هدايا من واشنطن لطهران.. بايدن يستسلم للابتزاز الإيراني
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
وصفت تيليجراف البريطانية، الاتفاق الجديد الذي توصلت إليه الولايات المتحدة مع طهران للإفراج عن الرهائن الغربيين بأنه أسوأ اتفاق ممكن في أسوأ وقت ممكن.
وقال دانيال جونسون، الصحفي البريطاني المخضرم، في تقرير له نشرته الصحيفة أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سوف يرضي عن نفسه بعد الاتفاق على تبادل الأسرى مع إيران الأسبوع الماضي، لكن في الحقيقة سيعني ذلك منح نظام شرير 6 مليارات دولار من عائدات نفطية محجوزة بموجب قوانين العقوبات، لذلك يمكن للرئيس أن يدعي أن صفقته لن تكلف دافع الضرائب الأمريكي سنتًا واحدًا.
وأضاف: لا شك أن بايدن يتطلع بالفعل إلى وهج وسائل الإعلام الصديقة وهو يرحب بالرهائن في الوطن، وربما يأمل في تعزيز شعبيته في السباق القادم على البيت الأبيض، لكن الحقيقة هي أن تبادل الأسرى الغامض من جانب بايدن لن يؤدي إلا إلى إلحاق الضرر بالهيبة الأمريكية، وتشجيع الإيرانيين على أخذ المزيد من الرهائن الغربيين، والمساعدة في تمويل طموحات النظام النووية.
وتابع: من المفهوم أن شروط الصفقة تشمل نقل 6 مليارات دولار من كوريا الجنوبية إلى قطر، وسيتم منح إيران إمكانية الوصول إلى الأموال النقدية لأغراض "إنسانية" - على الرغم من أن ضبط هذا الأمر سيكون مشكلة، ومن المرجح أيضًا أن تشمل الصفقة إعادة عدد من الإيرانيين المحتجزين في الولايات المتحدة لخرقهم العقوبات. عندها فقط سيتم إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين.
وأشار التقرير إلى أن هذه ليست بالطبع، أول اتفاقية من نوعها بين الغرب وإيران - ولن تكون الأخيرة، ففي العام الماضي، سلم بوريس جونسون ما يقرب من 400 مليون جنيه إسترليني من الأصول المجمدة مقابل الرهينتين البريطانيتين نازانين زاغاري راتكليف وأنوشة عاشوري، حيث فازت حملة الإضراب عن الطعام التي شنها ريتشارد راتكليف، زوج نازانين، بالرأي العام البريطاني، مما أجبر رئيس الوزراء آنذاك على حث وزارة الخارجية على قبول طلبات الفدية.
وأوضح ان إدارة بايدن تعرضت للفشل بسبب قرار داونينج ستريت بالموافقة على صفقة منفصلة، بعد أن كانت تأمل في تضمين الزوجين البريطانيين في حزمة شاملة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني المحتضر، وضمن خطة العمل الشاملة المشتركة، لكن الآن، يبدو أن الآمال في إحياء اتفاق 2015 قد ماتت وتكتفي واشنطن بتبادل الأسرى.
وأكد أن أحد الجوانب السلبية لصفقة بايدن يتمثل في أنها تضفي المصداقية في لحظة حاسمة على واحدة من أخطر الدول المارقة في العالم، مما يمكّن إيران من بسط نفوذها الخبيث، وفقا لما نشره تقرير التيلجراف.
واضاف ان الغزو الروسي لأوكرانيا قدم عرضًا للطائرات الإيرانية بدون طيار، وهي الدعامة الأساسية لهجمات بوتين على المدن، ومن خلال تحدي عقوبات الأمم المتحدة على روسيا مع الإفلات من العقاب، أدخلت طهران نفسها في صراع آخر مع الغرب.
وأشار إلى أن إيران تبني صناعة أسلحة جديدة وتحيي حلم آية الله الخميني بتمرد عالمي ضد "الشيطان الأكبر"، وفي الخليج العربي، تفترس البحرية الإيرانية الناقلات التجارية، مما يهدد حركة الملاحة البحرية العالمية، وكان الحرس الثوري الإيراني في طليعة مثل هذه القرصنة.
وأوضح أن الحرس الثوري الإيراني ينتشر في كل مكان في سوريا واليمن وجميع أنحاء الشرق الأوسط، كما يتسلل إلى الدول الغربية، وهنا وصفت وزيرة الداخلية، سويلا برافرمان، الأسبوع الماضي، الحرس الثوري الإيراني بأنه أخطر تهديد حالي للأمن القومي البريطاني، حيث أحبطت MI5 حوالي 15 مؤامرة من قبل الحرس الثوري الإيراني لاغتيال أو اختطاف إيرانيين يعيشون في بريطانيا.
ولفت التقرير إلى أن المرشد الأعلى، آية الله خامنئي، داخل إيران، أمر رئيسه المتشدد إبراهيم رئيسي، بسحق كل المعارضة، والآن يقوم "جزار طهران" بقمع موجة من الاحتجاجات ضد قانون "العفة والحجاب" القاسي.
وختم الكاتب التقرير، قائلا: من خلال اقتناص دور محوري بين روسيا والغرب، رفعت إيران نفسها من دولة منبوذة إلى قوة إقليمية، وبمجرد أن تمتلك أسلحة نووية، ستكون عالمية، ومن خلال رشوة إيران للإفراج عن الرهائن لتحقيق مكاسب انتخابية، يخاطر جو بايدن بالإشارة إلى الضعف، ليس فقط للشرق الأوسط، ولكن لأعداء أمريكا في كل مكان.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ايران الولايات المتحدة الحرس الثوری الإیرانی
إقرأ أيضاً:
الغرب ينتظر "واقعاً مختلفاً" في البرنامج النووي الإيراني
ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن إيران تتخذ خطوات بشأن صراعها النووي مع الدول الغربية، التي ستواجه واقعاً مختلفاً الفترة المقبلة بشأن "البرنامج الإيراني"، وقدمت قراءة لتصريحات المسؤولين الإيرانيين خلال الفترة الأخيرة.
وقالت "جيروزاليم بوست" في تحليل، إن وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية، تسلط الضوء على قرار طهران بتفعيل أجهزة الطرد المركزي المرتبطة ببرنامجها النووي، وعلى رغبة إيران في توسيع قدرتها على التخصيب.
إيران تواجه مأزقاً بعد عودة ترامب https://t.co/1Gku97cWYJ pic.twitter.com/EiSw4XmztW
— 24.ae (@20fourMedia) November 20, 2024 رسالة إلى الغربوذكرت الصحيفة الإسرائيلية، أن هاتين الخطوتين تهدفان إلى توجيه رسالة إلى الغرب، بأن إيران قامت بالفعل بتخصيب الكثير من اليورانيوم خلال السنوات الأخيرة، وأن العقبة الحقيقية أمام تسليحها النووي هي اختبار قنبلة ووضعها على صاروخ يمكنه حملها.
وكانت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" نقلت عن رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، قوله إن طهران بدأت في تفعيل أجهزة الطرد المركزي المتقدمة رداً على إجراء ذي دوافع سياسية اتخذه مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن البرنامج النووي السلمي للبلاد.
وأضاف التقرير أن "تصرفات الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة، ذات الدوافع السياسية والضارة، أدت إلى قرار غير عادل بشأن البرنامج النووي السلمي الإيراني"، مضيفاً أن هذه الدول تستخدم الأنشطة النووية السلمية الإيرانية كذريعة لتعزيز إجراءاتها غير المشروعة، وتقويض مصداقية واستقلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتعطيل التعاون البناء بين إيران والوكالة.
وأضافت الوكالة الإيرانية أن "إيران ستسرع بشكل كبير من أنشطة تخصيب اليورانيوم من خلال تركيب آلاف أجهزة الطرد المركزي المتقدمة الجديدة خلال الأشهر القليلة المقبلة، في أعقاب التوبيخ المدعوم من الغرب في الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
نتانياهو يشعر بحرية التحرك ضد إيران بعد وصول ترامبhttps://t.co/ht7dCHkhbe
— 24.ae (@20fourMedia) November 20, 2024 الخطوات التالية في البرنامج النووي الإيرانيوبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن إيران تستعد الآن لتخصيب المزيد من اليورانيوم والاستعداد للخطوات التالية في برنامجها النووي، ومن المرجح أن يحدث هذا مع تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه في 20 يناير (كانون الثاني).
واقع مختلف
وأشارت جيروزاليم بوست إلى تصريحات المتحدث باسم الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية، بهروز كمالوندي، بشأن ما سيحدث على الأرض خلال الأشهر الأربعة إلى الستة المقبلة، مع تفعيل آلاف أجهزة الطرد المركزي الجديدة، وزيادة سرعة التخصيب، وإنشاء بنى تحتية جديدة، بالإضافة إلى بعض الإجراءات الأخرى.
واختتمت الصحيفة الإسرائيلية تحليلها قائلة إن "الأطراف الغربية التي كانت تحاول تقييد البرنامج النووي الإيراني ستواجه واقعاً مختلفاً، يشمل برنامجاً أوسع وأكثر تقدماً بشكل ملحوظ، سواء من الناحية الكمية أو النوعية".