الأزهر: اعتزل كل ما لا يفيدك فنفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
قدم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، نصيحة عبر موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، مضمونها: اعتزل ما يؤذيك، واحرص على ما يفيدك، اعتزل النقاش والجدال غير المُجدي، اعتزل أصدقاء السوء إذا يئست من إصلاحهم، اعتزل هاتفك إذا ضيع وقتك وشَغَلك عن ذكر الله، وبر والديك، وحقوق زوجك وأولادك.
فنفسك إن لم تشغلها بالحق؛ شغلتك بالباطل، والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الحشر: 18، 19].
في سياق آخر.. حذر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية من أمر يفعله كثير من الناس.
وقال مركز الأزهر في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مضمونة: احذر أن تضيع أيام وساعات عمرك بين صفحات ومحادثات تسَليًّا لا أكثر؛ وتذكَّر وصية سيدنا رسول الله ﷺ بالحفاظ على الأوقات والطاقات، واستغلالها في الخير النافع، حيث قال ﷺ: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ». [أخرجه البخاري].
أهمية الوقت في الإسلام
أقسم لنا القرآن الكريم في بعض الآيات بأوقات معينة فيقول تعالى "وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى" ويقول كذلك "وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ" ويقول كذلك "وَالْعَصْرِ" فالله تعالى طالما أقسم بشئ فهذا القسم دلالة على عظم هذا الشئ.
قيمة الوقت
والوقت له أهمية كبيرة في حياة الإنسان لابد وأن يستثمره فيما ينفع به نفسه ودينه ووطنه، فكل إنسان سَيُسأل عَن كُلّ صَغيرَةٍ وَكبيرة فِي حياته، وكيفَ أفنى الوقت، وعلى ماذا أفناه، قال صلى الله عليه وسلم: "لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ".
وقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم "من طال عمره وحسن عمله، وشركم من طال عمره وساء عمله"، كما أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق شيء دون فائدة أو غاية فكل شيء عنده بمقدار، قال تعالى "أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ"، المؤمنون(115).
استغلال الوقت
وإذا أراد الإنسان أن تكونَ حياته مَليئَة بالسعادة فِي الدُنيا والآخرة فعليه باستغلالِ الأوقات بالأمورِ الصالحة، والابتعادِ عَن مُحرّماتِ الله خوفًا وطمعًا في رضاه، فإن رضي الله عنك اعلم أنّكَ في منزلَةٍ عَظيمَة لديه، وأنّك مِن خير النّاس عِندهُ وهو سوف يجازيك ويرضيكَ في الدنيا والآخرة بحسبِ الأعمال التي تؤدّيها.
ودعا النبي إلى تنظيم الوقت وعدم إضاعته لقول النبي صلى الله عليه وسلم: اغتنِمْ خمسًا قبل خمس: شبابَك قبل هَرَمِك ، وصحتَك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغَك قبل شُغلك ، وحياتَك قبل موتك.
كما حث النبي صلى الله عليه وسلم على استغلال الوقت في قوله: «إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألَّا تقوم حتى يغرسها فليفعل».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قيمة الوقت استغلال الوقت صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
ما يُقال من أدعية وأذكار عند الأرق
أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد لها من أحد المتابعين عبر صفحتها الرسمية، جاء مضمونه كالتالي: ما الذي يُقال من الأدعية والأذكار عند حصول الأرق؟ فأنا أعاني منذ مدة من الأَرَقِ؛ حيث إني لا أستطيع النوم في الليل؛ فأبقى مستلقيةً في الفراش دون نوم، وقد سمعت أن هناك بعض الدعوات والأذكار التي تُقال عند النوم للتخَلُّصِ من الأرَقِ، فهل ما سمعته صحيحٌ؟ وما تلك الأذكار لأواظبَ عليها؟.
أدعية وأذكار وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم تقال عند الأرققالت دار الإفتاء إنه وَرَدَ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعضُ الأدعية والأذكار التي تُقَال عند الإحساس بالأرقِ وذهاب النوم، مع ضرورة استحضار عظمة الله تعالى وتصفية القلب مما يحول دون استقبال النفحات الإلهية، والتي منها: ما جاء عن بُرَيدة رضي الله عنه، قال: شكا خالد بن الوليد المخزومي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله، ما أنام الليل من الأرق، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَقُلِ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظَلَّتْ، وَرَبَّ الأَرَضِينَ وَمَا أَقَلَّتْ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضَلَّتْ، كُنْ لِي جَارًا مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ كُلِّهِمْ جَمِيعًا أَنْ يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحَدٌ أَوْ أَنْ يَبْغِيَ عَلَيَّ، عَزَّ جَارُكَ، وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ».
فضل الذكر وهل مقسد بوقت محدد
وعن فضل الذكر قالت الإفتاء إنه مِن أفضلِ أنواع القُرَبِ؛ لقوله تعالى: ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ [العنكبوت: 45]، وقد امتَدَح الله عباده المُداوِمين على ذكرِهِ في جميعِ الأوقاتِ وعلى اختلافِ أحوالِهِم؛ فقال سبحانه: ﴿وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 35]؛ أي: في أدْبارِ الصلواتِ وغُدُوًّا وعَشِيًّا، وفي المضاجِعِ وعند الانتباه مِن النوم؛ كما تأوَّل الإمام القرطبي في "تفسيره" (14/ 186، ط. دار الكتب المصرية).
وأكدت دار الإفتاء أن الذكر ليس مُقيَّدًا بوقت مُحَدَّدٍ كالذي يقوله الإنسانُ إذا أصابَه قَلَقٌ في فراشِهِ فلم يَنَمْ أو خَشِي من الأرَقِ -وهو المسؤول عنه- فالأرَقُ هو مفارقةُ النَّومِ الرَّجُلَ من وسوسةٍ أو حزنٍ أو غير ذلك. يُنظر: "الأذكار" للإمام النَّوَوِيِّ (ص: 97، ط. دار الفكر)، و"المفاتيح" للإمام المُظهِري (3/ 218، ط. دار النوادر).
قال الإمام أبو حامد الغزالي في "إحياء علوم الدين" (1/ 345، ط. دار المعرفة) في الأدب العاشر من آداب النوم: [الدعاء عند التَنَبُّه فليَقُل في تَيَقُّظاتِهِ وتَقَلُّباتِهِ مهما تَنَبَّهَ ما كان يقوله رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم] اهـ. ويشمل هذا الأرق بجامع التَّيَقُّظ والتَّقلُّب وعدم الراحة في النوم؛ لأنه مُسبَّبٌ عنه.
وقد وَرَدَ عن النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم في الأرَقِ بعضُ الأذكار والدعواتِ التي تُقَال لاستجلاب النوم، فمنها: ما جاء عن بُرَيدة رضي الله عنه، قال: شكا خالد بن الوليد المخزومي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله، ما أنام الليل من الأرق، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَقُلِ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظَلَّتْ، وَرَبَّ الأَرَضِينَ وَمَا أَقَلَّتْ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضَلَّتْ، كُنْ لِي جَارًا مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ كُلِّهِمْ جَمِيعًا أَنْ يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحَدٌ أَوْ أَنْ يَبْغِيَ عَلَيّ، عَزَّ جَارُكَ، وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ» رواه الترمذي في "سننه" والطبراني في "الأوسط".
قال العَلَّامة السفاريني الحنبلي في "غذاء الألباب" (2/ 386، ط. مؤسسة قرطبة) عطفًا على آدابِ النَّوْم: [ومنها أن الإنسان إذا أصابَه أَرَقٌ دعا بالكلماتِ التي عَلَّمها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لخالدٍ رضي الله عنه] اهـ.
ومنها: ما رواه ابنُ السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة" عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، قال: شَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَرَقًا أَصَابَنِي، فَقَالَ: «قُلِ: اللَّهُمَّ غَارَتِ النُّجُومُ، وَهَدَأَتِ الْعُيُونُ، وَأَنْتَ حَيٌّ قَيُّومٌ، لَا تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، أَهْدِئْ لَيْلِي، وَأَنِمْ عَيْنِي»، فَقُلْتُهَا، فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنِّي مَا كُنْتُ أَجِدُ.
ومعنى: «أهْدِئ لَيْلي» أي: سكِّنْه لأنام فيه أو سكِّني بالنوم فيه لأسْلَمَ من السَّهَر والأرَقِ ويذهب ما أجِدُ من القَلَقِ.