يمانيون/ كتابات/ سمية إسماعيل الدرب للَحظةٍ تشعر أنّه مخلوقٌ أعلى مرتبة من البشر، إذ ترى فيه نورَ الملائكة، ورحمة الأنبياء، ومحبة الأولياء، إذا تكلم تجمُد الأبصار، وتخشع القلوب، وتصغي الأذان، شوقًا وحذرًا، وتهابُ الأفواهُ النطقَ في حضرته، كان حاضرًا بيننا لزمن موقوت،
لأنّ مكانَهُ السماءَ وقد اشتاقت له، والأرضُ شقّ عليها استضافتُه أطولَ، فمثلُه لا يليق به إلا أعلى عليّين، غاب عنّا وهو حاضرٌ إلى يوم الدين، {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةُۢ بَعۡدَ ٱلرُّسُلِ}، تجده ينتصر ولا يُستنَصر فانتصر للبوسنة والهرسك وانتصر للعراق واليمن ولغزة حين لا ناصر لهم ، لا ينتظر من يقول له {مَنۡ أَنصَارِيَ إِلَى ٱللَّهِ}، فتفوّق على الحواريين، فكان مَن {وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلسَّٰبِقُونَ ¯ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلۡمُقَرَّبُونَ}، مَنّ الله به على عباده، {يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ}، في زمنٍ ارتدّ فيه المسلمون عن دينهم، فأتى اللهُ به وبقومه، {يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖ}، فكان يبكي لكل ما ألمّ في الأرض بالمستضعفين، ويصرخ في وجه الطغاة والمستكبرين، لا يهاب أحدًا منهم! وفتح هو وقومُهُ قلوبَهم قبلَ بلدِهم لكل المستضعفين، {يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمۡ حَاجَةٗ مِّمَّا أُوتُواْ وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ}، وأصبحوا قِبلةً للمستضعفين، ومقصدا للمهاجرين في سبيل الله، على الرغم من ظروفهم الصبعة، ليكونوا {هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ}.
به أظهر الله الكافرين الذين {وَيَقُولُونَ نُؤۡمِنُ بِبَعۡضٖ وَنَكۡفُرُ بِبَعۡضٖ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيۡنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا}، فاتخذوا سبيلَ {أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَٰوَةٗ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۖ}، فلم يترددْ أهلُ الباطل من الكفار والمنافقين في إظهار عداوتهم له ولقومه، فكان علامةً لسبيل أهل الحق، وبه عرفنا أعداء الله، وبه اهتدينا إلى الذين ءآمنوا، فوجدنا {أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} فاتفق على حبِّه المؤمنون من المسلمين والنصارى.
فكان كلمة الله التي بها {يَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ¯ لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ}، فسبقت كلمة الله لعباده المرسلين، {إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ ¯ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} نعم، {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}.
يبدو أن موعد رحيله كان قد حان! فقد أتى موعده للقاء ربه، ووجب أن تكون مراسيم انتقاله عظيمة بقدر عظمته، وبما يناسب منزلته عند ربه، فكان لازمًا أن تكون هذه المعركةُ بينَ أسيادِ الحقِّ و أرباب الباطل، ومن غباء العدوِّ أنه ظنّ أن بمقتل السيد الشهيد قد انتصر وأنهى المقاومة، ولا يعرف أنّ أتباع السيد الشهيد متصلين به اتصال الفرع بالجذع، والجذع بالجذور، والجذور ممتدة إلى السماء، لا يطالها أحد منهم، وإن اقتطع العدو بعض الأغصان فهذا لا يعني تفوقَهُ وانتصارَه وإنما ذلك يكون موعد ارتقائهم، فهم لا يسقطون، بل يرتقون إلى حبيبهم، وبذلك ينالون ما تمنوه، فهم أهل الوفاء لما بايعوه، {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}، وما بايعوا إلا الله، والله باقٍ لا يموت، {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}، فيكونون لو قُتِلُوا قدِ انتصروا، أو يمكّنُهم الله على عدوه وفي أرضه فينتصرون أيضًا، مصداقًا لقول سيد الشهداء: “نحن لا نُهزَم، عندمَا ننتصِر ننتصِر، وعندمَا نُستَشهَدُ ننتصِر”.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
السيد القائد: العدو الإسرائيلي في مأزق فعلي ولا يزال متخبطا تجاه المشهد البطولي للشهيد يحيى السنوار
يمانيون/ خاص
أكد السيد القائد أن صمود الشعب الفلسطيني بعد كل ما قد مضى من عدوان هائل ووحشي وحصار وتجويع شيء عظيم جدا وخارج حسابات العدو الإسرائيلي والأمريكي، الذي لم يكن يتصور أن يصمد المجاهدون ويواصلوا القتال في سبيل الله بكل بسالة وثبات وتماسك وفاعلية.
وأوضح السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في كلمة له، اليوم الخميس، حول مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والتطورات الإقليمية والدولية، أن عمليات كتائب القسام شهدت تطورا نوعيا وملحوظا في تكتيك المجاهدين وتنكيلهم بالعدو الإسرائيلي وانتخاب الأهداف.
لافتاً إلى أنه لا تكاد تخلو عملية من عمليات المجاهدين في غزة في الفترة الأخيرة من التأثير المباشر على العدو الإسرائيلي والنكاية به، وأن عمليات كتائب القسام يظهر فيها القدرة الفائقة في الأداء في كل مراحل تنفيذ العملية.
وأشار السيد القائد إلى أن سرايا القدس أعلنت كذلك عن تنفيذ 13 عملية من ضمنها عمليات قصف بالصواريخ، لافتاً إلى أن بقية الفصائل الفلسطينية المجاهدة في قطاع غزة تواصل عملياتها مع كتائب القسام في جو أخوي وتنسيق وتعاون يعبّر عن الصمود والتماسك.
وأوضح قائد الثورة أن عملية الدهس البطولية للعشرات من ضباط وجنود “الوحدة 8200” أرعبت الصهاينة المغتصبين وزادت من مستوى القلق والخوف، وإنها تمثل اختراقا كبيرا للمنظومة الأمنية للعدو، لأنها استهدفت قوات وحدة التجسس التي فشلت في اكتشاف العملية وحماية نفسها.
وأكد السيد القائد أن العمليات التي ينفذها المجاهدون في الضفة الغربية المحتلة مؤثرة على العدو الإسرائيلي.. مشيداً بالتماسك القوي والواضح والثبات العظيم للمجاهدين في قطاع غزة والضفة الغربية، وأن هذا يدل على الفشل الكبير للعدو الإسرائيلي.
ولفت السيد عبدالملك إلى أن العدو الإسرائيلي يعتمد بشكل كبير جدا على الإبادة الجماعية، وهذا لا يعتبر إنجازا عسكريا.. مؤكداً أن العدو الإسرائيلي فشل في تحقيق أهدافه خاصة في استعادة أسراه دون صفقة تبادل.
وشدد السيد على أن النجاح الفعلي والحقيقي والإنجاز العسكري يُحسب للمجاهدين الفلسطينيين في كتائب القسام وبقية الفصائل المجاهدة، فيما.
وأشار قائد الثورة إلى أن العدو الإسرائيلي لا يزال متخبطا تجاه المشهد البطولي العظيم للشهيد القائد يحيى السنوار رضوان الله عليه، وهذا مما يشهد على فشله.. مؤكداً أن العدو الإسرائيلي في مأزق فعلي بعد أن تسرّب المشهد البطولي للقائد السنوار بغير إرادة منه ولا اختيار.
لافتاً إلى أن العدو الإسرائيلي يحاول بعد كل فترة أن يزيف مشهدا إضافيا أو يقدم رواية مختلفة ليتنكر للمشهد البطولي للقائد السنوار الذي انتشر.