يمانيون:
2025-03-04@07:26:47 GMT

القائد الذي لا يموت

تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT

القائد الذي لا يموت

يمانيون/ كتابات/ سمية إسماعيل الدرب للَحظةٍ تشعر أنّه مخلوقٌ أعلى مرتبة من البشر، إذ ترى فيه نورَ الملائكة، ورحمة الأنبياء، ومحبة الأولياء، إذا تكلم تجمُد الأبصار، وتخشع القلوب، وتصغي الأذان، شوقًا وحذرًا، وتهابُ الأفواهُ النطقَ في حضرته، كان حاضرًا بيننا لزمن موقوت،

لأنّ مكانَهُ السماءَ وقد اشتاقت له، والأرضُ شقّ عليها استضافتُه أطولَ، فمثلُه لا يليق به إلا أعلى عليّين، غاب عنّا وهو حاضرٌ إلى يوم الدين، {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةُۢ بَعۡدَ ٱلرُّسُلِ}، تجده ينتصر ولا يُستنَصر فانتصر للبوسنة والهرسك وانتصر للعراق واليمن ولغزة حين لا ناصر لهم ، لا ينتظر من يقول له {مَنۡ أَنصَارِيَ إِلَى ٱللَّهِ}، فتفوّق على الحواريين، فكان مَن {وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلسَّٰبِقُونَ ¯ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلۡمُقَرَّبُونَ}، مَنّ الله به على عباده، {يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ}، في زمنٍ ارتدّ فيه المسلمون عن دينهم، فأتى اللهُ به وبقومه، {يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖ}، فكان يبكي لكل ما ألمّ في الأرض بالمستضعفين، ويصرخ في وجه الطغاة والمستكبرين، لا يهاب أحدًا منهم! وفتح هو وقومُهُ قلوبَهم قبلَ بلدِهم لكل المستضعفين، {يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمۡ حَاجَةٗ مِّمَّا أُوتُواْ وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ}، وأصبحوا قِبلةً للمستضعفين، ومقصدا للمهاجرين في سبيل الله، على الرغم من ظروفهم الصبعة، ليكونوا {هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ}.

به أظهر الله الكافرين الذين {وَيَقُولُونَ نُؤۡمِنُ بِبَعۡضٖ وَنَكۡفُرُ بِبَعۡضٖ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيۡنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا}،  فاتخذوا سبيلَ {أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَٰوَةٗ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۖ}، فلم يترددْ أهلُ الباطل من الكفار والمنافقين في إظهار عداوتهم له ولقومه، فكان علامةً لسبيل أهل الحق، وبه عرفنا أعداء الله، وبه اهتدينا إلى الذين ءآمنوا، فوجدنا {أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} فاتفق على حبِّه المؤمنون من المسلمين والنصارى.

فكان كلمة الله التي بها {يَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ¯ لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ}، فسبقت كلمة الله لعباده المرسلين، {إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ ¯ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} نعم، {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}.

يبدو أن موعد رحيله كان قد حان! فقد أتى موعده للقاء ربه، ووجب أن تكون مراسيم انتقاله عظيمة بقدر عظمته، وبما يناسب منزلته عند ربه، فكان لازمًا أن تكون هذه المعركةُ بينَ أسيادِ الحقِّ و أرباب الباطل، ومن غباء العدوِّ أنه ظنّ أن بمقتل السيد الشهيد قد انتصر وأنهى المقاومة، ولا يعرف أنّ أتباع السيد الشهيد متصلين به اتصال الفرع بالجذع، والجذع بالجذور، والجذور ممتدة إلى السماء، لا يطالها أحد منهم، وإن اقتطع العدو بعض الأغصان فهذا لا يعني تفوقَهُ وانتصارَه وإنما ذلك يكون موعد ارتقائهم، فهم لا يسقطون، بل يرتقون إلى حبيبهم، وبذلك ينالون ما تمنوه، فهم أهل الوفاء لما بايعوه، {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}، وما بايعوا إلا الله، والله باقٍ لا يموت، {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}، فيكونون لو قُتِلُوا قدِ انتصروا، أو يمكّنُهم الله على عدوه وفي أرضه فينتصرون أيضًا، مصداقًا لقول سيد الشهداء: “نحن لا نُهزَم، عندمَا ننتصِر ننتصِر، وعندمَا نُستَشهَدُ ننتصِر”.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

ليزدادوا إيمانًا.. من إطلالة السيد القائد البدر

يمانيون ـ بقلم ـ القاضي علي يحيى عبد المغني

كعادته ومع كُـلّ إطلالةٍ لشهر الله الفضيل؛ شهر رمضان المبارك، يطل علينا البدر الحيدري السيد القائد عبد الملك بن بدرالدين الحوثي؛ محاضرًا وموجِّهًا ومعلِّمًا، وينقل المتابع وفي دقائقٍ معدوداتٍ إلى رحاب الشهر الكريم، ويشده إلى تجسيد الغاية التي أرادَ اللهُ للمؤمنين تحقيقَها.

محاضراتٌ يُريدُ السيدُ القائد منها أن تجعلَ من كُـلّ المؤمنين في هذه الأرض، ينظرون إلى رمضان؛ كونه محطة سنوية لانطلاقةٍ عملية، وتعده فلترَ إيمانيًّا وروحانيًّا كفيلًا بتنقية وتزكية نفوسهم من أطماع الدنيا وجشع الحياة.

محاضرات السيد القائد تحمل البُعد الرسالي المخاطب للفطرة البشرية؛ فيسعى لتنوير القلوب التائهة في متاهات الانحراف الكبير عن جوهر الرسالة الإلهية، وتطهير هذه القلوب من عوالق النفاق، وشوائب الضلال، وشبهات الباطل، وترسبات الموروث المغلوط.

محاضرات جاءت في إطار السرد القصصي القرآني؛ وانعكاسها على الواقع، يهدف السيد القائد من خلالها أن تؤدي إلى انتشال النفوس الغارقة في ظلمات الذنوب المتراكمة، والأجساد اللاهثة خلف الغرائز والشهوات والملذات، والتي تعيش كالأنعام، ويحاول إرشادها والسير بها إلى مرافئ الارتقاء والاستقامة وسلامة الدين والدنيا والنجاة في الآخرة.

محاضرات نورانية تؤكّـد أن كُـلّ ما يُعرَضُ في رمضان من البرامج والمسلسلات والملهيات في شاشات التلفزة والقنوات المحسوبة على الإسلام والمسلمين؛ لم تكن لتأتي بالصدفة، بل جاءت في خطوات شيطانية حثيثة لاستهداف فطرة أجيالنا وخدش حياء نسائنا، وكسر حواجز رغباتنا، وهدر أوقاتنا فيما يضر ولا ينفع، وفيما يهدم ولا يرفع.

محاضرات تقول: خذوا دينَكم وتاريخكم من المجاهدين لا من المشاهدين، ومن فقهاء الخنادق لا من سُفهاء الفنادق، ومن أهل الله وخاصَّته، لا من أرباب الهوى وأصحاب بضاعتِه، من أهل التقى الحافظين لدين الله في صدورهم، لا من طاعنيهم في ظهورهم.

محاضرات تؤكّـد أن مثل هذا القائد يكوّن العلماءَ القادة؛ ذوي الفضل والعلم، وليس أُولئك القادة والعلماء الذين من حولهم تدندن الأُمَّــة وترقُص، ولو كان قدرُ العلماء باللحى الطويلة الأنيقة المشذَّبة، والثياب البيضاء الناصعة، لما اقتدينا بالنبي الأكرم والآل الأطهار وصحابته الأخيار وأهل الجهاد في غزة، والرباط في القدس والصفة.

رضي الله عن هذا القائد الهمام ونصره وأيده، ورضي الله عن شعبه وأنصاره وجيشه، رضي الله عن فصائل الجهاد والمقاومة وقادتها، وقواعدِها، وحواضنها، رضي الله عن كتائبها، وألويتها، وجُندها.. رضي الله عنهم وأرضاهم؛ فهم العقيدة فعلًا لا قولًا، والإسلام عملًا لا شكلًا، وهم الأخلاق تطبيقًا لا تنظيرًا.

مقالات مشابهة

  • احذر أن تكون منهم.. 4 صفات للمنافقين كشف عنها القرآن
  • مُحاضرات القائد هُدىً وبصائر
  • (نص) المحاضرة الرمضانية الثالثة للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي
  • (نص + فيديو) المحاضرة الرمضانية الثالثة للسيد القائد 1446هـ
  • ليزدادوا إيمانًا.. من إطلالة السيد القائد البدر
  • أعزَّك الله.. سيدنا عزيزَ الإسلام
  • مقتطفات من المحاضرة الرمضانية (2) .. للسيد القائد
  • وزير الداخلية: حاضرون لأية خيارات
  • زاد الروح في شهر التقوى
  • هبة عوف: الطلاسم في مسلسل المداح قد تكون مؤذية إن كانت حقيقية.. والسحر مذكور في القرآن