فلسطينيون يعتبرون قرار حظر الأونروا إعلان حرب على قضية اللاجئين
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
غزة/رام الله– "هو احنا ناقصين؟" استخدم أحمد السلطان هذا التساؤل الشعبي لإبداء غضبه ومخاوفه من موافقة الكنيست الإسرائيلي على مشروع قانون يحظر عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في إسرائيل.
ويقول هذا اللاجئ النازح للجزيرة نت "أوضاعنا مأساوية حتى مع وجود الأونروا وخدماتها، فكيف سيكون حالنا إن حظرت إسرائيل عملها وقيدت نشاطها ووصولها للاجئين في مخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة؟".
وينحدر السلطان من عائلة لاجئة هاجرت من قرية "بربرة" إبان النكبة عام 1948، ويعيش منذ 6 أشهر في ما يصفها بـ "نكبة النزوح" عقب اضطراره للنزوح قسرا عن منزله في مخيم اللاجئين بمدينة رفح جنوبي القطاع، على وقع الاجتياح الإسرائيلي للمدينة في السادس من مايو/أيار الماضي.
ومنذ ذلك الحين يعيش السلطان حياة بائسة مع أسرته وأبنائه وأحفاده، في خيام متهالكة بمنطقة مواصي مدينة خان يونس، حيث تفتقر للبنية التحتية وأساسيات الحياة. وتؤوي المنطقة مئات آلاف الأسر النازحة، التي تعود جذورها أصلا لعائلات لاجئة تشرف "أونروا" على الخدمات المقدمة لها بالرعاية الصحية والتعليم والاحتياجات الأساسية منذ النكبة.
قيود وحظرتفرض إسرائيل قيودا مشددة على عمل "أونروا" بشكل تأثرت به خدماتها المقدمة للغزيين، الذين يواجهون صنوفا من القتل والجوع خلال الحرب الإسرائيلية المتصاعدة، وبحسب السلطان فإن هذه القيود انعكست على حياته وحياة كل الغزيين، جراء توقف المساعدات الإنسانية منذ عدة شهور.
ووافق الكنيست، أمس الاثنين، على مشروع قانون يحظر على "أونروا" العمل في إسرائيل، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يتعين محاسبة موظفين في الوكالة الأممية بتهمة ما وصفه "أنشطة إرهابية" ضد إسرائيل.
وإن كان نص قرار الكنيست يشير إلى حظر عمل الوكالة في إسرائيل، فقد حذّرت أوساط فلسطينية من تداعياته على قضية اللاجئين والخدمات المقدمة لهم في الضفة والقطاع ومخيمات الشتات.
وتقدم وكالة "أونروا" خدماتها لأكثر من 5.5 ملايين لاجئ فلسطيني في مناطق عملياتها الخمس، بالضفة الغربية وقطاع غزة، ومخيمات الأردن ولبنان وسوريا.
ومن بين المستفيدين من خدمات الوكالة أكثر من 800 ألف لاجئ في الضفة، يعيش ربعهم في 19 مخيما، موزعة على مختلف المدن والقرى، كما أن أكثر من 70% من سكان القطاع البالغ تعدادهم مليونين و200 ألف هم من اللاجئين، ويتركز وجودهم في 8 مخيمات.
الدول المساهمة في تمويل وكالة الأونروا (الجزيرة) عدوان كبيروصف رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير أحمد أبو هولي القرار بأنه "حرب ممنهجة" على قضية اللاجئين، وفي تصريح مطول نشره على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، قال أبو هولي إن هذا القرار يهدف إلى "تقويض ولاية أونروا وتصفية قضية اللاجئين"، وأضاف أن "القوانين الإسرائيلية ستغلق الأبواب أمام التعامل مع أونروا كمنظمة أممية وتضعها هدفا للاحتلال".
وشدد المسؤول الفلسطيني على أن "إسرائيل ليست صاحبة سيادة على أونروا، وهي ملزمة كسلطة احتلال باحترام ولايتها"، ودعا "المجتمع الدولي إلى إلزام سلطة الاحتلال بإلغاء قوانينها العنصرية" ضد الوكالة الأممية.
ويتفق مستشار وزير الخارجية الفلسطيني أحمد الديك، في حديثه للجزيرة نت، مع أبو هولي، بأن القرار بمثابة "عدوان ليس فقط على الشعب الفلسطيني، وإنما على الأمم المتحدة ووكالاتها المختصة". وأضاف أن خطورته تكمن ليس فقط في كونه يستهدف بالدرجة الأولى اللاجئين وحرمانهم من خدمات المنظمة الدولية، إنما في إسقاط صفة اللجوء عن الفلسطينيين.
وقال إن القرار مرفوض بالنسبة لدولة فلسطين، موضحا أنه "توجد اتفاقيات بين دولة فلسطين والأونروا، وبالنسبة لنا هذا القرار غير شرعي ولا ينطبق على الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها الضفة الغربية والقدس وغزة، وفق قرارات الشرعية الدولية".
حرب الإبادةووصف مدير المخيمات بدائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير محمد عليان القرار بأنه "سابقة خطيرة"، محذرا من وقوع "كوارث نتيجة مثل هذه القرارات"، وتداعياتها على الضفة والقطاع، وسيؤثر على الموازنات الممنوحة للوكالة ويسهم في تجفيف مصادر تمويلها.
واعتبر في حديثه للجزيرة نت، أن التشريع الإسرائيلي يمارس "حربا ممنهجة ضد الأونروا لإنهاء عملها واستبدالها بوكالات أخرى، في سابقة خطيرة من دولة بصفة عضو كامل بالأمم المتحدة ضد منظمة أممية أنشئت بقرار من الجمعية العامة".
وبدوره، قال رئيس "المرصد الأورومتوسطي لحوق الإنسان" رامي عبده للجزيرة نت إن "إصرار إسرائيل على إضفاء الصبغة القانونية على إجراءاتها المتلاحقة منذ سنوات ضد الأونروا يشكل إعلان حرب على مجتمع اللاجئين، وهم من أكثر الفئات ضعفا وحاجة للدعم الإنساني في المجتمع الفلسطيني".
وأشار عبده أن هذا القرار يأتي في وقت تشتد ظروف اللاجئين والنازحين المعيشية تدهورا على كافة المجالات، بفعل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة للعام الثاني في القطاع، وعملياتها العسكرية والحصار الشامل في الضفة الغربية".
ويشدد على أن حظر أونروا وتقويض عملها بهذا الشكل -بعد سلسلة من الإجراءات السابقة بما في ذلك قتل 223 موظفا فيها وتدمير نحو ثلثي مرافقها في القطاع- "يشكل صفحة سوداء في تاريخ الأمم المتحدة، وعجزها عن حماية حتى وكالاتها وساحات عملها وقراراتها".
وقد تصبح الوكالة الأممية عمليا "عاجزة -بفعل الإجراءات الإسرائيلية الجديدة- عن تقديم المساعدات الإنسانية والتعليم والخدمات الأساسية الأخرى"، وبالتالي حرمان ملايين اللاجئين من الغذاء والتعليم والعناية الصحية خاصة في القطاع، بحسب هذا الناشط الحقوقي.
ويرى عبده أن "إسرائيل تريد استغلال الصمت الدولي المشين على مجمل سياساتها، بالتخلص من أونروا مرة واحدة وللأبد، ومحو قضية اللاجئين، فضلا عن تكريس المجاعة في غزة، في إطار جريمة الإبادة الجماعية المستمرة لصالح مخطط إفراغ القطاع من سكانه وفرض التهجير القسري".
يذكر أن وكالة "أونروا" تأسست بموجب قرار صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتقدم برامج الإغاثة المباشرة والتشغيل للاجئين الفلسطينيين في مخيمات الداخل والشتات، وفي غياب حل لمسألة لاجئي فلسطين، عملت الجمعية العامة وبشكل متكرر على تجديد ولاية الأونروا، وكان آخرها تمديد عمل الوكالة لغاية 30 حزيران/يونيو 2026.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات الضفة الغربیة قضیة اللاجئین للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
محاولة مفضوحة لتصفية قضية اللاجئين.."حشد" تدين قرار حظر عمل وكالة الأونروا
غزة - صفا
أدانت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، إقرار الكنيست الإسرائيلي بالقراءة الثانية والثالثة ما يسمي بقانون حظر عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الانروا التابعة للامم المتحدة بالاراضي الفلسطينية .
وقالت "حشد" في بيان لها ، وصل وكالة "صفا"، إن "هذه الجريمة الدولية تأتي كجزء من اهداف حرب الإبادة الجماعية المتواصلة في قطاع غزة في اطار تصفية القضية الفلسطينية والانتقاص من حقوق اللاجئين الفلسطينيين".
وأضافت: "الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية بحق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين شملت استهداف موظفي وكالة الغوث الدولية حيث قتل أكثر من 200 موطف تابع لها خلال العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة المتواصلة لاكثر من عام."
تابعت: " كما جري اعتقال اكثر من ٦٠ من موظفيها الذين تعرضوا للتعذيب لاجبارهم علي الاعتراف بتعاونهم وعملهم مع فصائل المقاومة الفلسطنية، عدا عن تكرار منع دخول المفوض العام وعدد من الموظفين الدولين الي الأراضي الفلسطينية المحتلة.
واكملت: " استهداف مباني ومنشأت وكالة الغوث الدولية التي تعرضت للقصف والاقتحام والتدمير والحرق وارتكاب المجازر فيها بحق المدنيين النازحين قسرا في مراكز الايواء والذين كانوا فيها ، وكيل الاتهامات والتحريض علي عمل وكالة الغوث الدولية ما تسبب في وقف وعدم وفاء بعض الدول بتعهداتها والتزاماتها المالية تجاه الأونروا الامر الذي اثر علي قدرات عمل المنظمة الدولية وباقي الخدمات الصحية والتعلمية والاغاثية التي تقدمها في مختلف مناطق عملها وخاصة في قطاع غزة".
وأكدت أن حظر عمل الوكالة يعني انهيار عمليات الإغاثة الإنسانية لأكثر من 2 مليون نازح كون وكالة الغوث تعد شريان الحياة الأساسي لسكان غزة في ظل حرب الإبادة والتجويع المتواصلة ، الامر الذي يدخل في دائرة الخطر الشديد حياة وكرامة وأمان الملايين من لاجئي فلسطين في غزة وباقي مناطق عمل الوكالة والذين هم بحاجةٍ للمساعدات الغذائية والاغاثية الطارئة.
وحذرت "حشد" من تداعيات اقرار الكينست الإسرائيلي لقانون حظر عمل وكالة الغوث وتأثيرات ذلك على مناحي الحياة ومنظمومة الخدمات الانسانية والاغاثية المقدمة للاجئين الفلسطينيين، وواقع القطاعات الاكثر هشاشة من اطفال ونساء ومسنين، وإذ تحذر من مغبة استمرار صمت وعجز المجتمع الدولي عن وقف الجرائم بحق وكالة الغوث الدولية وموظفيها ومنشاتها، وجرائم العدوان والإبادة الجماعية التي يتعرض له الفلسطينيين، كون ذلك يعني باختصار تكريس شريعة الغاب واستمرار تهديد حقيقي للسلم والامن الدوليين.
وعدّت "حشد" اقرار الكينست الإسرائيلي قانون لحظر عمل وكالة الغوث في الأراضي الفلسطينية جريمة دولية تتعارض مع ميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي وحكم بالاعدام علي اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون ظروفًا خاصة في قطاع غزة.
وأشادت بالمهنية العالية التي تدير بها الأونروا عملياتها الإدارية والميدانية والاغاثية واذ تقدر دورها الإنساني في إغاثة وخدمة اللاجئين الفلسطينيين في مناطق علمها وخاصة في قطاع غزة الذي يتعرض منذ اكثر من عام لعدوان وحرب ابادة ادت الي مقتل اكثر من 200 موظف لدي الانروا وتدمير قرابة 300 مدرسة وعيادة ومركز تابع لوكالة الغوث الدولية.
ودعت الامم المتحدة والمجتمع الدولي الى ضمان استمرارية عمل الوكالة الغوث الدولية ودعمها في اداء مهامها ، ومحاسبة "إسرائيل" علي جرائمها بحق وكالة الغوث الدولية من التحريض عليها وعرقلة عملها ، وتدمير ومصادرة مقرتها، وقتل وتعذيب موظفيها.
كما ودعتهم للتعبير عن رفضهم الواضح لهذا القانون العنصري وغير شرعي فحتي القوانين المحلية يجب أن تتعارض مع القانون الدولي اضافة أن "اسرائيل" لاتمنح ولاية لللمنظمات الاممية التي تستمد ولايتها من الجمعية العامة للأمم المتحدة والتصدي لحملات التحريض والاتهامات الكاذبة والجرائم الدولية التي تقوم بها دولة الاحتلال الإسرائيلي بحق الأونروا، والهادفة لإنهاء دورها وعرقلة ووقف علمها.
وشددت على الدور الإنساني والإغاثي، الذي لعبته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى– الاونروا، وذلك منذ تأسيسها، بعد نكبة ١٩٤٨، لغاية يومنا هذا، هذا الدور الذي ساهم في تحقيق تفويضها الأممي المرتكز على الحفاظ على كرامة وحقوق لاجئي فلسطين وغوثهم وتشغيلهم وقرار الامم المتحدة 194 القاضي بعودة اللاجئين وتعويضهم .
وطلبت أخذ مواقف واضحة الدلالة بإعلان "إسرائيل" دولة مارقة وطردها من الامم المتحدة وسحب الاعتراف الدولي بها، لحين وقف جرائمها والتزامها بميثاق وقرارات الامم المتحدة وممارسة الضغط الكافي وعبر الأدوات الدبلوماسية والقانونية وفرض العقوبات عليها و محاسبتها علي جرائمها بحق وكالة الغوث الدولية وموظفيها ومنشأتها، والالتزام بدعم وكالة الغوث وتعزيز التعاون الدولي من أجل تحقيق مقاصد الامم المتحدة ووكالاتها المختلفة.
ودعت للعمل على عقد اجتماع طاري للجمعية العامة للأمم المتحدة بصغية متحدون من اجل السلام لاتخاذ التدابير الرادعة لدولة الاحتلال لتوفير مزيد من الحماية لعمل وكالة الغوث واحالة جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الوكالة الي محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.
كما ودعت للاتفاق علي رسم الية عمل دولية اضافية لتوفير كل اشكال الحماية الدعم المالي والدبلومسي لوكالة الغوث الدولية لضمان مواصلة عملها في كافة مناطق عملياتها وخاصة في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة.