رحل الفنان الكبير حسن يوسف اليوم الثلاثاء، عن عمر ناهز 90 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا كبيرًا وتأثيرًا لا يُنسى في عالم السينما والمسرح، وكان خبر وفاته قد أعلن عنه شقيقه، محمد يوسف، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما أثار حالة من الحزن بين محبيه وعشاق فنه، ومن المقرر أن يتم تشييع جثمانه غدًا، يوم الأربعاء، بعد صلاة العصر، من مسجد الشرطة بالشيخ زايد.

 

حسن يوسف وشمس الباروديشمس البارودي وحسن يوسف.. رحيل إجباري وذكريات خالدة

وعبّرت زوجته الفنانة المعتزلة شمس البارودي عن صدمتها من فقدان "حبيب عمرها"، قائلة: "حبيبي كان أكرم وأحن الرجال، راح لحبيبه عبد الله وراح لرب كريم وحنون"، وأشارت إلى أن حسن كان يعاني من المرض والحزن في الفترة الأخيرة، خاصًة بعد رحيل نجلهما عبد الله في حادث غرق العام الماضي، حيث حولت شمس غرفته إلى غرفة رعاية مركزة، وكرست وقتها لرعايته، مضيفةً: "ما أحببتش يبعد عني لحظة".

 

حسن يوسف ونجله عبد اللهحسن يوسف زهد الحياة بعد رحيل نجله

أعلنت شمس البارودي سابقًا عن اعتزال زوجها حسن يوسف الفن نهائيًا، حيث قرر التفرغ للعبادة وصلة الرحم بعد وفاة ابنهما عبدالله، وذكرت أن حسن زهد في كل مباهج الحياة وبدأ يركز على زيارة أفراد العائلة، قائلةً: "أصبحت أسعد أوقاته في صلة الرحم".

 

حسن يوسف وشمس البارودي وأولادهماشمس البارودي الزوجة الأصيلة والداعم القوي

وقد تزوج حسن يوسف من شمس البارودي، التي تعتبر من أبرز نجمات السينما المصرية، وكان زواجهما مثالًا لعلاقة ناجحة استمرت لأكثر من أربعة عقود، حيث أنجبا أبناءً ودعما بعضهما في مشوارهما الفني، شمس كانت داعمة لحسن في مسيرته الفنية، واستمرت العلاقة بينهما رغم التحديات، وظلت شمس البارودي داعم قوي له في محناته.

 

الفنان الراحل حسن يوسفحسن يوسف.. رحيل بعد مشوار طويل لا يُنسى

حسن يوسف وُلد في 14 أبريل 1934، وترك إرثًا فنيًا حافلًا بعد مسيرة طويلة في السينما والمسرح، يُعرف بلقب "الولد الشقي" بسبب أدواره الجريئة والمعقدة، وقد أسهم في تشكيل الوعي الفني والثقافي في مصر.

 

تأتي وفاة حسن يوسف بعد صدمة فقدان ابنه عبدالله الذي توفي في حادث غرق بالساحل الشمالي العام الماضي، مما أثر عليه بشكل كبير وجعله يتخذ قرار الاعتزال، وتحدثت شمس عن أوقاته بعد تلك الحادثة، موضحةً أنه أصبح يقضي معظم وقته في الخلوة مع الله وزيارة عائلته.

ستبقى ذكراه حاضرة في قلوب عشاق فنه، وستظل أعماله رمزًا للأجيال القادمة في عالم الفن.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حسن يوسف حسن يوسف وشمس البارودي رحيل حسن يوسف وفاة حسن يوسف جنازة حسن يوسف موعد جنازة حسن يوسف شمس البارودي تعليق شمس البارودي بعد وفاة حسن يوسف شمس البارودی حسن یوسف

إقرأ أيضاً:

ذكرى رحيل البابا شنودة الثالث.. حكيم الكنيسة وصوت الوطنية

في السابع عشر من مارس 2012، رحل عن عالمنا البابا شنودة الثالث، البطريرك الـ117 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تاركًا خلفه إرثًا من الحكمة والوطنية والمواقف الحاسمة التي جعلت منه أحد أبرز الشخصيات الدينية والسياسية في تاريخ مصر الحديث. لم يكن مجرد قائد روحي، بل كان مفكرًا ومثقفًا وصاحب رؤية، لعب دورًا محوريًا في الحياة السياسية والاجتماعية على مدار عقود.

وُلد البابا شنودة الثالث، واسمه الحقيقي نظير جيد روفائيل، في 3 أغسطس 1923، بقرية سلام بمحافظة أسيوط. فقد والدته وهو طفل صغير، وانتقل مع أسرته إلى القاهرة، حيث تلقى تعليمه الأولي، ثم التحق بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا)، ودرس التاريخ وتخرج عام 1947. كان منذ صغره محبًا للعلم والأدب، فاهتم بالشعر والكتابة، حتى أصبح واحدًا من أبرز الشعراء المسيحيين في القرن العشرين. كما عمل مدرسًا للغة العربية والتاريخ، ثم اتجه للصحافة، حيث تولى تحرير مجلة "مدارس الأحد"، وهي المجلة التي كانت منبرًا لفكر التجديد في الكنيسة القبطية.

البابا شنودة الثالث

كان نظير جيد مهتمًا بالقضايا الوطنية والسياسية، وتأثر بشخصية مكرم عبيد، الذي كان أحد رموز الحركة الوطنية وقياديًا بارزًا في حزب الوفد.كان يرى فيه نموذجًا للسياسي الوطني الذي يسعى لخدمة بلاده بعيدًا عن المصالح الضيقة، كما أعجب بأفكاره حول الوحدة الوطنية وأهمية التكاتف بين المسلمين والمسيحيين من أجل نهضة مصر. انعكس هذا الاهتمام على مواقفه لاحقًا كبطريرك للكنيسة، حيث كان دائم التأكيد على أن الأقباط جزء لا يتجزأ من نسيج الوطن، وأن الكنيسة ليست كيانًا منعزلًا عن قضايا الأمة.

قبل أن يدخل الرهبنة، التحق نظير جيد بالجيش المصري وأدى الخدمة العسكرية، وكان ضابطًا احتياطيًا في سلاح المشاة. ورغم أن فترة خدمته لم تكن طويلة، فإنها أسهمت في تشكيل وعيه الوطني. وعندما اندلعت حرب أكتوبر 1973، لعب البابا شنودة الثالث دورًا مهمًا في دعم المجهود الحربي، إذ حث الأقباط على المشاركة الفاعلة في الجيش والتبرع لصالح القوات المسلحة، مؤكدًا أن المعركة معركة كل مصري وطني.

البابا شنودة

في عام 1954، قرر نظير جيد أن يترك الحياة المدنية ويتفرغ للروحانية، فالتحق بدير السريان بوادي النطرون، وأصبح الراهب أنطونيوس السرياني. وفي عام 1962، اختاره البابا كيرلس السادس ليكون أسقفًا للتعليم، ومن هنا بدأ رحلته الحقيقية في نهضة الكنيسة، حيث كرّس جهوده لإعادة إحياء التعليم الكنسي ونشر الفكر الديني المستنير.

في 14 نوفمبر 1971، تم تنصيب البابا شنودة الثالث بطريركًا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية. منذ اللحظة الأولى، حمل على عاتقه مسؤولية الدفاع عن حقوق الأقباط، لكنه كان يرى أن الحل يكمن في الوحدة الوطنية وليس في الانفصال أو العزلة. كان للبابا شنودة مواقف سياسية جريئة، أبرزها رفضه اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، حيث اعتبرها اتفاقية لا تحقق العدالة للفلسطينيين، وأعلن موقفه الرافض للتطبيع مع إسرائيل، قائلًا: "لن ندخل القدس إلا مع إخوتنا المسلمين". هذا الموقف دفع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إلى وصفه بأنه "البابا العربي المدافع عن القضية الفلسطينية"، وأكد أن "موقفه المشرف كان نموذجًا للوطنية الصادقة التي لا تفرّق بين مسلم ومسيحي".

البابا شنودة الثالث يتأمل في صورة الشيخ الشعرواي خلال إحدى زياراته

كما أشاد به العديد من القادة العرب، حيث قال الرئيس السوري بشار الأسد إن "البابا شنودة كان صوتًا عاقلًا في زمن الأزمات"، بينما وصفه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بأنه "رجل الحكمة الذي عمل دائمًا على تعزيز التفاهم بين الشعوب". أما الشيخ خليفة بن زايد، رئيس دولة الإمارات آنذاك، فقد قال عنه: "كان نموذجًا لرجل الدين الذي يدرك أن دوره يتجاوز حدود الكنيسة إلى خدمة مجتمعه ووطنه".

على المستوى الفكري والثقافي، كان البابا شنودة يحظى باحترام واسع بين المثقفين العرب. وصفه الكاتب محمد حسنين هيكل بأنه "رجل دولة بحكمة كاهن"، فيما قال عنه جمال الغيطاني إنه "كان شخصية تاريخية لعبت دورًا محوريًا في الدفاع عن الهوية المصرية". أما فرج فودة، فقد أشاد بموقفه الرافض للانعزال الطائفي، ورأى فيه نموذجًا لرجل الدين المستنير.

عاصر البابا شنودة اندلاع ثورة 25 يناير 2011، وكان يدعو دائمًا إلى الاستقرار والحوار الوطني. كان يدرك أن مصر ستواجه تحديات كبيرة بعد الثورة، وكان يخشى من تصاعد الفتن الطائفية، لكنه ظل مؤمنًا بأن وحدة المصريين قادرة على تجاوز الأزمات. في 17 مارس 2012، رحل البابا شنودة الثالث بعد صراع مع المرض، مخلفًا وراءه إرثًا روحيًا وفكريًا ووطنيًا لا يُنسى. شيّعه الملايين في جنازة مهيبة، ودفن في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، حيث كان يقضي سنوات نفيه الإجباري.

البابا شنودة

كان البابا شنودة كاتبًا غزير الإنتاج، ومن أهم كتبه: "كلمة منفعة"، "الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي"، "الحب المسيحي"، "معالم الطريق الروحي"، و"بدعة الخلاص في لحظة". رحل البابا شنودة، لكنه بقي في ذاكرة المصريين والعرب رمزًا للوطنية والحكمة، ورجلًا لم يخشَ قول الحق مهما كلفه الأمر.

نشر موائد الرحمن بالكنائس.. محطات في حياة البابا شنودة الثالث في ذكرى رحيله

في ذكرى وفاته.. مقولات البابا شنودة الثالث التي دخلت قلوب المصريين

في ذكرى رحيل البابا شنودة الثالث.. كيف كانت حياة «معلم الأجيال»؟

مقالات مشابهة

  • رحيل الكاتب النرويجي داغ سولستاد عن 83 سنة
  • تعرف على عروض قصر السينما حتى نهاية شهر رمضان 2025
  • رحل في هدوء.. الفنان إحسان يترك مسيرة فنية حافلة في السينما المصرية
  • ذكرى رحيل البابا شنودة الثالث.. حكيم الكنيسة وصوت الوطنية
  • عمرو سلامة يثير الجدل بسبب إسماعيل يس.. الأسوأ في تاريخ السينما المصرية
  • جلبانة تودع جثامين 8 أطـ.ــفال في حادث قطار الإسماعيلية
  • رحيل رئيس نادي صلاح الدين الرياضي
  • سمية الخشاب في حوارها لـ«البوابة نيوز»: «ريا وسكينة» أكتر مسلسل عمل ضجة في مشواري الفني.. مشاركتي في البطولة الجماعية بـ«أم 44» ميقللش من مكانتي ونجوميتي.. ومفيش أي خلاف مع ريم البارودي 
  • «بنات العم» .. عائلة تودع طفليهما في حادث قطار الإسماعيلية
  • سمية الخشاب تكشف لـ«البوابة نيوز» كواليس صلحها مع ريم البارودي