موقع 24:
2025-01-22@00:27:40 GMT

محاولة فضح خطاب التطرف وكشف عوراته

تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT

محاولة فضح خطاب التطرف وكشف عوراته

منذ مرحلة مبكرة، اتخذت دولة الإمارات العربيَّة المتّحدة كل التدابير الممكنة لتتلافى الإرهاب وتبعاته المؤذية، بل المهلكة، فلم تتساهل أو تتجاهل مكامن ونزعات التطرف والغلو مهما كان مصدرها.

امتدادات الإرهاب و«ذئابه المنفردة» ما زالت ناشطة

حيث تم تجفيف المنابع الفكريَّة والثقافيَّة التي تغذي التطرف، وتحرض على الكراهيَّة، ومكافحة التطرف بكل أشكاله وبدون انتقائيَّة، وتم ضبط الخطاب الدعوي والحفاظ عليه من أن تختطفه موجات التشدُّد من جديد، وأصبحت محاربة الإرهاب سهلاً أيّاً كان نوعه، لأننا تحركنا للقضاء عليه وهو في مهده، وقد تحققت نجاحات كبرى في تقويض الإرهاب وروافده ومحاربته على كل المستويات الوطنيَّة.


وليعلم الجميع أن الحرب لم تضع أوزارها، فإن امتدادات الإرهاب و"ذئابه المنفردة" ما زالت ناشطة، وما زالت الهجمات الإرهابيَّة مستمرة في عدد من المدن العربيَّة والأوروبيَّة، والتعاطي العسكري والأمني لن يجعلها تتبخر أو تتلاشى، وهو ما يعزز الحاجة إلى تأطير فكري يقاوم انتشار أفكار الإرهاب المدمرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتكنولوجيا الاتصالات الحديثة.
ومن اكتوى بنار التطرف والإرهاب يعرف تماماً بأن من تطاول على الثوابت والأخلاق والقيم الكبرى وعمل على هدمها صار قنابل موقوتة لأوطانه، وهذا الفكر منقطع الصلة عن ملاحقة تجربة الإنسان المعاصر نحو البناء والتنمية والتطور، ومنافٍ لنموذج العيش من أجل الحياة الحديثة والكريمة، بعد أن أسهموا في نشر الظلم والقتل والصراع الطائفي.
ويعتبر الدين وجوهر رسالته تكريم الإنسان، فلا يصحَّ أن نضحي بهذه القيمة السامية، إكراماً لقول فقيه أو خوفاً من عالم يحاول بجهل أو بعلم نشر الفتنة وإثارة الاحتقانات الطائفيَّة أو له مآرب في السعي إلى ترويج الكراهيَّة باسم "الدين"، أو ربما خرج عن انتهازيَّة ظاهرة أو مبطنة، للاستفادة من مردودها المادي والمعنوي، أو من أجل الدفع بمصالحه الذاتيَّة!
من تبعات التطرف والغلو الانحراف الفكري وحصول العنف؛ لأن التطرف والغلو تجاوزا حد الاعتدال، ما جعل مفاهيمنا مختلة للطبيعة الإنسانيَّة السويَّة، سواء من حقوق الإنسان، ومبدأ التعايش وحريَّة الاعتقاد والتسامح والمساواة.
من الضروري فهم العلاقة بين التطرف والإرهاب، من أجل تمحيص الحقائق من الخبائث. هناك القليل الذي ينظر إلى التطرف، ويحاكمه محاكمة عقليَّة متوازنة، وهو دون شك مرادف للغلو الذي نقده الإسلام ونفر منه، وجعله منافياً للشرع القويم، فالتطرف الحاضن الطبيعي للإرهاب، ومادة صانعة للعنف والموت، وهذا الفكر المتشدد يحمل عوامل انحداره وانهياره داخل أدبياته وضمن منظومته، لأنه أخفق في فهم الدين الصحيح، وألغى القيم العليا، وأنكر حقائق التاريخ، وجمَّد العقول على ظواهر النصوص، ولم يستوعب من الدين غاياته ومقاصده. فقد استغلتها جهات خارجيَّة ومنظمات تكفيريَّة جهاديَّة على حساب التعدديَّة والوسطيَّة والاعتدال.
فالحاجة إلى خطاب توعوي مضاد يفضح خطاب التطرف، ويعرّف ماهيَّة التشدد والتطرف في رؤية هؤلاء المغالطين المغالين، وهي دعوة لمراجعة شريحة من المفاهيم الخاطئة في فكر المتطرفين، ولهذا من الضرورة الكشف عن عورات التطرف وتعرية تفاصيله، من أجل القدرة على مواجهتها.
واعتزازاً بالمنهج العقلاني الصافي عن شوائب النصوص، لا بدَّ من حصر ماهيَّة الغلو والتطرف عند الجماعات التكفيريَّة الضالة، وغالباً ما تنحصر فيمن عبدوا الشيطان، والمنكرين والملاحدة، ويعددون الألهة والأوثان والأحجار، وتعلُّقهم بالأوهام والخرافات، وأصبحوا دهريين، وأنكروا الآخرة، بالإضافة إلى البدع والشركيات .. إلخ. ما يؤكد بأن هناك خللاً في المفاهيم الفقهيَّة والأخلاقيَّة، فالقضية بالنسبة لهم انتقائيَّة.
من الأهميَّة بمكان ملاحقة الظروف التي أنتجت طبيعة التحولات للجماعات المتطرفة، وقطع كل شريان الحياة لهذه الظاهرة، وأهمها كان حينئذ عندما تم تأسيس منابر دعويَّة إعلاميَّة براقة، فكانت معاول هدم وتحطيم، تجلت بظاهرة الشيخ النجم الذي يعدُّ خطراً على الدعوة، حيث يملك الصلاحيات في نشر الفتاوى الضالة، واستصدار الأحكام الإرهابيَّة، وتمَّ تطبيق هذا النهج وترويجه، من خلال تنظيمات "طالبان" و"القاعدة" و "داعش" حينما كانت في مرحلة وهجها الذي خبا، وبريقها الذي انطفأ!
في السياق ذاته، الوسطيَّة تعني العدل والخيريَّة، وبالنسبة لهؤلاء الغلاة هم أهل الخيريَّة وخواصه في هذه الأمة "الفرقة الناجية" وهم العدول الخيار بين الأمة، بدون الأخلاق أو الاعتدال والتوسط في التعاطي مع تديننا، فلا يمكن أن يستقيم السلوك، أو تُحفظ الدماء، والأموال، أو تُصان الأعراض، ولا يتحقق الأمن بكافة جوانبه، فضلاً عن أن مظاهر الاعتدال ليست شريعة وعقيدة وأحكاماً وعبادات فقط، بل هي أيضاً معاملات وأخلاق وطريقة ومنهج حياة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات من أجل

إقرأ أيضاً:

رئيس الموساد السابق: نقترب لنهاية الحرب وحماس ما زالت تقف على قدميها

قال رئيس الموساد السابق، تامير باردو، في حديثه لـ"القناة 12" العبرية، إنّ: "أحد أهداف الحرب التي تم تحديدها من قبل -الكابينت- هو تدمير حماس"، مردفا: "الآن نحن بعد سنة و4 أشهر على الحرب وربما نحن نقترب إلى نهايتها، ما زالت حماس تقف على قدميها".

وبحسب "القناة 12" العبرية، أبرز باردو أنّه: "صحيح أن حماس تلقت ضربات قاسية جداً لكنها ما زالت تقف، وبالواقع تسيطر وتدير الأمور في القطاع"، فيما ذكّر في الوقت نفسه بحرب فيتنام في العاصمة سايغون.

وأوضح:  "في اليوم الأخير من الحرب، كان هناك ضابطين برتبة عقيد، أميركي وآخر من شمال فيتنام. حينها قال الأميركي للضابط الفيتنامي: في كل الحرب نحن لم نخسر في معركة واحدة، ليرد عليه الأخير: قد يكون هذا صحيحا، لكن في صباح يوم غد، أنتم سوف تغادرون ونحن سنبقى".

إلى ذلك، أكد باردو، أنّ: "الحرب لا ينتصرون بها فقط في ميدان المعركة، الميدان هو الجزء الأول منها، لكن الجزء الأساسي هو نهايتها"، مشيرا إلى أنّ "حكومة إسرائيل تصر على عدم إيجازها (كيفية إنهاء الحرب)، الأمر الذي أضر بالجيش، وأضر في إجراءات القتال التابعة للجيش، وتسبب بوقوع خسائر كبيرة لنا، لأن إسرائيل لم تقل كيف تريد أن تنهي الحرب".

تجدر الإشارة إلى أن وقف إطلاق النار في غزة، قد دخل حيز التنفيذ الفعلي صباح اليوم الأحد، عند الساعة الثامنة والنصف بالتوقيت المحلي، مع بدء عودة النازحين إلى منازلهم وأحيائهم في مناطق واسعة من شمال وجنوب قطاع غزة.


إلى ذلك، عاش قطاع غزة صباح اليوم الأحد، على إيقاع ما وُصف بكونه "هدوءا نسبيا"، حيث توقّفت عمليات القصف الجوي والمدفعي التي دأب الاحتلال على تنفيذها، طوال الليل والنهار، وعلى مدار 470 يوما من عمر الحرب الوحشية في قطاع غزة.

وستتضمّن المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة: توفير مأوى فوري للنازحين عبر إدخال البيوت المتنقلة والخيام، وأيضا إدخال معدات وآليات هندسية لإزالة الركام الناتج عن القصف المستمر. مع السّماح لعدد يتفق عليه من العسكريين الجرحى بالسفر لتلقي العلاج الطبي.

وخلال مطلع الأسبوع المقبل، من المرتقب أن يصل وفد من بعثة المراقبة الأوروبية إلى القاهرة، بغية الإعداد لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حيث إنه سيعمل على وضع آلية لإعادة تشغيل الجانب الفلسطيني من معبر رفح.

مقالات مشابهة

  • التنمية الاقتصادية أداة فعالة لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل
  • دعوة من الكتائب للرئيس المُكلف والعماد عون: لعدم الرضوخ للابتزاز المتمادي الذي يمارسه الثنائي
  • صاحب السعادة فؤاد سراج الدين.. الباشا الذي جعل من 25 يناير عيدا
  • الجارديان: الحياة في غزة ما زالت قاسية على الرغم من وقف إطلاق النار
  • علي الدين هلال: خطاب ترامب في حفل تنصيبه رئيسا لأمريكا لم يحمل جديدا
  • العقيدة الإسلامية أساس الدين كله والمرجع الذي يوجّه الأحكام..
  • نخب مسيحية تتحرك لاحتضان العهد... ومواكبة خطاب القَسَم
  • رئيس الموساد السابق: نقترب من نهاية الحرب وحماس ما زالت تقف على قدميها
  • رئيس الموساد السابق: نقترب لنهاية الحرب وحماس ما زالت تقف على قدميها
  • سيف علي خان| القبض على المتهم بطعنه وكشف ملابسات جريمته