أيرلندا تدعو لمراجعة التجارة مع إسرائيل وإسبانيا تلغي شراء ذخيرة منها
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
حث رئيس الوزراء الأيرلندي سايمون هاريس الاتحاد الأوروبي على إعادة النظر في العلاقات التجارية مع إسرائيل، الثلاثاء، على خلفية حظرها أنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في وقت ألغت فيه إسبانيا شراء ذخيرة للشرطة من شركة إسرائيلية.
وانتقد هاريس حظر الكنيست "الدنيء" لوكالة الأونروا المسؤولة عن تنسيق كافة المساعدات تقريبا، التي تصل إلى غزة، وقال للصحفيين في دبلن قبل لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي المقبل أنتونيو كوستا "التحرّك الأهم الذي يمكن أن يقوم به الاتحاد الأوروبي حاليا هو إعادة النظر في العلاقات التجارية مع إسرائيل".
وأضاف "ما قامت به إسرائيل والكنيست الإسرائيلي الليلة الماضية كان دنيئا ومشينا ومعيبا. سيموت المزيد من الناس، وسيموت المزيد من الأطفال جوعا".
ونبّه هاريس إلى أنه "لا يوجد بديل" للأونروا، وإلى أنه سيناقش مع كوستا "كيف يتعين على أوروبا الآن إيجاد الشجاعة الأخلاقية.. للتحرك في هذا الصدد". مؤكدا أن "أيرلندا وإسبانيا وبلجيكا وسلوفينيا وغيرها تدعو إلى المزيد من التحرّك على مستوى الاتحاد الأوروبي".
موقف إسبانيفي غضون ذلك، قالت وزارة الداخلية الإسبانية، اليوم، إنها ألغت عقدا لشراء ذخيرة من شركة إسرائيلية، لتضاف صفقات الشراء إلى تعهد إسبانيا سابقا بعدم بيع أسلحة لإسرائيل.
وذكرت الوزارة، في بيان لها، "الحكومة الإسبانية لا تزال على تعهدها بعدم بيع أسلحة لإسرائيل منذ بداية الصراع المسلح في غزة، ورغم أن الأمر في هذه الحالة يتعلق بشراء ذخيرة، فإن وزارة الداخلية بدأت في الإجراءات الإدارية لإلغاء عملية الشراء".
وأضافت أنه "سيتم استبعاد الشركات الإسرائيلية من أي مناقصات لم يتم البت فيها بعد". وقالت إنه تم طرح المناقصة على التعاقد في فبراير/شباط، وتمت ترسيتها في 21 أكتوبر/تشرين الأول، مع منح شركة إسرائيلية اثنتين من أصل 3 حصص.
وكانت إذاعة "كادينا سير" قد أفادت، في وقت سابق، بأن قوات الحرس المدني التابعة للشرطة الإسبانية اتفقت على شراء أكثر من 15 مليون طلقة عيار 9ملم مقابل 6.48 مليون دولار من شركة "جارديان" الإسرائيلية.
وسبق وأن قالت إسبانيا في أكتوبر/تشرين الأول 2023 إنها ستوقف مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، حين بدأت حرب إسرائيل في غزة، التي تقول إنها تستهدف حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في القطاع.
يذكر أن إسبانيا واحدة من أشد المعارضين داخل الاتحاد الأوروبي للحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة، ومؤخرا على جنوب لبنان.
وحث رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث أعضاء الاتحاد الأوروبي الآخرين قبل أسبوعين على الاستجابة لطلب إسبانيا وأيرلندا تعليق اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد وإسرائيل بسبب أفعالها.
واعترفت أيرلندا إلى جانب إسبانيا والنروج وسلوفينيا رسميا في وقت سابق هذا العام بدولة فلسطينية تضم قطاع غزة والضفة الغربية.
وكانت البلدان الأربعة من أشد منتقدي الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين أول عام 2023.
وفي فبراير/شباط الماضي، طلبت كل من دبلن ومدريد من الاتحاد الأوروبي التحقق "بشكل عاجل" من مسألة إن كانت إسرائيل تلتزم في ما يتعلق بحقوق الإنسان في غزة بموجب اتفاق يربط بين هذه الالتزامات والعلاقات التجارية.
وأشارت هذه الدول إلى أن "اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل يجعل من احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية عنصرا أساسيا في هذه العلاقة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
«بولتيتكو» الأمريكية: ماذا سيحدث بين ترامب والاتحاد الأوروبى فى حربهما التجارية؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بعد سنوات من تراجع صفقات التجارة وفشلها فى التقدم، كان كل ما احتاجه الاتحاد الأوروبى هو صدمة عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ليتمكن من ترتيب أولوياته.
لم يقتصر دور رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس مفاوضات التجارة ماروش شيفكوفيتش على الانتظار؛ بل تحركا بسرعة بعد فوز ترامب فى الانتخابات فى نوفمبر لإتمام صفقات كانت عالقة لسنوات، بل لعقود، كما يسعيان لبناء علاقات جديدة تعويضاً عن تهديدات ترامب بفرض جدار جمركى حول الولايات المتحدة.
وقالت فون دير لاين فى كلمة رئيسية لها فى المنتدى الاقتصادى العالمى يوم الثلاثاء، بعد أقل من ٢٤ ساعة من أداء ترامب اليمين الدستورية: "أوروبا ستظل تسعى للتعاون، ليس فقط مع أصدقائنا القدامى المتفقين فى الرؤى، بل مع أى دولة نشاركها المصالح".
فى ولايتها الأولى، سعت مفوضية أورسولا فون دير لاين إلى ربط صفقات التجارة بحقوق الإنسان والشروط البيئية، وهو ما تبين أنه أكثر مما كان شركاؤها مستعدين لتقبله. ونتيجة لذلك، تم إلغاء زيارة كانت مقررة فى أواخر ٢٠٢٣ لإتمام صفقة تجارية مع دول أمريكا اللاتينية فى اللحظة الأخيرة. كما انهارت صفقة أخرى مع أستراليا بعد أن قام كبار مسئولى الاتحاد الأوروبى بجولة حول العالم من أجل مراسم توقيع لم تُعقد أبداً.
كشفت هذه الانتكاسات عن طموحات فون دير لاين التجارية فى ولايتها الأولى على أنها غير واقعية. وقد أصبح التحول فى التفكير واضحاً تماماً فى الأسابيع التى سبقت تنصيب ترامب.
قال ماروش شيفكوفيتش، فى مقابلة مع موقع "بوليتيكو" الأمريكى فى المنتدى الاقتصادى العالمي، رداً على سؤال حول ما إذا كان يلاحظ تحولاً فى سياسة التجارة لدى الاتحاد الأوروبي: "من وجهة نظرى خلال الشهرين الماضيين، وأعتقد أنه تم تأكيد ذلك بوضوح هنا فى اليومين الماضيين فى دافوس، هناك اهتمام كبير بتسريع مفاوضات التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي".
لم يُنفذ ترامب بعد تهديداته التى أطلقها أثناء حملته الانتخابية بفرض تعريفات جمركية عالمية تتراوح بين ١٠ إلى ٢٠ بالمائة على بقية دول العالم، مع زيادات أكبر على كندا والمكسيك والصين. لكن مجرد احتمال تنفيذ هذه التهديدات كان له تأثير محفز.
وقال دبلوماسى من الاتحاد الأوروبي، فى تصريحات لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية: "ترامب يساعد - دون قصد - فى تسهيل الاتفاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبى والدول الأخرى. يمكنكم أن تلاحظوا حدوث تغيير فى العقلية، وديناميكية جديدة معينة".
الواقع يُملى التغيير بعد عقدين من التفاوض بشأن تكتل "ميركوسور" التجارى فى أمريكا الجنوبية، أتمت المفوضية الأوروبية اتفاقاً سياسياً فى أوائل ديسمبر. وفى تنازل كبير، وافقت الأطراف على أن تتمكن من طلب تعويضات عن الخسائر الناجمة عن اللوائح الأوروبية الصارمة، مثل تلك التى تهدف إلى الحد من إزالة الغابات. وقال مسئول رفيع فى الاتحاد الأوروبى إن هذه الآلية المعروفة بإعادة التوازن كانت الأولى من نوعها فى اتفاق تجارى أوروبي.
وبالمثل، قبل ثلاثة أيام فقط من تنصيب ترامب، وافقت بروكسل أخيرًا على ترقية اتفاقها التجارى مع المكسيك. كانت المفاوضات قد عانت من تعثر لسنوات، لكن تهديد ترامب بفرض تعريفات جمركية على المكسيك دفع الجانبين إلى إظهار جبهة موحدة.
وفى عجلة من أمرها لإتمام الاتفاق، اعترفت بروكسل بأنها كانت "أقل طموحًا" مما كان مخططًا له فى السابق. وقال مسئول أوروبى آخر إن "الدول الشريكة الأخرى قد تتدخل وتبرم صفقات مع المكسيك، مما قد يضع الاتحاد الأوروبى فى وضع أسوأ فى المستقبل".
وبدت سرعة بروكسل فى تحديث الاتفاق مع المكسيك مفاجئة لرئيسة البلاد، كلاوديا شينباوم. فقد قالت فى مؤتمر صحفى يوم الجمعة الماضي: "العمل مستمر، ولا يوجد اتفاق بعد. يجب أن يتماشى كل شيء مع خطتنا".
منذ ذلك الحين، سعى مسئولو الاتحاد الأوروبى إلى توضيح أن الاتفاق تم على المستوى السياسي، على الرغم من أن النص القانونى لا يزال بحاجة إلى finalize.
فى انتصارات تجارية أخرى، عمق الاتحاد الأوروبى توسيع اتفاقاته مع سويسرا، وأعاد إحياء المفاوضات بشأن اتفاق تجارى مع ماليزيا بعد توقف دام عقدًا من الزمن. كما تخطط فون دير لاين لقيادة جميع مفوضيها فى مهمة إلى الهند الشهر المقبل بحثًا عن اتفاق شراكة استراتيجية وتقدم فى المفاوضات الطويلة والمتباطئة بشأن اتفاق تجاري.
لكن هناك ما يعكر صفو الطموحات التجارية للاتحاد الأوروبي، وهو الانقسام العميق بين أكبر اقتصادين فيه، فرنسا وألمانيا، اللتين لا تتفقان على العديد من الملفات التجارية. يشمل ذلك "ميركوسور" أو موقف المفوضية المتشدد تجاه الصين، الذى أسفر عن فرض رسوم على واردات السيارات الكهربائية.
ودفاعًا عن صادرات بلاده، يريد فريدريش ميرز، الذى يُعتبر خليفة محتملًا للمستشار الألماني، أن يتحرك الاتحاد الأوروبى بسرعة لتعزيز التجارة. وفى خطاب حملته يوم الخميس الماضي، دعا بروكسل إلى إجراء صفقات تجارية حصريّة للاتحاد الأوروبى يمكن تسريعها، دون الحاجة إلى مصادقة جميع الدول الأعضاء الـ٢٧.
ميرز، الذى من المتوقع أن يفوز حزبه الديمقراطى المسيحى فى الانتخابات المبكرة فى أواخر فبراير، يتحدث أيضًا بشكل صريح عن أفضل السبل لتجنب حرب تعريفة مع الولايات المتحدة. وهو يدعو إلى إحياء المفاوضات بشأن اتفاق تجارة حرة عبر الأطلسى انهار قبل نحو عقد من الزمان.
لكن هذا لن يلقى قبولًا لدى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، الذى تعرض على مدار العام الماضى لضعف سياسى بسبب هزائم انتخابية وترأس أربع حكومات مختلفة. ويعانى ماكرون من نقص فى أغلبية مستقرة فى البرلمان، الذى يتفق أعضاؤه على نقطة واحدة: معارضتهم للتجارة الحرة.
وهذا يعيد فون دير لاين وشيفكوفيتش إلى أكبر تحدٍ تجارى سيواجهانه: تعريفات ترامب عندما تصبح حقيقة واقعة.