حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر تطرح خمسة قرارات لمعالجة التحديات الإنسانية العالمية في مؤتمرها الدولي الرابع والثلاثين
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
يُعقد المؤتمر الدولي الرابع والثلاثون للصليب الأحمر والهلال الأحمر (المؤتمر الدولي) خلال الفترة من 28 إلى 31 أكتوبر، وتجتمع فيه إحدى أكبر شبكات العمل الإنساني في العالم، بما في ذلك 191 جمعية وطنية، بـ 196 دولة طرفًا في اتفاقيات جنيف. وسيركز الاجتماع – الذي يُعقد كل أربع سنوات – على خمسة قرارات رئيسية تهدف إلى طرح حلول إنسانية لتحديات عالمية.
ويمثل هذا الحدث منتدىً إنسانيًا خالصًا وغير مسيّس، ويوافق انعقاده هذا العام أوقاتًا حرجة، إذ تطغى أنباء النزاعات المحتدمة والكوارث المدمرة على العناوين الرئيسية، الأمر الذي يؤكد الحاجة الملحة إلى إعادة توجيه بوصلة اهتمام العالم نحو الناس الذين يواجهون الأزمات التي يعج بها عالم اليوم.
وقالت رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (الاتحاد الدولي)، السيدة كيت فوربس: "في عالم يشهد استقطابًا متزايدًا، يلقي المؤتمر الدولي الضوء على أهمية حركتنا العالمية في التصدي لتحديات الحاضر المعقدة. والحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر تجسد النموذج الأمثل للإنسانية في أوقات الاضطرابات".
من جهتها قالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية)، السيدة ميريانا سبولياريتش: "تخلف نزاعات اليوم مستويات من المعاناة لا تُحتمل وتتطلب تحركًا فوريًا. فقد عصفت النزاعات بالعديد من المجتمعات ومُزقت أواصر كثير من العائلات في المناطق التي تشهد حروبًا في عالم اليوم. ولا بد للمجتمع الدولي – على جناح السرعة – من أن يجدد تأكيد التزامه بالقانون الدولي الإنساني وأن يضع حماية المدنيين في صدارة أولوياته. وإن تعزيز الإجماع حول هذا الأمر ضرورة لا غنى عنها وتنبع من إنسانيتنا المشتركة".
ويركز جدول أعمال المؤتمر على قضايا إنسانية ملحّة؛ مثل الامتثال للقانون الدولي الإنساني، وحماية المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة، وأثر التكنولوجيات الرقمية على الحروب، وتمكين العمل الإنساني بقيادة محلية. وتهدف القرارات إلى توجيه العمل الإنساني العالمي والتصدي للتحديات الناشئة، ومنها:
إرساء ثقافة عالمية من الامتثال للقانون الدولي الإنساني: يروج هذا القرار لاحترام القانون الدولي الإنساني عن طريق تشجيع الدول على تعزيز أطرها القانونية التي توفر الحماية للمدنيين والعاملين في المجال الإنساني، لا سيما في مناطق النزاع.
حماية المدنيين من الآثار الإنسانية للتكنولوجيات الرقمية في النزاعات المسلحة: مع ارتفاع مخاطر الحرب الرقمية، يدعو هذا القرار المقترح إلى وضع لوائح وتدابير وقائية أكثر صرامة من أجل حماية المدنيين والبنية التحتية الحيوية من الهجمات السيبرانية.
تعزيز حوكمة مخاطر الكوارث: يدعو هذا القرار إلى وضع أطر قانونية شاملة لتحسين مستوى إدارة مخاطر الكوارث وتعزيز القدرة على الصمود عالميًا في مواجهة الكوارث.
تمكين القيادة المحلية وتعزيز القدرة على الصمود في مجال العمل الإنساني: تشجع هذه المبادرة – التي تشدد على أهمية الدور المحلي – الاستجابات المستدامة التي تقودها المجتمعات المحلية للأزمات عبر تمكين الجهات الفاعلة المحلية في جهود العمل الإنساني.
حماية الناس من الآثار الإنسانية المرتبطة بالمناخ: استجابة للتهديد المتنامي الذي يشكله تغير المناخ، يدعو هذا القرار إلى العمل بشكل استباقي والتعاون عالميًا من أجل التخفيف من العواقب الإنسانية للظواهر الجوية المتطرفة على السكان المستضعفين.
للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، تاريخ طويل في الارتقاء بالقانون الدولي الإنساني ودفع العمل الإنساني المحايد وغير المتحيز. ولقد مثلت الدورات السابقة من المؤتمر الدولي المحرك الدافع لإحراز تقدم كبير في قضايا مختلفة، بما في ذلك صياغة اتفاقيات جنيف لعام 1949، وإرساء المبادئ الإنسانية للعمل الإنساني المعترف بها عالميًا، وإطلاق الحملة العالمية لحظر الألغام الأرضية، واعتماد إرشادات الإغاثة في حالات الكوارث.
ولقد تناولت الدورات التي عُقدت في السنوات الأخيرة قضايا مثل العنف القائم على النوع الاجتماعي، والصحة النفسية، والتأهب للجوائح. وتعيد قرارات هذا العام تأكيد التزام الحركة بالتكيف إزاء التحديات المتغيرة في مجال العمل الإنساني والاستجابة لها.
وتمثل كل جلسة مناقشة تُعقد خلال دورة هذا العام من المؤتمر الدولي خطوة نحو تخفيف عبء المعاناة التي ينوء بها المتضررون من النزاعات والكوارث والأزمات.
والحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، منطلقة مما أحرزته من نجاحات وماضية نحو التصدي لتحديات جديدة، تعيد تأكيد أهمية هذا الحيز غير المسيّس في طرح حلول تصون كرامة المتضررين وتحمي حقوقهم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: للصلیب الأحمر والهلال الأحمر الدولیة للصلیب الأحمر الدولی الإنسانی المؤتمر الدولی العمل الإنسانی حمایة المدنیین هذا القرار
إقرأ أيضاً:
عودة التهديدات.. داعش يستهدف العاملين في الصليب الأحمر شمال نيجيريا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أصدر تنظيم داعش الإرهابي بيانا الأربعاء، أعلن فيه مقتل عضو بمنظمة الصليب الأحمر شمال نيجيريا.
وقال التنظيم في البيان الذي بثه عبر “وكالة ناشر نيوز” إحدى أذرع الإعلامية، إن العملية وقعت في بلدة “تشاري كاري” بمنطقة برنو شمال نيجيريا، مشيرًا إلى أن التنظيم أسر القتيل في وقت سابق وساوم عليه المنظمة.
ولم تكن تلك الحالة هي الحادثة الأولى التي استهدف فيها التنظيم العاملين في المنظمات الإغاثية والدولية في غرب افريقيا، إذ سبقها عمليات محدودة في السنوات الماضية لكن العملية الأخيرة تعتبر جديدة من نوعها خلال العام الجاري في ظل الصراعات المشتعلة بينه وبين الجماعات المسلحة في المنطقة وانشغاله في مقاومة السلطات المحلية.
ومن أبرز تلك العمليات اختطاف اثتنتين من موظفي الصليب الأحمر عام 2018 شمال نيجيريا، وأصدرت اللجنة الدولية نداء استغاثة لإنقاذ الموظفتين في مارس 2018م.
وكان التنظيم الإرهابي اختطف فتاة تدعى حواء محمد ليمان تعمل في مستشفى تابع للجنة الدولية للصليب الأحمر في برفقة سيدة أخرى تدعى أليس لوكشا وهي ممرضة تعمل في مركز تابع لمنظمة اليونيسيف، وكانت الموظفتان تعملان على تقديم الرعاية الصحية للمدنيين في منطقة ران شمال نيجيريا.
وذكر بيان اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان استغاثة نشرته في أكتوبر 2018، أكدت فيه أن هناك موظفة أخرى تدعة سيفورا حسيني أحمد خورسا قد قتلت أيضًا على يد خاطفيها في سبتمبر 2018.
وأشار البيان إلى اختطاف فتاة أخرى تدعى لياه شاريية الطالبة ذات الخمسة عشر عاما من مدرستها في قرية دابتشي في فبراير من العام نفسه.
وتعيد عملية قتل موظف اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى الأذهان مرة أخرى تلك الصورة الدموية التي تعرض لها العاملون في المنظمات الإغاثية والدولية على يد التنظيم الإرهابي الذي لا يلقي أي اعتبار للقوانين ولا الأعراف الدولية.
وتأتي العملية الأخرية في ظل أجواء ملتهبة اشتعل فيها الصراع بين تنظيم داعش الإرهابي والجماعات المسلحة الموالية لتنظيم القاعدة في غرب إفريقيا.