لجريدة عمان:
2024-11-01@02:20:04 GMT

المقاطعة والامتيازات الطبقية

تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT

شغلني في الأيام الماضية التفكير في مسألة المقاطعة. يبدو أننا ناجحون وناجحات في تحويل كل شيء إلى وسيلة للإلغاء، في ثقافة عُرفت بالإلغاء أكثر من أي شيء آخر خلال العقد الماضي. فعلى الرغم من كون ما نفعله جيدا، إلا أنه ومن غير المقبول أن تكون لدينا أخطاء أو عيوب، أو مثالب. لكن ماذا لو تم استخدام ممارسة الإلغاء من قبل من يمتلكون الامتيازات حصرا، تحديدا فيما يتعلق بسياق مقاطعة المنتجات الداعمة للاحتلال الصهيوني؟ هذه ليست دعوة للتفكير بضرورة الإيمان بجذرية بجدوى المقاطعة، ولكن للتفكير بجذرية حول الخيارات الأخرى البديلة.

أعتقد بأن الإلغاء ممارسة سلبية لا تنتج شيئا، إنها ببساطة توقفنا عند نقطة ما تُشعرنا أننا حققنا انتصارا، إلا أن تلك النقطة سرعان ما تهمد وتتلاشى.

بينما أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، لفتني حساب إحدى المؤثرات على الإنستجرام، والتي عُرفت بمساندتها القضية الفلسطينية حتى قبل أكتوبر 2023 في حالة قد تكون استثنائية، إذ لا يتشبك المشاهير مع المجال العام، ولا يعبرون عن آرائهم حولها لأسباب عديدة منها الخوف على سلامتهم من التجاوزات الأمنية الداخلية في بلدانهم، أو التأثير على فرصهم في التعاقد مع الشركات الكبرى، التي يعتمد الكثير منهم عليها اعتمادا مطلقا. لا أحب تبني الموقف الاستعلائي بالقول إن واحدة من هذه الأسباب هو "التفاهة" أو دعوني أقول "Mediocracy" التي تحكم عالمنا اليوم، لأنني على قناعة أنها ليست نتيجة فردانية، بل هي عمل ممنهج يتناغم مع قيم العصر النيوليبرالي الذي نعيش فيه. أعلنت هذه المشهورة عن افتتاح محل جديد في مسقط، مما تسبب في شن هجوم واسع عليها بسبب "فرضية" أن هذه العلامة تدعم إسرائيل، عند متابعة معظم من يتبنين هذا الهجوم نجد أنهن ينتمين لعائلات ميسورة.

لقد عُرفت في السنوات الأخيرة مطاعم "الفاست فوود" كملاذات للطبقة العاملة الدنيا في الكثير من دول العالم، في ظل التضخم وارتفاع سعر المواد الغذائية، وقلة الوقت الذي يسمح للعمال بطبخ طعامهم بأنفسهم، أو عدم وجود المساحات السكنية الموائمة لذلك. كما عُرفت العلامات التجارية المشهورة بـ"الفاست فاشن" على أنها قادرة على أن تتيح لغالبية الناس فرصة ارتداء ملابس جيدة وعصرية بأسعار جيدة، وكنتُ قد كتبت عن هذه الشركات التي تستغل الأطفال والنساء في دول كبنجلاديش وغيرها لإنتاج عدد كبير من الملابس بتكلفة قليلة وغير عادلة للعمال. في مقابل هذه العلامات، هنالك العلامات المسجلة الفاخرة، التي سمعنا عن تقليعات لها، تفاجئنا كل مرة، مثل أن تمتلك "ملفا" مقنعا لوضعك في طابور الطلبات على حقيبة Hermes والتي يبدأ سعرها من 5000 ريال عماني. أي أن امتلاك هذا المبلغ وحده لا يؤهلك للحصول على هذه الحقيبة. ناهيك عن فضائح هذه الشركات المرتبطة باستعباد العمال، أو القضاء على الحيوانات من أجل جلودها، وغيرها من المساوئ. ما الخيارات الأخرى المتاحة إذن؟

انتشر في عُمان خلال السنوات العشر الأخيرة نشاط "البوتيك" وهي علامة خاصة بمصمم أو مصممة عادة ما تكون محلية، تعرض من خلالها تصميماتها الخاصة، غالبا ما يتم تنفيذ القطع المعروضة في المكان نفسه الذي تُعرض فيه، وتستخدم موارد بشرية ومادية متاحة على الأرض، تعتمد على مصممين ومصممات عمانيين مثلا، لكن ماذا عن الأسعار داخل هذه المحلات؟ فلننظر مثلا لمحلات "أشمغة" الرجال المحلية، التي أطلقت هوية ملفتة للزبائن واكترت مساحة بيع في مجمع راق، هل طالعنا المبالغ الطائلة التي يتطلب دفعها من أجل سداد الكلفة التشغيلية لهذه المحلات ومن ثم تحقيق الربح؟ عدا عن غلاء الأدوات وتضخم الأسعار في البلاد. ثم ما الذي يصبح مطلوبا من الطبقات الدنيا؟ أن لا تتعامل مع من يوفر لها حاجتها، أو أن نحدثهم باستعلاء عن إمكانية تخليهم عن هذه "الرفاهية" لصالح التزامهم الأخلاقي بقضية ما. ثم ما الفرص التي يُستبعد منها هؤلاء وينبذون لأجلها إذا ما قرروا إيثار القضية على أنفسهم؟

أكرر أن هذه ليست دعوى للتطبيع مع عدم المقاطعة، لكن التفكير في أن هذا الأمر مسؤوليتنا جميعا، وأن شروط تغيير هذا الواقع الذي أنتج لنا كيانا غاصبا، متغلغلة وعميقة في بنية حياتنا، وتتطلب مراجعة لكل فكرة الاستهلاك والتملك، والتفاوت الطبقي، والفرص المتكافئة فهي إذن دعوة جذرية لا تقتصر على التلويح بمهاجمة من لم يقاطع منتجا ما مثلا. بل التفكير في الأساسات التي يقوم عليها هذا العالم واقتصاده، وحكم الأقلية فيه، الذي يجعلنا ندور في حلقة مفرغة من الخسارة اللانهائية، والتي لا تغير الكثير كما نعتقد. على السلطات ايضا أن تعيد التفكير في إعادة السيطرة على القطاعات الحيوية كقطاع التغذية والصحة مثلا، بدلا من تركها لشراسة وتوحش التجار وتقديراتهم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التفکیر فی

إقرأ أيضاً:

ما العلامات التحذيرية لنوروفيروس؟

يصاب بعض الأشخاص بالتهاب المعدة والأمعاء، مما يسبب الإسهال والقيء. ويمكن أن يحدث هذا الالتهاب بسبب فيروس أو بكتيريا أو طفيليات. ويعد "نوروفيروس" (Norovirus) السبب الأكثر شيوعا لالتهاب المعدة والأمعاء لدى البالغين.

في الأطفال، يكون فيروس الروتا أكثر شيوعا. وتنتشر هذه الفيروسات بشكل رئيسي في الخريف والشتاء. ويمكن أن تنشر الفيروسات والبكتيريا الأخرى إنفلونزا المعدة، وخاصة لدى الأشخاص الذين يسافرون إلى الخارج. فما هو نوروفيروس وكيف نتجنب الإصابة به؟

ما نوروفيروس؟

تصف مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية -منها الأميركية- نوروفيروس بأنه فيروس شديد العدوى يسبب القيء والإسهال. ويطلق عليه أحيانا "فيروس المعدة" وعلى المرض الذي ينتج عن الإصابة به "إنفلونزا المعدة". وعلى الرغم من ذلك، فإنه لا يرتبط بالإنفلونزا. فالإنفلونزا ناجمة عن فيروس الإنفلونزا. ويسبب نوروفيروس التهاب المعدة والأمعاء الحاد.

ويتحسن معظم الأشخاص المصابين لنوروفيروس في غضون يوم إلى 3 أيام، ولكنهم يكونون قادرين على نشر الفيروس لبضعة أيام بعد ذلك.

يوضح الدكتور تشون تانغ، في حوار لصحيفة الإندبندنت البريطانية "يعد نوروفيروس فيروسا شديد العدوى يسبب التهاب المعدة والأمعاء، وينتشر الفيروس بسهولة من خلال الطعام الملوث، أو الماء، أو الأسطح، أو الاتصال المباشر بشخص مصاب. ويمكن أيضا الإصابة به عن طريق لمس الأسطح التي تحتوي على الفيروس ثم وضع اليد في الفم، أو عن طريق تناول الطعام الذي تم لمسه من قبل شخص مصاب بالفيروس".

ويمكن الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء عدة مرات في حياة الشخص، لأن هناك عدة أنواع من نوروفيروس. وقد لا تحميك الإصابة بنوع واحد منها من الإصابة بأنواع أخرى.

من الأكثر عرضة للإصابة به؟

يمكن لأي شخص أن يصاب ويمرض بنوروفيروس، ويصاب به الأشخاص من جميع الأعمار أثناء تفشي الفيروس. كما يتم تحديد احتمال إصابتك بعدوى نوروفيروس جزئيا من خلال جيناتك.

أي شخص يستهلك المحار النيئ معرض لخطر الإصابة بنوروفيروس. فالأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة هم أكثر عرضة للإصابة بعدوى شديدة.

ويوضح الدكتور تانغ "يمكن لأي شخص أن يصاب بنوروفيروس، لكنه يميل إلى الانتشار بسهولة أكبر في البيئات التي يكون فيها الناس على اتصال وثيق، مثل المدارس أو المستشفيات أو دور رعاية المسنين، والأطفال الصغار وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة هم الأكثر عرضة لأعراض شديدة لأن أجسامهم قد لا تتعامل مع الجفاف والآثار الأخرى مثل الآخرين".

أعراض الإصابة بنوروفيروس

تظهر الأعراض عادة على الشخص بعد 12 إلى 48 ساعة من تعرضه لنوروفيروس. وتشمل الأعراض الأكثر شيوعا:

الإسهال القيء الغثيان آلام المعدة

قد تحدث أعراض أخرى مثل

الحمى الصداع آلام الجسم

يمكن أن يتقيأ أو يصاب المريض بالإسهال عدة مرات في اليوم. وقد يؤدي هذا إلى الجفاف (فقدان سوائل الجسم)، وخاصة عند الأطفال الصغار وكبار السن والأشخاص المصابين بأمراض أخرى. تشمل أعراض الجفاف ما يلي:

 قلة التبول. جفاف الفم والحلق. الشعور بالدوار عند الوقوف. البكاء بدموع قليلة أو بدون دموع. نعاس أو انزعاج غير عادي.

ويوضح تانغ "أهم شيء يجب الانتباه إليه هو الجفاف، وخاصة عند الأطفال الصغار أو كبار السن، لأنه يمكن أن يحدث بسرعة بسبب القيء والإسهال".

ويمكن أن تساعد الأدوية المتاحة دون وصفة طبية في علاج الحمى والآلام، ومع ذلك فإن التعافي ينطوي في الغالب على الراحة وترك الفيروس يأخذ مجراه مع تناول كميات كافية من السوائل.

وينصح تانغ "المفتاح هو تجنب الجفاف عن طريق شرب الكثير من السوائل، وخاصة إذا كنت تتقيأ أو تعاني من الإسهال، في الحالات القصوى، حيث يصبح الجفاف مشكلة، وقد يحتاج بعض الأشخاص إلى سوائل وريدية".

تقليل خطر العدوى

يعد نوروفيروس فيروسا معديا للغاية، ولكن يمكنك اتخاذ خطوات لحماية النفس والآخرين، تشمل هذه الخطوات على:

اغسل يديك جيدا وبشكل متكرر، وخصوصا قبل الطعام، وبعد الخروج من الحمام. اطبخ المحار جيدا واغسل الفواكه والخضروات. نظف الأسطح الملوثة وقم بتطهيرها. ابق في المنزل بعد توقف أعراض المرض لمدة يومين (48 ساعة).

مقالات مشابهة

  • هل وجود النمل فى البيت دليل على الحسد؟ احذر من ظهور هذه العلامات
  • تتجه إلى الإنتاج الفني.. مفاجأة ياسمين رئيس لجمهور مهرجان الجونة السينمائي
  • أرباح شركة أمريكانا تهوي بسبب المقاطعة.. 48% في أقل من عام
  • محافظ الشرقية: المرحلة الحالية تتطلب العمل بروح الفريق والبعد عن التفكير النمطي
  • المقاطعة تؤثر بشكل كبير على أرباح ماكدونالدز
  • طلب إحاطة بشأن تعيين متحدث إعلامي لمحافظة دمياط والامتيازات المبالغ فيها
  • ما العلامات التحذيرية لنوروفيروس؟
  • «لا تفرط في التفكير».. برج الميزان حظك اليوم الأربعاء 30 أكتوبر 2024
  • الجلالي خلال جلسة مجلس الوزراء: ضرورة التفكير خارج الصندوق في معالجة الإشكاليات التي يعانها منها المواطنون