«معهد الشارقة» يضيء على التراث البصري والصوتي
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
بالتزامن مع اليوم العالمي للتراث السمعي البصري، الذي يصادف 27 أكتوبر من كل عام، نظم مركز التراث العربي، التابع لمعهد الشارقة للتراث فعالية شاملة استهدفت طلبة المدارس، بهدف تعريف الأجيال الناشئة بأهمية حفظ التراث البصري والصوتي باعتباره جزءاً مهماً من الهوية الثقافية والموروث الإنساني، وذلك بمشاركة واسعة من الجهات المحلية.
أكدت عائشة الحصان الشامسي، مدير مركز التراث العربي التابع لمعهد الشارقة للتراث، أن التراث السمعي البصري، بما يزخر به من وثائق وأفلام وتسجيلات صوتية، يُعد نافذة حية تطل بنا على ماضينا، وجسراً متيناً يربط بين الحاضر والماضي، معززة بذلك الهوية الثقافية وحافظة لذاكرتنا الجمعية. وأضافت: تأتي فعالياتنا هذا العام لتجسد هذا الدور من خلال تقديم تجربة متكاملة تجمع بين التعليم والتفاعل، إذ نقدم لزوارنا برامج متعمقة تسلط الضوء على أحدث تقنيات الترميم، وتبرز الأهمية العلمية لحفظ هذا التراث بصورة مستدامة. كما نحرص على إشراك الشباب في عمليات التوثيق، لتنشئة جيل واعٍ يدرك قيمة موروثه الثقافي ويشعر بالاعتزاز به، بما يسهم في تعزيز شعوره بالمسؤولية تجاه حماية تراثنا العريق.
وأفادت: ويعكس تعاوننا مع المؤسسات الرائدة، مثل مكتبة محمد بن راشد، وهيئة الشارقة للمتاحف، والأرشيف الوطني، وسواها من الجهات، إدراكنا العميق بأن حفظ التراث مهمة جماعية تتطلب تضافر الجهود وتكامل الرؤى، حيث نسعى من خلال هذه الشراكات إلى تقديم تجربة غنية تثري الزوار وتعزز وعيهم بأهمية هذا التراث باعتباره جزءاً لا يتجزأ من هويتنا الوطنية.
وتضمن البرنامج عدة محطات متنوعة تهدف إلى تعريف الزوار بأهمية التراث السمعي البصري ودوره في توثيق الحياة الثقافية والمجتمعية. تضمنت المحطات «ركن السينما» الذي عُرضت فيه مقاطع مختارة من أرشيف المعهد من خلال فيلم، و«ركن الترميم» الذي أقيمت فيه ورشة عمل لتعريف الجمهور بفنون الترميم وعرض نماذج لأعمال رمِّمت حديثاً، و«ركن رحلة عبر الزمن» حيث عُرضت أجهزة ومعدات صوتية ومرئية قديمة من المتاحف الخاصة، لتعريف الحضور بتطور التقنيات المستخدمة في توثيق الأحداث عبر التاريخ.
وفي إطار الحرص على تعزيز التواصل بين الأجيال، قدم «ركن أجيال تتحدث» تدريباً للطلبة على كيفية إجراء مقابلات شفهية مع كبار السن، بهدف توثيق وحفظ رواياتهم حول الحياة الثقافية والموروثات الشعبية. كما قدمت «جمعية الإمارات للتصوير الضوئي» معرضاً مميزاً للكاميرات القديمة ومجموعة من الأعمال الفنية.
وألقى أحد ممثلي الأرشيف الوطني محاضرة حول أهمية حفظ الوثائق الشخصية، تلاها نقاش تفاعلي مع الطلاب حول كيفية الحفاظ على الوثائق والمقتنيات الشخصية. وشارك «هيئة الشارقة للمتاحف» بركن خاص لتعليم فن الكتابة القديمة وتدوين الذكريات، مما أضاف بُعداً تعليمياً للفعالية.
واختُتمت الفعالية بـ «ركن التصوير الفوري للذكرى»، حيث التُقطت صور فورية للحضور مع المقتنيات التراثية، بهدف توفير ذكرى توثق هذه الاحتفالية التي تجمع الماضي بالحاضر في أجواء تفاعلية.
وكان معهد الشارقة للتراث أطلق في أكتوبر 2016، مبادرة للحفاظ على الثروة السمعية والبصرية المسجلة في الوسائط القديمة، من أجل حفظها وأرشفتها بوسائط حديثة تضمن سلامتها وإتاحتها ونقلها إلى الأجيال، فالوثائق السمعية والبصرية، مثل الأفلام والراديو والبرامج التلفزيونية والتسجيلات الصوتية والبصرية، في سبيل الإسهام للحفاظ على الهوية الثقافية للشعوب. أخبار ذات صلة الأدب العربي في مرآة الثقافة الإسبانية منتجات تراثية متنوعة في «سوق» مزاينة سويحان
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التراث العربي معهد الشارقة للتراث التراث
إقرأ أيضاً:
توثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي.. «رياض»: «صامدون وباقون»
قبل نحو 40 عاماً افتتح الرجل الستينى، رياض نوفل، استوديو التصوير الخاص به فى مسقط رأسه داخل مخيم جباليا، شمال قطاع غزة، إذ كان التصوير وتوثيق اللحظات التي يمر بها مخيمه هما شغفه الأول منذ نعومة أظافره، قبل أن تدمر الغارات التي شنّتها طائرات الاحتلال أواخر أكتوبر 2023، وتحديدا بعد أيام قليلة من بداية العدوان، الاستوديو الخاص به، بالإضافة إلى منزله الذى شيّده فى عام 2020، ليخرج من تحت الأنقاض بعد أن تمكن من إنقاذ عدد يسير من الكاميرات الخاصة به ليلتقط بعدستها صوراً مصبوغة بالدم للمنطقة التي باتت أشبه بمكان للأشباح.
«رياض» الذى بدا جسده نحيلاً للغاية، فى ظل المجاعة والتهجير القسري الذى يتعرّض له سكان قطاع غزة، خاصة فى مخيمات ومناطق الشمال، يقول إنه بدأ عمله فى التصوير بتوثيق تراث فلسطين، ومن ثم محاولات التواصل مع الوكالات المحلية والصحف لعرضها لحفظ الهوية الفلسطينية من الاندثار والنسيان والتهويد: «بدأت فى التصوير فى وقت كانت فيه الإمكانيات شبه معدومة، واتّجهت إلى العمل فى مختلف المهن لتوفير ثمن الكاميرا، وكنت أول شخص يفتتح استوديو فى شمال قطاع غزة، وتحديداً فى عام 1985»، ليذيع صيته ويقوم بافتتاح 3 استوديوهات أخرى، بالإضافة إلى مرسم صغير: «بالتزامن مع توثيق الحياة اليومية لسكان القطاع قُمت بتخصيص أماكن لتصوير العرائس بأسعار مناسبة، كما أتقنت فن الخط العربي وتوافد علىّ السكان من جميع أنحاء المدينة، يعنى الله كان مسهلها وفاتح عليا الخير من أوسع أبوابه».
ومع بداية حرب الإبادة التي شنّها الاحتلال على المدنيين فى القطاع منذ أكثر من عام، استغل المصور المحترف استوديو التصوير الخاص به ليقوم بعرض الدمار الهائل الناتج عن القصف عبر شاشات كبيرة ليشاهدها السكان.