موقع 24:
2025-03-15@13:54:25 GMT

محاولة فضح خطاب التطرف وكشف عوراته

تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT

محاولة فضح خطاب التطرف وكشف عوراته

منذ مرحلة مبكرة، اتخذت دولة الإمارات العربيَّة المتّحدة كل التدابير الممكنة لتتلافى الإرهاب وتبعاته المؤذية، بل المهلكة، فلم تتساهل أو تتجاهل مكامن ونزعات التطرف والغلو مهما كان مصدرها.

امتدادات الإرهاب و«ذئابه المنفردة» ما زالت ناشطة

حيث تم تجفيف المنابع الفكريَّة والثقافيَّة التي تغذي التطرف، وتحرض على الكراهيَّة، ومكافحة التطرف بكل أشكاله وبدون انتقائيَّة، وتم ضبط الخطاب الدعوي والحفاظ عليه من أن تختطفه موجات التشدُّد من جديد، وأصبحت محاربة الإرهاب سهلاً أيّاً كان نوعه، لأننا تحركنا للقضاء عليه وهو في مهده، وقد تحققت نجاحات كبرى في تقويض الإرهاب وروافده ومحاربته على كل المستويات الوطنيَّة.


وليعلم الجميع أن الحرب لم تضع أوزارها، فإن امتدادات الإرهاب و"ذئابه المنفردة" ما زالت ناشطة، وما زالت الهجمات الإرهابيَّة مستمرة في عدد من المدن العربيَّة والأوروبيَّة، والتعاطي العسكري والأمني لن يجعلها تتبخر أو تتلاشى، وهو ما يعزز الحاجة إلى تأطير فكري يقاوم انتشار أفكار الإرهاب المدمرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتكنولوجيا الاتصالات الحديثة.
ومن اكتوى بنار التطرف والإرهاب يعرف تماماً بأن من تطاول على الثوابت والأخلاق والقيم الكبرى وعمل على هدمها صار قنابل موقوتة لأوطانه، وهذا الفكر منقطع الصلة عن ملاحقة تجربة الإنسان المعاصر نحو البناء والتنمية والتطور، ومنافٍ لنموذج العيش من أجل الحياة الحديثة والكريمة، بعد أن أسهموا في نشر الظلم والقتل والصراع الطائفي.
ويعتبر الدين وجوهر رسالته تكريم الإنسان، فلا يصحَّ أن نضحي بهذه القيمة السامية، إكراماً لقول فقيه أو خوفاً من عالم يحاول بجهل أو بعلم نشر الفتنة وإثارة الاحتقانات الطائفيَّة أو له مآرب في السعي إلى ترويج الكراهيَّة باسم "الدين"، أو ربما خرج عن انتهازيَّة ظاهرة أو مبطنة، للاستفادة من مردودها المادي والمعنوي، أو من أجل الدفع بمصالحه الذاتيَّة!
من تبعات التطرف والغلو الانحراف الفكري وحصول العنف؛ لأن التطرف والغلو تجاوزا حد الاعتدال، ما جعل مفاهيمنا مختلة للطبيعة الإنسانيَّة السويَّة، سواء من حقوق الإنسان، ومبدأ التعايش وحريَّة الاعتقاد والتسامح والمساواة.
من الضروري فهم العلاقة بين التطرف والإرهاب، من أجل تمحيص الحقائق من الخبائث. هناك القليل الذي ينظر إلى التطرف، ويحاكمه محاكمة عقليَّة متوازنة، وهو دون شك مرادف للغلو الذي نقده الإسلام ونفر منه، وجعله منافياً للشرع القويم، فالتطرف الحاضن الطبيعي للإرهاب، ومادة صانعة للعنف والموت، وهذا الفكر المتشدد يحمل عوامل انحداره وانهياره داخل أدبياته وضمن منظومته، لأنه أخفق في فهم الدين الصحيح، وألغى القيم العليا، وأنكر حقائق التاريخ، وجمَّد العقول على ظواهر النصوص، ولم يستوعب من الدين غاياته ومقاصده. فقد استغلتها جهات خارجيَّة ومنظمات تكفيريَّة جهاديَّة على حساب التعدديَّة والوسطيَّة والاعتدال.
فالحاجة إلى خطاب توعوي مضاد يفضح خطاب التطرف، ويعرّف ماهيَّة التشدد والتطرف في رؤية هؤلاء المغالطين المغالين، وهي دعوة لمراجعة شريحة من المفاهيم الخاطئة في فكر المتطرفين، ولهذا من الضرورة الكشف عن عورات التطرف وتعرية تفاصيله، من أجل القدرة على مواجهتها.
واعتزازاً بالمنهج العقلاني الصافي عن شوائب النصوص، لا بدَّ من حصر ماهيَّة الغلو والتطرف عند الجماعات التكفيريَّة الضالة، وغالباً ما تنحصر فيمن عبدوا الشيطان، والمنكرين والملاحدة، ويعددون الألهة والأوثان والأحجار، وتعلُّقهم بالأوهام والخرافات، وأصبحوا دهريين، وأنكروا الآخرة، بالإضافة إلى البدع والشركيات .. إلخ. ما يؤكد بأن هناك خللاً في المفاهيم الفقهيَّة والأخلاقيَّة، فالقضية بالنسبة لهم انتقائيَّة.
من الأهميَّة بمكان ملاحقة الظروف التي أنتجت طبيعة التحولات للجماعات المتطرفة، وقطع كل شريان الحياة لهذه الظاهرة، وأهمها كان حينئذ عندما تم تأسيس منابر دعويَّة إعلاميَّة براقة، فكانت معاول هدم وتحطيم، تجلت بظاهرة الشيخ النجم الذي يعدُّ خطراً على الدعوة، حيث يملك الصلاحيات في نشر الفتاوى الضالة، واستصدار الأحكام الإرهابيَّة، وتمَّ تطبيق هذا النهج وترويجه، من خلال تنظيمات "طالبان" و"القاعدة" و "داعش" حينما كانت في مرحلة وهجها الذي خبا، وبريقها الذي انطفأ!
في السياق ذاته، الوسطيَّة تعني العدل والخيريَّة، وبالنسبة لهؤلاء الغلاة هم أهل الخيريَّة وخواصه في هذه الأمة "الفرقة الناجية" وهم العدول الخيار بين الأمة، بدون الأخلاق أو الاعتدال والتوسط في التعاطي مع تديننا، فلا يمكن أن يستقيم السلوك، أو تُحفظ الدماء، والأموال، أو تُصان الأعراض، ولا يتحقق الأمن بكافة جوانبه، فضلاً عن أن مظاهر الاعتدال ليست شريعة وعقيدة وأحكاماً وعبادات فقط، بل هي أيضاً معاملات وأخلاق وطريقة ومنهج حياة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات من أجل

إقرأ أيضاً:

ندوة لمركز “تريندز”.. التصدي للتطرف مفتاح الاستقرار العالمي

 

أكدت ندوة علمية نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات في مجلس اللوردات البريطاني ضرورة مكافحة التطرف كخطوة أساسية لضمان الأمن والاستقرار على المستويين المحلي والدولي.
وشددت على أهمية تصحيح الأيديولوجيات المتطرفة وتوفير بدائل تعليمية واقتصادية واجتماعية تمنع انتشار الفكر المتشدد، لا سيما بين الشباب، الذين يعدون الفئة الأكثر استهدافاً من قبل الجماعات المتطرفة.
وأوضحت الندوة أن مواجهة التطرف تحتاج إلى نهج شامل يجمع بين الحلول الأمنية، والفكرية، والتكنولوجية لضمان مستقبل أكثر أماناً واستقراراً للجميع.
واستضاف مجلس اللوردات البريطاني الندوة التي تعد الثانية خلال أقل من شهرين، تحت عنوان “تعزيز الشراكة بين الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وبريطانيا في مواجهة التطرف وتعزيز الرخاء”، برعاية فخرية من اللورد والني – Lord Walney -، وبحضور نخبة من أعضاء المجلس والباحثين والخبراء في مكافحة التطرف.
وأدار الندوة اللورد والني، الذي أكد أن التطرف يشكل تهديداً عالمياً يتطلب إستراتيجية دولية موحدة لمواجهته، كما ألقى اللورد دونالد أندرسون، عضو مجلس اللوردات، كلمة رئيسية شدد فيها على أهمية تعزيز التعاون بين بريطانيا ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمجابهة التطرف، مشيراً إلى الدور الفاعل لمراكز الأبحاث في تحليل وفهم التحديات التي تواجه المجتمعات الغربية نتيجة انتشار الفكر المتطرف.
وأكد الدكتور محمد العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز في كلمته الرئيسية، أن التعاون الدولي هو المفتاح الأساسي لمواجهة التطرف وتعزيز قيم التسامح موضحا أن مركز تريندز يعمل بجدية على تفكيك خطاب الجماعات الإرهابية، من خلال تحليل علمي دقيق لمفاهيم وأيديولوجيات هذه التنظيمات.
شارك في الندوة كل من السير ليام فوكس، رئيس مجموعة اتفاقيات إبراهيم البريطانية، والليدي أولغا ميتلاند، النائبة السابقة في البرلمان البريطاني، وهانا بالدوك، المحررة بمجلة “التركيز على الإسلام السياسي الغربي”، وآنا ستانلي، الباحثة في منتدى الشرق الأوسط، وتوم توغندهات، عضو المجموعة البرلمانية لمكافحة التطرف، ودانيال كافتشينسكي، عضو البرلمان البريطاني وأفيرام بيلايشي، رئيس مشروع مكافحة التطرف، والباحث الرئيسي عوّض البريكي، رئيس قطاع “تريندز جلوبال، والباحث الرئيسي عبدالعزيز الشحي، نائب رئيس قطاع البحوث في “تريندز”، والباحثين في “تريندز” شما القطبة، وزايد الظاهري.وام


مقالات مشابهة

  • خريس: اسرائيل كانت ولا زالت الشر المطلق
  • ندوة لـ«تريندز» في مجلس اللوردات البريطاني: التصدي للتطرف مفتاح الاستقرار العالمي
  • ندوة لمركز “تريندز”.. التصدي للتطرف مفتاح الاستقرار العالمي
  • أمر لا يحبه الله.. تحذير قرآني من الإسراف في الأكل والشرب
  • مسلسل المسار.. خطة محكمة من سوزان نجم الدين للتعرف على قاتل صقر
  • مرصد الأزهر: الفتوحات لم تكن لنشر الإسلام بالقوة بل لحماية المظلومين
  • أحمد علي سليمان من إندونيسيا: الأزهر هدية الله للعالم ومنهجه حصانة للمسلمين ضد التطرف
  • المنشاوي.. "القارئ الباكي" الذي نجا من محاولة اغتيال بالسم
  • السديس لوفد عسكري باكستاني: نشر التسامح ونبذ التطرف مسؤولية جماعية
  • بغداد تحتضن اجتماعا يخص اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف