بغداد تحتج وواشنطن تتبرأ من خرق الأجواء: سياسة “الكيل بمكيالين” باتت مفضوحة
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
29 أكتوبر، 2024
بغداد/المسلة: صرحت السفيرة الأميركية في بغداد، إلينا رومانوسكي، الثلاثاء، بأن بلادها لا تسيطر على الأجواء العراقية، كما أكدت عدم مشاركة القوات الأميركية في الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران بينما قدمت الحكومة العراقية مذكرة احتجاج رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن، متهمة إسرائيل بانتهاك أجواء العراق واستخدامها لشن هجمات على إيران.
وهذا التصريح يأتي في وقت حساس، ويبدو وكأنه محاولة لتهدئة التوتر بين بغداد وواشنطن حول الدور الأميركي في حماية الأجواء العراقية. لكنه يُفسر أيضًا كنوع من محاولة التملص من مسؤولية مراقبة المجال الجوي، خاصة في ظل الانتقادات المحلية التي تشير إلى عدم امتلاك العراق منظومات دفاعية فعالة لحماية سيادته الجوية، وربما يثير هذا تساؤلات عن مدى صدق الولايات المتحدة في الالتزام بحماية أجواء العراق من التهديدات الخارجية، في ظل رفضها دعم بغداد بأنظمة دفاع جوي متقدمة.
في المقابل، أعربت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي عن استيائها من الموقف الأميركي، معتبرةً أن الولايات المتحدة أخلت بالاتفاقيات الأمنية، مما سمح لإسرائيل باختراق الأجواء العراقية. واعتبر رئيس اللجنة، كريم المحمداوي، أن هذا التصرف يمثل سياسة “الكيل بمكيالين”، حيث تَدّعي واشنطن سيطرتها على الأجواء العراقية وتمنع اختراقها، بينما يسمح لحليفتها الإسرائيلية بتنفيذ عمليات عسكرية عبر هذا المجال.
ويبدو أن تصريحات المحمداوي تُعبر عن شعورٍ متزايد بين النواب العراقيين بأن الوجود الأميركي لا يحقق أهدافه المعلنة في حماية العراق، بل يفتح المجال أمام استغلال حلفاء الولايات المتحدة لهذه الثغرات لمصالحهم الخاصة. ويمكن اعتبار دعوة المحمداوي إلى انسحاب قوات التحالف تأكيداً على أن العراق يشعر بضغط متزايد لتعزيز سيادته بشكل كامل، لا سيما مع تصاعد التوترات الإقليمية التي تُضعف موقف بغداد كطرف محايد.
بدوره، أكد النائب مختار الموسوي على أن ما حدث يمثل خرقاً لاتفاقية الإطار الإستراتيجي الموقعة بين بغداد وواشنطن قبل 14 عاماً، والتي تنص على حماية العراق من التهديدات الخارجية من خلال القدرات الأميركية الدفاعية. واعتبر الموسوي أن واشنطن لم تلتزم فعلياً بهذه الاتفاقية، مما زاد من الدعوات لسحب القوات الأجنبية من الأراضي العراقية.
تصريحات الموسوي تمثل تعبيراً عن تنامي الشعور بالاستقلالية داخل البرلمان العراقي، خاصةً أن خرق الاتفاقيات قد يُشكل تهديداً لأمن العراق وسيادته. ويبدو أن هناك إدراكاً متزايداً بأن العراق قد يكون بحاجة لإعادة النظر في تحالفاته الخارجية والبحث عن دعم إقليمي ودولي يوفر له الحماية الكاملة دون التضحية بسيادته أو استغلاله كأداة في صراعات القوى الإقليمية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الأجواء العراقیة
إقرأ أيضاً:
جهزوا الملابس الثقيلة.. موجة باردة تضرب العراق والغبار يملأ الأجواء ابتداءً من الأحد
بغداد اليوم - بغداد
توقع المنبئ الجوّي رياض القريشي، اليوم الخميس (21 تشرين الثاني 2024)، تعرّض مدن العراق إلى موجة باردة تستمر حتى نهاية الشهر الجاري.
وكتب القريشي في تدوينة له على حسابه الشخصي بمنصّة "فيس بوك"، وتابعتها "بغداد اليوم"، أن" حركة الكتلة الباردة على مستوى 850 هكتوباسكال للفترة القادمة ستشكل موجة باردة تستمر حتى نهاية الشهر الحالي وتكون أكثر فاعلية شمال وغرب البلاد".
وأضاف، أنه" لاتوجد في الأفق حالة مطرية تستدعي الأنتباه في وسط وجنوب البلاد سوى بعض الامطار الخفيفة، بينما مناطق شمال شرق البلاد (السليمانية) سيكون لها النصيب الأكبر من الامطار حتى نهاية الشهر، والثلوج واردة في أقصى شمال البلاد (دهوك).
إلى ذلك قال المتنبئ الجوّي واثق السلامي، أنه" مع بداية تأثير الكتلة القطبية الباردة وبسبب الفروقات الحرارية يتوقع تشكل موجة غبار كثيفة مساء يوم الاحد المقبل جهة الانبار وتنحدر مع الرياح الشمالية الغربية نحو مدن الوسط والفرات الاوسط.