الكتابة في زمن الحرب (45): الشباب والأحلام الضائعة وسط الرماد
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
إذا الفتى ذمَّ عيشًا في شبيبتِه
فما يقولُ إذا عصرُ الشبابِ مضى؟
وقد تعوّضتُ عن كلٍّ بمُشْبِهِه
فما وجدتُ لأيامِ الصِّبا عِوَضَا
جرّبتُ دهري وأهلِيهِ، فما تركتْ
ليَ التجاربُ في وِدِّ امرئٍ غَرَضَا
أبو العلاء المعري
الشباب في زمن الحرب: أحلام ضائعة وسط الرماد
إن التفكير في الكتابة عن الشباب في زمن الحرب، خاصةً في ظل الوضع المأساوي في السودان، يتطلب تسليط الضوء على قسوة الظروف التي يعيشونها، وتأثير هذه الظروف العميق على حياتهم وتطلعاتهم.
الحرب الطاحنة في السودان حرمت أجيالًا كاملة من التعليم، مما لا يهدد مستقبلهم الأكاديمي والمهني فحسب، بل يجرّدهم من أدوات بناء حياة مستقرة. وحتى الشباب الذين تمكّنوا من إكمال تعليمهم، يجدون أنفسهم أمام سوق عمل يعاني من شح الفرص، فيجدون أنفسهم أمام مفترق طرق بين خيارين كلاهما مُرّ؛ البقاء ومواجهة الفقر والعوز، أو الهجرة نحو مستقبل مجهول، محفوف بمخاطر أخرى قد لا تقل قسوةً عن تلك التي تركوها خلفهم.
ومما يزيد الطين بلّة أن الشباب في السودان يعيشون تحت تهديد دائم بالقتل والتنكيل، ويلات يومية تجعل العيش في وطنهم معركة مستمرة من أجل البقاء. المعاناة هنا ليست مادية فحسب؛ بل تتجذّر في النفس، فتقتل الطموحات، وتضعف الروابط الاجتماعية، وتترك أثراً نفسياً عميقاً قد يرافقهم لسنوات.
الكتابة عن هذه الظروف ليست ترفًا أو مجرد توثيق للمعاناة، بل هي محاولة حثيثة لإيصال صوت جيلٍ شجاع، صامد وسط هذه العواصف، إلى العالم. هي محاولة لإيجاد بارقة أمل، وفتح أبواب لحلول عملية، تساعد الشباب على استعادة الأمل، ولو بشكل تدريجي، وسط هذا الظلام الذي يحيط بهم من كل جانب، ونستطيع ان نضيف ان الكتابة عن هذه الظروف ليست مجرد سردٍ للمعاناة، بل هي نداءٌ إلى العالم للاستماع إلى صوت هذا الجيل الصامد، وتقدير معاناته وتضحياته. وسط قسوة الحرب وتحدياتها، تظل أحلام الشباب السوداني وصمودهم شعلةً تستحق أن تُصان وتُدعَم. وربما تسهم هذه الكلمات في لفت الأنظار إلى واقعهم، وفتح أبواب لحلول تُمكّنهم من استعادة الأمل، وبناء مستقبلٍ مشرق رغم كل هذا الظلام..أرفعوا اياديكم عن الشباب..
عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة
osmanyousif1@icloud.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الشريف: أحذر “المركزي” من المساس بقيمة الدينار
حذّر الخبير الاقتصادي إدريس الشريف، عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، من المساس مجدداً بسعر الصرف الرسمي للدينار الليبي، محذراً من تحميل المواطن الليبي عبء تمويل عجز الميزانية وموازين المدفوعات عبر خفض قيمة الدينار.
وأشار الشريف في منشور له بفيسبوك، إلى أن السلطات تحاول تغطية عجزها عن تحصيل ما وصفه بـ”المليارات الضائعة” من الإيرادات السيادية، بما في ذلك عوائد النفط والغاز والمحروقات والاتصالات والجمارك، عبر إجراءات تمسّ سعر صرف العملة الوطنية.
وأوضح الشريف أنه، بعد أن ألغى القضاء الليبي شرعية فرض الرسم الإضافي على العملة، فإنه لا مبرر اقتصادياً لتعويض هذا القرار بخفض قيمة الدينار من قبل المصرف المركزي في حال تنفيذ أحكام القضاء.
وأكد الشريف ضرورة التزام السلطات بجمع الإيرادات الضائعة وتحويلها إلى المصرف المركزي، فضلاً عن معالجة مكامن الهدر في الإنفاق العام.
واختتم الشريف بالإشارة إلى أن تطبيق هذه الإجراءات سيكفي لسد العجوزات المالية، بل ويحقق فائضاً مالياً، قائلاً: “الأرقام لدينا تؤكد ذلك”.