احتجاجات صارخة في وجه ماكرون بالمغرب.. ما علاقة طوفان الأقصى؟ (شاهد)
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
عاشت عدد من المدن المغربية، خلال الساعات القليلة الماضية، على إيقاع جُملة من الاحتجاجات ضد زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون؛ فيما علت أصوات الانتقادات أكثر، على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، عقب تصريحه بخصوص "طوفان الأقصى" من داخل البرلمان، في العاصمة المغربية، الرباط.
ووصف الرئيس الفرنسي، الثلاثاء، عملية حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 على الاحتلال الإسرائيلي بـ"الهمجي"، فيما دافع عن ما اعتبره: "حق إسرائيل في الرد".
وفي السياق نفسه، أبرز ماكرون: "لا شيء يبرر حصيلة القتلى في غزة من المدنيين"، مطالبا بـ"وقف فوري للحرب"، بالقول: "الشرق الأوسط يعيش في متاهة، لذلك يجب وقف إطلاق النار في غزة ولبنان".
أمام البرلمان المغربي.. ماكرون يصف "طوفان الأقصى" بالهجوم "الهمجي"
.
.
.
.
.#المغرب #TheVoiceofMorocco #صوت_المغرب #صدى_الحقيقة pic.twitter.com/Po2qZX85lD — The voice صوت المغرب (@voiceofmorocco) October 29, 2024
وتابع: "طالبنا بذلك منذ نونبر الماضي، من أجل تحرير الأسرى وحماية السكان والسماح بوصول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة"، مضيفا: "فرنسا تدعم حصول الفلسطينيين واللبنانيين والإسرائيليين على أمنهم للعيش بسلام، وأن يعود كل النازحين للعيش في منازلهم".
أما فيما يخص لبنان، دعا الرئيس الفرنسي إلى: "وقف إطلاق النار ووقف العمليات العسكرية"، مردفا: "نحن نعمل على ذلك منذ عدة أسابيع بالتنسيق مع شركائنا الأمريكيين وعدة أطراف أخرى. ولهذا السبب، دعوت إلى وقف صادرات الأسلحة المستخدمة حاليا في غزة، والضفة الغربية، ولبنان".
وأشار ماكرون إلى أن "طريق الدبلوماسية ممكن، وهو طريق يتطلب التزامات كبيرة، وهذا هو الطريق الذي تدعمه فرنسا لتمكين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني واللبناني أيضا من تحقيق تطلعاتهم نحو السلام والأمن، وعودة جميع النازحين بسلام إلى ديارهم".
واسترسل بالقول: "تعرفون التزام فرنسا التاريخي بحل الدولتين. يجب إعادة إطلاق هذه الرؤية بشكل حاسم لضمان سلام دائم في الشرق الأوسط. وتعرفون أيضًا التزامنا الثابت بمحاربة معاداة السامية في فرنسا وحول العالم، وهذا التزام غير قابل للتراجع. وأقول هذا في وقت عادت فيه أفعال معادية للسامية للظهور بشكل واضح في السنوات الأخيرة وانتشرت".
إلى ذلك، رصدت "عربي21" عدد من التغريدات والمنشورات، التي أعرب أصحابها عن غضبهم من تصريحات ماكرون؛ فيما وثّقت عدد من المقاطع، احتجاجات أمام القنصلية الفرنسية في مدينة طنجة، مساء الاثنين، للتنديد بعدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة ولبنان.
وعلت أصوات المحتجين، بعدد من الشعارات الرافضة لزيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للمغرب، وذلك بسبب مواقفه الداعمة للإبادة السّارية على كامل قطاع غزة المحاصر، وكذا على لبنان.
مظاهرة أمام القنصلية الفرنسية بمدينة طنجة المغربية تحت شعار "الشعب يريد إسقاط التطبيع" تزامنا مع زيارة ماكرون إلى #المغرب .#لبنان #غزة pic.twitter.com/zzKYIWOlaB — رضوان العمري (@redhwanalamri) October 28, 2024 من أمام باب القنصلية الفرنسية بطنجة
ساكنة طنجة تهتف:
ماكرون يا كذاب ... المقاومة ماشي إرهاب pic.twitter.com/RmMDh41Ph3 — Mohammed hamdaoui_محمد حمداوي (@MmedHamdaoui) October 29, 2024
كذلك، حمل المحتجّين كل من الأعلام الفلسطينية والكوفيات، ورفعوا شعارات مندّدة بـ"التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي"، من قبيل: "الشعب يريد إسقاط التطبيع" و"يا ماكرون يا كذاب المقاومة ماشي إرهاب"، "فرنسا فرنسا عدوة الشعوب.. يكفينا يكفينا يكفينا من الحروب".
وأبرزت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، التي أشرفت على تنظيم الوقفات الاحتجاجية، أن "ماكرون الملوثة يداه بدماء الشهداء، والمتورّطة بلده في حرب الإبادة، بمشاركة أزيد من 4000 عسكري فرنسي وآخرين مزدوجي الجنسية، يطأ أرض المغرب في عز الجرائم الصهيونية وهو ما يشكل إهانة للمغاربة".
تجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارة، تأتي بعد فترة توتر دامت ثلاث سنوات بين البلدين، وشهدت تحسنا في العلاقات عقب تأييد فرنسا في تموز/ يوليو الماضي للمقترح المغربي للحكم الذاتي في الصحراء، معتبرة إياه "الإطار الأمثل لحل هذه القضية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية المغربية ماكرون غزة فرنسا المغرب فرنسا غزة ماكرون طوفان الاقصي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الرئیس الفرنسی
إقرأ أيضاً:
عقود بالمليارات بعد توتر.. ما علاقة صفقات المغرب وفرنسا بالصحراء؟
نحو ثلاث سنوات والعلاقات المغربية الفرنسية تشهد توترا. الفجوة بين البلدين بدأت تتسع منذ 2021 عندما اتخذت باريس قرارا بتقليص عدد التأشيرات الممنوحة للمواطنين المغاربة كـ"إجراء عقابي" على ما وصفته بـ"عدم تعاون" المغرب في استعادة مواطنيه الذين هم في وضع غير نظامي بفرنسا.
الإثنين، يدخل البلدان منعرجا بإعلان فرنسا دعمها "سيادة المغرب على الصحراء الغربية"، بل ويؤكد رئيسها إيمانويل ماكرون عن مشاريع استثمارية ضخمة في الصحراء، الأرض التي يدور حولها صراع بين المغرب وجبهة البوليساريو مؤيدة من الجزائر المجاورة.
سنوات للوراء
حتى يوليو الماضي، قبل إعلان ماكرون دعم "سيادة المغرب على الصحراء، كانت علاقات فرنسا والمغرب موسومة بتوتر بالغ.
التوتر تصاعد بشكل ملحوظ منذ عام 2021 عندما اتخذت فرنسا قرارا بتقليص عدد التأشيرات الممنوحة للمواطنين المغاربة كـ"إجراء عقابي" على ما وصفته بـ"عدم تعاون" المغرب في استعادة مواطنيه الذين هم في وضع غير قانوني بفرنسا. هذا القرار أثار استياء الرباط، واعتبرته "تصرفا يؤثر سلبا" على العلاقات بين البلدين.
كما ازدادت الفجوة بين باريس والرباط على خلفية موقف فرنسا غير المحسوم حتى ذلك الوقت من قضية الصحراء الغربية، إذ امتنعت عن دعم المغرب بشكل صريح، بعكس الولايات المتحدة التي اعترفت بسيادة المغرب على الصحراء في 2020، وإسبانيا التي عدّلت موقفها في 2022، مؤيدة لمقترح المغرب بمنح المنطقة حكما ذاتيا على أن تبقى تحت سيادته.
وتعقد الوضع أكثر في 2021، عندما تفجرت قضية التجسس المزعومة باستخدام برنامج "بيغاسوس"، إذ اتُُّّهم المغرب بالتجسس على شخصيات فرنسية، بما في ذلك الرئيس ماكرون. ورغم نفي المغرب لهذه الادعاءات، إلا أن القضية ساهمت في توتير الأجواء بين البلدين.
ومنذ صيف 2023، تفاقمت الأزمة الدبلوماسية بعد بقاء منصب السفير المغربي في باريس شاغرا، وغياب السفيرة الفرنسية في الرباط لعدة أشهر، مما أضاف إلى البرود الدبلوماسي بين البلدين.
لكن التوتر صار تقاربا منذ يوليو الماضي، حين أعلنت باريس دعمها للمقترح و"سيادة المغرب على الصحراء، في رسالة وجهها ماكرون لمحمد السادس بمناسبة عيد العرش.
اتفاقات بالملاييرالإثنين، وفي ختام اليوم الأول لزيارة ماكرون للمغرب، أُعلن عن اتفاقيات اقتصادية بين البلدين بقيمة تُقدّر بنحو 10 مليارات دولار بقطاعات عدة، في تطور يربطه خبراء بالاعتراف الفرنسي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية المتنازع عليها.
وتشمل الاتفاقيات عدة مجالات بينها قطاع النقل بعد منح شركة "إيجيس" حصة في الجزء الثاني من خط القطار فائق السرعة الذي سيربط بين طنجة ومراكش.
كما ستتفاوض شركة "ألستوم" الفرنسية على تزويد الرباط بـ12 إلى 18 قطار فائق السرعة، وفق تقارير إعلامية.
وكانت فرنسا المستثمر الرئيسي في الجزء الأول من خط القطار السريع الذي يصل مدينة طنجة في الشمال إلى مدينة الدار البيضاء، وتم تدشينه عام 2018.
طرح بسرية تامة.. المغرب يرد على "إعادة مفهوم" تقسيم الصحراء الغربية أوضح بوريطة، الاثنين، أن دي ميستورا طرح هذه الفكرة على الجانب المغربي خلال زيارته الرباط في أبريل.
كما تم التوقيع على اتفاق لتفعيل عرض المغرب في قطاع "الهيدروجين الأخضر" بين شركة "توتال إنرجي" الفرنسية والحكومة المغربية.
وتشمل الصفقات الجديدة أيضا اتّفاقا بين شركة الطيران الفرنسية "سافران" والحكومة المغربيّة لإنشاء وحدة لصيانة محرّكات الطائرات.
كما أعلنت شركة الملاحة البحرية الفرنسية، الإثنين، عن إبرام شراكة لاستغلال رصيف الحاويات في ميناء الناظور (شمال شرق المغرب)، مناصفة مع شركة "مارسا ماروك" المغربية لمدة 25 عاما.
ماذا وراء الاتفاقات؟وجاءت زيارة الرئيس الفرنسي إلى الرباط بعد أشهر من توجيه ماكرون رسالة لملك المغرب محمد السادس قال فيها إن "حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية".
واعتبر ماكرون حينها أنه "بالنسبة لفرنسا، فإن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يعد الإطار الذي يجب من خلاله حل هذه القضية. وإن دعمنا لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب في 2007 واضح وثابت".
والثلاثاء، اليوم الثاني لزيارته، قال ماكرون، في خطاب أمام البرلمان المغربي، إنه يؤكد مجددا تأييد بلاده لـ"سيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية"، كاشفا الاتفاق مع الرباط على استثمارات فرنسية في هذه المنطقة.
ويطرح توقيع هذه الاتفاقيات الضخمة أسئلة عن الرابط بينها وبين الموقف الفرنسي الجديد إزاء مقترح الحكم الذاتي، وإذا ما كانت الرباط قد قدمت "تنازلات اقتصادية" لافتكاك الاعتراف السياسي الفرنسي بـ"سيادتها على الصحراء".
إجابة على السؤال، يقول الخبير الاقتصادي المغربي نجيب أقصبي إن المغرب "ربح رمزيا من خلال هذه العملية بالحصول على اعتراف فرنسي بسيادته على الصحراء، لكن المقابل الاقتصادي والمالي يعد باهظا".
"سلاح الغاز" الجزائري.. هل يخيف فرنسا بعد تفجر أزمة الصحراء؟ توعدت الجزائر بإجراءات إضافية ضد فرنسا ردّاً على موقف باريس الداعم لخطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء الغربية، في أزمة يرى خبراء أنها في بدايتها ولا يستبعد استعمال الانتقام الاقتصادي ضمن الهجوم الجزائري المضاد.وأوضح في تصريح لموقع "الحرة" أن "التساؤل الأساسي الآن هو هل كانت هذه الاتفاقيات الاقتصادية مبنية على عروض شفافة تحترم شروط المنافسة الحقيقية"، معتبرا أن "المنطق السياسي يهيمن على منطق المنافسة والسوق".
ويضيف "إذا كانت الإجابة لا كما حدث خلال الجزء الأول من إنشاء خط القطار فائق السرعة، فستكون هذه الاتفاقيات متنزلة ضمن اقتصاد الريع الذي يعد عقبة في طريق تحقيق النمو".
وقف "الابتزاز"
في الوقت الذي يعتبر فيه المحلل الاقتصادي نجيب أقصبي أن الرباط "دفعت ثمنا باهظا" بحصولها على دعم باريس لموقفها من ملف الصحراء، يرى الخبير الاقتصادي عمر الكتاني أن المغرب "خرج منتصرا".
"جعلت قضية الصحراء دولا غربية تمارس بعمليات ابتزاز للرباط للاعتراف بالطرح المغربي، لكن هذا الابتزاز توقف عندما أعلن الملك محمد السادس أن مستقبل علاقات بلاده مع دول العالم ستكون خاضعة لمستوى الاعتراف بمغربية الصحراء"، يقول الكتاني.
من برلمان المغرب.. ماكرون يعد باستثمارات فرنسية في الصحراء الغربية قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في خطاب أمام البرلمان المغربي الثلاثاء، إنه يؤكد مجددا تأييد بلاده لـ"سيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية"، كاشفا الاتفاق مع الرباط على استثمارات فرنسية في هذه المنطقة.وفي ظل "تنافس إسباني أميركي فرنسي في الساحة الاقتصادية المغربية"، يؤكد الكتاني في تصريح لموقع "الحرة"، فإن "الرباط نجحت في تحصيل اعتراف باريس بسيادتها على الصحراء".
لكن، هل سيدفع المغرب كلفة منحه صفقات ضخمة لفرنسا كان يمكن تفويتها لمن يقدم عروضا أفضل؟
يجيب الخبير الاقتصادي على هذا السؤال بالقول إن "المغرب تجرع نصف خسارة"، موضحا أنه "أعطى جزءا من الاستثمارات لفرنسا على حساب المنافسة الدولية، لكنه استفاد من اعتراف عضو دائم بمجلس الأمن بمغربية الصحراء".