بعد وصية حسن يوسف.. ما هي حكاية الآية القرآنية المكتوبة على قبر الشيخ الشعراوي؟
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
حسن يوسف.. تصدر محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك بعدما أعلنت وسائل الإعلام المختلفة عن رحيل الفنان حسن يوسف عن عمر يناهز ال 90 عامًا الأمر الذي جعل الكثيرون يبحثون عن وصايا الفنان حسن يوسف.
حيث كان أمنيته الفنان حسن يوسف هو أن تُكتب على قبره آيات معينة من القرآن الكريم، وأوضح أنه يفضل الآيات نفسها المكتوبة على قبر الشيخ محمد متولي الشعراوي، رحمه الله.
في حوار صحفي كشف الفنان حسن يوسف أمنيته أن تُكتب على قبره آيات معينة من القرآن الكريم، وأوضح أنه يفضل الآيات نفسها المكتوبة على قبر الشيخ محمد متولي الشعراوي، رحمه الله قائلًا: "أحب أن يُكتب على قبري آيات قرآنية، وتحديدًا ما كُتب على قبر الشيخ الشعراوي، من الآية 101 حتى الآية 103 من سورة الأنبياء".
وتتضمن هذه الآيات قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101) لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102) لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103)".
حسن يوسف هو ممثل ومخرج مصري، يُعد من أبرز نجوم السينما المصرية في الستينيات والسبعينيات، وُلد في 10 ديسمبر 1934. اشتهر بأدواره التي تنوعت بين الرومانسية والكوميديا والدراما، وجعلته أحد أكثر الممثلين شعبية في وقته. تخرج من "المعهد العالي للفنون المسرحية"، وبدأ مشواره الفني في أواخر الخمسينيات، حيث لفت الأنظار بأدائه الطبيعي وقدرته على تجسيد الشخصيات المختلفة.
برز يوسف في مجموعة من الأفلام الشهيرة مثل "الخطايا" و"الشياطين الثلاثة"، إلى جانب العديد من الأعمال التي جمعته بعمالقة الفن مثل فاتن حمامة وعبد الحليم حافظ. وفي الثمانينيات، قام بتقديم سلسلة من الأفلام الدينية التي عكست توجهه إلى الأعمال ذات الطابع الديني، ليصبح من رواد هذا النوع الفني في مصر.
تزوج حسن يوسف من الفنانة شمس البارودي، التي شكلت معه ثنائيًا فنيًا وعائليًا بارزًا، حيث ظهرا معًا في عدد من الأفلام. وفي السنوات الأخيرة، ابتعد حسن يوسف عن التمثيل السينمائي، لكنّه ظل نشطًا في الأعمال التلفزيونية حتى عام 2017 عندما شارك في مسلسل "قضاة عظماء".
يُعرف حسن يوسف بشخصيته الملتزمة واهتمامه بالقضايا الدينية، وسبق أن صرّح مرارًا بتفضيله تقديم أعمال فنية تتفق مع قيمه ومعتقداته.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: وصية حسن يوسف حسن يوسف موعد جنازة الفنان حسن يوسف الفنان حسن یوسف
إقرأ أيضاً:
"جبر بخاطره".. حكاية إنسانية خلف صورة شيخ الأزهر وتلميذ معهد الأقصر
في صباح هادئ مليء بالترقب والحماس، وقف التلاميذ في معهد محمد عطيتو النموذجي لغات بالأقصر، ينتظرون وصول الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف. كان اليوم مشحونًا بالمراسم الرسمية والكلمات الترحيبية، والكل يحاول الظهور بأفضل صورة أمام هذه الشخصية التي تحمل في ملامحها هيبة العلم ووقار المكانة.
من بين الحضور، كان هناك طفل صغير في ثوب أزهري ناصع البياض، يقف في زاوية منزوٍ بها، يحمل بين يديه ورقة صغيرة، مكتوبة عليها قصيدة شعرية. هذا الطفل لم ينم جيدًا الليلة الماضية، فقد كان يحفظ أبياته ويرددها مرارًا وتكرارًا أمام المرآة، يحلم بلحظة وقوفه أمام شيخ الأزهر ليُسمعه صوته الذي كان ينبض بحب واحترام لأهل الصعيد وكرامتهم.
لكن الوقت كان ضيقًا، والإجراءات البروتوكولية كانت كثيرة. أُلغيت فقرة الطفل، وأُعلن أن الوقت لم يعد يسمح بإلقاء القصيدة. عندها، انكمشت ملامح الطفل، واغرورقت عيناه بالدموع التي حاول إخفاءها خلف الورقة التي كانت أمس مصدر فخره، واليوم أصبحت مجرد ذكرى مؤلمة.
اللحظة الفارقةكان الإمام الأكبر شيخ الأزهر يُنهي كلمته حين لمح عيون الطفل الباكية ووقفته التي امتلأت بالحزن. التفت الإمام نحو الطفل، وسأل أحد المرافقين: "لماذا يبكي هذا الصغير؟" جاءه الرد سريعًا: "كانت له فقرة لإلقاء قصيدة، لكن الوقت لم يسمح يا مولانا".
في تلك اللحظة، أشار الإمام الأكبر بيده لوقف المراسم الرسمية، والتفت إلى الطفل قائلًا: "تعال يا بني، أريد أن أسمع قصيدتك".
تقدم الطفل بخطوات مترددة، ثم وقف أمام شيخ الأزهر، وبدأ في إلقاء قصيدته عن أدب أهل الصعيد وشهامتهم. كانت كلماته نقية وصوته يرتجف قليلًا من رهبة الموقف، لكن عيناه كانتا تتألقان بالفخر والسعادة.
ابتسامة ولقطة خالدةبعد أن انتهى الطفل من إلقاء قصيدته، ابتسم شيخ الأزهر وربّت على كتفه قائلًا: "أحسنت يا بني، صوتك جميل وكلماتك أروع. استمر وتعلم أكثر." ثم دعا شيخ الأزهر المصور لالتقاط صورة تذكارية معه، صورة تحمل في تفاصيلها لحظة إنسانية لن تُنسى.
رسالة مهمة من الإمام الأكبرفي كلماته الختامية، شدد الدكتور أحمد الطيب على أمر هام أمام جميع القيادات والمسؤولين قائلًا: "لا تستهينوا أبدًا بمشاعر التلاميذ، هؤلاء الأطفال هم المستقبل. كل طفل يمتلك موهبة تستحق الاهتمام والتشجيع. امنحوهم الفرصة دائمًا للتعبير عن أنفسهم، فهم أمانة في أعناقنا."
عاد الطفل إلى مكانه وسط تصفيق حار من الجميع، بينما كان يحتضن ورقته الصغيرة بفخر، وكأنها أصبحت كنزًا ثمينًا يحمل معه ذكرى لن تُنسى.
إنسانية تتجاوز البروتوكولهذا الموقف لم يكن مجرد لحظة عابرة، بل كان درسًا في الإنسانية والقيادة الحقيقية. ففي وقت كانت فيه المراسم الرسمية تضغط على الجميع للالتزام بالجدول الزمني، أصر شيخ الأزهر على منح طفل صغير لحظة ستظل محفورة في ذاكرته مدى الحياة.
إنه مشهد يُذكرنا بأن القيادة ليست مجرد أوامر وتوجيهات، بل هي لمسة إنسانية تجعل القلوب تتفتح والأرواح تزدهر.