حظر الأونروا في إسرائيل.. أكثر من مجرد مساعدات
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
منذ تمرير الكنيست الإسرائيلي قانونين يحظران عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" داخل إسرائيل، الإثنين، توالت التحذيرات والإدانات للخطوة التي اعتُبرت أنها "ستؤجج الصراع" مع الفلسطينيين وتزيد معاناتهم.
أما إسرائيل، فتعتبر الوكالة الأممية "مخترقة من الفصائل الفلسطينية المسلحة"، وعلى رأسها حركة حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى)، وترى أن وجودها يمثل أزمة أمام حل المشكلة مع الفلسطينيين بشكل عام.
ودانت منظمات أممية ودول حول العالم، الخطوة الإسرائيلية بحق الأونروا، فيما قال أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني، أيمن الرقب، لموقع "الحرة"، إن قرار الكنيست "له دلالات خطيرة جدا، ويعتبر انقلابا على المجتمع الدولي، حيث تأسست الوكالة بقرار أممي عام 1949 لترتيب عودة اللاجئين الفلسطينيين".
من جانبه، وصف المحلل الإسرائيلي اليميني، مردخاي كيدار، الأونروا بأنها "مخترقة، وتهدف إلى إبقاء مشكلة اللاجئين إلى الأبد، وتمنع التوصل إلى أي حل بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
أكثر من توزيع مساعدات
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الإثنين، إن حكومته "مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي" فيما يتعلق بمسألة المساعدات الإنسانية.
وجاءت تصريحات نتانياهو بعد إقرار الكنيست بأغلبية ساحقة (92 مقابل 10)، مشروع قانون يحظر نشاط أونروا داخل إسرائيل، في سابقة تؤدي إلى حظر أنشطة الوكالة داخل البلاد.
كما تم إقرار مشروع قانون يحظر الاتصال مع الوكالة الأممية (87 مقابل 9 أعضاء معارضين).
لكن المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني،قال إن تصويت البرلمان الإسرائيلي "غير مسبوق ويشكل سابقة خطيرة، ويعارض ميثاق الأمم المتحدة، وينتهك التزامات دولة إسرائيل بموجب القانون الدولي".
The vote by the Israeli Parliament (Knesset) against @UNRWA this evening is unprecedented and sets a dangerous precedent. It opposes the UN Charter and violates the State of Israel’s obligations under international law.
This is the latest in the ongoing campaign to discredit…
وأضاف لازاريني في بيان، الإثنين، أن "هذين القانونين لن يؤديا سوى إلى تعميق معاناة الفلسطينيين، خاصة في غزة، حيث يعاني الناس هناك منذ أكثر من عام في جحيم لا يوصف". وذكر أن القانونين "سيحرمان أكثر من 650 ألف طفل وطفلة هناك من حقهم في التعليم، مما يعرض جيلا كاملا من الأطفال للخطر".
وتأسّست الأونروا عام 1949، وتقدم للاجئين الفلسطينيين في كل من غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا والأردن، خدمات عديدة، من بينها التعليم والرعاية الصحية.
وأوضح الرقب أن إسرائيل "ترغب في تفكيك أونروا، لأنها تعتبرها الوجه الذي يثبت أن هناك حق عودة للفلسطينيين، وهي تريد إسقاط هذا الحق".
لكن كيدار، أشار إلى أن ما يعرف بـ"حق العودة إذا كان وُجد أصلا فهدفه إزالة دولة إسرائيل كليا"، مستطردا: "لا توجد أي إمكانيات لخلق سلام بيننا طالما وجدت أونروا وقيامها بتربية الأجيال القادمة للفلسطينيين على أن من حقهم محو الدولة اليهودية".
وما يعرف بـ"حق العودة" للفلسطينيين مكفول بقرار تبنته الأمم المتحدة في ديسمبر 1948، تقرر فيه وجوب السماح بالعودة في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم، وكذلك عن كل فقدان أو خسارة أو ضرر للممتلكات بحيث يعود الشيء إلى أصله".
وطالما أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، أنه يعارض فكرة إقامة دولة فلسطينية في أي سيناريو عقب نهاية الحرب الدائرة في غزة.
وقال في تصريحات سابقة، إن إسرائيل "تحتاج إلى السيطرة الأمنية على جميع الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن".
كان الكنيست قد وافق في يوليو الماضي، على تصنيف أونروا منظمة إرهابية، واقترح قطع العلاقات معها.
وقد اتهمت إسرائيل 12 من موظفي الأونروا بالمشاركة في هجمات حماس في 7 أكتوبر 2023، وطالبت الدول المانحة بالامتناع عن تحويل الأموال إليها، وتحويلها لمنظمات أخرى تعمل في المجال الإنساني.
وبدورها، أعلنت الأمم المتحدة في الخامس من أغسطس الماضي، أن 9 موظفين في وكالة الأونروا "قد يكونوا شاركوا" في هجوم 7 أكتوبر، الذي تسبب بالحرب في غزة، موضحة أنه تم فصلهم.
من جانبه، قال الرقب لموقع الحرة، إن "حجج إسرائيل بأن الوكالة كان بين صفوفها مقاتلين انتموا لحماس وشاركوا في هجمات السابع من أكتوبر، لم يثبت بالدليل"، داعيا المجتمع الدولي إلى "اتخاذ إجراءات لمواجهة هذا الانقلاب على مؤسسات الأمم المتحدة من جانب إسرائيل".
فيما اعتبر كيدار في حديثه للحرة، أن أونروا "هي العائق الأكبر لأي عملية سلام"، مضيفًا أن تطبيق القانونين بحذافيرهما "سيجعل من غير الممكن إرسال أي شيء إلى الوكالة عبر الموانئ البرية أو البحرية أو الجوية لإسرائيل".
ولفت إلى أنه "حان الوقت لأن يحل الفلسطينيون مشاكلهم بأنفسهم. القول بأن الأونروا أمر حيوي خزعبلات، فيمكن للأمم المتحدة اختيار مفوضية اللاجئين مثلا للتعامل مع المشكلة، ولن تعارض إسرائيل ذلك، لكن أونروا مخترقة ومن يعملون بها شاركوا في العمليات البشعة في السابع من أكتوبر".
أما الرقب فقال إن حظر أونروا له "تبعات خطيرة جدا على الخدمات المقدمة للفلسطينيين، حيث تصل احتياجات الوكالة عبر الموانئ الإسرائيلية قبل وصولها إلى غزة أو الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية".
ووصف الوكالة الأممية بأنها "الأكثر تنظيما، حيث تقدم خدمات تعليمية وصحية وغذائية، وسيتوقف كل ذلك مع الوقت في ظل استمرار الحظر".
"لا غنى عنها"لاقت الخطوة الإسرائيلية انتقادات واسعة، حيث أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن القلق البالغ إزاء اعتماد القانونين "اللذين إذا طُبقا من المرجح أن يمنعا الوكالة من مواصلة عملها الضروري" في الأرض الفلسطينية، وفق تفويض الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال الأمين غوتيريش في بيان صحفي، الإثنين، إن "تطبيق القانونين قد يكون له عواقب مدمرة على لاجئي فلسطين في الأرض الفلسطينية المحتلة، وهو أمر غير مقبول".
وذكر غوتيريش في بيان، أن تطبيق القانونين "سيضر بحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والسلام والأمن في المنطقة بأسرها. وشدد على أن الأونروا لا غنى عنها".
If implemented, the laws adopted today by the Knesset of Israel would likely prevent @UNRWA from continuing its essential work in the Occupied Palestinian Territory, with devastating consequences for Palestine refugees.
I call on Israel to act consistently with its obligations…
كما قالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان، الإثنين: "لا سيادة لإسرائيل على أرض دولة فلسطين بما فيها القدس، وإن عمل الأونروا مرحب به استنادا إلى الاتفاق بين السلطة الفلسطينية والمنظمة الدولية".
وأشارت إلى أن "هذه القوانين تشكل تهديداً لعمل منظمة الأونروا ودورها، وتشكل اعتداءً على الوجود الأممي، وتهدد مصير ما تقدمه الوكالة من خدمات أساسية للاجئين الفلسطينيين".
وعبر رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، عن "قلق" بلاده البالغ إزاء ما أقره الكنيست الإسرائيلي بشأن "الأونروا".
وأصدر وزراء خارجية سبع دول وهي: أستراليا، فرنسا، ألمانيا، اليابان، كندا، كوريا الجنوبية، بريطانيا، بياناً قالوا فيه: "بدون عمل الأونروا، فإن تقديم المساعدات والخدمات، سيُعرقل إن لم يصبح مستحيلا، مع ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على الوضع الإنساني الحرج بالفعل والمتدهور بسرعة، لا سيما شمال غزة".
والثلاثاء، قالت وكالات تابعة للأمم المتحدة، إن قرار إسرائيل حظر عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، قد "يعرض مزيدا من الأطفال للموت، ويمثل نوعا من العقاب الجماعي" حال تطبيقه بالكامل.
وبدوره، أوضح جيمس إلدر، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، الذي عمل عن كثب في غزة منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر 2023، في مؤتمر صحفي: "إذا لم تتمكن الأونروا من العمل، فمن المرجح أن نشهد انهيار المنظومة الإنسانية في غزة.. قرار مفاجئ مثل هذا يعني أن (إسرائيل) عثرت على طريقة جديدة لقتل الأطفال".
وفي المؤتمر ذاته، قالت وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة، إن "من المستحيل إيجاد بديل عن الأونروا".
وقال ينس لايركه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: "(الأونروا) لا غنى عنها ولا يوجد بديل عنها في الوقت الحالي"، وفق وكالة رويترز.
وتابع، ردا على سؤال عما إذا كان الحظر يمثل نوعا من "العقاب الجماعي" لسكان غزة: "أعتقد أنه وصف عادل لما قرروه هنا. فإذا طُبق، فسيزيد من أعمال العقاب الجماعي التي نشهد حدوثها في غزة".
من جانبها، قالت مديرة المنظمة الدولية للهجرة، إيمي بوب، إن المنظمة "لا تستطيع أن تحل محل الأونروا في غزة، لكن بإمكانها تقديم مزيد من المساعدات للمتضررين من الأزمة".
وأضافت: "هذا دور نحرص جدا على القيام به، وسنعززه بدعم من مختلف الأطراف المعنية".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وکالة غوث وتشغیل اللاجئین الفلسطینیین المجتمع الدولی الأمم المتحدة للأمم المتحدة أکثر من إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل ستفرج عن 602 من المعتقلين الفلسطينيين غداً
تعتزم إسرائيل الإفراج، غداً السبت، عن 602 من المعتقلين الفلسطينيين، في إطار صفقة تبادل مع رهائن محتجزين في قطاع غزة، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، وفق ما أفاد نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الجمعة.
وأفادت المتحدثة باسم الجمعية أماني سراحنة بأن 445 من المعتقلين هم من قطاع غزة، وتمّ توقيفهم بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، و60 يقضون أحكام سجن طويلة، 50 يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد، و47 من الذين أعيد اعتقالهم بعد الافراج عنهم في صفقة تبادل أجريت عام 2011.
#عاجل: #إسرائيل ستفرج السبت عن 602 من المعتقلين (منظمة فلسطينية)#فرانس_برس
— فرانس برس بالعربية (@AFPar) February 21, 2025وفي المقابل، نشرت حركة حماس أسماء 6 محتجزين إسرائيليين أحياء من المقرر أن تفرج عنهم غداً.
وذكرت حماس في بيان أنها ستفرج عن المحتجزين الستة في إطار اتفاق غزة.
وأشارت إلى أنها ستفرج عن كل من إيليا ميمون اسحق كوهن وعمر شيم توف وعومر فنكرت وتال شوهام وأفيرا منغستو وهشام السيد.
???? حماس: سنطلق غدا سراح 6 محتجزين في إطار صفقة التبادل بالمرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
???? حماس: سنفرج غدا عن إيليا كوهين وعمر توف وعومر فنكرت وتال شوهام وأفيرا منجستو وهشام السيد#TeNTV pic.twitter.com/eTys01PRKr
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، في وقت مبكر من صباح اليوم، أنه من المتوقع أن تستمر عملية الإفراج عن المحتجزين في غزة، المقررة غداً، كما هو مخطط لها.
رغم جدل "جثة شيري بيباس"..تبادل أسرى جديد بين حماس وإسرائيل غداً - موقع 24أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم الجمعة، أن عملية إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين ستتم غداً السبت كما هو مخطط لها.والخميس، تسلمت إسرائيل 4 جثامين لمحتجزين، ومن المقرر أن يتسلم 6 محتجزين أحياء السبت، وفي المقابل ستطلق إسرائيل سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.