الجزيرة:
2024-11-01@02:24:35 GMT

هل تغير ماكرون حقاً ويريد وقف الحرب؟

تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT

هل تغير ماكرون حقاً ويريد وقف الحرب؟

ظل الموقف الفرنسي في حالة جمود طيلة العدوان على غزة خلال السنة الماضية، على غرار معظم الدول الأوروبية التي انحازت كليًا لإسرائيل بدعوى الدفاع عن النفس، إلى حدود الهجوم الذي طال قوات "اليونيفيل" (UNIFIL) على الحدود اللبنانية.

وقد شكل ذلك بداية ظهور أصوات أوروبية جديدة معارضة للحرب، في مقدمتها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أدت تصريحاته إلى ردود فعل رافضة لمضامينها على الجانب الإسرائيلي، حيث صرح وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبوع الماضي، بإمكانية التوجه للقضاء الفرنسي ضد الرئيس الفرنسي.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل حدث تغير جوهري في مواقف فرنسا بعد العدوان على لبنان، أم إن تصريحاته ظرفية وتحكمها دوافع تقتصر على الوضع اللبناني والمصالح الفرنسية بلبنان؟ وإلى أي مدى يمكن أن يؤثر الموقف الفرنسي إيجابًا من أجل إيقاف العدوان؟

يصعب في واقع الأمر النظر إلى تصريحات الرئيس الفرنسي بكثير من الأمل والاستبشار، أي اعتبارها تجسيدًا لتغير جوهري في الموقف الفرنسي من الحرب الجارية، من الانحياز المطلق إلى النقد العلني لإسرائيل.

وما يؤشر على ذلك أنه لو حصل تغير في الموقف الفرنسي، فإن ذلك ستكون له نتائج مباشرة أو غير مباشرة على الحرب، سواء داخل المنتظم الدولي، وفي مجلس الأمن الذي تحتفظ فيه فرنسا بمقعد ضمن الخمسة المؤثرين في القرارات الدولية، أو في أروقة الاتحاد الأوروبي. لذلك، فإن تصريحات ماكرون وحركيته السياسية بخصوص لبنان تخضعان لجملة من الدوافع، منها:

أولًا: دوافع تخص الوضع الاعتباري والتاريخي للبنان لدى فرنسا في الشرق الأوسط، والحضور الفرنسي الدائم لدى لفيف من النخبة والطبقة السياسية بلبنان، إذ تعتبر فرنسا فاعلًا رئيسيًا داخل المشهد السياسي اللبناني.

ولهذا الحضور؛ الذي ضمر في السنوات الأخيرة وبقي في مستوى رمزي مع مكونات بذاتها، أبعاد تاريخية وثقافية ترتبط بالحقبة الاستعمارية، بل إلى ما قبل ذلك منذ القرن التاسع عشر زمن الحقبة العثمانية. وقد لعبت الإرساليات التعليمية والدينية والثقافية دورًا بارزًا في النصف الأخير من القرن التاسع عشر.

كما أن التعددية الثقافية والدينية والإثنية التي يتسم بها عدد من مجتمعات الجنوب، كانت – وما زالت – مطية للتدخل المبكر في شؤونها واقتسام النفوذ بها زمن الحقبة الاستعمارية. منذ ذلك الحين، لم تتخلص فرنسا من نزعتها الكولونيالية التي اتخذت لها مداخل متعددة في علاقتها بلبنان.

وقد عرف الحضور الفرنسي تراجعًا قويًا في عدد من مستعمراتها القديمة، سواء في أفريقيا، أو في غيرها من الدول التي كانت تعتبر امتدادًا سياسيًا وثقافيًا واقتصاديًا وعسكريًا للمصالح الفرنسية، بل بلغ الأمر إلى الانسحاب الكلي من بعضها، ليفسح المجال أمام قوى إقليمية ودولية أخرى.

يصعب في واقع الأمر النظر إلى تصريحات الرئيس الفرنسي بكثير من الأمل والاستبشار، أي اعتبارها تجسيدًا لتغير جوهري في الموقف الفرنسي من الحرب الجارية

نستذكر هذه النماذج من نقاط الاشتباك التي تخص المصالح الفرنسية في عدد من الدول، والتي أدى فيها تغير المزاج العام ضد فرنسا مع صعود قوى وطنية وإقليمية جديدة إلى غياب الدور الفرنسي عن التأثير في إيجاد حلول للأزمات الإقليمية والدولية؛ فهي قوى ارتبط صعودها وسلوكها في عدد من القضايا بامتداداتها الاستعمارية، ومن ثم فإن استحضار النماذج الأخرى يجعلنا نفسر التحرك الفرنسي في لبنان من منطلق الهواجس والمخاوف التي تسيطر على العقل السياسي الفرنسي، أي إمكانية خسارة لبنان في سياق مشتبك، وهي خسارة ستنضاف إلى باقي الخسائر التي تحصيها فرنسا تباعًا في عدد من الدول.

وبصيغة مباشرة، إن تصريحات الرئيس الفرنسي وما حدث ليست تعبيرًا عن تغير في الموقف الفرنسي، وإنما للإبقاء على حضورها في لبنان، وما يخصه في سياق النزاع الإقليمي، وفي السياق الراهن والمنحى الذي أخذه العدوان والعناصر الفاعلة فيه. وحتى لو تغير الموقف الفرنسي كليًا من الحرب؛ وهو أمر مستبعد لعدة أسباب، فإن ذلك لن يؤثر على الأحداث الجارية، بل يمكنها في أفضل الظروف والأحوال أن تبقى وسيطًا.

ولعل السؤال الذي يطرح: لماذا يُستبعد تغير كلي في الموقف الفرنسي من الحرب الجارية؟ لأن الإرادة المهيمنة في العدوان الجاري الآن، ترتبط بالإرادة الأميركية أساسًا، وإستراتيجيتها في الشرق الأوسط، التي تنبني على إنهاء أو إضعاف شامل للقوى المناهضة لإدماج إسرائيل في محيطها الإقليمي العربي.

ومن جانب آخر، نزعة اليمين المتطرف في إسرائيل المشبع بروح الانتقام، مما يبقي على الدول الأوروبية في وضعية التابع والدور الثانوي غير المؤثر، وفي مقدمتها فرنسا.

ثانيًا: دوافع تخص الروح النقدية العامة السائدة لدى الطبقة السياسية في فرنسا تجاه الحرب، تلك الروح المساندة للحق الفلسطيني والمناهضة للحرب، انتقلت من اليسار – الذي حصل على المرتبة الأولى في آخر انتخابات؛ وإن لم يكن قد حصل على تكليف للحكومة – إلى ما يمكن أن نصطلح عليه "بالدوغوليين"، أو بعض النخبة التي تنتسب إلى نفس التيار.

وقد كان موقف دومينيك دو فيلبان وزير الخارجية الفرنسي ورئيس الحكومة في عهد جاك شيراك مثالًا لانعكاسات الحرب على المخيال السياسي الفرنسي، لا سيما لدى النخبة التي تنظر لفرنسا باعتبارها قوة ينبغي أن تحافظ على استقلالها عن الولايات المتحدة الأميركية. ولعل هذا يذكرنا بموقف فرنسا من الحرب على العراق سنة 2003، وبكلمة دومينيك دو فيلبان نفسه بمجلس الأمن آنذاك.

هذا التوجه داخل فرنسا، وإن لم تكن له مشاركة وازنة في المشهد السياسي، يعتبر من امتدادات نخبة الجمهورية الخامسة في فرنسا وقيمها، مما يمنحه سلطة رمزية في النقد والنقاش السياسي ذي الصبغة العقلانية. يظهر في اللحظة الراهنة من العدوان على غزة ولبنان من خلال إسهامه الفعال في صناعة الرأي العام داخل فرنسا بخصوص الاختيارات الكبرى، والمواقف التي ينبغي أن تعبر عن فرنسا باعتبارها امتدادًا لقيم التنوير وإحدى القوى التي أسهمت في صياغة الملامح العامة لفلسفة حقوق الإنسان والحريات عقب الحرب العالمية الثانية.

لقد كانت مشاهد الخراب في غزة كفيلة باتساع دائرة النقد في المشهد السياسي الفرنسي، الذي فقد فيه الرئيس الفرنسي الأغلبية لصالح زعيم اليسار ميلونشون، الذي تزعم حركة رائدة لمناهضة العدوان والحرب، والتذكير المستمر بالتزامن مع الانتخابات الأوروبية بالأزمة الحقوقية والأخلاقية والإنسانية الناجمة عنها. مما يعني أن العدوان والحرب الجارية تنعكس بشكل مباشر على المناخ السياسي والثقافي الغربي، وهو ما يفرض ديناميات مضادة، وهنا يمكن فهم سلوك الرئيس الفرنسي.

إن اتساع دائرة النقد للموقف الفرنسي الرسمي من العدوان على غزة ولبنان في مختلف الأوساط السياسية والثقافية، ومواقف لفيف واسع من النخبة السياسية التي تدعو علنًا إلى دور فرنسي فاعل؛ لإيقاف النزيف والانتصار للحياة الإنسانية، وقبله حركة الاحتجاج التي قادها اليسار بقيادة ميلونشون داخل البرلمان وفي الشارع الفرنسي، قد مارست الكثير من الضغط على الرئيس الفرنسي.

ومن ثم، فإن الحركية السياسية الأخيرة لإيمانويل ماكرون بخصوص لبنان، قد تمت تحت وقع ضغط داخلي مكثف إزاء الصور التي ينقلها الإعلام لإعدام الحياة بغزة ولبنان. وهذا لا يخص فرنسا لوحدها، بل إن مواقف عدد من الساسة في الدول الأوروبية قد وجدوا أنفسهم محاصرين بين الصرخات الإنسانية المؤلمة التي تنقلها الصور والإعلام الجديد، وبين النزوع اللاأخلاقي لتبرير القتل والخراب، لذلك فالمواقف المعلنة من قصر الإليزيه تستهدف الداخل الفرنسي في جانب منها.

يمكن القول هنا بكلمة، إن الرئيس الفرنسي بقدر ما يسعى للحفاظ على المصالح الفرنسية في لبنان والدور الفرنسي باعتباره طرفًا متدخلًا إلى جانب قوى إقليمية ودولية أخرى، فإنه كذلك يعمل من هذا التحرك على مشاركة رمزية ضمن النقاش العام الذي يجري داخل فرنسا بخصوص العدوان، أي لامتصاص ارتدادات حركة النقد ودينامياته التي تتسع يومًا بعد يوم إزاء الانتكاسة الأخلاقية للدعم اللامشروط والانحياز المطلق لإسرائيل.

لم تكن المذابح المتكررة التي طالت المدنيين وخربت مظاهر الحياة كافية ليحدث تغير جذري في الموقف الفرنسي لصالح الحق الفلسطيني وشرعية مناهضة الاحتلال

بالنظر للأسباب السابقة بخصوص الموقف الفرنسي، فإن الدور الفرنسي لن يتجاوز مستوى الوسيط بين إيران ولبنان من جهة، والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل من جهة أخرى، وقد ظهر ذلك في التعبير عن التزام لبنان بتطبيق القرار 1701، كما تجلى في التواصل مع إيران، وهو ما أدى إلى رد فعل لبناني حيال حديث إيران باسم لبنان.

لكن بعيدًا عن الجدل المثار بشأن تدخل الفاعلين في الإقليم، فإن مستقبل التفاوض من أجل إيجاد مخرج سياسي للحرب التي تخوضها إسرائيل في لبنان، والتي تم الإعلان أن أفقها الزمني قد يتجاوز الأسبوعين، ستكون فرنسا فاعلة فيه بشكل ما، وهذا ما يجعل لبنان يختلف عن غزة.

إن فاعلية فرنسا، وإن كانت بمستوى وسيط غير مؤثر، تمثل تحركًا سياسيًا في المجمل يخضع لحسابات المصالح الفرنسية في لبنان والمنطقة، ولا توجهه مخلفات العدوان الذي دمر قرى بكاملها، بالإضافة إلى الضاحية الجنوبية. كما سيكون انشغالها السياسي مرتبطًا بوضعية وحجم التأثير السياسي للقوى الفاعلة والمشتبكة مع إسرائيل، وفي مقدمتها ضمان نزع مخالب حزب الله اللبناني في الجنوب وإبعاده عن الحدود، بالإضافة إلى مخلفات أخرى قد يشهدها الوضع السياسي في لبنان.

ختامًا: لم تكن المذابح المتكررة التي طالت المدنيين وخربت مظاهر الحياة كافية ليحدث تغير جذري في الموقف الفرنسي لصالح الحق الفلسطيني، وشرعية مناهضة الاحتلال كما تنص على ذلك المواثيق والمعاهدات الدولية لحقوق الإنسان، التي كان للعقل الفلسفي والسياسي الفرنسي إسهام فعال في بلورتها، سواء في سياقات التشكل الأولى مع فلسفة العقد الاجتماعي والأنوار، أو في موازين القوة التي أفرزتها الحرب العالمية الثانية، والتي احتفظت فيها فرنسا بحضور فاعل في المنظومة الدولية، أو من خلال الثقل الذي تمثله داخل الاتحاد الأوروبي.

لذلك، فإن الدور الذي يحاول الرئيس الفرنسي الاضطلاع به لا يحمل تأثيرًا نوعيًا على مسار الحرب والعدوان، إذ تحكمه هواجس فرنسية خالصة، كما أنه لا يحيد عن المتطلبات الأميركية والإسرائيلية من أجل خلق مساحات وسطى للتفاوض.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی الموقف الفرنسی السیاسی الفرنسی الرئیس الفرنسی الحرب الجاریة العدوان على الفرنسی ا فی عدد من فی لبنان من الحرب

إقرأ أيضاً:

في مراسلة موجهة إلى ماكرون..البيجيدي يدعو فرنسا إلى التدخل لمساعدة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة

أرسل حزب العدالة والتنمية، رسالة مفتوحة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عبر من خلالها عن استغرابه الشديد من محتوى خطابه بشأن حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل في غزة، وخاصة تأكيد ماكرون على أن “07 أكتوبر 2023 شكل هجومًا همجيًا فظيعًا بشكل خاص، تم ارتكابه من طرف حماس ضد إسرائيل وشعبها، وأن من حق إسرائيل أن تدافع عن شعبها ضد مثل هذا التهديد…”.

وذكر الحزب في الرسالة التي تتوفر مملكة بريس على نسخة منها، ان المغرب والمغاربة، وكما أكد ذلك الملك مرارا وتكرارا، يضعون دائما القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية. وفي هذا الصدد، نود أن نعرب لكم عن استغرابنا الشديد من محتوى خطابكم بشأن حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل في غزة، وخاصة تأكيدكم على أن “07 أكتوبر 2023 شكل هجومًا همجيًا فظيعًا بشكل خاص، تم ارتكابه من طرف حماس ضد إسرائيل وشعبها، وأن من حق إسرائيل أن تدافع عن شعبها ضد مثل هذا التهديد…”

وقال الحزب ان حماس، ومثل حركة التحرير الوطني في المغرب، والقوات الفرنسية الحرة في فرنسا، وجبهة التحرير الوطني في الجزائر، والعديد من حركات التحرير في العالم…، كانت وستظل حركة مقاومة تمارس حقها المشروع والذي يقره القانون الدولي لجميع الشعوب للدفاع عن نفسها وأرضها ضد الاحتلال والإبادة. وحماس وكافة فصائل المقاومة الفلسطينية تقاوم عن حق ضد الاستعمار والاحتلال والتطهير العرقي والإحلال الكبير والإبادة الجماعية، وضد كل هذه العمليات الهمجية التي ترتكبها إسرائيل، والتي لا يعود تاريخها إلى 07 أكتوبر 2023، بل ابتدأت منذ زمن بعيد واستمرت ودون انقطاع لأكثر من 76 عامًا.

وأضاف الحزب “غني عن القول أن ما تفعله إسرائيل ككيان استيطاني يحتل أرض فلسطين بشكل غير قانوني، لا علاقة له بالحق في الدفاع عن النفس، وأن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل على مدى عقود من الزمن، والإبادة الجماعية الوحشية التي ترتكبها إسرائيل بالخصوص منذ 7 أكتوبر 2023، و”خطة الجنرالات” الجارية في شمال غزة منذ أسابيع ليس لها مثيل في تاريخ الوحشية. وفي هذا الصدد، فإن وصفكم لهذه الفظائع بأنها “الحق في الدفاع عن النفس ضد مثل هذا التهديد…” يشكل ظلماً كبيرا وإهانة شنيعة للشعب الفلسطيني المضطهد منذ عام 1948 على الأقل، ولمئات الآلاف من النساء والأطفال المدنيين الذين أبادهم الجيش الإسرائيلي أو شوههم منذ 7 أكتوبر 2023، وتشجيع وترخيص بالقتل لجيش الاحتلال الهمجي على مواصلة هذا التطهير العرقي وهذه المذابح غير المسبوقة”.

وتابع، “لقد سبق لكم أن انتقدتم وعن حق، في خطابكم يوم الخميس 24 أكتوبر الماضي في المؤتمر الذي نظم في باريس من أجل لبنان، الهمجية التي زرعتها إسرائيل والإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي تمارسه في فلسطين وفي لبنان بإعلانكم “نتحدث كثيرا عن حرب حضارية (…) لست متأكدًا من أننا ندافع عن الحضارة ونحن نزرع بأنفسنا الهمجية”.

وقال الحزب “فرنسا، بلد إعلان حقوق الإنسان والمواطن الذي أقر الحق في مقاومة الاضطهاد؛
فرنسا أرض المقاومة ضد النازية؛ فرنسا، شعب الحرية والأخوة، والبلد الصديق والقريب من المنطقة، ولا سيما من لبنان؛ تتحمل مسؤولية تاريخية عن قلب الحقائق والتاريخ والمسؤوليات، وإزاء المآسي الإنسانية وجرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال والجيش الإسرائيلي بشكل منهجي ضد النساء والأطفال المدنيين، وتدمير البنية التحتية الحيوية بشكل منهجي ودون أدنى تردد من منازل ومستشفيات ومدارس ودور العبادة، والحصار ومنع الغذاء والماء والأدوية المستخدم كأسلحة حرب وإبادة، وآخرا وليس أخيرا حظر “الكنيست” للأنشطة الإنسانية لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا)”.

وأضاف الحزب، ” من الملح جدا التحرك وبسرعة، ومن الواجب والمسؤولية التاريخية والأخلاقية والقانونية للمجتمع الدولي، وخاصة القوى العظمى مثل دولتكم، تقديم المساعدة للشعب الفلسطيني المعرض لخطر الإبادة والترحيل، واتخاذ قرارات وخطوات لا لبس فيها لإدانة إسرائيل والضغط عليها لكي تنهي فوراً سياسة الفصل العنصري والإبادة الكلية في غزة، وكل فلسطين، ولبنان”.

“كما أنه من الملح للغاية أن يعمل المجتمع الدولي على تصحيح الخطأ التاريخي والظلم الكبير الذي ارتكبه في عام 1948، من خلال تأسيس كيان استعماري على أساس كذبة استعمارية وإمبريالية مفضوحة تحت شعار “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”، هذا الكيان الاستعمارية الذي هو أساس كل الفوضى والكوارث المستمرة منذ ذلك التاريخ في فلسطين وفي المنطقة وفي العالم، وذلك بقيام الدولة الفلسطينية دون تأخير ودون شروط، دولة فلسطينية حرة ومستقلة على أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، وهو حق الشعب الفلسطيني المشروع وغير القابل للتصرف، والذي بدونه لا يمكن تحقيق السلام والذي من أجله تبقى كل مقاومة مشروعة”.

 

 

مقالات مشابهة

  • التقدم والاشتراكية: الموقف الفرنسي تحوُّل نوعي من شأنه أن يُقرِّبَ البلاد من الطيِّ النهائي لملف الصحراء المفتعل
  • في مراسلة موجهة إلى ماكرون..البيجيدي يدعو فرنسا إلى التدخل لمساعدة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة
  • هادو معانا ولا معاهم؟ البيجيدي يهاجم في بيان ناري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضيف جلالة الملك
  • ما هي قصة السفير عبدالله بن عائشة الذي ذكره ماكرون في خطابه أمام البرلمان ؟
  • خبراء: الموقف الفرنسي من القضية الوطنية تجاوز مواقف الولايات المتحدة وإسبانيا
  • مصطفى سلمى: الموقف الفرنسي من مغربية الصحراء يحتاج إلى إعلان فتح قنصلية بالأقاليم الجنوبية
  • ماكرون يجدد دعم فرنسا "لسيادة المغرب" على صحرائه
  • ماكرون يجدد دعم فرنسا "لسيادة المغرب" على الصحراء الغربية
  • ماكرون للبرلمانيين المغاربة: حاضر ومستقبل الصحراء يأتي في إطار السيادة المغربية