"من جنازة إلى جنازة"، كانت هذه العبارة الأكثر انتشارا على منصات التواصل من كلمة وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، في أثناء اجتماع خاص بحزبه "الصهيونية الدينية"، داعيا إلى القبول بالتجنيد في الجيش الإسرائيلي.

ونشر سموتريتش كلمته عبر حسابه على منصة إكس، وظهر وهو يبكي عقب جولته على بيوت عزاء جنود إسرائيليين قُتلوا في غزة ولبنان، قائلا إن حزبه يدفع ثمنا غير عادل في هذه الحرب.

" من جنازة إلى جنازة "

وزير المالية الإسرائيلي المتطرف سموتريتش يجهش بالبكاء ويقول إنهم فقدوا كثيرا من الجنود، وأن الصهيونية الدينية، الحزب السياسي الذي ينتمي إليه، تدفع ثمنا غير عادل. pic.twitter.com/4DgeCpm4il

— Tamer | تامر (@tamerqdh) October 28, 2024

بكاء سموتريتش أثار حالة من الغضب والجدل بين متابعيه، والردود على مقطعه كانت تحمّله المسؤولية عن الخسائر البشرية في الجيش الإسرائيلي في غزة ولبنان.

وكتب أحد الإسرائيليين -يدعى ميشيل- معلقا على بكاء سموتريتش بالقول: "عودوا إلى بيوتكم يا أعضاء الحكومة الدموية والفاسدة، أظهروا بعض الخجل واتركوا الحياة العامة، لقد جلبتم لنا ما يكفي من الموت والفجيعة والفشل، اذهبوا!".

ووصفت مغردة إسرائيلية دموع سموتريتش بأنها دموع التماسيح، وهاجمته قائلة: "أنت كاذب، وعنصري، وشقي، ليس منك -أو ليس لديك- أي فائدة، فقط الضرر، اخرج من حياتنا".

وحمّله آخرون مسؤولية ما يجري في الشارع الإسرائيلي، إذ قالوا إنه بسبب تعنت سموتريتش في وقف القتال الدائر بغزة ولبنان تزداد تكلفة المجتمع الإسرائيلي من القتلى، وأضافوا أنه بسببه وبسبب حكومته المتطرفة دخلت إسرائيل في وحل ومستنقع غزة ولبنان، وكل يوم يموت جنود ولن يتوقف عداد القتلى في الجيش الإسرائيلي حتى تتوقف الحرب.

وطالبه بعض الإسرائيليين بالتوجه إلى أرض المعركة بدلا من إشعال وقودها، وسألوه لماذا لا يكون في الصفوف الأمامية إن كان فعلا حريصا على إسرائيل وشعبها؟

كانت هذه بعض الآراء التي رصدتها الجزيرة نت من رواد العالم الافتراضي الإسرائيليين، ولكن كيف علق جمهور منصات التواصل العرب على المقطع؟

على ماذا يبكي هذا المجرم الجبان سموتريتش
لم يقتل من مدنييه 45ألف صهيوني
ولم يتم تدمير بنيته التحتيه ومساكنه بعد
ولم تقصف كنائسهم ومعابدهم
ولم تخذلهم الدول الدائمة الداعمة لهم
لم يهجر الصهاينة من مستوطناتهم
ولا أحد قرر إنزال عليهم حتى عقوبة واحدة

إذا ع ماذا تذرف دموع الاوغاد pic.twitter.com/YG5zFEpYuJ

— ???????????????????? (@Almamari008800) October 28, 2024

علق بعض المغردين على بكاء سموتريتش بالقول إنه من "الجدير بالذكر أن هذا الشخص، قبل أيام، طُرح عليه في القنوات سؤال عمّا إذا كان يريد السيطرة من النهر إلى البحر، بما يشمل الأردن والعراق وسوريا، فأجاب قائلا: نعم، هذا جزء من معتقداتنا. لكن الأبطال في غزة ولبنان جعلوه يقول ذلك وهو يبكي: جنازة بعد جنازة، عزاء بعد عزاء".

سموتريتش يذرف الدموع على جنود الاحتلال الذين قتلوا مؤخرا ويقول أن تيار الصهيونية الدينية "يدفع ثمنا غير عادل" ويقصد أن معظم الجنود القتلى من هذا التيار الذي يقوده.

وللعلم الصهيونية الدينية هي أصغر التيارات السياسية في إسرائيل وتمثل حوالي 15% من المستوطنين … pic.twitter.com/bJyjj5xMWI

— yaseenizeddeen (@yaseenizeddeen) October 29, 2024

وأضاف آخرون "أن هذا المجرم الذي يريد إبادة الشعب الفلسطيني وبناء المستوطنات في غزة وجنوب لبنان واحتلال عدة دول عربية لم يتحمل مقتل بضع عشرات من جنوده. وهو يريد من بقية المستوطنين تحمل ثمن أحلامه المجنونة".

وتابعوا القول "يا لها من مفارقات؛ بالأمس يرعد ويزبد ويهدد ويتوعد، واليوم يبكي كما تبكي نساؤهم ليجلب عطفا ومساندة"، وأضافوا أن بكاء سموتريتش هو أكبر دليل على خسائر الجيش الإسرائيلي في غزة ولبنان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الصهیونیة الدینیة الجیش الإسرائیلی فی غزة ولبنان

إقرأ أيضاً:

هل اقترب السلام بين إسرائيل ولبنان؟

ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أنه قبل 6 أشهر، كان السلام بين إسرائيل ولبنان يبدو مستحيلاً، ولكن الآن قد تمهد محادثات الحدود الطريق لاتفاق تاريخي، متساءلة: "هل من اختراق قريب؟".

 وأضافت "جيروزاليم بوست"، أنه في تلك المرحلة، كان حزب الله وإسرائيل يتبادلان إطلاق النار لفترة استمرت لما يقرب من عام، وكانت المنطقة الحدودية بين البلدين مدمرة، مع تزايد أعداد القتلى وإجلاء أعداد كبيرة من المدنيين، وبحلول نهاية شهر سبتمبر (أيلول)، عبرت القوات الإسرائيلية الحدود، لتصبح المرة الثالثة التي تغزو فيها إسرائيل لبنان منذ عام 1982.

وعلى الرغم من ذلك، إلا أن المفاوضين الإسرائيليين واللبنانيين اجتمعوا هذا الأسبوع في لبنان، لإنجاز مهمة تبدو حميدة وعظيمة في آن واحد، وهي "الاتفاق على ترسيم الحدود بدقة".
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، أنه حال نجاح المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، فقد تمهد الطريق لمعاهدة سلام ستكون الأهم بالنسبة لإسرائيل منذ ما يقرب من نصف قرن، من بعض النواحي، وبحسب ما نقلته عن مسؤول إسرائيلي فإن الهدف هو "الوصول إلى التطبيع".

ما هي استراتيجية حزب الله بعد استعراض "ملعب بيروت"؟https://t.co/TpOOnFLsMH pic.twitter.com/au1ALCQRTb

— 24.ae (@20fourMedia) March 2, 2025  قواسم مشتركة

ورصدت جيروزاليم بوست الوضع الراهن، وقدمت قراءة لما قد يحدث لاحقاً، وقالت إن إسرائيل ولبنان قريبان جغرافياً لكنهما عدوان منذ زمن طويل، مشيرة إلى أن إسرائيل ولبنان الواقعين على حدود بعضهما يتشاركان الكثير من القواسم، فهما دولتان صغيرتان ومتنوعتان عرقياً، نالا استقلاليهما في أربعينيات القرن الماضي، ولا تفصل بين العاصمة اللبنانية بيروت وحيفا، ثالث أكبر مدينة في إسرائيل، سوى حوالي 80 ميلاً، وكلاهما على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ولفترة وجيزة، خلال فترة الحرب العالمية الثانية، كانت خطوط القطارات تمر بين المدينتين.
ولكن على مدار السنوات الـ75 الماضية، كانت الغالبية العظمى من الإسرائيليين الذين وطأت أقدامهم لبنان يرتدون الزي العسكري، ولا توجد علاقات دبلوماسية بين البلدين، وقد خاضا حروباً متكررة، بينها 3 حروب رئيسية، وكان الصراع الأبرز عام 1982، عندما غزت إسرائيل لبنان، وشنت هجوماً واسع النطاق على منظمة التحرير الفلسطينية المتمركزة في بيروت بهدف معلن، وهو وقف الهجمات على التجمعات السكانية الإسرائيلية الحدودية.


ظهور حزب الله

وخرجت منظمة التحرير الفلسطينية إلى تونس، وانسحبت إسرائيل من معظم لبنان، لكن الجيش الإسرائيلي بقي في جنوب لبنان، حيث قاتل عدواً جديداً تمثل في تنظيم حزب الله اللبناني، الذي استهدف القوات الإسرائيلية والأمريكية، وفي العقود التي تلت ذلك، بنى حزب الله مخزونه الضخم من الأسلحة، وعمل كـ"دولة داخل دولة" في جنوب لبنان، وفاز بمقاعد في البرلمان اللبناني، وفقاً للصحيفة.
وبعد سلسلة من الخسائر الإسرائيلية، بما في ذلك حادث تحطم مروحية عام 1997 أودى بحياة 73 مجنداً، انسحبت إسرائيل من جانب واحد من جنوب لبنان عام 2000، وبعد 6 سنوات، عادت إسرائيل للقتال مع حزب الله بعد أن دهم التنظيم إسرائيل واختطف جنوداً. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن هذه الحرب التي استمرت شهراً، تعتبر كارثة نتج عنها خسائر بشرية فادحة، وبقي حزب الله متمركزاً على الحدود، فيما أُعيد رفات الجنديين بعد عامين في صفقة تبادل أسرى. 


السابع من أكتوبر

وظلت الحدود هادئة نسبياً حتى هجوم حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عندما انضم حزب الله إليه بعد ذلك بوقت قصير، وأمطر إسرائيل بالصواريخ مما أجبرها على إجلاء واسع النطاق للمدنيين من شمال إسرائيل، وردت الدولة العبرية بغارات جوية وغزت لبنان خريف العام الماضي، وخاضت صراعاً برياً استمر شهرين أسفر عن مقتل قسم كبير من قيادة حزب الله وإضعافه.
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل بدأت الانسحاب من لبنان بموجب وقف إطلاق النار في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، وساد الهدوء على الحدود إلى حد كبير منذ ذلك الحين، وينص وقف إطلاق النار على تولي الجيش اللبناني السيطرة على جنوب لبنان، ليحل محل حزب الله، لكن إسرائيل تقول إنها بحاجة إلى الاحتفاظ بقوات في لبنان لأن حزب الله لا يزال يعمل في المنطقة.


محاولات تطبيع سابقة

ولفتت جيروزاليم بوست إلى محاولات سابقة للسلام بين إسرائيل ولبنان، فخلال حرب عام 1982، حاولت إسرائيل عبثاً إبرام معاهدة. وفي عام 2022، تفاوضت إسرائيل ولبنان على الحدود البحرية، وهو ما اعتبر خطوة نحو إقامة علاقات.

وتقول الصحيفة، إن هذا الأسبوع، التقى مفاوضون إسرائيليون وفرنسيون وأمريكيون ولبنانيون في الناقورة بجنوب لبنان لإجراء محادثات، قالت مورغان أورتاغوس، المبعوثة الخاصة لنائب الرئيس الأمريكي، إنها ستركز على "حل العديد من القضايا العالقة دبلوماسيًا من بينها إطلاق سراح عدد من الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل، وحل النزاعات الحدودية المتبقية، والاتفاق على الانسحاب العسكري الإسرائيلي".
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن إسرائيل ستفرج عن الأسرى الخمسة "بالتنسيق مع الولايات المتحدة وكبادرة طيبة للرئيس اللبناني الجديد".

وأشارت الصحيفة إلى أن الطريق إلى السلام محفوف بالمخاطر، لكنه واعد، مستطردة: "الحدود البرية ليست معاهدة سلام، وإقامة علاقات بين دولتين اعتبرتا بعضهما البعض أعداءً لأكثر من 75 عاماً ليس بالأمر الهيّن".

هل هناك محادثات للتطبيع بين إسرائيل ولبنان؟https://t.co/jZcb1TB5xM pic.twitter.com/c9rnUh1YCZ

— 24.ae (@20fourMedia) March 13, 2025  خطورة حزب الله

بحسب الصحيفة، إذا استأنف "حزب الله" هجماته على إسرائيل، أو إذا لم تنسحب إسرائيل من لبنان، فقد تفشل المفاوضات بسهولة، وقد سبق لحزب الله أن استشهد بمناطق حدودية متنازع عليها لتبرير هجماته على إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل ولبنان في نفق المفاوضات الحدودية
  • هل اقترب السلام بين إسرائيل ولبنان؟
  • بكاء جماعي يصيب طاقم عمل برنامج رمضاني بسبب قصة مؤثرة
  • اللواء أحمد العوضي: الأحداث الحالية بغزة هى الأصعب على مدار تاريخ الصراع العربى الإسرائيلي
  • حركة الفصائل الفلسطينية تحذر من “مجاعة جديدة” بغزة جراء الحصار الإسرائيلي
  • ‏رئيس الأركان الإسرائيلي: سنجري تغييرا في توزيع المساعدات بغزة
  • المرض والوحدة| نجوى فؤاد تدخل في نوبة بكاء شديدة على الهواء
  • محمد صلاح يدخل في نوبة بكاء بعد هزيمة ليفربول.. فيديو
  • بكاء بدر المطوع بعد تأهل القادسية إلى نهائي الخليج.. صور
  • ​​​​​​​صلاح يبكي في وداع دوري الأبطال