قبل أيام قليلة من انطلاق السباق الانتخابي في الولايات المتحدة، يسعي الحزب الديمقراطي إلى كسب أكبر عدد من الناخبين بقدر الإمكان، حيث أنفق ملايين الدولارات علي الإعلانات التي تحث على عدم انتخاب مرشحي الأحزاب الثالثة، الذين لا فرصة لديهم في الفوز، ولكن النسبة الضئيلة التي سيحصلون عليها من أصوات الأميركيين في هذه الولايات، قد تؤثر في تحديد النتائج النهائية، والفائز بالبيت الأبيض، وفقًا لوكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية.

استراتيجية الحزب الديمقراطي الجديدة

في اللحظة الأخيرة، أعلنت اللجنة الوطنية الديمقراطية أن هناك إعلانات رقمية سيتم طرحها على منصات «إنستجرام» و«يوتيوب» لإقناع الناخبين الشباب والطلاب في الولايات المتأرجحة بعدم انتخاب مرشحي الأحزاب الثالثة، وأبرزهم جيل ستاين مرشحة حزب الخضر، وكورنيل ويست المرشح المستقل، محذرين من أن التصويت لهؤلاء المرشحين سيسهم في فوز الجمهوري دونالد ترامب بسهولة.

وبتكلفة تصل إلى 500 ألف دولار، تعرض هذه الإعلانات فيديو لترامب يعبر عن تأييده لهؤلاء المرشحين، حيث قال: «كورنيل ويست، إنه أحد المرشحين المفضلين لدي، أما جيل ستاين، أنا أحبها كثيرًا»، موضحًا سبب حبه لهم بأنهم «يأخذون الأصوات من الديمقراطيين بنسبة 100%».

سبب تلك الاستراتيجية

يركز الديمقراطيون الآن على منع الناخبين ذوي الميول اليسارية من دعم مرشحين خارج الأحزاب الرئيسية، وجاءت تلك الاستراتيجية نظرًا للخسائر التي تكبدها الحزب الديمقراطي في انتخابات عامي 2000 و2016، والتي ألقى فيها الحزب باللوم على دعم مرشحي حزب الخضر. حيث كانت «ستاين» مرشحة الحزب عام 2016، وحصلت على 132 ألف صوت في ولايات ويسكونسن وميشيجان وبنسلفانيا، وكانت النتيجة مؤلمة للديمقراطية هيلاري كلينتون التي خسرت الانتخابات بفارق 77 ألف صوت في تلك الولايات.

وسعت ستاين هذا العام القاعدة الجماهيرية لحزب الخضر بعد إعلان تأييدها لقضايا البيئة وحقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق الفلسطينيين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وضرورة وقف العدوان الإسرائيلي المستمر، منتقدة الدعم الأمريكي للهجمات العسكرية في الشرق الأوسط. وأشارت إلى أن بايدن وترامب يعتبران «مرشحين للإبادة الجماعية» بسبب دعمهما الكامل لإسرائيل.

وفي تصريحات مدير حملتها، جيسون كول، عبّر عن موقف الحزب من بايدن وترامب، قائلًا: «نريدهم أن يخسروا، الإبادة الجماعية تستحق الخسارة»، وأوضح أن «لا أحد يريد أن يفوز ترامب»، محذرًا من عواقب إرسال ديمقراطي آخر إلى البيت الأبيض.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: هاريس أمريكا انتخابات أمريكا

إقرأ أيضاً:

الكنديون إلى صناديق الاقتراع.. هل يفوز الليبراليون بفترة ثالثة؟

أوتاواـ يتوجه الكنديون، غدًا الاثنين، إلى صناديق الاقتراع لانتخاب حكومة جديدة، بعد حملة انتخابية استثنائية استمرت نحو 5 أسابيع، اتسمت بالتوترات الناتجة عن الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتهديده بضم كندا لتصبح الولاية الأميركية الـ51.

وفيما انقسم الكنديون بين مؤيدين للتغيير ومناصرين للقيادة "الأجدر" بمواجهة ترامب، أظهرت استطلاعات الرأي تقدم الليبراليين على المحافظين طوال فترة الحملة التي امتدت 38 يومًا.

وأظهر استطلاع أجرته شركة "نانو" للأبحاث في الفترة ما بين 24 و26 أبريل/نيسان الجاري، حصول الحزب الليبرالي على 43% من نيات التصويت، مقابل 38.9% للمحافظين، و8% للديمقراطيين الجدد، و6% لحزب الكتلة الكيبيكية، بينما نال الحزب الأخضر 3%، وحصل حزب الشعب على 1%.

أما على صعيد المرشحين لرئاسة الوزراء، فقد كشف الاستطلاع تقدم زعيم الحزب الليبرالي مارك كارني بفارق 13 نقطة، إذ فضله 48.5% من المشاركين، مقابل 35.2% لمرشح المحافظين بيير بوالييفر، و4.5% لزعيم الحزب الديمقراطي الجديد جاغميت سينغ.

ووفق أحدث المعطيات الصادرة في اليوم الـ34 من الحملة الانتخابية، توصل راصد الاستطلاعات بقناة "سي بي سي" الإخبارية إلى أن الحزب الليبرالي قد يفوز بـ190 مقعدًا من إجمالي 338 مقعدًا بمجلس العموم، مقابل 125 مقعدًا لحزب المحافظين.

إعلان

وقال ديفيد كوكرين، مقدم برنامج "الشعب والسلطة" بالقناة، "لو نُظمت الانتخابات اليوم، لفاز الحزب الليبرالي بحكومة أغلبية"، مع تحسبه لأي طارئ قبل الاقتراع.

الحملات الانتخابية للأحزاب المشاركة استمرت 5 أسابيع (رويترز) انتخابات استثنائية

في حديث للجزيرة نت، وصف الباحث السياسي ورئيس تحرير صحيفة "عرب كندا"، زهير الشاعر، الانتخابات الفدرالية الحالية بأنها "استثنائية وتاريخية" مقارنة بالاستحقاقات السابقة، سواء من حيث توقيتها أو الظروف المحيطة بها.

وأشار إلى أن الحملة الانتخابية جرت وسط "أجواء سياسية مشحونة وتحديات دولية معقدة"، مع تصاعد القلق الشعبي من ارتفاع تكاليف المعيشة وأسعار الفائدة وأزمة الإسكان، إلى جانب تداعيات الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.

كما أوضح أن الحملة شهدت استقطابًا حادًّا بين الحزبين الرئيسيين -الليبرالي والمحافظ- بينما ألقت التحولات الإقليمية والدولية، مثل الحرب في غزة والأزمة الأوكرانية، بظلالها على المزاج الانتخابي العام.

ورأى الشاعر أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورًا متناميًا في هذه الانتخابات، مع تركيز الحملات على التواصل الرقمي المباشر مع فئات متنوعة، مما جعل الحملة "واحدة من أكثر الحملات الانتخابية حدة وتركيزًا" في تاريخ كندا الحديث.

استطلاعات الرأي تتوقع حصول الحزب الليبرالي على 43% من نيات التصويت (رويترز) تذبذب اللحظة الأخيرة

وردًّا على سؤال عن توقعاته لنتائج الانتخابات، قال الشاعر "إن الحظوظ شديدة التقارب"، مع تقدم طفيف لليبراليين بـ4 نقاط مئوية.

وأضاف أن "تذبذب اتجاهات الناخبين حتى الساعات الأخيرة يبقي باب المفاجآت مفتوحًا"، مرجحًا تشكيل حكومة أقلية مع فرص أفضل لليبراليين بالاحتفاظ بالسلطة، رغم أن ارتفاع التصويت المحافظ في الأرياف وضواحي المدن الكبرى قد يقلب الموازين.

ويرى أن من العوامل التي قد تسهم في فوز الليبراليين نجاحهم في حشد المترددين، خصوصًا في المدن الكبرى، وتقديم خطاب مطمئن حول الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. كما أشار إلى أن مواقف الحزب المتوازنة حيال قضايا دولية -مثل الحرب في غزة- قد تحفز دعم الجاليات العربية والإسلامية لهم.

إعلان

في المقابل، تعتمد حظوظ المحافظين، حسب الشاعر، على استثمار حالة الغضب الشعبي تجاه الأوضاع الاقتصادية المتردية.

صعود مفاجئ لليبراليين

يذكر أنه في يناير/كانون الثاني الماضي، كانت استطلاعات الرأي تظهر تراجع الليبراليين بفارق 20 نقطة خلف المحافظين، قبل أن تتغير الأمور جذريا مع استقالة رئيس الوزراء السابق جاستن ترودو بعد عقد في السلطة، وانتخاب مارك كارني خلفًا له.

ونجح الليبراليون -وفق محللين- في استثمار تهديدات ترامب لحشد الدعم، عبر التركيز على خطاب الوحدة الوطنية، والتقليل من الانتقادات التي طالت حكومة ترودو بشأن قضايا الهجرة والاقتصاد.

نظام الانتخابات

ويبلغ عدد المسجلين المؤهلين للتصويت نحو 27 مليون ناخب، فيما أدلى نحو 7 ملايين منهم بأصواتهم خلال الاقتراع المبكر (18-21 أبريل/نيسان). ووفق النظام الكندي، يصوت المواطنون للأحزاب، ويتولى زعيم الحزب الفائز رئاسة الوزراء.

ويتنافس في الانتخابات قادة الأحزاب الأربعة الأبرز:

مارك كارني (60 عامًا): رئيس وزراء كندا منذ مارس/آذار الماضي. يشاد بخبرته الاقتصادية، وتحديه لترامب، متعهدًا بالرد على الرسوم الجمركية ورفض ضم كندا. بيير بوالييفر (45 عامًا): مرشح المحافظين، من كالجاري، وأحد أصغر النواب الذين دخلوا مجلس العموم. ويركز حملته على انتقاد تدهور جودة الحياة، لكنه يفتقر إلى برنامج واضح للتعامل مع تهديدات ترامب. إيف فرانسوا بلانشيه (60 عامًا): زعيم الكتلة الكيبيكية، يقتصر نشاط حزبه على مقاطعة كيبيك، وأثار جدلا بتصريحاته حول "مصطنعية الدولة الكندية". جاغميت سينغ (46 عامًا): زعيم الحزب الديمقراطي الجديد، أول زعيم حزب اتحادي كندي من أصول سيخية هندية.

مقالات مشابهة

  • تقرير أمريكي: حزب الله أداة استراتيجية لطهران على حساب سيادة لبنان
  • حزب الليبراليين بزعامة مارك كارني يفوز في الانتخابات الكندية وسط الحرب التجارية مع الولايات المتحدة
  • اعتقال 14 من أعضاء الأحزاب الشيوعية المحظورة في إسطنبول
  • لماذا تخشى الصين اندلاع مواجهة بين الهند وباكستان؟
  • كندا.. رئيس الوزراء يعلن فوز حزبه في الانتخابات التشريعية
  • كندا .. نتائج أولية تشير إلى تقدم الحزب الليبرالي في الانتخابات الفيدرالية
  • الانتخابات العراقية بين تعقيدات الخريطة وضغوط المال والسلاح
  • لماذا لا يستطيع ترمب تصنيع هواتف آيفون في الولايات المتحدة؟
  • تجري اليوم.. من أبرز المتنافسين في انتخابات كندا؟ وما القضايا المتصدرة؟
  • الكنديون إلى صناديق الاقتراع.. هل يفوز الليبراليون بفترة ثالثة؟