أمريكا.. احتدام المنافسة بين المرشحين و«بايدن» يدلي بصوته مبكّرا
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
لا تزال المنافسة على أشدها بين المرشحة الديمقراطية للانتخابات الأمريكية، كامالا هاريس، والمرشح الجمهوري، دونالد ترامب، وذلك مع بقاء أسبوع تقريبا على انطلاق الانتخابات.
ووعد المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب، “بأنه سيكشف “سرا صغيرا” سيساعد في إدارة البلاد إن فاز بالانتخابات الرئاسية المقبلة”.
وأدلى ترامب بتصريحه هذا خلال تجمع انتخابي في مجمع “ماديسون سكوير غاردن” بنيويورك، حيث وجه حديثه لرئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، الذي حضر الفعالية الداعمة للمرشح الجمهوري، قائلا: “بسرنا الصغير من المؤكد أننا سننجح في الإدارة.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز”، ذكرت أن جونسون، أكد لها وجود الـ”سر الصغير” لدى ترامب”.
وقال جونسون للصحيفة: “بالحديث عن الأسرار فإن “كامالا هاريس” المرشحة الديمقراطية ونائب الرئيس الأمريكي “جو بايدن” تعرف أن “بايدن” كان في فترة ما غير مؤهل جسديا ولا عقليا، ومع ذلك أبقت الأمر سرا، ومكتب التحقيقات الفيدرالية كان يعرف بوجود كمبيوتر “هانتر بايدن” المحمول وأبقى أيضا الأمر سرا، وعلى ما يبدو فإن تلك الأسرار لم تكن مهمة بالنسبة لوسائل الإعلام لأن جميعها ساعدت الديمقراطيين، لكن هذا السر قد يساعد ترامب وهم الآن يهتمون به؟”
وأوضحت مصادر للصحيفة، أن “تعليق ترامب حول “السر الصغير” ربما لا يعني شيئا”، مضيفين بأنه “ربما يشير إلى اللقاءات التلفزيونية للنواب الجمهوريين في الكونغرس الأمريكي، والتي يحرص على حضورها باستمرار”.
ترامب يرد على منتقديه في تجمع انتخابي: “لست نازيا”
بعد أيام من الجدل الذي أثارته تصريحات سابقة منسوبة له، قال المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب، خلال تجمع حاشد في أتلانتا بولاية جورجيا “أنا لست نازيا، أنا نقيض النازي”.
وفي كلمته بأتلانتا، قال ترامب إن “حملة منافسته “هاريس” صورته على أنه نازي”.
وأضاف ترامب: “كان والدي يقول لي دائما لا تستخدم كلمة (نازي)، لكن الطريقة التي يتحدث بها الناس اليوم مثيرة للاشمئزاز”، حسبما موقع “بوليتيكو”.
وكان جون كيلي، أحد كبار المسؤولين في البيت الأبيض خلال عهد ترامب، قد قال إن “المرشح الجمهوري ينطبق عليه تعريف الفاشي، وهو اتهام ردّدته أيضا المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة “كامالا هاريس”.
“بايدن” يدلي بصوته في الانتخابات الأميركية
أدلى الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، بصوته في التصويت المبكر في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
ووقف بايدن في صف المشاركين في التصويت مع العامة، في ولاية ديلاوير، قبل أن يدخل للقاعة المخصصة ويدلي بصوته في التصويت المبكر.
وبعد عملية التصويت، أدلى بايدن بتصريحات مقتضبة أكد فيها على “ضرورة وقف الحرب الدائرة في الشرق الأوسط، كما ندد بنشر قوات كورية شمالية في روسيا، وذكر أن هذا الأمر “خطير جدا”.
ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 5 نوفمبر المقبل، وتم ترشيح دونالد ترامب رسميا من قبل الحزب الجمهوري لمنصب رئيس الدولة، وستشارك هاريس نائبة الرئيس الحالي في الانتخابات كمرشحة عن الحزب الديمقراطي.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: إطلاق النار على ترامب الانتخابات الأمريكية ترامب وهاريس دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
أمريكا التي لا يحب ترامب رؤيتها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في الخطابات النارية التي يطلقها دونالد ترامب، لا تتجلّى أمريكا كأرض للفرص، بل كأرض مُهددة، يلوّح فيها الجنون بالخطر، وتُبنى الجدران بدل الجسور. يحدّق ترامب في مستقبل بلاده كمن يحدّق في مرآة خائفة، يرى فيها الأشباح تتنكر في وجوه المهاجرين، والخراب يتسرّب من أصوات النساء والفقراء والمهمّشين.
لكن ثمة أمريكا أخرى، لا تظهر في تغريداته، ولا تسكن خطبه ولا تتسرب إلى ابتسامته المنتفخة بالغرور. أمريكا التي لا يحب ترامب رؤيتها، ليست أميركا الأبطال البيض ولا أبراج المال، بل أميركا "والت ويتمان" الذي كتب: "أنا من الناس، وأقول: دعوني أغني". إنها أمريكا التي كانت، قبل أن تُغتصب من قبل نزعة القوّة، تغني الحرية كما تُغنى الصلاة.
في شوارع هارلم، حيث كتب لانجستون هيوز أشعاره، ثمة أمريكا سوداء تئن من الظلم وتقاوم بالشِّعر. تلك أمريكا الملوّنة التي لطالما اعتبرها ترامب مجرد مشهد خلفي للوحة البيضاء التي يريد رسمها. لقد قال هيوز في واحدة من قصائده:
"أنا أيضًا، أغني أمريكا.
أنا الأخ الأسود،
يُرسلونني إلى المطبخ حين يأتي الضيوف،
ولكنني أضحك، وآكل جيدًا."
هذه أمريكا التي لا يحبها ترامب، لأنها لا تنصاع. لأنها تجرؤ على الضحك حتى وهي مرفوضة، وتجرؤ على الحلم حتى وهي تحت الحصار العاطفي.
أمريكا التي لا يحب ترامب رؤيتها هي أمريكا المهاجر الذي يعجن خبزه بأمل، ويزرع ابنته في مدرسة عامة، ويرتدي شتاءه من محلات التوفير، لكنه يحمل الوطن في قلبه لا في أوراقه الثبوتية. هي أمريكا من كتب عنها جون شتاينبك في "عناقيد الغضب"، حين جعل من كل فلاح مطرود من أرضه رمزًا للحقيقة التي لا تموت:
"إن الناس الذين يستطيعون أن يعيشوا بدون أمل، يموتون بصمت."
وترامب يريد هذه "الناس" أن تختفي، أن تصمت، أو على الأقل أن تكون في أماكن لا تراها كاميرات العالم الأول.
ترامب لا يحب أمريكا التي تُعلم أبناءها في المدارس العمومية أن العالم ليس بالضرورة أبيضًا ولا مستقيمًا، بل ملوّن كأقلام الأطفال. لا يحب أمريكا التي تكتب فيها تلميذة فقيرة من أصل لاتيني قصة عن أمها التي كانت تنظف البيوت، لأنها قصة تهز أسطورة الرجل الأبيض العصامي.
هو لا يحب أمريكا التي تقرأ، لأنه يعلم أن القارئ لا يُقاد. تلك البلاد التي يقرأ فيها العامل همنجواي في قطار منهك، وتُقرأ فيها توني موريسون في الأحياء التي خنقتها العنصرية. لقد كتبت موريسون: "لو أنك تستطيع أن تحطّم شعور شخص ما بالكرامة، فأنت بذلك تجعل منه عبدًا." لكن أمريكا الحقيقية تقاوم هذا التحطيم، حتى ولو لم يبقَ لها سوى قصائدها.
أمريكا التي لا يحب ترامب رؤيتها، لا تعيش في البيت الأبيض، بل في البيوت البيضاء المهددة بالهدم، في مراكز اللجوء، في الفصول الدراسية التي تدرّس التاريخ الحقيقي لا الرواية المنتصرة. هي أمريكا "السكاكين التي لا تصدأ"، أمريكا الفقراء الذين يكتبون بدمهم سيرة البلاد.
هو يحب أمريكا المنتصرة، أما أمريكا الجرحى فهي تؤذيه.
هو يحب أمريكا التي تقصف، أما أمريكا التي تُقصف فتقلقه.
هو يحب أمريكا الشركات، لا أمريكا الشعراء.
يحب أمريكا التي تُصدر، لا التي تستورد أحلامًا.
لكنه، في نهاية المطاف، لا يستطيع أن يراها. لا يستطيع أن يرى أمريكا التي لا ترفع يدها في التحية، بل ترفع صوتها في وجهه.
لأن أمريكا، التي أنجبت مالكوم إكس، و"بروس سبرينجستين"، و"جوان ديديون"، و"آني إيرنو" حين كتبت عنها، و"سوزان سونتاج" حين عرّتها، و"إلينور روزفلت" حين وقفت ضد الظلم، لا يمكن أن تنحني لظله.
ربما يحب ترامب أن تكون أمريكا مرآة تعكس صورته هو، أن تكون تمثاله هو، لكن أمريكا الحقيقية، كما قال ويتمان، "تحتوي التناقضات". وهذا ما لا يستطيع فهمه.
أمريكا التي لا يحب ترامب رؤيتها، هي أمريكا التي لا تزال تحلم بالحرية للعالم ولو بدون تمثال.