لطالما تمكنت اليابان على مدى سنوات من مقاومة الموجات الشعبوية التي اجتاحت أوروبا والولايات المتحدة حيث طالب الناخبون الساخطون بتغيير جذري، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

وفي تعليقها على نتائج الانتخابات التشريعية المبكرة، يوم الأحد، التي وجه فيها الناخبون اليابانيون لطمة "مدوية" للحزب الحاكم، تشير الصحيفة الأميركية إلى أنه كانت هناك مؤشرات تدل على أن إحباطهم قد يحول واحدة من أكثر الديمقراطيات استقرارا في المنطقة إلى أكثرها فوضى.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غارديان: إسرائيل ستصبح دولة مارقة تحت حكم نتنياهوlist 2 of 2البنتاغون يعاني من نقص في صواريخ الدفاع الجوي بسبب ارتفاع الطلبend of list

وقد خسر الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم في اليابان الأغلبية في البرلمان في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد المنصرم، وذلك للمرة الأولى منذ 2009، مما يمثل انتكاسة مريرة لرئيس الوزراء الجديد شيغيرو إيشيبا الذي دعا إلى هذه الانتخابات المبكرة على أمل تعزيز سلطته.

لا يزال الوسط قويا

وبدا في الوهلة الأولى أن تيار الوسط قد صمد، ورغم أن الحزب الليبرالي الديمقراطي الذي هيمن على الساحة السياسية في اليابان معظم حقبة ما بعد الحرب، خسر أغلبيته في مجلس النواب في البرلمان، فإن حزب الديمقراطيين الدستوريين، الذي فاز بثاني أكبر عدد من المقاعد بعد الحزب الليبرالي الديمقراطي، هو الآخر حزب وسطي نسبيا.

لكن المشكلة تكمن في أن أحزاب الأقلية في أقصى اليسار وأقصى اليمين حصلت على مقاعد، وفق تقرير مراسلة الصحيفة موتوكو ريتش في طوكيو.

وفي حين أن شيغيرو إيشيبا، الذي اختاره الديمقراطيون الليبراليون رئيسا للوزراء قبل شهر واحد فقط، ألقى باللوم في الأداء الكئيب للحزب على الفضائح المالية داخل الحزب الحاكم، قال محللون إن الشعور بالظلم بين الناخبين أعمق بكثير.

وقال كونيهيكو مياكي -وهو دبلوماسي ياباني سابق يعمل الآن مستشارا خاصا في معهد كانون للدراسات العالمية في طوكيو- إن السنوات الـ30 الماضية التي اتسمت بالركود وتدهور مستويات المعيشة، خاصة بالنسبة للشباب، أشاعت حالة من الإحباط.

حان "يوم القيامة"

وأضاف أن الحكومات التي قادها الحزب الليبرالي الديمقراطي تمكنت حتى الآن من احتواء سخط الناخبين بسبب ثبات الأجور ونقص العمالة وشيخوخة السكان السريعة، لكنه أردف بأن "يوم القيامة قد حان" الآن في اليابان، وأن "سدنة الوضع الراهن من الديمقراطيين الليبراليين قد بلغتهم الرسالة".

ووفقا للصحيفة، فإن هذه "البلبلة" غير المعتادة وحالة الفوضى الانتخابية أشاعت غموضا حول من سيتولى قيادة الحكومة في المستقبل. وأمام الحزب الليبرالي الديمقراطي المتعثر 30 يوما فقط لمحاولة إقناع مزيد من الأحزاب للانضمام إلى ائتلاف يحكم البلاد في الفترة المقبلة. ويُنظر إلى المعارضة على أنها من غير المرجح أن تكون قادرة على تجاوز انقساماتها وتشكيل حكومة.

وقد كانت الضغوط تتزايد منذ سنوات من جوانب عدة، في خضم مشهد سياسي "هادئ بشكل مخادع"، حيث بدا أن الشعب الياباني سيتعامل كالمعتاد مع الوضع إلى أجل غير مسمى.

ومع فوز 8 أحزاب معارضة بمقاعد في البرلمان، سيكون من "الصعب للغاية" عليها تقديم رؤية جديدة موحدة للبلاد.

لقد بدأ التشرذم والاستقطاب

ونقلت نيويورك تايمز عن جيرو ياماغوتشي -وهو عالم سياسي في جامعة هوسي في طوكيو- القول إن "التشرذم والاستقطاب في النظام الحزبي برز في هذه الانتخابات".

وتابع أنه في حين أن الاختيار يمكن أن يكون أحد علامات الصحة السياسية، فإن احتمال فرار الناخبين إلى الأحزاب ذات المواقف الأكثر تطرفا يمكن أن يتسبب في أضعاف خطير جدا للديمقراطية.

ورغم أنه من الواضح أن الناخبين أرادوا إبلاغ رسالة إلى الديمقراطيين الليبراليين، فإنه ليس من الواضح -برأي الصحيفة- أنهم اختاروا بديلا ثابتا.

لا رؤية واحدة لليابان

ومن جانبها، قالت كريستي غوفيلا، الأستاذة المشاركة في معهد نيسان للدراسات اليابانية في جامعة أكسفورد: "إن تنوع الأحزاب التي حققت مكاسب في هذه الانتخابات يظهر أنه لا توجد رؤية واحدة متماسكة للمضي قدما في اليابان".

وتعتقد مراسلة الصحيفة في تقريرها أن أحد الأسباب التي جعلت الديمقراطيين الليبراليين قادرين على الصمود في وجه السخط العام لفترة طويلة هو أن شينزو آبي، السياسي الموهوب الذي كان أطول رئيس وزراء ياباني خدم لفترة طويلة، فرض الانضباط الحزبي وأقنع الجمهور بأن الاستقرار أكثر أهمية من التغيير الشامل.

ولكن بعد اغتيال آبي في عام 2022، ازداد استياء الجمهور بسبب الفضائح الناشئة التي ظلت مخفية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات الحزب اللیبرالی الدیمقراطی فی الیابان

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز: الأقمار الصناعية تكشف ضرب إسرائيل مصنعا لإنتاج الصواريخ في إيران

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن صورا جديدة للأقمار الصناعية كشفت أن الهجوم الذي شنته إسرائيل على إيران يوم السبت الماضي ضرب مجموعة من المواقع العسكرية الحساسة، بما في ذلك مصنع رئيسي لإنتاج الصواريخ.
وأوضحت الصحيفة في تقرير إخباري اليوم الأربعاء، إن صور الأقمار الصناعية من بلانت لابس، التي تم التقاطها في شهر مارس ويوم أمس الثلاثاء، تظهر اختلافا في مركز شاهرود الفضائي في محافظة سمنان، والذي ينتمي إلى فيلق الحرس الثوري الإيراني، فيما يقول محللون إن هذا المركز كان يستخدم على الأرجح لإنتاج صواريخ باليستية متوسطة المدى.
ونقلت الصحيفة عن فابيان هينز، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية والذي يتتبع هذا الموقع منذ عام 2017 قوله إن المركز تم استخدامه لبناء محركات صواريخ تعمل بالوقود الصلب والتي يمكن استخدامها في تكنولوجيا الفضاء، ولكنها تستخدم أيضًا بشكل شائع في الصواريخ الباليستية.
وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن الهجوم كان يستهدف بشكل خاص قدرة إيران على صنع الوقود الصلب للصواريخ، مشيرين إلى قول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطاب ألقاه يوم الأحد الماضي إن إسرائيل ضربت بقوة قدرة إيران على إنتاج الصواريخ وحققت جميع أهدافها.
وأضاف هينز أنه لديه ثقة عالية في أن منشأة شاهرود استُخدمت في الإنتاج الضخم للصواريخ الباليستية متوسطة المدى التي يمكن استخدامها لاستهداف إسرائيل. وبمقارنة الصور من شهر مارس ومن يوم الثلاثاء، قال إن إسرائيل "قصفت المبنى المركزي، الذي كان مرتبطًا بإنتاج الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب".
وتابع:في السنوات الأخيرة، طور الحرس الثوري برنامجًا لتطوير الصواريخ منفصلًا عن برنامج القوات المسلحة الإيرانية، مشيرا إلى أن شاهرود تحتوي على البنية الأساسية لبرنامج فضائي، لكن مرافق الوقود الصلب "متعددة الاستخدامات بطبيعتها" ويمكن تكييفها بسهولة لصنع الصواريخ.
وأشار إلى أن هناك علامات على إنتاج الصواريخ في الصورة من شهر مارس، بما في ذلك وجود صناديق لمحركات الصواريخ الباليستية والعديد من المخابئ للتخزين، موضحا إن البرنامج الفضائي لا يحتاج إلى الكثير من المخابئ للتخزين".
وقال جوزيف بيرموديز، المختص في تحليل الصور في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إن تصميم المنشأة يشير إلى أنها كانت تستخدم لصنع صواريخ تعمل بالوقود الصلب للذخائر.
وأشار إلى أن المبنى المركزي في الصور كان محاطًا بساتر ترابي كبير، وأن المباني القريبة بها سدود مماثلة وأصغر حجمًا مبنية حولها - ربما لامتصاص الانفجارات - بالإضافة إلى المخابئ.
وتابع أن الوقود الصلب مفيد لأنظمة الأسلحة لأنه يمكن تخزينه لفترة أطول، ولأن الصواريخ التي تستخدمه يمكن إطلاقها بسرعة أكبر من تلك التي تعتمد على الوقود السائل، مشيرا إلى أن الضربات الإسرائيلية على إيران كانت محدودة النطاق ولكنها "فعالة للغاية". 
وقال بيرموديز إنها بدت وكأنها استهدفت نقاطًا رئيسية في عملية الإنتاج في محاولة "لإخراج البنية التحتية الإيرانية للصواريخ الباليستية التي تعمل بالوقود الصلب من الإنتاج".
وأشارت التقارير الأولية إلى أن ثلاثة من مصانع إيران الأربعة لإنتاج الصواريخ تعرضت للضرب يوم السبت، ورغم أن مدى الضرر لم يتضح بعد، قال هينز إنه رأى ما يكفي للاعتقاد بأن الهجوم كان "كبيرًا".
وكانت إيران قد قللت من أهمية الهجوم الإسرائيلي على أراضيها وأن الأضرار كانت محدودة، لافتة إلى أنها تدرس الرد بعناية.
 

مقالات مشابهة

  • محلل سياسي: حالة استقطاب غير مسبوق تشهدها الانتخابات الأمريكية
  • هل بدأت هجرة عرب ومسلمي أميركا من الحزب الديمقراطي؟
  • الإعلان عن فوز الحزب الحاكم المقرب من روسيا في انتخابات جورجيا
  • بدء فرز أصوات الناخبين في انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين بالإسكندرية
  • "نيويورك تايمز": اعتقالات واتهامات بالتجسس تثير قلق الدبلوماسيين وعمال الإغاثة في اليمن
  • نيويورك تايمز: الأقمار الصناعية تكشف ضرب إسرائيل مصنعا لإنتاج الصواريخ في إيران
  • ما الذي يجب عليك معرفته بخصوص الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 ؟
  • مظاهرات بسبب نتيجة انتخابات جورجيا 2024.. الحزب الحاكم يفوز بـ54%
  • دبلوماسي سابق: الحزب الديمقراطي لم يعد مدافعا عن الأقليات والطبقة العاملة في أمريكا