يُعقد المؤتمر الدولي الرابع والثلاثون للصليب الأحمر والهلال الأحمر (المؤتمر الدولي) خلال الفترة من 28 إلى 31 أكتوبر، وتجتمع فيه إحدى أكبر شبكات العمل الإنساني في العالم، بما في ذلك 191 جمعية وطنية، بـ 196 دولة طرفًا في اتفاقيات جنيف. وسيركز الاجتماع – الذي يُعقد كل أربع سنوات – على خمسة قرارات رئيسية تهدف إلى طرح حلول إنسانية لتحديات عالمية.

ويمثل هذا الحدث منتدىً إنسانيًا خالصًا وغير مسيّس، ويوافق انعقاده هذا العام أوقاتًا حرجة، إذ تطغى أنباء النزاعات المحتدمة والكوارث المدمرة على العناوين الرئيسية، الأمر الذي يؤكد الحاجة الملحة إلى إعادة توجيه بوصلة اهتمام العالم نحو الناس الذين يواجهون الأزمات التي يعج بها عالم اليوم.

وقالت رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (الاتحاد الدولي)، السيدة كيت فوربس: "في عالم يشهد استقطابًا متزايدًا، يلقي المؤتمر الدولي الضوء على أهمية حركتنا العالمية في التصدي لتحديات الحاضر المعقدة. والحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر تجسد النموذج الأمثل للإنسانية في أوقات الاضطرابات".

من جهتها قالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية)، السيدة ميريانا سبولياريتش: "تخلف نزاعات اليوم مستويات من المعاناة لا تُحتمل وتتطلب تحركًا فوريًا. فقد عصفت النزاعات بالعديد من المجتمعات ومُزقت أواصر كثير من العائلات في المناطق التي تشهد حروبًا في عالم اليوم. ولا بد للمجتمع الدولي – على جناح السرعة – من أن يجدد تأكيد التزامه بالقانون الدولي الإنساني وأن يضع حماية المدنيين في صدارة أولوياته. وإن تعزيز الإجماع حول هذا الأمر ضرورة لا غنى عنها وتنبع من إنسانيتنا المشتركة".

ويركز جدول أعمال المؤتمر على قضايا إنسانية ملحّة؛ مثل الامتثال للقانون الدولي الإنساني، وحماية المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة، وأثر التكنولوجيات الرقمية على الحروب، وتمكين العمل الإنساني بقيادة محلية. وتهدف القرارات إلى توجيه العمل الإنساني العالمي والتصدي للتحديات الناشئة، ومنها:

إرساء ثقافة عالمية من الامتثال للقانون الدولي الإنساني: يروج هذا القرار لاحترام القانون الدولي الإنساني عن طريق تشجيع الدول على تعزيز أطرها القانونية التي توفر الحماية للمدنيين والعاملين في المجال الإنساني، لا سيما في مناطق النزاع.

حماية المدنيين من الآثار الإنسانية للتكنولوجيات الرقمية في النزاعات المسلحة: مع ارتفاع مخاطر الحرب الرقمية، يدعو هذا القرار المقترح إلى وضع لوائح وتدابير وقائية أكثر صرامة من أجل حماية المدنيين والبنية التحتية الحيوية من الهجمات السيبرانية.

تعزيز حوكمة مخاطر الكوارث: يدعو هذا القرار إلى وضع أطر قانونية شاملة لتحسين مستوى إدارة مخاطر الكوارث وتعزيز القدرة على الصمود عالميًا في مواجهة الكوارث.

تمكين القيادة المحلية وتعزيز القدرة على الصمود في مجال العمل الإنساني: تشجع هذه المبادرة – التي تشدد على أهمية الدور المحلي – الاستجابات المستدامة التي تقودها المجتمعات المحلية للأزمات عبر تمكين الجهات الفاعلة المحلية في جهود العمل الإنساني.

حماية الناس من الآثار الإنسانية المرتبطة بالمناخ: استجابة للتهديد المتنامي الذي يشكله تغير المناخ، يدعو هذا القرار إلى العمل بشكل استباقي والتعاون عالميًا من أجل التخفيف من العواقب الإنسانية للظواهر الجوية المتطرفة على السكان المستضعفين.

للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، تاريخ طويل في الارتقاء بالقانون الدولي الإنساني ودفع العمل الإنساني المحايد وغير المتحيز. ولقد مثلت الدورات السابقة من المؤتمر الدولي المحرك الدافع لإحراز تقدم كبير في قضايا مختلفة، بما في ذلك صياغة اتفاقيات جنيف لعام 1949، وإرساء المبادئ الإنسانية للعمل الإنساني المعترف بها عالميًا، وإطلاق الحملة العالمية لحظر الألغام الأرضية، واعتماد إرشادات الإغاثة في حالات الكوارث.

ولقد تناولت الدورات التي عُقدت في السنوات الأخيرة قضايا مثل العنف القائم على النوع الاجتماعي، والصحة النفسية، والتأهب للجوائح. وتعيد قرارات هذا العام تأكيد التزام الحركة بالتكيف إزاء التحديات المتغيرة في مجال العمل الإنساني والاستجابة لها.

وتمثل كل جلسة مناقشة تُعقد خلال دورة هذا العام من المؤتمر الدولي خطوة نحو تخفيف عبء المعاناة التي ينوء بها المتضررون من النزاعات والكوارث والأزمات.

والحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، منطلقة مما أحرزته من نجاحات وماضية نحو التصدي لتحديات جديدة، تعيد تأكيد أهمية هذا الحيز غير المسيّس في طرح حلول تصون كرامة المتضررين وتحمي حقوقهم.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: للصلیب الأحمر والهلال الأحمر الدولیة للصلیب الأحمر الدولی الإنسانی المؤتمر الدولی العمل الإنسانی حمایة المدنیین هذا القرار

إقرأ أيضاً:

يناير المقبل.. 200 متحدث يناقشون تحديات سوق العمل الدولي في الرياض

تستعد العاصمة الرياض لاستضافة النسخة الثانية من المؤتمر الدولي لسوق العمل خلال الفترة من 29 إلى 30 يناير 2025م، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، حيث يُقام المؤتمر بالشراكة مع منظمة العمل الدولية والبنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة مسك.
ويشهد المؤتمر مشاركة أكثر من 200 متحدث عالمي يمثلون نخبة من الخبراء الدوليين والمسؤولين الحكوميين والأكاديميين وقادة المنظمات الدولية والمهنية من 50 دولة حول العالم.
أخبار متعلقة ارتكبا الغش التجاري.. التشهير بمخالفين لعرضهما مواد غذائية غير صالحةفي احتفالية بيومه العالمي.. وزير التعليم  يدشن المجلس الاستشاري التعليمي للطفولة .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } يناير المقبل.. 200 متحدث يناقشون تحديات سوق العمل الدولي في الرياض تعزيز التعاون الدولي
يفتتح المؤتمر أعماله بجلسة وزارية يشارك فيها أكثر من 40 وزيراً للعمل من مختلف أنحاء العالم وتهدف إلى تعزيز التعاون الدولي وإعادة هيكلة سوق العمل وبناء بيئة عمل مرنة وشاملة، كما يتضمن المؤتمر إطلاق مسار الشباب الذي يسعى لاستثمار طاقات المواهب الشابة بين 16 و25 عاماً بالإضافة إلى مسار الخبرات، الذي يركز على أصحاب الخبرات الطويلة من الفئة العمرية الأكبر، حيث يجمع كلا المسارين في جلسة حوارية تسلط الضوء على أهمية التعلم بين الأجيال ودوره في بناء فرق عمل مستدامة وذات كفاءة عالية.
يشارك في المؤتمر نخبة من أبرز المتحدثين ومن بينهم المهندس أحمد الراجحي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ومعالي المهندس خالد الفتح وزير الاستثمار وجيلبرت ف هونغبو المدير العام لمنظمة العمل الدولية، والأستاذ جيمس روبنسون الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2024، والدكتور عبدالغني الصائغ رئيس اللجنة السعودية لسوق العمل، والدكتور بدر البدر الرئيس التنفيذي لمؤسسة مسك، والدكتورة هلا التويجري رئيس هيئة حقوق الإنسان في السعودية، وكيرستي كاليولايد رئيسة إستونيا السابقة، وإيلسا فورنيرو وزيرة العمل السابقة بإيطاليا وأستاذة الاقتصاد السياسي.موضوعات مهمة
يركز المؤتمر على مناقشة مجموعة من الموضوعات المهمة مثل تطوير وإعادة تأهيل المهارات ودور القوى العاملة المتنقلة والتحديات التي تواجه الشباب في سوق العمل، وأهمية الشركات الصغيرة والمتوسطة وتأثير الاقتصاد الأخضر على مستقبل أسواق العمل.
يُعتبر المؤتمر فرصة حيوية لتعزيز التعاون الدولي وطرح الحلول المبتكرة لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية التي تواجه سوق العمل الدولي، حيث يجمع نخبة من المتحدثين من مختلف أنحاء أوروبا وآسيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والأمريكيتين، مما يعزز مكانة المملكة كمنصة عالمية لرسم ملامح مستقبل سوق العمل الدولي.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل افتتاح وبرنامج المؤتمر العام لأدباء مصر في دورته السادسة والثلاثين
  • برعاية حاكم الشارقة.. الجامعة القاسمية تطلق مؤتمرها الدولي حول صناعة المحتوى بالشراكة مع “وام”
  • بالصور: الهلال الاحمر الفلسطيني يستقبل رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في فلسطين
  • يناير المقبل.. 200 متحدث يناقشون تحديات سوق العمل الدولي في الرياض
  • عاجل| وزير البترول: شركات النفط والغاز العالمية أظهرت التزامًا كبيرًا بمشروعاتها فى مصر رغم التحديات
  • وفد من اليونيسيف والهلال الأحمر يتفقد القافلة الطبية بقرية الظهير
  • صحة شمال سيناء ووفد من اليونيسيف والهلال الأحمر يتابعون القافلة الطبية بالظهير
  • الأوقاف تعلن أسماء المرشحين للمسابقة العالمية الحادية والثلاثين للقرآن الكريم بجميع الأفرع
  • وزيرة التنمية المحلية تعرض أمام النواب أولويات العمل لمواجهة التحديات التي تواجه المحليات
  • وزير التعليم العالي: إنشاء مدن ذكية ومستدامة ضرورة ملحة تفرضها التحديات العالمية