بغداد – تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط مع تنفيذ إسرائيل، السبت الماضي، غارات جوية على أهداف ومواقع إيرانية، مما يهدد بإشعال فتيل حرب إقليمية ويرفع منسوب القلق الدولي على مستقبل الاستقرار في المنطقة.

وأثار الهجوم الإسرائيلي الأخير موجة من الغضب والاستنكار في بغداد نتيجة خرق الأجواء العراقية، حيث أعلنت الحكومة، أمس الاثنين، عن تقديم مذكرة احتجاج إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وإلى مجلس الأمن الدولي لإدانة "انتهاك إسرائيل أجواء العراق وسيادته".

وقال الناطق باسم الحكومة العراقية باسم العوادي -في بيان- إن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وجّه وزارة الخارجية بالتواصل مع الجانب الأميركي بشأن هذا الخرق، طبقا لبنود اتفاق الإطار الإستراتيجي الثنائي، والتزام الولايات المتحدة تجاه أمن العراق وسيادته.

صاروخ إسرائيلي سقط في مساحة ترابية بمحافظة صلاح الدين العراقية (وكالات) حاجة ملحة

من جانبه، أكد الخبير الأمني العراقي علي فضل الله الحاجة الملحة لتحرك العراق نحو تعزيز قدراته الدفاعية، لا سيما في ظل التطورات الأخيرة في المنطقة والعجز الدولي عن حماية سيادته.

وقال للجزيرة نت إن الأحداث المتسارعة في المنطقة، خاصة في فلسطين ولبنان وسوريا، كشفت عن هشاشة النظام الدولي وقصور المؤسسات الدولية في حماية الدول الأعضاء وضمان أمنها، مضيفا أن الاعتماد الكلي على هذه المؤسسات بات ممارسة "عقيمة" في ظل تزايد التحديات الأمنية.

وباعتقاده، فإن شكوى العراق ضد إسرائيل لدى الأمم المتحدة هي إجراء روتيني ولا تعد تصعيدية، "نتيجة لوهن تلك المؤسسات وعجزها عن ضبط إيقاع العلاقات الدولية وتحقيق الغرض الذي وُجدت من أجله في تحقيق السلم والأمن الدوليين".

وحذر الخبير فضل الله من أن استمرار العراق في الاعتماد على واشنطن وحلف شمال الأطلسي (الناتو) وجميع الدول الغربية في توفير منظومات الدفاع الجوي، قد يعرض أمنه القومي للخطر، مشيرا إلى أن الأحداث الأخيرة أثبتت عدم جدية هذه الدول في حماية مصالح بغداد.

ودعا الحكومة العراقية إلى التحرك الفوري لتأمين منظومات دفاع جوي متطورة من دول "صديقة"، مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية، مؤكدا أن هذه المنظومات ستكون أكثر فعالية في حماية السيادة العراقية وضمان أمن أجوائه.

إجراء سليم

أما الخبير القانوني علي التميمي فرحب برفع الحكومة العراقية شكوى إلى الأمم المتحدة ضد ما وصفته بـ"الخروقات الصارخة للسيادة العراقية".

وبرأيه، فإن هذه الخطوة هي إجراء قانوني سليم ويتماشى مع مبادئ القانون الدولي، خاصة أن ميثاق الأمم المتحدة يؤكد بشكل صريح احترام سيادة الدول وحصانتها. وأضاف للجزيرة نت أن "المواد 1، و2، و3، و18 من الميثاق تنص على احترام سيادة الدول، وأن أي انتهاك لها يعد تهديدا للسلم والأمن الدوليين".

وتوقع الخبير التميمي أن يتخذ مجلس الأمن القرارات المناسبة لحماية سيادة العراق ومحاسبة إسرائيل على هذه الانتهاكات، مشيرا إلى أن المواد من 39 إلى 51 من ميثاق الأمم المتحدة تمنح المجلس الصلاحية لاتخاذ إجراءات ضد الدول التي تهدد السلم والأمن الدوليين.

من جهته، دعا المحلل السياسي المقرب من فصائل المقاومة، رياض الوحيلي، إلى ربط الشكوى بمطالبة الولايات المتحدة بإنهاء وجودها العسكري في العراق. وأكد للجزيرة نت أن الخرق الإسرائيلي الأخير، الذي استهدف إيران، تم بتنسيق مع واشنطن، مما يمنح بغداد حق المطالبة بخروج القوات الأميركية، لافتا إلى أن هذا الخرق يمثل انتهاكا صارخا للاتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين.

وأضاف أن طهران سترد على هذا "العدوان الصهيوني"، مستدركا بالقول إن هذا الرد يدخل ضمن ما يسمى الصبر الإستراتيجي لدى إيران باختيار زمانه ومكانه وطبيعته، وسيكون له تداعيات كبيرة ضمن سياسة الحرب النفسية على معنويات "العدو الإسرائيلي ومستوطنيه".

وشدد الوحيلي على أن العراق لن يقبل بهذا الاعتداء على سيادته، وسيتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية أراضيه وشعبه.

خطورة

بدوره، حذر الخبير القانوني فيصل ريكان من خطورة الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لسيادة العراق بمساعدة الولايات المتحدة الأميركية، وتحديدا خرق أجوائه.

وأكد للجزيرة نت أن هذه الانتهاكات تمثل تحديا صارخا للقانون الدولي، وأن العراق يتمتع بحق كامل في الدفاع عن سيادته الكاملة على سماء بلاده وأرضه ومياهه، وأنه يمتلك الأدوات القانونية الكافية لمواجهتها.

وبرأيه، يمكن للعراق اللجوء إلى مجلس الأمن لتقديم شكوى رسمية ضد إسرائيل -وهو ما حصل فعلا- وطلب فرض عقوبات دولية عليها وهو ما يدخل ضمن صلاحيات المجلس، مشيرا إلى أن هذه الخطوة من شأنها أن تضع تل أبيب أمام مسؤولياتها الدولية، وتجبرها على احترام سيادة الدول الأخرى.

وشدد ريكان على أن استمرار إسرائيل في انتهاك سيادة العراق يمثل تهديدا للأمن والاستقرار في المنطقة، وأن المجتمع الدولي مطالب بالتدخل لوقف هذه الانتهاكات وحماية حقوق العراق.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الأمم المتحدة سیادة العراق فی المنطقة للجزیرة نت إلى أن

إقرأ أيضاً:

برلماني يؤكد على انهاء مهام التحالف الدولي في العراق: لا مبرر لوجوده

بغداد اليوم - بغداد

أكد النائب عن تحالف الفتح مختار الموسوي، اليوم الاحد (30 آذار 2025)، على ضرورة انهاء مهام التحالف الدولي في العراق وفق توقيتات محددة بحسب اتفاق لجان التفاوض ما بين بغداد وواشنطن.

وقال الموسوي، لـ"بغداد اليوم"، إن "هناك ضرورة على الالتزام بالتوقيتات الزمنية لأنهاء مهام التحالف الدولي من العراق بحسب جولات الحوار والتفاوض ما بين بغداد وواشنطن، فلا يوجد أي مبرر لتعطيل هذا الانسحاب، بل يجب الإسراع فيه".

وأضاف أن "العراق ليس بحاجة الى أي قوات اجنبية وقواته الرسمية جاهزة ومستعدة لأي طارئ وهناك تطور كبير في الأداء القتالي لكافة الصنوف القتالية وكذلك الطيران الحربي، ولهذا الانسحاب يجب ان يكون بحسب التوقيتات التي أعلنت عنها الحكومة العراقية، ولا مبرر لأي تأجيل".

وكان قد كشف النائب ماجد شنكالي، في وقت سابق أن التحالف الدولي مستمر في تواجده داخل العراق، مشيرًا إلى أنه لا يزال موجودًا في قواعد مثل أربيل وعين الأسد.

وأكد شنكالي في تصريح، تابعته "بغداد اليوم"، أن الولايات المتحدة، وفي المرحلة المقبلة، ستعمل على تحجيم دور الفصائل المسلحة والمال السياسي داخل العراق، في سياق تغييرات مرتقبة في خريطة النفوذ المحلي.

تأتي هذه التصريحات في ظل نقاشات مستمرة حول مستقبل التحالف الدولي، ودور الفصائل المسلحة، وتوازنات القوى في المشهد الأمني والاقتصادي العراقي.

مقالات مشابهة

  • بوشناف: نجاح المبادرة الأممية في ليبيا مرهون بالدعم الدولي
  • شولتس: الاتحاد الأوروبي مستعد للرد على أميركا بشأن الرسوم الجمركية
  • شولتس: أوروبا مستعدة للرد على الرسوم الجمركية الأميركية
  • برلمانية: إنشاء إسرائيل وكالة لتهجير الفلسطينيين انتهاك صارخ للقانون الدولي
  • برلماني يؤكد على انهاء مهام التحالف الدولي في العراق: لا مبرر لوجوده
  • كارني: ترامب "احترم سيادة كندا" بعد أول اتصال هاتفي بيننا
  • برلماني: لقاء الرئيس السيسي ورئيس سيراليون يعزز التعاون الأفريقي ويؤكد احترام سيادة الدول
  • «بسبب مباراة» غضب عراقي وشكوى دولية.. ما القصة؟
  • موقف عراقي جديد بشأن "الفيتو" الامريكي على استيراد الغاز الايراني
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تنتهك القانون الدولي عبر عمليات الإجلاء القسرية في غزة