لجريدة عمان:
2025-11-07@17:37:38 GMT

معوقات الزراعة وآفاق الاستثمار

تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT

استئناسًا بلغة الأرقام التي باتت اللغة المفضلة في عالم الأعمال والفيصل في الحكم على كثير من الأمور، فإن سلطنة عمان قد حققت نسبًا جيدة من الاكتفاء الذاتي في قطاع الزراعة. تقول الأرقام: إن نسب الاكتفاء الذاتي في إنتاج الخضراوات بلغت (77٪) والفواكه (26٪) وفي التمور (97٪) وتستطرد هذه اللغة الحديث عن نسبة مساهمة سلطنة عمان في إنتاج الغذاء في المنطقة حيث بلغت ( 17.

3٪) في حين أن الحصة المقدرة لاستهلاك الغذاء في سلطنة عمان وصلت إلى (14٪) وغيرها من الإحصاءات والأرقام التي قد لا يستطيع بسطاء الناس من المزارعين تحليلها وتفسيرها وقد لا تعنيهم هذه اللغة في كثير من الأشياء باستثناء ما قد يعود عليهم مباشرة من دعم مادي أو معنوي فيما يزرعونه ويجنونه.

في الآونة الأخيرة بات موضوع الزراعة والاستثمار في الموارد الزراعية والأمن الغذائي يشغل بالي كثيرًا خصوصًا بعد إدخال الكثير من التحسينات على أساليب الزراعة التقليدية وإقبال الكثير من الشباب على الاستثمار في القطاعات الزراعية وإدخال أصناف زراعية جديدة إلى سلطنة عمان ومحاولة زراعة الكثير من المحاصيل التي لم يكن ممكنًا استزراعها بالطرق التقليدية المتبعة في الزراعة، إضافة إلى تكثيف الحملات الإعلامية وإلقاء الضوء على الكثير من التجارب الناجحة في الاستثمار الزراعي المحلي وهذا برأيي ما شجع الكثير من الناس على التفكير في موضوع الاستثمار في الزراعة بحيث تمثل الزراعة مصدر دخل جيد لممتهنها بدلا من الاعتقاد القديم السائد من أن الزراعة هي فقط لمجرد التسلية وهي إهدار للمال وليس استثمارا له وأن المزارع الصغير لن يتمكن من إيجاد مصدر دخل شهري ثابت له ما دامت الزراعة قائمة على الطرق التقليدية في الزراعة والري.

هنالك معوقات في القطاع الزراعي اتفقت أغلب الأصوات على أنها مشكلات تعوق نمو القطاع وتحد من إنتاجيته منها على سبيل المثال صغر المساحات والحيازات الزراعية والتي يغلب عليها الطابع التقليدي في الزراعة من حيث استغلال محصول واحد فقط هو على الأغلب النخيل في المناطق الحارة وبعض المنتجات الورقية الموسمية في السهول الأقل حرارة خصوصا عند اعتدال الجو في الشتاء ولصغر المساحات الزراعية عيب في أنها لا تؤمّن وفرة في المحاصيل التي يمكن زراعتها في مساحات شاسعة جدا وبأساليب تجارية يمكن أن تعود جدواها على المزارعين. من المعوقات أيضا نقص الموارد المائية وتملُّح المياه في بعض المناطق ومنع حفر الآبار إلا بعد الحصول على التصاريح اللازمة التي لا تراعي في بعض الأحيان المساحات المزروعة والحاجة إلى وجود أنظمة مستدامة للري، وعدم إدخال أنظمة الري الحديثة في الزراعة لتقليل المهدور من الماء ربما لاعتقاد البعض أن الأنظمة الحديثة لا توفر كميات كبيرة وكافية لري المزروعات، ومن بين التحديات والمعوقات التي تواجه هذا القطاع أيضا هو هيمنة القوى العاملة الوافدة على الأراضي الزراعية واحتكارها حتى لتسويق الكثير من منتجات تلك المزارع وهذه المشكلة في حد ذاتها ناتجة من عدم يقين المزارع العماني بأهمية الأرض التي يمتلكها وعدم إيمانه بأن الأرض الزراعية يستفيد منها الوافد أكثر مما يستفيد منها مالكها وهذا الأمر قد يكون بحاجة إلى كثير من التوعية وصرامة شديدة في تطبيق بعض المعايير خصوصا في عمليات البيع والشراء. ولعل المشكلة الأكبر في سلسلة هذا القطاع هي ما يتعلق بتسويق المنتجات العمانية من المزارع حيث يعاني الكثير من المزارعين لا سيما صغار المزارعين منهم من عدم وجود منافذ للبيع يمكن من خلالها تسويق منتجاتهم الزراعية دون عناء ودون تكبد الكثير من الخسائر، ولعلي أضيف هنا معوقًا آخر من معوقات تطوير الزراعة وهو عزوف الشباب عن الاشتغال بالزراعة وابتعادهم عن الأرض بحجة أن الزراعة لا توفر دخلا جيدا ولا يمكن الاعتماد عليها كدخل شهري ثابت إضافة إلى أن الكثير من الشباب هجروا قراهم واتجهوا صوب المدن بحثا عن وظائف أخرى.

سنحت لي فرصة الجلوس مع بعض المزارعين لسؤالهم عن الزراعة وآفاقها ومشكلاتها والمؤمل منها والدور المعول على الحكومة لدعم هذا القطاع، إجابات الكثيرين منهم كانت متشابهة من أن الزراعة ليست بذات الجدوى الكبيرة وهي لا تعود على صاحبها بالكثير من العوائد المجزية وما يصرفه المزارع على مزرعته أكثر بكثير من العائد المرتجى منها وأن الدعم الحكومي سواء المتمثل في توفير البذور والتقاوي والأدوية يكاد أن يكون شحيحا فضلا عن أن الحكومة لا تقوم بدعم المزارع بشراء منتجاته وتسويقها كما كان عليه الحال في سابق الزمان.

الحديث عن الزراعة مشوق إلى حد أنك ترغب في الاستزادة منه دون كلل أو ملل والحديث عن الآفاق الرحبة في ما توفره الأرض من خيرات لزارعها لهو أمر يجعل المرء تواقا إلى قضاء أوقات أكثر في ملامسة الأرض خصوصا مع دخول الاعتدال الشتوي وبدء مواسم زراعة الكثير من المحاصيل الورقية، وكما أن الحديث عن الزراعة والاستثمار شجي فإنه أيضا حديث يفتح الكثير من الآفاق لتطويره والاهتمام به خصوصا أن العماني بطبيعته مزارع بالفطرة وهذا ما تركز عليه مختبرات الأمن الغذائي التي تعقدها وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه من إقامتها للعديد من المختبرات التي تهدف إلى زيادة العائد الاستثماري في الزراعة وإيجاد أفضل السبل والممارسات في الزراعة الحديثة وتشجيع الشباب والمواطنين على الدخول في الاستثمار في المجال الزراعي وتشجيعهم على ذلك.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاستثمار فی سلطنة عمان فی الزراعة الکثیر من کثیر من

إقرأ أيضاً:

ختام الدورة الثامنة للجنة الفنية الزراعية الأردنية–المصرية المشتركة

صراحة نيوز-اختتم وزير الزراعة الدكتور صائب الخريسات ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي في جمهورية مصر العربية علاء فاروق، أمس الثلاثاء، اجتماعات الدورة الثامنة للجنة الفنية الزراعية الأردنية المصرية المشتركة، بحضور السفير المصري لدى المملكة خالد الأبيض.
وجاءت هذه الاجتماعات استمرارا لجهود البلدين في تعزيز التعاون الزراعي المشترك وتبادل الخبرات الفنية بما يسهم في تطوير القطاعات الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي المستدام في كلا البلدين.
وبحسب بيان الوزارة اليوم الأربعاء، بدأت أعمال الدورة الثامنة برئاسة الأمين العام لوزارة الزراعة الأردنية المهندس محمد الحياري ومن الجانب المصري، نائب رئيس مركز البحوث الزراعية والمشرف على العلاقات الخارجية، الدكتور سعد موسى، بمشاركة ممثلين عن مختلف القطاعات الزراعية في البلدين وعدد من ممثلي القطاع الخاص الأردني.
وناقش الجانبان خلال الاجتماعات، مجموعة واسعة من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك شملت سبل تعزيز التبادل التجاري الزراعي بين الأردن ومصر وتسهيل انسياب السلع الزراعية وتبادل الخبرات الفنية والبحثية في مجالات الزراعة الحديثة وإدارة الموارد المائية ومكافحة الآفات والأمراض النباتية والحيوانية، إضافة إلى تطوير برامج التدريب وبناء القدرات للعاملين في القطاع الزراعي.
كما تطرق الاجتماع إلى التعاون في مجال البحث العلمي الزراعي وتبادل التجارب الناجحة في الإنتاج النباتي والحيواني والاستفادة من التقنيات الحديثة في مجالات الزراعة الذكية والمستدامة بما يسهم في مواجهة التحديات المناخية وتحقيق الأمن الغذائي في البلدين.
وأكد الوزيران في ختام الاجتماعات على عمق العلاقات الأخوية التي تربط الأردن ومصر، وأهمية مواصلة العمل المشترك لتطوير التعاون الزراعي بما يخدم المصالح المشتركة ويتماشى مع توجيهات ورؤى قيادتي البلدين الشقيقين، جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأشارا الى أن اللجنة الفنية الزراعية المشتركة تمثل أنموذجا ناجحا للتعاون العربي الثنائي، مؤكدين التزامهما بمتابعة تنفيذ التوصيات التي تم الاتفاق عليها خلال أعمال الدورة، وبذل المزيد من الجهود لتعزيز التكامل الزراعي بين البلدين في مختلف المجالات.

مقالات مشابهة

  • العربية للتنمية الزراعية تختتم أعمال الحوار الإقليمي حول تمكين المرأة والوصول إلى التمويل في الزراعة
  • «علاء فاروق» يتفقد كبرى شركات إنتاج التقاوي بالأردن.. ويشدد على الشراكة الزراعية بين البلدين
  • "الزراعة" تنفذ 25 ألف حقل إرشادي لنقل الممارسات الزراعية الحديثة والجيدة بالمحافظات
  • قافلة جامعة سوهاج التنموية الزراعية تنطلق لدعم المزارعين وزيادة الإنتاجية بكوم بدار
  • جامعة سوهاج تطلق قافلة تنموية زراعية لدعم المزارعين بقرية كوم بدار بالمنشاة
  • قافلة جامعة سوهاج التنموية الزراعية تنطلق لدعم المزارعين وزيادة الإنتاجية بقرية كوم بدار
  • البنك الزراعي المصري: إطلاق مجموعة من الخدمات التمويلية والمصرفية لتلبية احتياجات صغار المزارعين قريبًا
  • قريباً.. إطلاق مجموعة من الخدمات لتلبية احتياجات صغار المزارعين
  • الرئيس التنفيذي للبنك الزراعي المصري: إطلاق مجموعة من الخدمات التمويلية والمصرفية لتلبية احتياجات صغار المزارعين
  • ختام الدورة الثامنة للجنة الفنية الزراعية الأردنية–المصرية المشتركة