لوفيغارو تفحم الكبرانات : المغرب يتقدم بدون بيترول ولا غاز فقط بالعمل والطموح
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
زنقة 20. الرباط
في عمود نُشر مؤخرًا، أشاد رينو جيرار Renaud Girard من صحيفة لو فيغاروالفرنسية Le Figaro بزيارة الدولة التي يقوم بها إيمانويل ماكرون إلى المغرب، واصفًا هذه الزيارة بأنها “قرار حكيم” يعكس رؤية فرنسا لتعزيز تحالفها مع دولة تمكنت، رغم عدم توفرها على موارد طبيعية مثل النفط، من تحقيق تطور ملحوظ وتمركزت كقوة قيادية في إفريقيا.
من خلال هذه العبارة، يبرز جيرار أن تقدم المغرب لم يكن نتيجة لثروات طبيعية، بل بفضل استراتيجية تعتمد على العمل الجاد، والابتكار، والمبادرات الاقتصادية الخاصة، مما جعل المملكة نموذجاً للتنمية المستدامة في القارة الإفريقية.
هذا التباين مع الجزائر مقصود وعميق. ففي حين اعتمد المغرب سياسة انفتاح وإصلاحات هيكلية وتنويع اقتصادي، أهدر النظام الجزائري -الذي يتمتع بثروة نفطية هائلة- عقودًا من عائدات النفط دون أن ينجح في بناء اقتصاد قوي ومتنوع. ووفقًا لجيرار، فإن “جبهة التحرير الوطني في الجزائر لم تفعل شيئًا بالنفط الذي اكتشفه وتركه لها المهندسون الفرنسيون“.
وعلى عكس المغرب، اعتمدت الجزائر على النفط كمصدر دخل سلبي وتجنبت تنفيذ إصلاحات جوهرية، مما ترك البلاد في حالة من الركود الاقتصادي وجعل اقتصادها هشًا أمام تقلبات أسعار النفط، دون تحقيق فوائد ملموسة لشعبها.
قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإعطاء الأولوية للعلاقات مع المغرب يعكس توجهًا نحو البراغماتية والتنمية المستدامة. يأتي هذا القرار في ظل الاستقرار والنمو الاقتصادي الذي أظهره المغرب على الساحة الإقليمية والدولية، ما جعله شريكًا موثوقًا لفرنسا في إفريقيا. وعلى النقيض، تظل الجزائر حبيسة خطاب المواجهة، معتمدة على النزعة المعادية لفرنسا كوسيلة للحفاظ على شرعيتها الداخلية الهشة. يبرز رينو جيرار في مقاله كيف أن هذا التوجه المتصلب والعدائي قد حرم الجزائر من فرص دبلوماسية وتجارية مهمة، في حين يبرز المغرب كدولة تتطلع إلى المستقبل بشراكات دولية قوية وموثوقة.
زيارة ماكرون إلى الرباط تعكس تأكيدًا للريادة المغربية في المنطقة. إذ تعزز هذه الزيارة دعم فرنسا لسيادة المغرب على الصحراء، وتؤسس لشراكة في قطاعات استراتيجية تشمل الدفاع والتعليم والسياحة والطاقة. وفي الوقت الذي تستمر فيه الجزائر في تبني موقف عدائي تجاه المغرب، يتقدم المملكة بخطوات ثابتة ليصبح مركزًا للاستقرار والتنمية في شمال إفريقيا. وكما يقول جيرار، فقد اختارت فرنسا “طريق العقل”، بتفضيلها الشراكة مع دولة لا تكتفي بالعيش على أمجاد الماضي، بل تسعى بنشاط نحو بناء مستقبل قوي ومشرق.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
المغرب يتولى منصب نائب رئيس مجلس وزراء الأفارقة المكلفين بالماء لمنطقة شمال إفريقيا
تم انتخاب المغرب نائبًا لرئيس مجلس وزراء الأفارقة المكلفين بالماء عن منطقة شمال إفريقيا للفترة الممتدة من 2025 إلى 2027، وذلك في إطار الدورة الاستثنائية السادسة للجنة التنفيذية لمجلس إدارة المجلس التي انعقدت يوم الاثنين الماضي.
وخلال الجلسة، التي تم بثها عبر تقنية الفيديو، هنأ وزير التجهيز والماء، نزار بركة، مصر على الأداء المتميز الذي تم إنجازه خلال فترة رئاستها، متمنيًا التوفيق للسنغال التي ستتولى الرئاسة في الولاية المقبلة.
كما عبر الوزير عن شكره لموريتانيا على جهودها الكبيرة في الدفاع عن قضايا المياه في شمال إفريقيا خلال فترة ولايتها.
وفي كلمته، أكد الوزير بركة أن المغرب، الذي سيتولى نيابة رئاسة المجلس عن منطقة شمال إفريقيا، يلتزم بالاستمرار في تعزيز الجهود المبذولة لمواجهة تحديات المياه، وخاصة في ظل الضغوط الناتجة عن الإجهاد المائي والتغيرات المناخية. وأضاف أن التعاون مع الدول الإفريقية يشكل أولوية في السياسة الخارجية للمغرب، وأن قطاع المياه يكتسب أهمية متزايدة في هذا التعاون.
كما أعرب بركة عن استعداد المغرب لمشاركة خبراته مع الدول الإفريقية في مجال إدارة المياه، مع التأكيد على أهمية تبادل “قصص النجاح” في هذا المجال الحيوي.
في هذا السياق، دعا وزير التجهيز والماء إلى ضرورة صياغة رؤية إفريقية للمياه لما بعد عام 2025، تكون قادرة على التعامل بشكل جذري مع التحديات المتزايدة في القطاع. وفي إطار ذلك، أعلن أن المغرب سيستضيف الاجتماع المقبل للمشاورات التقنية الإقليمية بهدف إعداد هذه الرؤية لشمال إفريقيا.