هربا من الحرب.. عائلة فلسطينية نازحة من شمال غزة تلوذ بالمقابر
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
بعد أكثر من عام على الحرب في غزة، يعيش أبو رزاق القصاص وأُسرته في مأوى مؤقت داخل مقابر بجنوب القطاع ويعتمدون في طعامهم على تبرعات غذائية.
وأُسرة القصاص، القادمة في الأساس من مدينة غزة في الجزء الشمالي من القطاع الساحلي، من بين العديد من النازحين الآخرين الذين يقيمون في مقابر خان يونس.
وقال القصاص، وهو يشير إلى شواهد القبور في المقابر: "شاهدوا الرعب والخوف الذي يعيشه الأطفال".
وأضاف: "أطفالي يبكون طوال الليل من الجوع، لا يمكنني تدبير الطعام لأن المعابر مغلقة".
من جانبه، قالت غادة زوجة القصاص: "الحياة انعدمت عندنا في قطاع غزة سواء كان في الشمال أو في الجنوب".
ونزح غالبية سكان غزة، وعددهم نحو مليوني نسمة، بسبب الهجوم الإسرائيلي المتواصل على القطاع.
واضطر البعض مثل عائلة القصاص التي تضرر منزلها بشدة للنزوح أكثر من مرة.
وانخفضت كمية المساعدات التي تدخل غزة، كما أن هناك نقصا حادا في الغذاء والماء والدواء والوقود.
وعادة ما تلقي إسرائيل باللوم على وكالات الإغاثة بخصوص الفشل في توزيع المساعدات داخل غزة.
وتطالب الولايات المتحدة حليفتها إسرائيل بالعمل على تحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة وإلا ستواجه قيودا محتملة على المساعدات العسكرية الأميركية.
ويتفشى الجوع ويعيش كثير من الناس في خيام وملاجئ مؤقتة مصنوعة من القماش والبطانيات البالية التي من غير المرجح أن تحميهم من الشتاء القارس الذي يوشكون على مواجهته.
وتعيش عائلة القصاص على خبز يقومون بتسخينه على النار في الهواء الطلق وجبن وخليط من البهارات والقمح.
ويقول مسؤولو الصحة في القطاع الفلسطيني إن الهجوم الانتقامي الإسرائيلي على غزة الرامي إلى القضاء على حماس وتحرير المحتجزين أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 43 ألف شخص.
وباءت الجهود الدولية المتكررة لإنهاء الحرب بالفشل.
المصدر: قناة اليمن اليوم
إقرأ أيضاً:
«مش هنسيب أرضنا».. عائلة «الكحلوت»: هنعمَّر بيتنا في غزة من جديد
خيمة صغيرة بيضاء اللون رفع سكانها علم فلسطين فوقها، وبجوارها كرسى من الحديد يبدو أنه تم استخراجه من تحت الأنقاض بصعوبة بالغة، فاعوجت قوائمه وبدا كخردة بالية، وبإلقاء نظرة أوسع على المشهد، ظهر ركام المنازل التى تساوت بالأرض بفعل العدوان الإسرائيلى وقصف الطائرات الحربية التى استهدفت البشر والحجر على أرض غزة.
فمن خيمة أقامتها عائلة «الكحلوت» بعد نزوحها إلى مدينة خان يونس جنوب القطاع، إلى شبيهتها التى يسكنون داخلها هذه الأيام فى مدينة غزة لم يختلف الأمر والواقع كثيراً، إلاّ أنّ العودة إلى الديار وإن كانت حجارة وأصبحت أثراً بعد عين هى الجنة فى حد ذاتها، وقال «محمد»، رب الأسرة الثلاثينى، الذى اضطر إلى ترك منزله فى حى التفاح، شرق مدينة غزة، لينجو بحياة زوجته وطفليه اللذين لم يبلغا عامهما الخامس، قبل أن تحصد صواريخ الاحتلال أرواحهم، أنّه نزح رفقة أهالى الحى بعد مرور شهرين من العدوان، ليعيش طيلة 13 شهراً داخل خيمة مهترئة جنوب القطاع، وهذه الفترة كانت الجحيم بعينه.
ورغم أن المعاناة واحدة، سواء كانت الخيمة فى شمال القطاع أو جنوبه، فإن العودة إلى الديار حتى إن كانت ركاماً يجبر النفس على التحمل والتفكير فى إعادة تعميرها، وأضاف: «كونك موجود على أرضك ومكان دارك، فالأمر مختلف عن النزوح، عشان هيك قررت أنا وزوجتى الرجوع لبيتنا فى غزة، ورغم الدمار فكينا خيمتنا ونقلناها من الجنوب لحى التفاح وحطيناها على الركام ورفعنا فوقها علم فلسطين علشان نقول لكل العالم إننا متمسكين بكل ذرة تراب من أرضنا، وما بنبيع ولا بنتركها لو شو ما صار».
يعانى الشاب الثلاثينى لتوفير احتياجات أسرته فى ظل انعدام المقومات وتدمير البنية التحتية جرّاء العدوان الإسرائيلى وقال: «هقولّك رغم كل الصعوبات بس على قلبى زى العسل زى ما بيحكوا اخواتنا المصريين طالما رجعنا لدورنا وهنرجع نعمرها ونبنى بيوتنا حجر حجر وهنعيش ونموت على أرضنا غصب عن المحتل القاتل».