الحرة:
2024-12-22@02:42:28 GMT

60 مصابا في اليوم.. موت بطيء يترصد مرضى السرطان في تونس

تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT

60 مصابا في اليوم.. موت بطيء يترصد مرضى السرطان في تونس

"كانت صدمة هائلة حين علمت منذ سنتين بإصابتي بمرض السرطان، فأنا أم لأربعة أطفال وأنحدر من عائلة ضعيفة الحال وليس لدينا مال يكفي لمتابعة العلاج. لوهلة ما شعرت أن قطار حياتي توقف وعليّ أن أتأهب لفراق العائلة الأبدي". هكذا تحدثت مريم (38 سنة) لـ"الحرة" عن تجربتها مع مرض السرطان. مريم واحدة من بين مرضى السرطان في تونس، والذين انضم إليهم 18 ألفا و770 مصاب جديد سنة 2023 لوحدها، وزارة الصحة التونسية، موزعين بين 10وآلاف و850 من الذكور و8 آلاف و620 إناث، بينما تشير تقديرات معهد "صالح عزيز" الحكومي المتخصص في العلاج من الأمراض السرطانية إلى تسجيل أكثر من 22 ألف إصابة جديدة العام الفارط، أي بمعدل 60 حالة يوميا.

 وتحتفي تونس، مثل سائر بلدان العالم، بـ"شهر أكتوبر الوردي" وسط حملات مكثفة للتوعية بأهمية الفحص المبكر  لمرض السرطان، غير أن تزايد نسق الإصابات بهذا الداء في السنوات الأخيرة بات يثير القلق لدى التونسيين، ويبعث مخاوف من عدم قدرة المؤسسات الصحية عن تلبية احتياجاتهم العلاجية. وتكشف مسارات العلاج من هذا المرض قصص معاناة للتونسيين في ظل مشاكل مرتبطة بالإمكانيات المادية والأدوية والتجهيزات المتوفرة لمرضى السرطان في المستشفيات التونسية. موت بطيء تقر مريم بأن رحلتها مع العلاج كانت "أشد وطأة" من مرضها على اعتبار أنها تنحدر من محافظة القصرين، وسط غرب البلاد، ويتوجب عليها قطع أزيد من 200 كيلومتر إلى مستشفى "صالح عزيز" الحكومي في تونس العاصمة. وتوضح قائلة "قدمت إلى المستشفى فوجدت طوابير طويلة تنتظر دورها لإجراء الفحوصات، شعرت بانهيار نفسي وعزمت على العودة من حيث أتيت لولا أن طلب مني أحد الأطباء التريث". وتضيف "ربما كنت أوفر حظا من غيري، إذ أرشدني أحد الأطباء إلى عنوان جمعية مرضى السرطان التي تبنت ملفي الطبي وتدخلت لإيوائي في الدار الخضراء وأخذت على عاتقها جزءا من تكاليف العلاج وإجراءاته، لكن هذا لا يحجب حقيقة ما تواجهه الأعداد المهولة من مرضى السرطان في تونس، إذ يعاني أغلبهم من تباعد مواعيد حصص العلاج وضعف التجهيزات التي غالبا ما تكون معطلة". دراسة: معدلات الإصابة بالسرطان تتزايد بين الأجيال الأصغر سنا أظهرت دراسة جديدة كبيرة أن معدلات الإصابة بالسرطان لـ 17 من أكثر 34 نوعًا من السرطان شيوعًا تتزايد في الأجيال الأصغر سنًا، وذلك مقارنة بالأجيال الأكبر سنًا، وهو التحول الذي ربما يرجع إلى التغييرات الجيلية في النظام الغذائي وأسلوب الحياة والتعرض البيئي، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".  تتقاطع قصة مريم مع ما عاشته أمل (45 سنة)، المتحدرة من محافظة توزر جنوب غرب البلاد. أمل اكتشفت إصابتها بمرض سرطان الثدي في 2021، غير أنها لم تباشر العلاج إلا بعد عامين، بسبب ضعف إمكانيات العائلة وارتفاع تكاليف العلاج. تقول أمل لـ "الحرة": "أجريت عملية جراحية لاستئصال الثدي، فيما أضطر في كثير من الأحيان إلى تأجيل حصص المعالجة جراء تعطل أجهزة العلاج الكيميائي فضلا عن نقص الأدوية وارتفاع أسعارها". وتتابع أمل قائلة إن "معاناة مرضى السرطان في تونس تجعل من رحلة العلاج التي يخوضونها "أشبه بصراع مع الموت البطيء"، فـ"أغلب من تراهم في المستشفيات العمومية لم يختاروا العلاج فيها وتحمل ما تعانيه من نقائص وضعف إمكانيات، علاوة على عناء التنقل لمسافات طويلة قد تتجاوز 500 كيلومترا، بقدر ما دفعتهم إلى ذلك محدودية قدراتهم المادية وارتفاع تكاليف العلاج في المصحات الخاصة". وبحسب تصريحات أطباء جراحة الأورام في تونس لوسائل إعلام محلية، فإن فترة تداوي المصابات بسرطان الثدي تستوجب 15 حصة علاج كيميائي، بكلفة تقدر بنحو 1300 دولار في القطاع الخاص، وترتفع الكلفة إلى نحو 2500 دولار باحتساب الإقامة في المصحة وتكاليف الأدوية. ناقوس خطر ورغم أن بروتوكولات العلاج، على اختلافها أنواعها، تقتضي التقيّد بفترات زمنية معينة لا تتجاوز في معظم الحالات 15 يوما بين كل حصة، لضمان استجابة فعالة من جسد المريض للعلاج، فإن "عجز" المنظومة الصحية العمومية عن التكفل بجميع المرضى يؤدي إلى "تأخر في مواعيد العلاج لتتراوح بين السنة والسنة ونصف"، وفق ما تؤكده رئيسة جمعية مرضى السرطان، روضة زروق. وتقول زروق لـ "الحرة" إن الإحصائيات المعلنة حول عدد مرضى السرطان لا تعكس حقيقة الأوضاع في البلاد، مضيفة "العدد أكبر من ذلك، في ظل غياب سجل وطني لهذا المرض". وتشير رئيسة المنظمة غير الحكومية إلى أنّ وزارة الصحة تعتمد ثلاث سجلات منفصلة تتوزع بين الشمال والوسط والجنوب. وشددت على أن تطور هذا المرض "يستدعي دق ناقوس الخطر ويستوجب تقصيا مبكرا حتى يسهل العلاج ولا يثقل كاهل المريض ماديا ومعنويا ولا يرفع أعباء الدولة في توفير الأدوية"، لافتة إلى أن "كل تأخير في هذا الأمر سيزيد في تضاؤل فرض الشفاء منه".  رئيسة جمعية مرضى السرطان بتونس، روضة زروق وتتكفل جمعية مرضى السرطان بحوالي 15 ألف مريض سنويا، إذ توفر للمرضى الإقامة والمتابعة خلال مراحل العلاج بالتنسيق مع المستشفيات العمومية والخاصة، وفق ما تؤكده روضة زروق. وتتوزع مراكز العلاج الإشعاعي والكيميائي في 5 مستشفيات حكومية بتونس، توجد في محافظات كل من قابس وصفاقس في الجنوب الشرقي للبلاد وسوسة الساحلية وتونس وأريانة وجندوبة في الشمال. توجه نحو الانفراج من جانبه، يقر رئيس قسم الجراحة بمستشفى "صالح عزيز"، طارق بن ذياب، بوجود نقص في الأدوية وطولا في مواعيد العلاج بالأشعة والكيمياوي فضلا عن الاكتظاظ في المستشفيات. ويضيف لـ"الحرة" أن قسم الجراحة بالمستشفى المختص في الأمراض السرطانية يسير بـ"نسق عادي" وفق المواعيد المضبوطة مسبقا، نافيا تسجيل أي تأخير فيها. ويشدد على أن الوضع بالمستشفيات التونسية "يتجه إلى الانفراج" عقب إمضاء اتفاقية بين الصندوق الوطني للتأمين على المرض "كنام" (حكومي) والمصحات الخاصة في البلاد يتكفل بمقتضاها هذا الصندوق بمصاريف الكشف بالأشعة التي يجريها المرضى في القطاع الخاص، فضلا عن التوجه إلى توسيع الأقسام الخاصة بهذا المرض. نمط عيش يوضح رئيس قسم الجراحة بمستشفى "صالح عزيز" إلى أن عدد الإصابات بالسرطات في تونس في "نسق متصاعد"، ذاكرا أنه لا يمكن تحديد العدد بالنظر إلى غياب سجل وطني يحصي الحالات. لكنه يلفت النظر، في المقابل، إلى ما يعتبرها أسبابا تساهم في زيادة الإصابات بالداء في تونس، هي مرتبطة بـ"تغيّر نمط عيش التونسيين"، وفقه، بينها "الإقبال على الأكل غير الصحي، إلى جانب السمنة والتدخين واستهلاك الكحول، وكثرة استخدام المواد الكيميائية". ويبرز الخبير الصحي أن الأمراض السرطانية المتفشية عند النساء في تونس تتمثل في سرطان الثدي والقولون والمستقيم، في حين تنتشر عند الرجال سرطانات الرئة والمثانة والبروستات. 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: جمعیة مرضى السرطان صالح عزیز هذا المرض

إقرأ أيضاً:

تفاصيل اليوم السادس لأيام قرطاج السينمائية

أعلن خلال اليوم السادس لأيام قرطاج السينمائية الجوائز الموازية للمهرجان، وحاز فيلم "ذراري الحمر" للمخرج لطفي عاشور (تونس) على جائزة خميس الخياطي للسينما المقاومة، وهي جائزة مستحدثة في المهرجان ومنحتها النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين خلال الدورة الحالية. 

وكانت لجنة تحكيم هذه الجائزة مكونة من المخرجة أنس كمون (تونس)، والناقدة إيلي مستورو (بلجيكا)، والناقد أحمد بوغابة (المغرب)، وهي ذاتها لجنة الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية، والتي منحت جائزة "فيبريسي" لفيلم "ماء العين" للمخرجة مريم جعبر (تونس - كندا). 

وحصد جائزة لينا بن مهني لحقوق الإنسان فيلم "ارتداد" للمخرج اينتاغريست الأنصاري (موريتانيا).

وتكونت هذه اللجنة من الهاشمي بن فرج وعادل عزوني وفيروز بن سلامة. 

وذهبت جائزة لجنة الاتحاد العام التونسي للشغل (وضمت لجنة تحكيمها الناصر الصردي والحبيب بالهادي وسمية بوعلاقي)، إلى فيلم "لون الفسفاط" للمخرج رضا التليلي (تونس).

وشهد اليوم السادس من أيام قرطاج السينمائية حضورا لمهنيي القطاع في ندوة خصصت لمناقشة "دور المنظمات السينمائية التونسية في تطوير السينما الوطنية"، وتناولت مداخلات الحضور التحديات وآفاق التبادلات مع أفريقيا والعالم العربي على مستوى صناعة الأفلام وتطوير التشريعات لصالح حقوق السينمائيين.

وأدار هذه الندوة الناقد السينمائي الناصر الصردي، وشارك في مداخلاتها كل من المخرجة سلمى بكار والمخرج الناصر القطاري.

تختتم فعاليات أيام قرطاج السينمائية اليوم، السبت 21 ديسمبر 2024، ويتنافس على جوائز المسابقات الرسمية للدورة الخامسة والثلاثين صناع أفلام من أفريقيا والعالم العربي.

وفي السياق، تضم قائمة الأفلام الروائية الطويلة المتنافسة "الرجل مات" من نيجيريا للمخرج أوام أكمبا، وفيلم "دمبا" من السنغال لمامادو ديا، و"فرانتز فانون" من الجزائر لعبد النور زحزاح، و"هانامي" من الرأس الأخضر للمخرجة دنيس فرنانديز، و"الاختفاء" من الجزائر للمخرج كريم موساوي، و"القرية المجاورة للجنة" من الصومال للمخرج مو هاراوي، و"أرزة" من لبنان للمخرجة ميرا شعيب، و"البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" من مصر للمخرج خالد منصور، و"المرجا الزرقا" من المغرب للمخرج داود أولاد السيد، و"إلى عالم مجهول" من فلسطين للمخرج مهدي فليفل، و"سلمى" من سوريا لجود سعيد، وأربعة أفلام تمثل تونس في هذه المسابقة وهي "برج الرومي" للمنصف ذويب، و"عايشة" لمهدي البرصاوي، و"الذراري الحمر" للطفي عاشور، و"ماء العين" لمريم جعبر.

ويتنافس في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة في أيام قرطاج السينمائية 2024 كل من فيلم "رفعت عيني للسما" من مصر للثنائي ندى رياض وأيمن الأمير، و"وعاد مارون إلى بيروت" من لبنان للمخرجة فيروز سرحال، "جنين جنين" لمحمد بكري، و"RISING UP AT NIGHT" من جمهورية الكونغو للمخرج نيلسون ماكينغو، و"ارتداد" من موريتانيا للمخرج انتاغريست الأنصاري، و"NDAR SAGA WAALO" من السنغال للمخرج عصمان ويليام مباي، و"داهومي" من السنغال للمخرجة ماتي ديوب، و"112" من توغو للمخرج تشدير ممايكا جويل، و"متى ستأتي أفريقيا؟" من جمهورية الكونغو للمخرج دافيد بيير فيلا، و"الفيلم عمل فدائي" من فلسطين للمخرج كمال الجعفري، ومن تونس ثلاثة أفلام وهي "شهيلي" للمخرج حبيب العايب، و"الأحلام والذكريات" للمخرج إسماعيل، و"ماتيلا" للمخرج عبد الله يحيى.

وفي المسابقة الرسمية للأفلام الروائية القصيرة، يتنافس على جوائز التانيت كل من اليفلم المصري "أحلى من الأرض" للمخرج شريف البنداري، و"وراء الشمس" من الجزائر للمخرج لريان مسيدري، و"AYO " من الكاميرون للثنائي يولاند ايكال وفرانسواز إيلونغ غوميز، و"شيخة" من المغرب للثنائي أيوب اليوسفي وزهوة الراجي، والفيلم الفلسطيني "في قاعة الانتظار" للمخرج معتصم طه، و"ليز واكسول" من السنغال للمخرج يورو مباي، و"مانجو" من مصر لرندة علي، و"بعد ذلك لن يحدث شيء" من السودان للمخرج إبراهيم عمر ، و"روج" من المملكة العربية السعودية للمخرجة سماهر موصلي، و"بلا بيكم" من الجزائر للمخرج نجيب فوزي أولبصير، و"والدك.. على الأرجح" من موريتانيا للمخرج الأخوين طلبة، و"وينك انت" من الأردن للمخرج محمد كوطة، و"زنتان" من جزر القُمر للمخرجة هاشمية الحمادة، ومن تونس "عالحافة" للمخرجة سحر العشي، و"في ظلمات ثلاث" للمخرج حسام سلولي، و"ليني آفريكو" للمخرج مروان لبيب، و"ماكون" للمخرج فارس نعناع.

وتحضر في المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية القصيرة مجموعة من الأفلام في منافسات "التانيت" وهي "غنينا قصيدة" من فلسطين للآني سكّاب، و"جذور النسيج" من بوركينا فاسو للمخرجة مليكة سوادوغو،  و"سباق الحمير" من المملكة العربية السعودية لمحمد باقر، "FLUID LAGOS" من نيجيريا لمجموعة فلويد لاغوس، و"الجانب الآخر للجمال" من السودان للمخرج سامي سيف سر الختم، و"رحلة باهاتي في التربية الجنسية" من كينيا لسايتاباو كاياري، و"سينما الدنيا" من سوريا للمخرج عمرو علي، و"فريحة" من اليمن للمخرج يوسف بدر، و"قد يتأخر حصادك" من الأردن للمخرج أحمد الزغبي. 

ويمثل تونس في هذه المسابقة كل من "الأيام الأخيرة مع إليان" للمخرج مهدي حجري، و"أنامل" لعائدة الشامخ.

مقالات مشابهة

  • بيخلي النساء ترقص.. مرض غريب ينتشر في أوغندا | اعرف تفاصيله
  • وفد من أهالى أسوان يدعمون الأطفال مرضى السرطان في شفاء الأورمان بالأقصر
  • تفاصيل اليوم السادس لأيام قرطاج السينمائية
  • 5 أعراض لسرطان الأمعاء الدقيقة يصعب تشخيصها
  • ابتكار خارق.. فحص جديد يكتشف السرطان المقاوم للأدوية قبل بدء العلاج
  • فحص جديد يكتشف السرطان المقاوم للأدوية قبل بدء العلاج
  • عاجل - القصة الكاملة لـ العلاج المناعي للسرطان واللقاح الجديد.. ما علاقته بالفئران؟
  • القصة الكاملة لـ العلاج المناعي للسرطان واللقاح الجديد.. ما علاقته بالفئران؟
  • للمرة الثالثة.. ألمانية تزور الأطفال مرضى السرطان في الأقصر
  • للمرة الثالثة.. ألمانية تدعم الأطفال مرضى السرطان بتقديم هدايا