صحيفة صدى:
2025-03-06@20:21:32 GMT

الوعي الذاتي وصناعة المصير

تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT

الوعي الذاتي وصناعة المصير

لما كانت معظم حالات العجز في الواقع مُتعلَمة ويمكن تجاوزها بتعلُمٍ مُضاد نجد أن مسؤلية الإنسان الأولى امام وجوده هي التعلم و العمل على اطلاق طاقات النماء بتعهدها بالرعاية الذاتية وصولا إلى فرض كيانه الإنساني ذاتيا واجتماعيا ، وتلك رحلة يحتاج فيها الانسان إلى بوصلة من الوعي وفهم الذات تعينه على اتخاذ قرارات مدروسة توصله الى أهدافه في بناء مشروع الوجود .

ولكي تتمكن من كشف عن مميزات الكيان الذاتي ومواضع الاقتدار فيه واطلاق طاقاتها فمن الضروري ابتداء كشف مواطن الأذى الذاتي خصوصا في نقاط تمترسه ومقاومته ، فالإنسان احوج ما يكون للوعي الذاتي ليصبح على اتصال مع ما هو عليه وما يشعر به ومايفكر فيه ، فعندما يصبح الإنسان واعيا بما هو عليه وما يفعله ( هنا والان ) يسهل عليه ايجاد الحلول والبدائل و صنع خيارات ذات معنى واستجابات أكثر فاعلية بدلا عن الإستجابات السلبية التي تشوه الخبرات الوجودية للإنسان .

يشتمل الوعي على القدرة على مجابهة القلق والمخاوف التي تُولد آليات دفاعية نفسية معطلة للذات ، مع القدرة على توظيف القلق لمجابهة الحياة واستيعاب تجاربها المختلفة ، فبتجاوز القلق يستطيع الانسان أن يتلاقى مع خبراته الوجدانية بدلا من أن يغرق فيها ويظل خاضعا لها ، و بمواجهة القلق و التسامي على المخاوف يحيا الإنسان حرا ويختبر الوجود دون أن يجرفه تيار الإنفعالات .

و إن كانت تحدوك رغبة في صناعة مصيرك فعليك الحذر من اجترار خيبات الماضي واحباطاته فلن ينتج عنها سوى مزيدا من المرارة والاحتقان النفسي و رسوخ لإنعدام الجدارة واستقرار لهوية الفشل و استفحال للعجز المكتسب ، الماضي قد مضى وانقضى و محاولة الغرق فيه هي مجرد انفصال عن الواقع وهروب من تحمل مسؤلية مجابهته فاللحظة الآنية فقط هي ما يمكن التصرف تجاهها بشكل قابل للتحكم .

في مضمار الوعي لا بد من ضبط علاقتك بالزمن فكلما هيمن الزمن على تفكيرك أصبحت كل فكرة تفكر بها متعلقة بالماضي او المستقبل ، فيكون احساسك بذاتك معتمدا على الماضي لأجل هويتك وعلى المستقبل لأجل الاشباع ، لذلك نعتبر الخوف والقلق والندم ومشاعر الذنب هي مناحي من الخلل التي تصيب الوعي المحكوم بالزمن ، بينما الازدهار الحقيقي هو الامتنان للحظة الحالية ولكمال الحياة الان .

من ابرز محطاتك في رحلتك نحو التمكين وصناعة المصير هي كشف آليات التمويه والتهرب والتنصل من مسؤلية المشاعر الذاتية والرغبات الاصلية لأن تلك الأليات بمثابة تواطؤ نفسي على الذات ، ولن يتم ذلك إلا من خلال محاولة التكامل بين الفكر والجسد ، وكشف الخطاب الذاتي السلبي مبكرا والتيقظ لحالات الإكتئاب قبل الاستسلام لها والتلذذ بالاستقرار فيها لأن الأخطر في الاكتئاب هو الإنزلاق في دوامته والتآلف مع معاناته وكأنه لا يوجد منطور آخر للوجود .

واخيرا لابد لنا من وقفة مع معطيات الواقع الداخلي عقلانيا وانفعاليا فكثيرا ما يضيع الإنسان نتيجة بقاءه أسيرا لإفتراضات خاطئة و أحكام تتخذ طابع التصلب القطعي في الرؤى والتعميمات المبالغ فيها، كتعميم تجربة فاشلة على كل نواحي الحياة ، أو التفكير القطبي إما أبيض او أسود والناس إما أخيار او أشرار ، أو افتراض أن السلوك التجنبي اكثر أمنا من المواجهة ، أو تضييق الاحتمالات وعدم روءية متسع من الخيارات في الحياة ،
تلك الافتراضات وغيرها تتحكم بالادارك وتوجه التفكير وتولد الانفعالات السلبية المعيقة لذا تسمى في علم النفس ب ” الألعاب الذاتية البائسة ” لأنها تنبع من فلسفات حياتية مدمرة للذات .

هذه الحالة من الوعي الذاتي هي ماتُحدث التحول في الأحوال والظروف التي كانت تبدو خارجة عن السيطرة وذلك بتدبر سلوكيات ايجابية تحمل الحلول وتحقق الغايات وتكفل المكانة الذاتية ، تحمل المسؤلية عن الذات وتغليب السلوك الإيجابي الفاعل على السلبي الإنهزامي مما يعدل موازين القوى ويفتح السبل ويكشف الإمكانات الكامنة التي لم تكن تبدو جلية للوهلة الأولى ويقود الى تغير المصير الذاتي .

بناء على ماتم بحثه نخلص الى أن المعركة الداخلية التي نخوضها ليست أقل شراسةً من المعركة الخارجية. فغياب الوعي الذاتي أو الخلل الوظيفي فيه و تجلياته السلوكية يمثل تحديا قد يتسبب في هدر الطاقات الحية وضياع الحياة .

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

الشركة اليمنية للغاز تدشن تطبيق الخدمة الذاتية للوكيل

الثورة نت|

دشنت الشركة اليمنية للغاز، اليوم، تطبيق (الخدمة الذاتية للوكيل) تعزيزاً لمبدأ الشفافية والتشارك في المسئولية.

وفي التدشين أكد وزير النفط والمعادن الدكتور عبدالله الأمير،أهمية هذا التطبيق الذي يأتي في إطار توجهات حكومة التغيير والبناء في تطوير الإجراءات وتبسيط المعاملات في الشركة اليمنية للغاز، وتسهيل معاملات الوكلاء .

ولفت إلى أن تطبيق الخدمة الذاتية للوكيل يعتبر تطبيق لحظي يساعد كثيرا في تحسين وتطوير آليات توفير الغاز بصورة مستمرة، مشيدا بدور القائمين والمشرفين على هذا التطبيق وما تم التوصل إليه من تطور نوعي في هذه التجربة الناجحة في مجال أتمتة كافة أنشطة الشركة.

وأكد الوزير الأمير حرص قيادة الوزارة على تقديم الدعم وكافة التسهيلات الممكنة لجهود وبرامج الشركة اليمنية للغاز في سبيل تطوير وتحسين أنشطتها وبرامجها.

من جانبه أوضح القائم بأعمال المدير التنفيذي للشركة اليمنية للغاز ياسر الواحدي،أن التطبيق هو إحدى ثمار ما تم تأسيسه من بنية تحتية في مجال الأتمتة بالشركة، كما يأتي ترجمة لتوجيهات القيادة الثورية والمجلس السياسي الاعلى ونتيجة للمتابعة الحثيثة من قيادة الوزارة الرامية إلى تبسيط الإجراءات وتفعيل مثل هذه الأنظمة بما يحقق المصلحة العامة وبمستوى عال من الأمن والحماية.

ولفت إلى أهمية التطبيق في تسهيل المعاملات وتبسيط الإجراءات للوكلاء إلى جانب دوره في الإسهام في حل الكثير من الإشكالات والصعوبات التي كانت تواجه الشركة والوكلاء وتؤثر سلبا على العملية التموينية.

وأشاد الواحدي بجهود الفريق الإشرافي على هذا التطبيق وإسهامه في مساندة برامج الشركة لتطوير وأتمتة خطواتها وإجراءاتها فيما يتعلق بالشفافية وتسهيل التعاملات وكذا الإجراءات المتعلقة بالجوانب المالية والإدارية في الشركة والربط بينهما.

بدوره أوضح مدير النظام في الشركة المهندس عمران الصبري، أنه تم إعداد التطبيق بما يتواكب مع متطلبات الشركة لتطوير وتحسين خدماتها وتسهيل وتبسيط الاجراءات المرتبطة بالوضع التمويني وحلا للإشكاليات المتراكمة مع الوكلاء والعملاء.

ولفت إلى أن التطبيق يرتبط كليا بالنظام التجاري للشركة بمراحله المختلفة بدءا من عملية التحميل والترحيل من رأس عيسى الى المحافظات وكذا حركة المخزون والمبيعات والتفريغ والتوزيع وغيرها.

من جهتهم أعرب وكلاء الغاز عن ارتياحهم لهذا التطبيق الذي يساعد على تبسيط وتسهيل الإجراءات مثمنين دور الشركة اليمنية للغاز انجاز هذا التطبيق وتفعيله.

وفي التدشين قدم مدير النظام عرضا تفصيليا عن مكونات التطبيق وأهميته وأهدافه وبرامجه وكيفية استخدامه.

حضر التدشين مدراء الدوائر وموظفي الادارات المختصة بالشركة وجمع غفير من وكلاء الغاز وعملائها.

مقالات مشابهة

  • حديث المفتي: الكتب السماوية دساتير حضارية تحمل مبادئ العدل والرحمة وتنظم الحياة
  • حققت 18 مليون مشاهدة.. حيلة سحرية في دقيقة للتخلص من القلق
  • «البكاء الغامض».. يثير القلق في أفريقيا!
  • طبيبة تكشف عن المدة التي ينبغي أن ترتدي فيها مثبت الأسنان بعد التقويم
  • الدنمارك تعلّق على إقرار ترامب بحق غرينلاند في تقرير المصير
  • علي جمعة: إخراج الدين من منظومة الحياة يؤدي لانتشار الفوضى الأخلاقية
  • لشركة اليمنية للغاز تدشن تطبيق الخدمة الذاتية للوكيل
  • الشركة اليمنية للغاز تدشن تطبيق الخدمة الذاتية للوكيل
  • النور حمد (سوء الخاتمة وبئس المصير)!!
  • ملتقى الأزهر: تعزيز الوعي بوحدة المصير السبيل لمواجهة المخططات الغربية