من هو شارمهد الذي أعلنت إيران إعدامه؟
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
جمشيد شارمهد.. تصدر محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك بعد أن قامت السلطات الإيرانية بتنفيذ حكم الإعدام؛ الأمر الذي جعل المواطنين يبحثون عن قصة إعدام جمشيد شارمهد.
من هو جمشيد شارمهد؟
جمشيد شارمهد، وُلد في طهران عام 1955 ويحمل الجنسية الألمانية، وهو معارض إيراني يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية قبل اعتقاله.
يعتبر شارمهد من أبرز رموز المعارضة الإيرانية بالخارج، حيث يترأس جماعة تُعرف بـ "مجلس مملكة إيران" أو "تندر"، التي تدعو إلى عودة النظام الملكي وإسقاط النظام الحالي في إيران.
ومنذ سنوات، تنشط هذه الجماعة في الدعوة للإصلاحات السياسية وتحقيق تغييرات جذرية في النظام الإيراني، مُنتقدةً ممارسات السلطات الإيرانية بشكل علني وصريح.
تفاصيل عملية اعتقاله
في أغسطس 2020، أعلنت السلطات الإيرانية اعتقال جمشيد شارمهد في "عملية معقدة"، أثارت تساؤلات عديدة حول ملابساتها. لم تكشف السلطات الإيرانية عن تفاصيل عملية القبض عليه بشكل واضح، إلا أنها وصفتها بأنها عملية أمنية دقيقة ومُعقدة، وسط تكهنات أنه تم اختطافه من دولة ثالثة قبل نقله إلى إيران.
أثار هذا الأمر جدلًا واسعًا في الأوساط الحقوقية، حيث اتهمت منظمات حقوقية إيران بتعريض شارمهد للاختطاف من الخارج، في انتهاك للمعايير القانونية الدولية.
التهم الموجهة إليه والمحاكمة اتهمت السلطات الإيرانية شارمهد بالضلوع في أعمال إرهابية والتخطيط لهجمات استهدفت منشآت حساسة.
من أبرز التهم الموجهة إليه تفجير حسينية "سيد الشهداء" في شيراز عام 2008، والذي أسفر عن مقتل 14 شخصًا وإصابة العشرات.
وتزعم السلطات أن جماعة "تندر" كانت وراء هذا الهجوم، وأن شارمهد كان العقل المدبر وراءه، من جانبه، نفى شارمهد جميع التهم الموجهة إليه، فيما أكدت عائلته ومحاموه أنه لم يحصل على محاكمة عادلة، وأنه واجه ظروفًا قاسية داخل السجن.
ردود الفعل الدولية
في فبراير 2023، حُكم على جمشيد شارمهد بالإعدام بتهم تتعلق بالإرهاب والتآمر ضد الدولة، مما أثار موجة من الانتقادات الدولية. عبرت منظمات حقوقية، مثل منظمة العفو الدولية، عن قلقها البالغ من أن يكون شارمهد قد تعرض للتعذيب، واعتبرت أن محاكمته لم تراعِ معايير العدالة، إذ لم يُسمح له بالاستعانة بمحامٍ مستقل.
دعت العديد من الدول الغربية، بما فيها ألمانيا التي يحمل جنسيتها، إلى إطلاق سراحه وضمان حمايته، كما أكدت عائلته أنها تعيش حالة من القلق والخوف على مصيره، مطالبةً بضغط دولي لحمايته من تنفيذ حكم الإعدام.
ردود الفعل الإيرانية وأبعاد القضية في إيران
قوبل اعتقال شارمهد وتوجيه الاتهامات إليه بحملة إعلامية واسعة، حيث صورت السلطات الأمر على أنه نجاح أمني كبير في محاربة الإرهاب.
واعتبر المسؤولون الإيرانيون، بمن فيهم مسؤولون في الحرس الثوري، أن اعتقال شارمهد يُعد رسالة لكل من يحاول زعزعة استقرار البلاد من الخارج.
على الجانب الآخر، ترى جماعات المعارضة الإيرانية في الخارج أن السلطات تستغل مثل هذه القضايا لتثبيت سلطتها وتبرير قمع المعارضين السياسيين، سواء في الداخل أو الخارج.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: جمشيد شارمهد ايران السلطات الإیرانیة جمشید شارمهد
إقرأ أيضاً:
إيران تتهم الاتحاد الأوروبي بالنفاق
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن أوروبا لا تمثل سوى النفاق، وذلك على خلفية انتقاد الاتحاد الأوروبي لطهران بسبب إعدام المعارض الإيراني الألماني جمشيد شارمهد بتهمة القيام بتفجير في مسجد أسقط قتلى عام 2008.
وفي تعليقه على منشورات لمنسق السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل حول إعدام شارمهد، أضاف عراقجي عبر منشور له على منصة إكس "أحب أن أصدق كلامك عن ضرورة أن تكون الحياة وكرامة الإنسان محميتين، ولكن المشكلة هي أن زملاءك الأوروبيين يدعمون دون خجل الإبادة الجماعية في غزة والمجازر في لبنان".
وتساءل وزير الخارجية الإيراني عن انعدام الإجراءات الأوروبية لوقف قتل أكثر من 50 ألف فلسطيني في قطاع غزة وعودة 1.5 مليون لاجئ لبناني إلى ديارهم.
كما أشار إلى انعدام مساعي الاتحاد الأوروبي لدعم عائلات من قتلوا على يد جمشيد شارمهد، بحسب تعبيره.
وكان بوريل قال في وقت سابق اليوم إن الاتحاد الأوروبي "يفكر في اتخاذ إجراءات ردا" على إعدام شارمهد.
https://x.com/araghchi/status/1851258726789116226
كيل بمكيالينوفي السياق نفسه، استدعت الخارجية الإيرانية السفير الألماني في طهران ماركس بوتسل، وذلك للاحتجاج على ما وصفته بتدخل بعض المسؤولين الألمان بشأن الصلاحيات القضائية لإيران فيما يخص إعدام شارمهد.
وذكرت الخارجية الإيرانية، أن المسؤول عن منطقة أوروبا الغربية في وزارة الخارجية الإيرانية أوضح أن دعم شارمهد، "المسؤول عن تفجير مسجد في إيران"، يتعارض مع مزاعم الحكومة الألمانية بشأن سيادة القانون ودعم حقوق الإنسان ومكافحة الإفلات من العقاب ومحاربة الإرهاب.
ولفت المسؤول في الخارجية الإيرانية إلى أن حيازة جواز سفر دولة ثالثة لا تمنح أي فرد الحق في التهرب من قوانين بلاده، على حد تعبيره.
كما أشار إلى "دعم ألمانيا للإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة ولبنان، بما في ذلك تزويد هذا الكيان بالأسلحة".
واعتبر هذا الدعم نوعا من المشاركة في هذه الجرائم الدولية الجسيمة، وعلى الأخص الإبادة الجماعية، بحسب توصيفه.
وحُكم على شارمهد، الذي يحمل أيضا إقامة أميركية، بالإعدام في 2023 بتهمة "إشاعة الفساد في الأرض"، وهي جريمة عقوبتها الإعدام بموجب القوانين في إيران.
واتهمته إيران بتزعم جماعة مؤيدة للملكية متهمة بتفجير أسقط قتلى في عام 2008 والتخطيط لهجمات أخرى في البلاد.
وطالبت ابنته غزالة شارمهد على منصة إكس بتقديم دليل على أن حكم الإعدام قد تم تنفيذه، كما طالبت بتسلم جثمان والدها على الفور.