اعتبرت باحثة إسرائيلية متخصصة في السلوكيات خلال العصر الرقمي أن أهم الأسباب التي تدفع المواطنين الإسرائيليين للاستجابة لإغراءات استخبارات دول معادية، هي الرغبة في خوض تجارب مثيرة، والحوافز المالية، والبحث عن المعنى.

وقالت الباحثة ليراز مارغاليت من جامعة رايخمان العبرية، في مقال نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إنه تم الكشف في الأسابيع الأخيرة عن حالتين إضافيتين لإسرائيليين وافقوا على التجسس والتعاون مع الاستخبارات الإيرانية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: انتخابات مزلزلة تدفع أكثر دولة ديمقراطية استقرارا بآسيا نحو الفوضىlist 2 of 2جيف بيزوس: الحقيقة المرة أن الأميركيين لا يثقون بوسائل الإعلامend of list

أحدهما هو موتي ميمان، رجل أعمال (72 عاما) من أشكلون، والثاني هو فلاديمير فيكتورسون (30 عاما)، إضافة إلى صديقته آنا برنشتاين (18 عاما).

سؤال مؤلم

تثير عمليات التجنيد -حسب الكاتبة- سؤالا مؤلما: ما الذي يدور في ذهن المواطن الإسرائيلي ليقبل بعرض للتجسس لفائدة إيران -العدو اللدود لإسرائيل في الوقت الراهن- ويخون بلده؟

وأكدت الكاتبة أن الإيرانيين لا يعملون على تجنيد الجواسيس بشكل عشوائي، بل يعملون على إعداد ملف نفسي متكامل لاستقطاب من يتناسب مع أهدافهم، ويتضمن ذلك سمات محددة لاختيار شخص على حساب آخر.

وأوضحت أن فهم الدوافع النفسية التي تحرك الشخص هو المفتاح لفهم عمليات التجنيد الاستخباراتية، فكل إنسان لديه عدد من الدوافع التي تحركه، منها الحاجة للتقدير، والارتباط والقرب، والتأثير والمساهمة، واليقين أو الإثارة.

وأضافت أن معظم الناس لا يعرفون ما هي تلك الدوافع التي تقود قراراتهم واختياراتهم، وأحيانا يتطلب الأمر مساعدتهم للوصول إلى ذلك.

ليس المال وحده

ورغم أن كثيرين يظنون أن المال هو الدافع الرئيسي للتعاون مع الإيرانيين، فإنه ليس الدافع الوحيد -وفق الباحثة الإسرائيلية- فالمال هو جزء من القصة، لكن الحاجة العاطفية والنفسية لتعبئة الفراغ العاطفي، والشعور بالإثارة، والإحساس بالمعنى، كلها عوامل تلعب دورا في عملية التجنيد.

وترى الكاتبة أن الأشخاص الذين يوافقون على التعاون مع دولة معادية، عادة ما يكونون مدفوعين برغبة في الخروج من روتين الحياة الممل والبحث عن الإثارة، أو يسعون للشعور بقيمتهم في الحياة، إذا كانت لديهم علاقات مضطربة مع آبائهم، مما جعلهم يشعرون بالتهميش.

وفي حالة ميمان، رغم أنه طلب مبلغا كبيرا قدره مليون دولار لتنفيذ المهام التي طلبها الإيرانيون، قد يكون الدافع الرئيسي هو الحاجة للشعور بأنه جزء من هدف كبير.

واعتبرت الكاتبة أن قصة تجنيد فيكتورسون وبرنشتاين أكثر تعقيدا، حيث إن تصرفاتهما، مثل رسم الغرافيتي وتشغيل السيارات. فالموافقة على اغتيال شخصية بارزة في إسرائيل، تثير الكثير من التساؤلات، "فمن الصعب تصديق أن المال وحده هو ما يحرك هذه الأفعال. هذه مهام يدفعها أيضا حب الإثارة، وتحدي القانون، والشعور بنشوة المشاركة في عملية سرية وخطيرة".

عوامل نفسية

لذلك فإن عملية تجنيد العملاء، غالبا ما تدمج -وفقا للكاتبة- عوامل نفسية مثل النرجسية والإشباع الذاتي، إلى جانب الدوافع الاقتصادية، حيث يشعر المُجنَّد بأن الحياة تأخذ معنى جديدا، ويتوّلد لديه إحساس بالقوة والأهمية من خلال التعامل مع جهات استخباراتية.

وذكرت الكاتبة أن الإيرانيين يستخدمون تقنيات نفسية مثل مبدأ "الاستمرارية" و"الالتزام"، ففي البداية يعطون للجواسيس مهمات سهلة نسبيا. وبعد ذلك، يُطالبونهم بمهمات أكبر وأكثر خطورة، مثل محاولة اغتيال شخصية بارزة.

تلك هي تقنية "الاستمرارية المعرفية" التي يتحدث عنها الباحثون النفسيون، فبمجرد بدء المهام الصغيرة، ينشأ لدى المجندين شعور بالالتزام للقيام بمزيد من المهام الصعبة والخطيرة، للحفاظ على الصورة الذاتية.

عوامل اختيار المستهدفين

وأضافت الكاتبة أن اختيار الأهداف استند إلى عوامل محددة بدقة، ففي حالة ميمان، رجل الأعمال الكبير الذي عاش في تركيا، من الواضح أن اختياره جاء بناء على سهولة انتقاله إلى إيران بحكم علاقاته التجارية الواسعة.

أما في حالة فيكتورسون وبرنشتاين، فهما شابان قد لا يكون لديهما رغبة كبيرة في أن يعيشا حياة "عادية"، ويبحثان عن تجارب تمنحهم شعورا بالقيمة والإثارة.

كما أن الجهة التي تقوم بالتجنيد لها دور مهم -حسب الكاتبة- فقبل عامين، تم تجنيد نساء إسرائيليات لفائدة شبكة تجسس إيرانية من خلال شخصية غامضة تدعى "رامبود نيمدار"، بينما تصرف ميمان وفيكتورسون بناء على تعليمات من أشخاص قدموا أنفسهم على أنهم أصحاب نفوذ في إيران، وهو ما يمنح للمجند إحساسا بالقوة ويقوده لاتخاذ قرارات جريئة.

وختمت الكاتبة بأن الحالتين المذكورتين تؤكدان أن التكنولوجيا والتطورات الحديثة في عالم التجسس لا يمكن أن تخفي حقيقة أن الحلقة الأضعف هي دائما العنصر البشري، إذ إن الرغبات البشرية -سواء الإثارة، أو الشعور بالمعنى، أو الربح المادي- هي التي تقود في النهاية إلى تجنيد الجواسيس.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات الکاتبة أن

إقرأ أيضاً:

معاريف: إسرائيل غير قادرة على اتخاذ خطوات ضد حماس في هذه المرحلة

أفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، اليوم ، أنه من المشكوك فيه أن تتمكن إسرائيل من اتخاذ أي خطوات ضد حركة حماس في الوقت الراهن تحت ذريعة انتهاك الاتفاقات المبرمة بين الطرفين، وأشارت الصحيفة إلى أن الوضع المعقد الذي تعيشه المنطقة حاليًا قد يصعب على إسرائيل تنفيذ أي إجراءات تصعيدية ضد الحركة في هذه المرحلة، خاصة في ظل الضغوط الدولية والداخلية.

 

وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل كانت قد استندت في بداية المفاوضات إلى اتفاقات لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى بين الطرفين، إلا أن التصعيدات الأخيرة على الأرض من كلا الجانبين قد جعلت من الصعب تنفيذ بنود الاتفاق بشكل كامل، وتابعت الصحيفة أن العديد من المحللين العسكريين والسياسيين في إسرائيل يرون أن أي خطوة إضافية ضد حماس قد تؤدي إلى تصعيد خطير قد يعرض استقرار المنطقة لمزيد من المخاطر.

 

من جهة أخرى، أشار تقرير الصحيفة إلى أن إسرائيل تواجه أيضًا تحديات من الداخل، حيث يعارض بعض الأصوات السياسية اتخاذ أي إجراءات ضد حماس في هذه المرحلة، خاصة بعد الهجوم على منصات البنية التحتية التي تتبناها الحركة في قطاع غزة، كما تزداد الدعوات من قبل المجتمع الدولي إلى وقف التصعيد، مما يجعل اتخاذ خطوات إضافية ضد حماس أمرًا أكثر تعقيدًا.

 

وأكملت الصحيفة بالقول إن إسرائيل قد تجد نفسها مجبرة على التفاوض مع حماس في ظل هذه الظروف الراهنة، على الرغم من أن بعض السياسيين الإسرائيليين يرون أن تلك المفاوضات قد تؤدي إلى تنازلات غير مرغوب فيها، إلا أن استمرار الوضع الحالي وعدم التزام أي من الطرفين بجميع بنود الاتفاقات، قد يفاقم من الأزمة الحالية ويزيد من صعوبة الوصول إلى حل شامل وهادئ. 

 

الجيش الإسرائيلي يعلن وفاة اسير استنادًا إلى معلومات استخباراتية

 

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم ، عن وفاة منصور، الذي وُلد في العراق، بناءً على معلومات استخباراتية تم جمعها خلال الأشهر الأخيرة، وقال الجيش في بيان رسمي إن "قرار الإعلان عن وفاته يأتي استنادًا إلى تقرير جمعته لجنة من خبراء وزارة الصحة والشرطة الإسرائيلية، والتي أكدت المعلومات الاستخباراتية التي تم الحصول عليها مؤخرًا".

 

وكان كيبوتس إسرائيلي قد أعلن في وقت سابق من اليوم عن وفاة منصور، معتمدًا في ذلك على نفس المعلومات الاستخباراتية التي أكدها الجيش الإسرائيلي، وأشار البيان إلى أن "إقرار الوفاة تم بناء على متابعة دقيقة للمعلومات التي تم جمعها في الأشهر الأخيرة، مما يضمن صحة الإعلان".

 

تأتي هذه التطورات في وقت حساس، بعد إعلان المتحدث باسم حركة حماس، أمس الإثنين، عن تأجيل عملية الإفراج القادمة عن الأسرى، متهمة إسرائيل بمخالفة بنود اتفاق الهدنة المبرم بين الطرفين، وأوضح الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، في بيان صحفي، أن "قيادة المقاومة راقبت على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية انتهاكات الاحتلال وعدم التزامه ببنود الاتفاق".

 

وأشار أبو عبيدة إلى عدة انتهاكات كان من أبرزها تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، واستهدافهم بالقصف وإطلاق النار في مختلف المناطق، كما أكد أن إسرائيل لم تقم بتوريد المواد الإغاثية إلى القطاع كما كان قد تم الاتفاق عليه، وهو ما اعتبرته المقاومة انتهاكًا جسيمًا للهدنة.

 

وأضاف أبو عبيدة أن "المقاومة نفذت كافة التزاماتها التي نص عليها الاتفاق، في حين أن الاحتلال لم يلتزم بها"، وخلص البيان إلى أن "تأجيل الإفراج عن الأسرى سيستمر حتى إشعار آخر، ولحين التزام إسرائيل ببنود الاتفاق وتعويض استحقاقات الأسابيع الماضية بأثر رجعي".

مقالات مشابهة

  • كيف يحتفظ عمرو موسى بحضوره الذهني في عمر 88 عاما؟.. 3 عوامل شكلت شخصيته
  • معاريف .. المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية ترى أن حماس لم تنتهك الاتفاق
  • مفاجأة.. الزمالك يحاول إقناع ميشالاك بالعودة تجنبا لعقوبات الفيفا
  • معاريف: إسرائيل غير قادرة على اتخاذ خطوات ضد حماس في هذه المرحلة
  • ترامب متأكد من قدرته على إقناع مصر والأردن بشأن غزة: نقدم لهما المليارات
  • كيف تختفي المؤسسة العسكرية خلف باراغون الإسرائيلية المتهمة بالتجسس على واتساب؟
  • من وحي مسلسل حسبة.. 5 عوامل يجب توافرها في شريك الحياة لتجنب الطلاق
  • تجنيد بالفيديو.. حرب الجاسوسية تشتعل بين واشنطن وموسكو والمنصات تتفاعل
  • «آي صاغة»: 5 عوامل أشعلت أسعار الذهب بالأسواق المحلية والعالمية
  • 5 عوامل أشعلت أسعار الذهب وعيار ٢١ يلامس ٤٣٣٥