تصاعد الحديث عن سياج حدودي مع الأردن.. ما أهداف الاحتلال من ورائه؟
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
#سواليف
في وتيرة متصاعدة، يكرر #مسؤولون #إسرائيليون تصريحاتهم عن ضرورة الإسراع ببناء #سياج_أمني على #الحدود مع #الأردن، وفكرة المشروع هذه يتحدث عنها رئيس الوزراء بنيامين #نتنياهو منذ نحو 20 عاما، بزعم مقاومة #التهريب و #التسلل من جهة المملكة.
وتصاعد الحديث عن المشروع عقب عملية معبر “اللنبي” في 8 أيلول/ سبتمبر الماضي التي قتل فيها 3 إسرائيليين ومنفذ العملية الأردني ماهر الجازي، وحادثة البحر الميت في 18 تشرين الأول/ سبتمبر الجاري التي أصيب فيها إسرائيليان.
وبعد حادثة البحر الميت بيوم واحد قال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين على منصة “إكس”، إنه سيعمل على تسريع بناء سياج على طول الحدود مع الأردن.
وأضاف كوهين: “مع دخول المتسللين وتهريب الأسلحة غير المشروعة والعمليات المعادية، سأعمل في الحكومة على تسريع بناء سياج على طول الحدود مع الأردن، على غرار السياج الذي أقيم على الحدود مع مصر”، متابعا: “إنه ليس خيارًا إنه أمر لا بد منه”.
حديث مستمر
وهذه ليست أول تصريحات إسرائيلية رسمية عن الرغبة ببناء سياج على الحدود مع الأردن.
غير أن خبراء قانونيين يؤكدون أن بناء جدار على الحدود الشرقية من #الضفة_الغربية_المحتلة، يستلزم موافقة السلطة الفلسطينية بصفتها الجهة الشرعية المسؤولة عن هذه المنطقة.
ويبلغ طول الحدود الأردنية مع #فلسطين_المحتلة 335 كيلومترا، منها 97 كيلومترا مع الضفة الغربية.
وكان نتنياهو أعرب مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي، عن عزمه بناء سياج على الحدود مع الأردن على غرار السياج المبني على الحدود مع مصر.
ومنتصف أيلول/ سبتمبر، قالت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية إن الجيش الإسرائيلي بدأ بحفر خندق على الحدود مع الأردن.
ويرتبط الأردن مع فلسطين المحتلة بثلاثة معابر حدودية هي الشيخ حسين (نهر الأردن من الجانب الإسرائيلي) وجسر الملك حسين، “اللنبي” ووادي عربة “إسحاق رابين”.
والمعابر الثلاثة تعمل بشكل منتظم ويرتبط إغلاقها بالظروف الأمنية داخل “إسرائيل”، وهو ما يحدث بصورة محدودة، وقد جرى ذلك خلال الحرب الجارية على قطاع غزة.
وسبق لعمان أن نفت مزاعم إسرائيلية عن تهريب أسلحة من الأردن، لكن التساؤلات الأبرز تكمن في طبيعة خطر السياج المقترح على المملكة، وأثره على سيادتها، إضافة إلى الأهداف الإسرائيلية من إقامته.
ويرى مراقبون أن موقف الأردن من حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة دفع تل أبيب نحو محاولة افتعال أزمات مع عمان للتأثير عليها، وكان طريقها لذلك “عبر الحدود”.
“مخاوف أمنية وسياسية”
أستاذ الدراسات الاستراتيجية بجامعة الحسين بن طلال (حكومية) حسن الدعجة، يقول إن “السياج الذي تخطط إسرائيل لتشييده على الحدود مع الأردن يمثل خطوة تعكس مخاوفها الأمنية والسياسية، وقد يكون له تداعيات على العلاقات مع الأردن”.
ويضيف الدعجة في حديثه للأناضول: “الأردن يرفض هذا النوع من الإجراءات الأمنية أحادية الجانب، حيث يرى أن إقامة الحواجز قد تؤثر سلبا على الأوضاع الجيوسياسية وأمن المنطقة”.
ويردف بالقول: “كما يعتبرها البعض رمزاً للتوتر، ولخلق حالة من عدم الثقة بين الدول المتجاورة”.
ويشير إلى أن “الأردن يفضل أن تُعالج المسائل الأمنية عبر التنسيق والتعاون الإقليمي بدلاً من الحواجز، ويرى أن العلاقات الحسنة على الحدود هي العامل الأهم في ضمان الأمن والاستقرار”.
أما عن دوافع الاحتلال لإقامة السياج، فيرى أن “تل أبيب تبرر هذه الخطوة بضرورات أمنية، مثل منع التسلل وتهريب الأسلحة والحد من موجات الهجرة غير النظامية”.
“إسرائيل تخشى من تهديدات على حدودها من قبل جهات غير حكومية، أو وصول أسلحة ومجموعات تشكل تهديداً لأمنها القومي”، وفق الأكاديمي الأردني.
وفيما يتعلق بخطورة السياج على الأردن يلفت الدعجة إلى أن “تأثيره سيكون على العلاقات الدبلوماسية؛ إذ يمكن أن يزيد من التوترات بين عمان وتل أبيب، ويعيق جهود الحفاظ على سلام مستدام”.
كما تطرق إلى تأثيره على الحركة الاقتصادية والبشرية، مشيراً أنه “قد يُصعِّب حركة البضائع والأشخاص بين البلدين، مما قد ينعكس سلباً على الاقتصاد الأردني”.
ويستطرد: “إسرائيل تصر على بناء هذا السياج لأسباب أمنية واضحة، إلا أن الأردن بحاجة للحوار المستمر مع الجانب الإسرائيلي لاحتواء هذه التداعيات المحتملة وتجنب تصاعد التوترات”.
“عقلية أمنية”
المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي عامر السبايلة، يقول: “إسرائيل أسست لفكرة إقامة السياج منذ سنوات فهي ليست جديدة، والحديث في تل أبيب مستمر على مدار السنوات الماضية حول مسالة تهريب السلاح عبر الحدود مع الأردن”.
ويضيف في حديثه للأناضول: “جاءت الأحداث الأخيرة (جسر اللنبي والبحر الميت) ليستخدمها الإسرائيلي تأكيداً لادعاءاته بتهريب السلاح وعدم القدرة على ضبط الحدود (من جانب الأردن)، وضرورة اتخاذ إجراءات أحادية”.
ويزيد: “استطاعت بذلك (تل أبيب) أن تقنع الولايات المتحدة أن هناك مشكلة على هذه الحدود، وأنها تتعامل مع أحداث أمنية؛ لشرعنة اتخاذ إجراءات وخطوات أحادية الجانب”.
ويقلل السبايلة من تأثير “أساسي” على الأردن جراء بناء الجدار، مرجعاً ذلك إلى أن “العقلية الأمنية للإسرائيلي تتعامل مع المحيط على أنه جبهات فوضى يجب التعامل معها أمنياً، وهو ما يدفعها لاتخاذ هذه الخطوة”.
وشددت “إسرائيل” إجراءاتها الأمنية على الحدود مع الأردن بالتزامن مع حرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة منذ أكثر من عام، وتعتمد تل أبيب على تقنيات الذكاء الاصطناعي وطيران مسير ومستشعرات ليلية ونهارية في مراقبتها، وفق إعلام عبري.
وبالتزامن مع الإبادة التي ترتكبها بقطاع غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، كثف الاحتلال الإسرائيلي من الحديث عن محاولات تسلل وتهريب أسلحة من المملكة، مقابل نفي أردني لتلك المزاعم.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف مسؤولون إسرائيليون سياج أمني الحدود الأردن نتنياهو التهريب التسلل الضفة الغربية المحتلة فلسطين المحتلة على الحدود مع الأردن بناء سیاج على تل أبیب
إقرأ أيضاً:
هل اقترب السلام بين إسرائيل ولبنان؟
ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أنه قبل 6 أشهر، كان السلام بين إسرائيل ولبنان يبدو مستحيلاً، ولكن الآن قد تمهد محادثات الحدود الطريق لاتفاق تاريخي، متساءلة: "هل من اختراق قريب؟".
وأضافت "جيروزاليم بوست"، أنه في تلك المرحلة، كان حزب الله وإسرائيل يتبادلان إطلاق النار لفترة استمرت لما يقرب من عام، وكانت المنطقة الحدودية بين البلدين مدمرة، مع تزايد أعداد القتلى وإجلاء أعداد كبيرة من المدنيين، وبحلول نهاية شهر سبتمبر (أيلول)، عبرت القوات الإسرائيلية الحدود، لتصبح المرة الثالثة التي تغزو فيها إسرائيل لبنان منذ عام 1982.وعلى الرغم من ذلك، إلا أن المفاوضين الإسرائيليين واللبنانيين اجتمعوا هذا الأسبوع في لبنان، لإنجاز مهمة تبدو حميدة وعظيمة في آن واحد، وهي "الاتفاق على ترسيم الحدود بدقة".
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، أنه حال نجاح المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، فقد تمهد الطريق لمعاهدة سلام ستكون الأهم بالنسبة لإسرائيل منذ ما يقرب من نصف قرن، من بعض النواحي، وبحسب ما نقلته عن مسؤول إسرائيلي فإن الهدف هو "الوصول إلى التطبيع".
ما هي استراتيجية حزب الله بعد استعراض "ملعب بيروت"؟https://t.co/TpOOnFLsMH pic.twitter.com/au1ALCQRTb
— 24.ae (@20fourMedia) March 2, 2025 قواسم مشتركةورصدت جيروزاليم بوست الوضع الراهن، وقدمت قراءة لما قد يحدث لاحقاً، وقالت إن إسرائيل ولبنان قريبان جغرافياً لكنهما عدوان منذ زمن طويل، مشيرة إلى أن إسرائيل ولبنان الواقعين على حدود بعضهما يتشاركان الكثير من القواسم، فهما دولتان صغيرتان ومتنوعتان عرقياً، نالا استقلاليهما في أربعينيات القرن الماضي، ولا تفصل بين العاصمة اللبنانية بيروت وحيفا، ثالث أكبر مدينة في إسرائيل، سوى حوالي 80 ميلاً، وكلاهما على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ولفترة وجيزة، خلال فترة الحرب العالمية الثانية، كانت خطوط القطارات تمر بين المدينتين.
ولكن على مدار السنوات الـ75 الماضية، كانت الغالبية العظمى من الإسرائيليين الذين وطأت أقدامهم لبنان يرتدون الزي العسكري، ولا توجد علاقات دبلوماسية بين البلدين، وقد خاضا حروباً متكررة، بينها 3 حروب رئيسية، وكان الصراع الأبرز عام 1982، عندما غزت إسرائيل لبنان، وشنت هجوماً واسع النطاق على منظمة التحرير الفلسطينية المتمركزة في بيروت بهدف معلن، وهو وقف الهجمات على التجمعات السكانية الإسرائيلية الحدودية.
ظهور حزب الله
وخرجت منظمة التحرير الفلسطينية إلى تونس، وانسحبت إسرائيل من معظم لبنان، لكن الجيش الإسرائيلي بقي في جنوب لبنان، حيث قاتل عدواً جديداً تمثل في تنظيم حزب الله اللبناني، الذي استهدف القوات الإسرائيلية والأمريكية، وفي العقود التي تلت ذلك، بنى حزب الله مخزونه الضخم من الأسلحة، وعمل كـ"دولة داخل دولة" في جنوب لبنان، وفاز بمقاعد في البرلمان اللبناني، وفقاً للصحيفة.
وبعد سلسلة من الخسائر الإسرائيلية، بما في ذلك حادث تحطم مروحية عام 1997 أودى بحياة 73 مجنداً، انسحبت إسرائيل من جانب واحد من جنوب لبنان عام 2000، وبعد 6 سنوات، عادت إسرائيل للقتال مع حزب الله بعد أن دهم التنظيم إسرائيل واختطف جنوداً. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن هذه الحرب التي استمرت شهراً، تعتبر كارثة نتج عنها خسائر بشرية فادحة، وبقي حزب الله متمركزاً على الحدود، فيما أُعيد رفات الجنديين بعد عامين في صفقة تبادل أسرى.
السابع من أكتوبر
وظلت الحدود هادئة نسبياً حتى هجوم حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عندما انضم حزب الله إليه بعد ذلك بوقت قصير، وأمطر إسرائيل بالصواريخ مما أجبرها على إجلاء واسع النطاق للمدنيين من شمال إسرائيل، وردت الدولة العبرية بغارات جوية وغزت لبنان خريف العام الماضي، وخاضت صراعاً برياً استمر شهرين أسفر عن مقتل قسم كبير من قيادة حزب الله وإضعافه.
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل بدأت الانسحاب من لبنان بموجب وقف إطلاق النار في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، وساد الهدوء على الحدود إلى حد كبير منذ ذلك الحين، وينص وقف إطلاق النار على تولي الجيش اللبناني السيطرة على جنوب لبنان، ليحل محل حزب الله، لكن إسرائيل تقول إنها بحاجة إلى الاحتفاظ بقوات في لبنان لأن حزب الله لا يزال يعمل في المنطقة.
محاولات تطبيع سابقة
ولفتت جيروزاليم بوست إلى محاولات سابقة للسلام بين إسرائيل ولبنان، فخلال حرب عام 1982، حاولت إسرائيل عبثاً إبرام معاهدة. وفي عام 2022، تفاوضت إسرائيل ولبنان على الحدود البحرية، وهو ما اعتبر خطوة نحو إقامة علاقات.
وتقول الصحيفة، إن هذا الأسبوع، التقى مفاوضون إسرائيليون وفرنسيون وأمريكيون ولبنانيون في الناقورة بجنوب لبنان لإجراء محادثات، قالت مورغان أورتاغوس، المبعوثة الخاصة لنائب الرئيس الأمريكي، إنها ستركز على "حل العديد من القضايا العالقة دبلوماسيًا من بينها إطلاق سراح عدد من الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل، وحل النزاعات الحدودية المتبقية، والاتفاق على الانسحاب العسكري الإسرائيلي".
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن إسرائيل ستفرج عن الأسرى الخمسة "بالتنسيق مع الولايات المتحدة وكبادرة طيبة للرئيس اللبناني الجديد".
وأشارت الصحيفة إلى أن الطريق إلى السلام محفوف بالمخاطر، لكنه واعد، مستطردة: "الحدود البرية ليست معاهدة سلام، وإقامة علاقات بين دولتين اعتبرتا بعضهما البعض أعداءً لأكثر من 75 عاماً ليس بالأمر الهيّن".
هل هناك محادثات للتطبيع بين إسرائيل ولبنان؟https://t.co/jZcb1TB5xM pic.twitter.com/c9rnUh1YCZ
— 24.ae (@20fourMedia) March 13, 2025 خطورة حزب اللهبحسب الصحيفة، إذا استأنف "حزب الله" هجماته على إسرائيل، أو إذا لم تنسحب إسرائيل من لبنان، فقد تفشل المفاوضات بسهولة، وقد سبق لحزب الله أن استشهد بمناطق حدودية متنازع عليها لتبرير هجماته على إسرائيل.