذلك، زادت طهران بشكل كبير احتياطاتها من المواد المخصبة ورفعت مستوى التخصيب إلى 60%، مقتربة من نسبة 90% اللازمة لصنع سلاح نووي، وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتدافع طهران التي أعربت عن رغبتها في استئناف المفاوضات لإحياء الاتفاق، عن حقها في امتلاك الطاقة النووية للأغراض المدنية وتنفي رغبتها في امتلاك أسلحة ذرية.
ينتهي العمل بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 الذي صادق على الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى الولايات المتحدة وروسيا والصين، في تشرين الأول/ أكتوبر 2025.
وناقشت الدول الأوروبية الثلاث في كانون الأول/ ديسمبر الماضي احتمال استخدام آلية إعادة فرض العقوبات على إيران "لمنعها من امتلاك السلاح النوي".
وقال بقائي: "إذا تم استخدام هذه الآلية على نحو تعسفي للضغط على إيران أو الحصول على تنازلات، فإن ردنا سيكون بالمثل وسيكون متناسباً".
وأضاف: "لقد أوضحت إيران أنه في هذه الحالة لن يكون هناك سبب للبقاء في اتفاقات معينة"، متحدثا عن معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قال نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية كاظم غريب آبادي إن بلاده سوف "تنسحب" من المعاهدة إذا قرر الغرب إعادة فرض العقوبات عليها.
تفرض معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية على الدول الموقعة عليها الإعلان عن مخزونها من المواد النووية وإخضاعها لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.