فمن هو الشيخ نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله:
النشأة والتعليم:
ولد في جمادى الأولى 1372هـ/ شباط 1953م، في منطقة البسطا التحتا من مدينة بيروت. والده محمد من مواليد بلدة كفرفيلا في إقليم التفاح من الجنوب اللبناني.
قرأ الكثير من الكتب الإسلامية، وتمرَّس على الخطابة وتحضير دروس الدين باكرًا، ثم أقام دروسًا في المسجد للأطفال في حلقات أسبوعية ولم يتجاوز عمره الثمانية عشر عامًا.
في هذا السن عام 1971 انتسب إلى الجامعة اللبنانية - كلية التربية (دار المعلمين والمعلمات) في منطقة الأونيسكو في بيروت لدراسة الكيمياء باللغة الفرنسية.
تابع دراسته الدينية الحوزوية عند عدد من العلماء منهم الشيخ أسعد فنيش، والشيخ محسن عطوي، والشيخ مصطفى خشيش، والسيد عباس علي الموسوي، والشيخ حسن طراد، والسيد علي الأمين، ثم درس على يد السيد محمد حسين فضل الله بحث الخارج في الفقه والأصول.
تخرج من الجامعة عام 1977 وحصل على شهادة الماستر في الكيمياء، درَّس في الصفوف الثانوية الرسمية، وذلك لست سنواتK فهو خرِّيج دار المعلمين التابع لوزارة التربية.
كما تابع الشيخ دراسته الحوزوية مع تدريسه العصري ونشاطه الديني بالتلازم من دون كللٍ أو تعب، وبحركةٍ فعَّالة ومنظمة ودقيقة في استثمار كلِّ وقت وكلِّ جهد.
المسيرة:
ساهم في تأسيس "الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين" مع مجموعة من الشباب المؤمن وهو في صفوف الجامعة بهدف العمل الطلَّابي والتَّبليغ بالأفكار الإسلاميَّة داخل الجامعات وفي المدارس, وذلك في أوائل السبعينيات.
شارك في حركة المحرومين، أفواج المقاومة اللبنانية (أمل) عند تأسيسها على يد الإمام موسى الصدر عام 1974، وقد حضر الاجتماعات الأولى التي عقدها الإمام مع الشخصيات واللجان الإسلامية في مناطق لبنان لإطلاق الحركة، وتسلَّم في حركة أمل مهمة نائب المسؤول الثقافي المركزي، وبعدها أصبح مسؤول العقيدة والثقافة حيث كان أحد الأمناء في مجلس قيادة الحركة بعد إخفاء الإمام الصدر في ليبيا عند تسلم رئاسة الحركة من قبل السيد حسين الحسيني عام 1978، ولم يمضِ عام تخلَّله انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية على يد الإمام الخميني(قده) في 11 شباط 1979، فاستقال من الحركة، متابعًا دراسته الحوزوية ونشاطه الإسلامي التبليغي في إعطاء الدروس والمحاضرات في عدد من المساجد والحسينيات في بيروت والضاحية الجنوبية.
كان الشيخ نعيم مهتمًّا بالتَّبليغ بشكل واسع على امتداد لبنان، مركزًا على الدروس الأسبوعية في المصيطبة في مسجد البر والإرشاد التي استمرت أكثر من عشر سنوات، ثم متنقلًا بالدروس الأسبوعية إلى مسجد الإمام المهدي(عج) الغبيري لأربع سنوات، وحسينية الشياح لثلاث سنوات، وحسينية برج البراجنة وغيرها، فكان يستمر في كل درس أسبوعي في التفسير والمفاهيم الدينية من ثلاث إلى خمس سنوات.
ساهم في تأسيس جمعية التعليم الديني الإسلامي عام 1977, والتي تهتم بتعليم الدِّين الإسلامي في المدارس الرَّسمية والخاصة، فتُرسل مدرِّسًا أو مدرِّسة إلى كلِّ مدرسة لإعطاء حصَّة أو حصَّتين من الدِّين لكلِّ شُعبة صف في الأسبوع. هذه الجمعية التي انتشر مدرسوها في لبنان وتجاوزوا الثلاثمائة في مدارس تجاوزت الخمسمائة، إضافة إلى تأسيسها لمدارس المصطفى(ص) الست في ضاحية بيروت الجنوبية وصور والنبطية وقصرنبا التي تدرِّس المنهج اللبناني الرسمي ولها طابع ديني تربوي إسلامي. وقد استمر في مسؤولية إدارتها العامة حتى العام 1990، ثم تابع العمل الأخوة في الجمعية.
يحرص الشيخ على أن يتابع العمل التبليغي الديني، وله ندوات ثابتة وإطلالات ثقافية، وبرامج تلفزيونية ثقافية وتربوية وأخلاقية من ضمنها برنامج "مفاتيح السعادة" الذي استمر لخمس سنوات على شاشة تلفزيون الصراط، مع برامج عديدة في تلفزيون المنار شرح رسالة الحقوق للإمام زين العابدين(ع)، نفحات إيمانية، لعلكم تتقون، نجوى الصائمين في شرح دعاء الافتتاح، حلقات عن الزواج، كما كان له عدد من البرامج في إذاعة النور، وإذاعة الهدى، وإذاعة البشائر, وغيرها.
كما شارك في مؤتمرات عديدة في إيران، مع المجمع العالمي لأهل البيت، ومجمع التقريب بين المذاهب، ومؤتمرات الوحدة الاسلامية، ومؤتمرات يوم القدس العالمي، وغيرها كثير.
الشيخ نعيم بعد انتصار الثورة الإسلامية:
تطلَّع الشيخ إلى قيادة الإمام الخميني(قده) مع انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، وشارك في اللجان الإسلامية المساندة للثورة الإسلامية في إيران التي ضمت كل الجهات الإسلامية العاملة على الساحة، وهي التي قامت بأنشطة إعلامية ومسيرات ومحاضرات حول الثورة. وبعد لقاءات بين اللجان الإسلامية ومن خلفها حزب الدعوة الإسلامية فرع لبنان، مع علماء البقاع، وحركة أمل الإسلامية في العام 1982، تأسس حزب الله، وكان الشيخ من نواة هذه اللقاءات التي ساهمت في تأسيس حزب الله.
الشيخ نعيم وحزب الله:
كان عضوًا في شورى حزب الله لثلاث دورات، فتسلَّم بداية مسسؤولية الأنشطة التَّربوية والكشفية في بيروت، ثم نائبًا لرئيس المجلس التنفيذي، ثم رئيسًا للمجلس التنفيذي، وهو نائب الأمين العام لحزب الله منذ أصبح العلامة الشهيد السيد عباس الموسوي(قده) الأمين العام لحزب الله عام 1991، واستمر في هذا المنصب بعد شهادة السيد عباس(رض) مع خلفه الأمين العام الشهيد السيد حسن نصر الله عام 1992 حتى أمس.
واليوم، الثلاثاء الواقع 29-10-2024، انتخب مجلس شورى الحزب الشيخ نعيم قاسم لمنصب الأمين العام الجديد لحزب الله خلفًا للشهيد السيد حسن نصر الله.
الشيخ نعيم هو رئيس مجلس العمل النيابي في حزب الله، ويتابع كتلة الوفاء للمقاومة وعمل النواب التشريعي وحركتهم السياسية. وهو رئيس هيئة العمل الحكومي المعنية بمتابعة الوزارات المختلفة ودراسة هيكلياتها وقراراتها، وكذلك متابعة وزراء حزب الله في وعمل الحكومة. وهو المنسق العام للانتخابات النيابية في حزب الله منذ أول انتخابات نيابية عام 1992 حتى الآن.
يتصدى الشيخ من موقعه في قيادة حزب الله للعمل السياسي، وله إطلالات إعلامية وصحفية ومقابلات واحتفالات ومحاضرات كثيرة في هذا الشأن.
عاش المواجهات مع إسرائيل من موقع مسؤوليته ودوره في الشورى، وذلك في حرب تموز 1993، وحرب نيسان 1996، والتحرير 2000، وعدوان تموز 2006، وعدوان التكفيريين 2017. وقد جُرح أحد أولاده في حرب تموز 2006 جراحات خطيرة، شفاه الله تعالى بعدها.
ألَّف الشيخ كتاب "حزب الله" الذي يعرض لأهداف الحزب وتاريخه ورؤيته السياسية في مختلف الأمور.
الشيخ من المؤمنين الصلبين بولاية الفقيه، وقيادة الإمام الخامنئي(دام ظله) بعد الإمام الخميني(قده). وقد كتب عن الإمام الخميني(قده) كتاب "الإمام الخميني(قده) بين الأصالة والتجديد"، عرض فيه لقواعد الرؤية التجديدية عند الإمام الخميني(قده) والتي حكمت حركته وقيادته. وكتب عن الإمام الخامنئي(دام ظله) كتاب: "الولِّي المجدِّد" عرض فيه للنقلة النَّوعية المعاصرة في تقديم رؤية الإسلام إلى العالم من خلال تجربته وتوجيهاته وقيادته للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
علاقته المباشرة مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله(حفظه المولى) استمرت لأكثر من 35 سنة، من خلال الموقع العملي المشترك في شورى حزب الله، واللقاءات الدائمة، والتشاور، ومواكبة التطورات.
مؤلفاته:
معالم للحياة من نهج الأمير(ع).
عاشوراء مددٌ وحياة (طبعة رابعة).
سلسلة شرح رسالة الحقوق للإمام زين العابدين(ع) (سبعة أجزاء).
حقوق الجوارح (طبعة ثامنة).
حقوق الوالدين والولد (طبعة تاسعة).
حقوق الأفعال (طبعة ثامنة).
حقوق الزوج والزوجة (طبعة تاسعة).
حقوق المعلم والمتعلم (طبعة تاسعة).
الحقوق الثلاثة (طبعة ثامنة).
حقوق الناس (طبعة سادسة).
في رحاب رسالة الحقوق (طبعة ثالثة).
حزب الله: المنهج.. التجربة.. المستقبل (طبعة عاشرة).
سبيلك إلى مكارم الأخلاق (طبعة خامسة).
قصتي مع الحجاب (طبعة عاشرة).
الشباب شعلة تُحرق أو تُضيء (طبعة ثامنة).
المهدي المخلِّص (طبعة رابعة).
مجتمع المقاومة (إرادة الشهادة وصناعة الإنتصار), (طبعة ثانية).
سبيل الله (طبعة رابعة).
القرآن منهج هداية (طبعة ثانية).
الإمام الخميني الأصالة والتجديد (طبعة خامسة). وتُرجم إلى الفارسية.
المصدر: مركز الاتحاد للدراسات للأبحاث والتطوير ـ بيروت
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الأمین العام لحزب الله الشیخ نعیم حزب الله
إقرأ أيضاً:
هل يجوز أن أصلي الضحى الساعة 7 بعد الشروق بنصف ساعة؟.. انتبه
لعل ما يطرح السؤال عن هل يجوز أن أصلي الضحى الساعة 7 بعد الشروق بنصف ساعة؟، هو كثرة النصوص والوصايا النبوية الشريفة والواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والتي تدل على عظم صلاة الضحى ، لذا يبحث كثيرون عن حكم وحقيقة هل يجوز أن أصلي الضحى الساعة 7 بعد الشروق بنصف ساعة؟ لاغتنامها والفوز بفضلها العظيم فضلاً عن اتباع هدي النبي -صلى الله عليه وسلم - الذي به نفلح وننجو من مصائب الدنيا.
الفرق بين صلاة الشروق وصلاة الضحى.. وقتها وعدد ركعاتها وفضلهاصلاة الشروق كم ركعة؟.. أقلها ركعتان وأكثرها 12 ركعةهل يجوز أن أصلي الضحى الساعة 7قالت دار الإفتاء المصرية ، إن وقت صلاة الضحى في مصر يبدأ مِن ارتفاع الشمس قدر رمح إلى رُمْحَيْن في عين الناظر إليها -ويُقدر بخمسٍ وعشرين دقيقة تقريبًا بعد شروق الشمس-، وينتهي وقتها قبل زوال الشمس -ويُقدر بأربع دقائق قبل دخول وقت صلاة الظهر-، مع مراعاة فروق التوقيت بحسب إحداثِيَّات المكان.
وتؤدى صلاة الضحى ابتداءً مِن مضي خمس وعشرين دقيقة بعد شروق الشمس، وانتهاءً بما قبل دخول وقت صلاة الظهر بأربع دقائق، وذلك بحسب توقيت المكان الذي يكون موجودًا فيه.
وأوضحت " الإفتاء " في إجابتها عن سؤال: هل يجوز أن أصلي الضحى الساعة 7 بعد الشروق بنصف ساعة؟، أن صلاة الضحى هي الصلاة التي سَنَّها سيدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم في وقتِ الضحى عند ارتفاع النهار، وقد أخبر صلى الله عليه وآله وسلم أنها مجزئةٌ عن جميع الصدقات المطلوبة على جميع سُلَامِيَّات بدن الإنسان -أي: عظامه- في كلِّ يومٍ شكرًا لله على نعمته وفضله.
فضل صلاة الضحىودللت بما جاء عن أبي ذَرٍّ الغِفَارِي رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".
ونوهت بأن مِن فضائل صلاة الضحى: أنها مِن أسباب مغفرة الذنوب ولو كانت مثل زَبَدِ البحر؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ حَافَظَ عَلَى شُفْعَةِ الضُّحَى غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْر» أخرجه الإمام الترمذي في "سننه".
وأضافت أنه قد جعلها النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم وصيةً بين أصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، وفي ذلك إظهارٌ لأهمية صلاة الضحى، وتأكيدٌ على بيان فضلها؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ، لَا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ» أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه".
واستشهدت بما ورد عن أبي الدَّرْدَاء رضي الله عنه قال: «أَوْصَانِي حَبِيبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ، لَنْ أَدَعَهُنَّ مَا عِشْتُ: بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَبِأَلَّا أَنَامَ حَتَّى أُوتِرَ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".
حكم صلاة الضحى وبيان وقتهاوأفادت بأنه قد اتفق الفقهاء على سُنِّيَّةِ صلاة الضحى، وأنَّ وقتها يبدأ مِن ارتفاع الشمس قدر رمح في عين الناظر إليها بعد الشروق، وينتهي قبل زوال الشمس، أي: قبل دخول وقت الظهر بقليل.
وأشارت إلى أن أفضل وقتها على المختار عند جمهور الفقهاء مِن الحنفية والمالكية والشافعية: بعد مُضِيِّ رُبُع النهار، وهو منتصف الوقت بين شروق الشمس وصلاة الظهر؛ لما أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه" أَنَّ زيد بن أرقم رضي الله عنه رأى قومًا يُصَلُّون مِن الضُّحَى، فقال: أَمَا لقد عَلِمُوا أنَّ الصلاةَ في غير هذه الساعة أفضلُ، إنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَالُ»، والحكمة مِن كون أفضل وقتها بعد مضي ربع النهار -ألَّا يخلو رُبُعٌ مِن النهار عن عبادةٍ يؤديها المكلَّف، كما في "كفاية الأخيار" للإمام تقي الدين الحِصْنِي (ص: 89، ط. دار الخير).
واستندت لما قال الإمام بدر الدين العَيْنِي الحنفيِ في "البناية" (2/ 519، ط. دار الكتب العلمية): [اعلم أن صلاة الضحى مستحبة.. ووقتها مِن ارتفاع الشمس إلى وقت الزوال، وقال صاحب "الحاوي": ووقتها المختار إذا مَضَى ربع النهار] اهـ. وصاحب "الحاوي" هو القاضي جمال الدين الغَزْنَوِي الحنفي [ت: 593هـ]، صاحب "الحاوي القدسي في فروع الفقه الحنفي".
وتابعت: وقال الإمام شَمْسُ الدين الحَطَّاب المالكي في "مواهب الجليل" (2/ 68، ط. دار الفكر) في بيان وقت صلاة الضحى: [أَوَّلُ وقتها ارتفاع الشمس وبياضُها وذهابُ الحمرة، وآخِرُهُ الزوالُ، قاله الجُزُولِي والشيخُ زَرُّوق، زَادَ في "شرح الْوَغْلِيسِيَّةِ": وأَحْسَنُهُ إذا كانت الشمس مِن المشرق مِثلَها مِن المغرب وقت العصر] اهـ.
وأردفت : وقال الإمام شمس الدين الخطيب الشِّرْبِينِي الشافعي في "مغني المحتاج" (1/ 456، ط. دار الكتب العلمية): [ووقتها مِن ارتفاع الشمس إلى الزَّوَالِ، كما جزم به الرَّافِعِيُّ في "الشرحين"، والمصنِّف في "التحقيق" و"المجموع"، ووقع في زيادة "الروضة" أن الأصحاب قالوا: يدخل وقتها بالطلوع، وأن التأخير إلى الارتفاع مستحب، وَنُسِبَ إلى أنه سَبْقُ قلم، والاختيار فِعلُها عند مُضِيِّ ربع النهار] اهـ. بينما ذهب فقهاء الحنابلة إلى أن أفضل وقتٍ لأداء صلاة الضحى إذا اشتد الحَرُّ.
ولفتت إلى أنه قال الإمام أبو السعادات البُهُوتِي الحنبلي في "كشاف القناع" (1/ 536، ط. دار الكتب العلمية): [(ووَقتُها) أي: صلاة الضحى (مِن خروج وقت النَّهْي) أي: ارتفاع الشمس قيد رُمح (إلى قُبَيْل الزوال، ما لم يَدخل وقت النَّهْي) أي: وقت الاستواء.. (والأفضل فِعلها إذا اشتد الحَرُّ)] اهـ.وأما وقت زوال الشمس فهو وقت مَيْلها عن وسط السماء -وهو ما يُعرف بـ"حالة الاستواء"- إلى جهة المغرب، كما في "الإقناع" للإمام شمس الدين الخطيب الشِّرْبِينِي (1/ 108، ط. دار الفكر).
المقدار الزمني لارتفاع الشمس قدر رمحوبينت أنه لَمَّا كانت الأرضُ كُرَوِيَّةَ الشكل، وكانت تدور حَوْل مِحْوَرِهَا مرةً كلَّ يومٍ تقريبًا (23س، 56د، 4ث)، وكانت الديارُ المصريةُ واقعةً بين خَطَّي عرض (22 و32) شمال خط الاستواء، وبين خَطَّي طول (24 و37) شَرْقِيَّ خط جرينتش، فإن ارتفاعَ قَدْر الرُّمْحِ مُقَدَّرٌ فيها هندسيًّا بخَمس درجات بعد وقت شروق الشمس، ووقت الزوال مقدَّر بدرجةٍ واحدةٍ قبل دخول وقت صلاة الظهر، والدرجة هي وِحدة قياس الزوايا في النظام السِّتِّينِي الذي يقسم الدائرة إلى 360 جزءًا متساويًا، وكلُّ جزءٍ مِن هذه الأجزاء يساوي درجةً واحدةً، وبقسمة عدد الدقائق التي تستغرقها الأرض في دَوَرَانِهَا حَوْل مِحْوَرِهَا، على عدد تلك الدرجات -يكون الناتج أنَّ الشمس تخطو الدرجةَ الواحدةَ في أربع دقائق تقريبًا، وللتمكين -أي: تكون الشمس قد ارتفعَت ما بين رُمْحٍ إلى رُمْحَيْن- يبدأ وقت صلاة الضحى بعد 25 دقيقة مِن وقت شروق الشمس، كما أفادته الهيئة المصرية العامة للمساحة.