الحرة:
2024-11-01@01:27:46 GMT

60 مصابا في اليوم.. موت بطيء يترصد مرضى السرطان في تونس

تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT

60 مصابا في اليوم.. موت بطيء يترصد مرضى السرطان في تونس

"كانت صدمة هائلة حين علمت منذ سنتين بإصابتي بمرض السرطان، فأنا أم لأربعة أطفال وأنحدر من عائلة ضعيفة الحال وليس لدينا مال يكفي لمتابعة العلاج. لوهلة ما شعرت أن قطار حياتي توقف وعليّ أن أتأهب لفراق العائلة الأبدي". هكذا تحدثت مريم (38 سنة) لـ"الحرة" عن تجربتها مع مرض السرطان. مريم واحدة من بين مرضى السرطان في تونس، والذين انضم إليهم 18 ألفا و770 مصاب جديد سنة 2023 لوحدها، وزارة الصحة التونسية، موزعين بين 10وآلاف و850 من الذكور و8 آلاف و620 إناث، بينما تشير تقديرات معهد "صالح عزيز" الحكومي المتخصص في العلاج من الأمراض السرطانية إلى تسجيل أكثر من 22 ألف إصابة جديدة العام الفارط، أي بمعدل 60 حالة يوميا.

 وتحتفي تونس، مثل سائر بلدان العالم، بـ"شهر أكتوبر الوردي" وسط حملات مكثفة للتوعية بأهمية الفحص المبكر  لمرض السرطان، غير أن تزايد نسق الإصابات بهذا الداء في السنوات الأخيرة بات يثير القلق لدى التونسيين، ويبعث مخاوف من عدم قدرة المؤسسات الصحية عن تلبية احتياجاتهم العلاجية. وتكشف مسارات العلاج من هذا المرض قصص معاناة للتونسيين في ظل مشاكل مرتبطة بالإمكانيات المادية والأدوية والتجهيزات المتوفرة لمرضى السرطان في المستشفيات التونسية. موت بطيء تقر مريم بأن رحلتها مع العلاج كانت "أشد وطأة" من مرضها على اعتبار أنها تنحدر من محافظة القصرين، وسط غرب البلاد، ويتوجب عليها قطع أزيد من 200 كيلومتر إلى مستشفى "صالح عزيز" الحكومي في تونس العاصمة. وتوضح قائلة "قدمت إلى المستشفى فوجدت طوابير طويلة تنتظر دورها لإجراء الفحوصات، شعرت بانهيار نفسي وعزمت على العودة من حيث أتيت لولا أن طلب مني أحد الأطباء التريث". وتضيف "ربما كنت أوفر حظا من غيري، إذ أرشدني أحد الأطباء إلى عنوان جمعية مرضى السرطان التي تبنت ملفي الطبي وتدخلت لإيوائي في الدار الخضراء وأخذت على عاتقها جزءا من تكاليف العلاج وإجراءاته، لكن هذا لا يحجب حقيقة ما تواجهه الأعداد المهولة من مرضى السرطان في تونس، إذ يعاني أغلبهم من تباعد مواعيد حصص العلاج وضعف التجهيزات التي غالبا ما تكون معطلة". دراسة: معدلات الإصابة بالسرطان تتزايد بين الأجيال الأصغر سنا أظهرت دراسة جديدة كبيرة أن معدلات الإصابة بالسرطان لـ 17 من أكثر 34 نوعًا من السرطان شيوعًا تتزايد في الأجيال الأصغر سنًا، وذلك مقارنة بالأجيال الأكبر سنًا، وهو التحول الذي ربما يرجع إلى التغييرات الجيلية في النظام الغذائي وأسلوب الحياة والتعرض البيئي، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".  تتقاطع قصة مريم مع ما عاشته أمل (45 سنة)، المتحدرة من محافظة توزر جنوب غرب البلاد. أمل اكتشفت إصابتها بمرض سرطان الثدي في 2021، غير أنها لم تباشر العلاج إلا بعد عامين، بسبب ضعف إمكانيات العائلة وارتفاع تكاليف العلاج. تقول أمل لـ "الحرة": "أجريت عملية جراحية لاستئصال الثدي، فيما أضطر في كثير من الأحيان إلى تأجيل حصص المعالجة جراء تعطل أجهزة العلاج الكيميائي فضلا عن نقص الأدوية وارتفاع أسعارها". وتتابع أمل قائلة إن "معاناة مرضى السرطان في تونس تجعل من رحلة العلاج التي يخوضونها "أشبه بصراع مع الموت البطيء"، فـ"أغلب من تراهم في المستشفيات العمومية لم يختاروا العلاج فيها وتحمل ما تعانيه من نقائص وضعف إمكانيات، علاوة على عناء التنقل لمسافات طويلة قد تتجاوز 500 كيلومترا، بقدر ما دفعتهم إلى ذلك محدودية قدراتهم المادية وارتفاع تكاليف العلاج في المصحات الخاصة". وبحسب تصريحات أطباء جراحة الأورام في تونس لوسائل إعلام محلية، فإن فترة تداوي المصابات بسرطان الثدي تستوجب 15 حصة علاج كيميائي، بكلفة تقدر بنحو 1300 دولار في القطاع الخاص، وترتفع الكلفة إلى نحو 2500 دولار باحتساب الإقامة في المصحة وتكاليف الأدوية. ناقوس خطر ورغم أن بروتوكولات العلاج، على اختلافها أنواعها، تقتضي التقيّد بفترات زمنية معينة لا تتجاوز في معظم الحالات 15 يوما بين كل حصة، لضمان استجابة فعالة من جسد المريض للعلاج، فإن "عجز" المنظومة الصحية العمومية عن التكفل بجميع المرضى يؤدي إلى "تأخر في مواعيد العلاج لتتراوح بين السنة والسنة ونصف"، وفق ما تؤكده رئيسة جمعية مرضى السرطان، روضة زروق. وتقول زروق لـ "الحرة" إن الإحصائيات المعلنة حول عدد مرضى السرطان لا تعكس حقيقة الأوضاع في البلاد، مضيفة "العدد أكبر من ذلك، في ظل غياب سجل وطني لهذا المرض". وتشير رئيسة المنظمة غير الحكومية إلى أنّ وزارة الصحة تعتمد ثلاث سجلات منفصلة تتوزع بين الشمال والوسط والجنوب. وشددت على أن تطور هذا المرض "يستدعي دق ناقوس الخطر ويستوجب تقصيا مبكرا حتى يسهل العلاج ولا يثقل كاهل المريض ماديا ومعنويا ولا يرفع أعباء الدولة في توفير الأدوية"، لافتة إلى أن "كل تأخير في هذا الأمر سيزيد في تضاؤل فرض الشفاء منه".  رئيسة جمعية مرضى السرطان بتونس، روضة زروق وتتكفل جمعية مرضى السرطان بحوالي 15 ألف مريض سنويا، إذ توفر للمرضى الإقامة والمتابعة خلال مراحل العلاج بالتنسيق مع المستشفيات العمومية والخاصة، وفق ما تؤكده روضة زروق. وتتوزع مراكز العلاج الإشعاعي والكيميائي في 5 مستشفيات حكومية بتونس، توجد في محافظات كل من قابس وصفاقس في الجنوب الشرقي للبلاد وسوسة الساحلية وتونس وأريانة وجندوبة في الشمال. توجه نحو الانفراج من جانبه، يقر رئيس قسم الجراحة بمستشفى "صالح عزيز"، طارق بن ذياب، بوجود نقص في الأدوية وطولا في مواعيد العلاج بالأشعة والكيمياوي فضلا عن الاكتظاظ في المستشفيات. ويضيف لـ"الحرة" أن قسم الجراحة بالمستشفى المختص في الأمراض السرطانية يسير بـ"نسق عادي" وفق المواعيد المضبوطة مسبقا، نافيا تسجيل أي تأخير فيها. ويشدد على أن الوضع بالمستشفيات التونسية "يتجه إلى الانفراج" عقب إمضاء اتفاقية بين الصندوق الوطني للتأمين على المرض "كنام" (حكومي) والمصحات الخاصة في البلاد يتكفل بمقتضاها هذا الصندوق بمصاريف الكشف بالأشعة التي يجريها المرضى في القطاع الخاص، فضلا عن التوجه إلى توسيع الأقسام الخاصة بهذا المرض. نمط عيش يوضح رئيس قسم الجراحة بمستشفى "صالح عزيز" إلى أن عدد الإصابات بالسرطات في تونس في "نسق متصاعد"، ذاكرا أنه لا يمكن تحديد العدد بالنظر إلى غياب سجل وطني يحصي الحالات. لكنه يلفت النظر، في المقابل، إلى ما يعتبرها أسبابا تساهم في زيادة الإصابات بالداء في تونس، هي مرتبطة بـ"تغيّر نمط عيش التونسيين"، وفقه، بينها "الإقبال على الأكل غير الصحي، إلى جانب السمنة والتدخين واستهلاك الكحول، وكثرة استخدام المواد الكيميائية". ويبرز الخبير الصحي أن الأمراض السرطانية المتفشية عند النساء في تونس تتمثل في سرطان الثدي والقولون والمستقيم، في حين تنتشر عند الرجال سرطانات الرئة والمثانة والبروستات. 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: جمعیة مرضى السرطان صالح عزیز هذا المرض

إقرأ أيضاً:

حياة ريجنسي يقيم ندوة توعوية بسرطان الثدي

جواهر الدهيم – “الجزيرة”

أقيمت في فندق حياة ريجنسي الرياض ندوة توعوية بسرطان الثدي وهي مبادرة أطلقها الفندق تهدف إلى تعزيز الرسالة التوعوية وإيصالها إلى أكبر عدد من الجمهور وحث السيدات إلى المبادرة بالكشف المبكر عن سرطان الثدي ، وذلك بمناسبة الشهر العالمي للتوعية لسرطان الثدي بمشاركة نخبة من الأطباء والمختصين بجراحة التجميل وترميم الثدي بالإضافة إلى الأحاديث الإيجابية للناجيات من المرض .

وبدأت الندوة بالسلام الملكي بعدها انطلقت الندوة التي أدارتها الإعلامية والكاتبة سمر المقرن التي أشارت في بدايتها عن جهود حكومتنا الرشيدة في الاهتمام بتوعية السيدات وعلاج المصابات بسرطان الثدي ومتابعتهن ، فالمرأة هي ركيزة المجتمع .

وأشارت سمر المقرن إلى دور وسائل الإعلام في التوعية بسرطان الثدي كما أشادت بعطاء وزارة الصحة في هذا الجانب والتقدم الطبي وجهودها في خدمة أبناء الوطن وتسهيل المتابعة العلاجية عن طريق المستشفيات الافتراضية.

وانطلقت الندوة بالمتحدث الأول زارا جعفر من الباكستان والذي يعمل في المملكة حيث رحب الحضور وتحدث عن إصابة والدته بسرطان الثدي والتي كانت مع عائلتها في الندوة وكيف تخطت المرض بعد فترة علاجية .

وأشار إلى جهود المملكة في التوعية وعلاج السيدات إلى أن تقلص عدد المصابات كما تحدث عن مراحل العلاج التي خضعت لها والدته كما عرض فلم قصير .

بعدها تحدثت الدكتورة أماني با هذيلة من مستشفى الملك عبدالله بجامعة الأميرة نورة حيث تحدثت عن العلاجات الكيميائية والبيولوجية ودورها في القضاء على الخلايا المهاجرة ، مشيرة إلى أن أنواع كثيرة من السرطانات التي لم يعرف سبب وجودها يتم علاجها بيولوجياً .

وأضافت الدكتورة أماني با هذيلة أن 70 % من سرطان الثدي يتم اكتشافها بشكل متأخر لعدم وجود الوعي بالكشف المبكر كما أن بعض الحالات يتم اكتشافها في مراحل متأخرة ، مؤكدة أن للوراثة وأسلوب الأكل دور في وجود المرض .

وأهابت الدكتورة أماني با هذيلة بالكشف المبكر بأشعة “الماموجرام” والتي وفرتها وزارة الصحة في المجمعات التجارية والمركز الصحية كما شددت على عدم حمل النساء بعد سن الأربعين ، وأكدت على أن العلاج يبدأ من البيت بالأكل الصحي والابتعاد عن الضغوط النفسية وممارسة الرياضة إلى جانب مسؤولية الأم بنشر الصحة عبر الغذاء الصحي ومتابعة الأسرة.

ثم تحدث استشاري التجميل بشير الشنواني عن عالم الصحة والجمال ، حيث بدأ حديثه  بأهمية عدم إهمال التشخيص مع ظهور الأعراض ، وأشار إلى أن مريضة السرطان عندما تتعافى من المرض تدخل في قلق نفسي آخر بعد العلاج لفقدها جزءا من جسمها ، وهنا يأتي دور جراحة التجميل بترميم الثدي .

وقال الشنواني إنه عمل في جامعة الملك سعود وقد نشأ علاج الترميم بعد إزالة الورم والتوعية بترميم الثدي الذي هو مهم في مظهر المرأة ، ولتفادي أي أعراض نفسية على المتعافية من المرض ، مبينا أن ترميم الثدي يأتي مباشرة بعد العلاج بالكيماوي ومن أجل تخفيف الشعور النفسي العميق لدي المصابات بعد عمليات استئصال الثدي وحاجتهن إلى تجميل ، وقد وفرت حكومتنا البدائل بكافة أشكالها كما وفرت أخصائيين التجميل وترميم الثدي لكل مريضة .

وأشار الشنواني إلى أن مركز باتش أطلق مبادرة عمليات التجميل للمصابات لمدة أسبوع كما يوفر المركز الجراحات “المايكروسكوبية بروكسل”  وخيارات في الخلايا الجذعية متمنياً للجميع الصحة والعافية .

من جانبها أشارت شادن الكايد المتخصصة بجودة الحياة إلى اهتمام المرأة بنقطة جمالها ، وتناولت جوانب جودة الحياة بعد العملية مؤكدة أن كل شيء قابل للتعويض إلا الحياة .

وبدورها تحدثت الناجية من سرطان الثدي السيدة إلهام المحمدي عن إصابتها فقالت اكتشفت المرض عندما كنت أستعد للتبرع لوالدي بالكبد فقد كنت أخاف من السرطان وأتحاشى النظر إلى الصور حيث لم يكن هناك توعية ، وأشارت إلى أنها عانت في بداية إصابتها من صدمة وفاة والدها وبما ساعدت حكومتنا الرشيدة في العلاج وفي رحلتي العلاجية ساندني زوجي وأولادي ، ولكن مما زاد من المي وفاه والدتي ولكن بالصلاة والتوكل على الله استطعت التغلب على الخوف والقلق فأغلب الامراض نفسي فالاكتئاب هو أحد أسباب مرض السرطان فالحمد لله تغلبت على المشاعر السلبية ودخلت عدة دورات وأصبحت أدعم المريضات فعلى الإنسان يبعد عنه الأفكار السيئة وأن يكون إيجابيا ويقضي على التفكير بإصابته بالمرض ويكون متفائلا.

بعدها تحدثت المصممة صفاء الرويعي عن الوشاح الوردي والتوعية بإدخال اللون الوردي في تصاميمها ، وفي ختام الندوة كرم فندق حياة ريجنسي المشاركين بالدروع والهدايا التذكارية كما تم تكريم مديرة الندوة الإعلامية سمر المقرن ، متمنين للجميع دوام الصحة والعافية.

مقالات مشابهة

  • حياة ريجنسي يقيم ندوة توعوية بسرطان الثدي
  • للتخفيف عن مرضى السرطان.. إجراء 3 آلاف عمليه جراحيه لسرطان الثدي فى شفاء الأورمان بالأقصر
  • كل ما تريد معرفته عن سرطان الرقبة
  • «ألف» تُطلق «مسيرة الأمل الوردية»
  • اكتشاف دواء جديد للوقاية من تساقط الشعر أثناء علاج السرطان.. ما علاقة الماعز؟
  • الأدوية المشعّة بصيص أمل في معالجة السرطان
  • وزير الصناعة يطلع على نشاط مؤسسة اليمن لرعاية مرضى السرطان
  • قوات الدعم السريع – العلاج الكيماوي لسرطان الإخوان
  • مشاركة واسعة في مسيرة المشي لمرضى السرطان بصلالة