عربي21:
2025-02-03@17:02:37 GMT

هل أخطأت المقاومة أم رأت ما لم نرَ؟!

تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT

ثارت مجددا أسئلة شائكة حول قرار المقاومة شن "طوفان الأقصى" قبل عام وأيام، خاصة بعد استشهاد قائدها يحيي السنوار هذا الشهر، وقائدها السابق إسماعيل هنية في 31 تموز/ يوليو الماضي.. هل كان قرار المقاومة شن هجوم على الكيان الإسرائيلي الغاصب في 7 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي خطأ؟ وهل يحق لها أن تتخذ قرارا بشن حرب على دولة يناصرها الغرب، إن لم يكن مستفيدا أولا من وجودها ربما بمثل استفادتها أو أكثر بتمثيلها لقيمه ومبادئه التي يريد استمرار فرضها بالقوة على منطقتنا؛ ومن ثم بيان قوته ومنعته وهيبته أمام عالم اليوم؟ وأخيرا هل استفادت المقاومة والقضية شيئا من القرار؟ أم تخسر وما تزال من خيّرة أبنائها وأبناء فلسطين بعامة؟ وبالتالي هل يكسب العدو مساحات جديدة سواء مادية أو معنوية، فضلا عن استمرار الحرب واتخاذها ذريعة لإبادة جماعية معاصرة غير مسبوقة اليوم؟

بداية يجب القول بأنه رغم نظرتنا للمقاومة الفلسطينية كآخر خط مناضل عن شرف الأمة كلها، وكآخر حركة تحرير في عالم لا توجد فيه دولة محتلة بصورة مباشرة غير فلسطين؛ ورغم تسليمنا بأن أفراد المقاومة يحاربون عدوا شرسا لا يؤمن بقيمة غير العنصرية والطغيان والتواجد بقوة السلاح في أرض لا عنوان تاريخيا له فيها، فيما نحن جالسون منذ أكثر من عام نرى أهل غزة الحبيبة يُبادون، ويُقصفون، ويجوعون، ويُمحون عن الوجود، ونكتفي أحيانا بمصمصة الشفاه، وأخرى بالتناسي كي تمضي الحياة بنا.

. رغم كل ما سبق فإننا لا يمكن أن ننكر أن قادة المقاومة بشر يصيبون وخطؤهم وارد جدا، وإننا في عالم اختلطت فيه المُسلّمات ودقيق المفاهيم حتى يحتاج المدقق في أحداثه السياسية لصبر وتدقيق ربما لا يتوافران لدى البعض من المتسرعين بالحكم للمقاومة أو ضدها لسابق الاعتبارات، ولغلبة العاطفة أحيانا أو المصلحة أحيانا أخرى.

يتخيل البعض سلامة غزة وأهلها واحتفاظ المقاومة بقوتها لو لم تبدأ الأخيرة الهجوم ثم الخسائر البشرية والعمرانية المهولة، ولكن -في المقابل- هل بدأت المقاومة الحرب أم المعركة؟ هذا سؤال يمثل نقطة نظام مهمة، فإن الأمر لم يكن قبل بدء الطوفان رخاء؛ فأهل غزة وفلسطين بعامة تحملوا مرارات وحماقات وترّهات عدو غاشم لا يتردد في تصفية إنسان لمجرد أن "مشهده" لم يرق له؛ فضلا عن السجن، والمصادرة، والطرد، والإبعاد الجبري، أو المكره صاحبه.. هل يعرف واحدنا شعور المستنزف الذي يرقب جرحا يعرف أنه سيرديه، ثم هو مستسلم محتمل يتذرع بالتعقل أملا في رحمة أو نجدة؟ فإذا علمنا أن العدو، بمباركة أمريكية، كان ينوي تصفية القضية على نحو ليس مسبوقا، سواء بتهجير جماعي أو بمزيد من التطبيع المعلن مع دول عربية جديدة، فإنه في جميع الأحوال كان الغزاويون وغيرهم من الفلسطينيين سينتقلون من معاناة ضخمة لأخرى مميتة؛ من فقد للملاذ، وتشتت للأهل، وإعلان وفاة بانقضاء مصادر الدخل المعتادة وانتظار أخرى مسلّم بصعوبة مجيئها.

إن للمضطر والملهوف محاذر الموت معجما للتعامل لا يعرفه الآمن أو المكدر تكدير الحياة المعتادة؛ فإن قيل إن الحرب جرَّت على الأهل بغزة ما لم يكونوا يحتملونه -وما تزال- وعجلت بهلاكهم هلاكا جماعيا، وإن التسليم وإلقاء السلاح الآن واجب الوقت؛ كان حاسم الرد واضحا: المخطط معد بعناية سواء بادرت المقاومة بالهجوم أو لم تفعل، ثم هل واحدنا يمكن أن يكون اكثر استشعارا للألم والخطر من الغزاويين أنفسهم، أو أصحاب القضية؟ فإذا كان الأخيرون مجمعون على ضرورة المقاومة واستمرارها، وإنما يبحثون عن حل آخر فما بالنا نتحدث وكأننا المضارون لا هم؟

إن الحرب مستمرة منذ قبل 1936م عبر العصابات الصهيونية المسلحة ثم تطورت معاركها وصولا لليوم، وبالتالي فمعركة "طوفان الأقصى" حتى إن نبذنا بعض العناصر فيها، إلا أن هذا لا يمنع كونها داخل سلسلة الحرب معركة، أي فرع وليست الحرب الأصلية أو الأصيلة، وبالتالي فإن عدمها لم يكن ليمنع استمرار تصاعد القضية وصولا للإبادة وإنما أسرعت المقاومة بتفعيل دورها -لا تفعيل المعركة- لتؤثر في مخلصي العالم لعلهم يتحركون!

ربما الخطأ الاستراتيجي التي وقعت فيه المقاومة وأهل غزة بطيبة وفروسية ونُبل؛ يتمثل في افتراض عدم صمتنا المطبق كعرب واستمرار حياتنا على النحو المعتاد، فقد حسبوا أنَّا لا نفعلها، فإن تك المجازر الصهيونية المستمرة الحاصدة لعشرات الآلاف سابقة مرت عليها فترات، فإن هذه المجازر تحدث الآن وفي ظل ثورة إعلامية تنقل الصورة غير مسبوقة وعدد الذين العرب يعرفونها أكبر وأكثر.

إننا بوضوح شديد جدا خذلنا غزة خذلانا لم يكن يخطر لها على بال؛ فيجب ألَّا نداري "عورتنا" هذه بالعيب عليها وعلى قراراتها، وإن تفكيرنا في أنفسنا وإنسانيتنا وما يتبقى منها ومنا بعد هذه المجازر البالغة الضراوة، ثم مصيرنا بالمستقبل، يجب أن يكون همنا الأول، أما المقاومة فإنها مستمرة برحيل السنوار كما استمرت برحيل عشرات القادة قبله، ستستمر لعدالة قضيتها لا بفضل تحليلاتنا ولومنا لأصحابها؛ فهلا تدبرنا وتعقلنا لعلنا نحافظ على ما تبقى منا وصورتنا أمام أبنائنا والأجيال المقبلة فضلا عن التاريخ؟!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المقاومة السنوار فلسطين غزة فلسطين غزة المقاومة السنوار طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة تفاعلي سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لم یکن

إقرأ أيضاً:

لن ترحل غزة !

مثل العملة، أي عملة في العالم، لها وجهان مختلفان جداً. لكنهما العملة. تماماً كالوضع العربي الآن. ثمة وجه مبتسم فرح بما قامت به المقاومة في غزة ووجه آخر كظيم شكك ولم يزل يشكك، رغم ما تراه عيناه وتسمعه أذناه. انه الوجه الخلفي الذي لا يعول عليه.

رغم أن أي انسان حر في ما يفكر وما يقول، لكن لا يستطيع أحد أن يطمس الحقيقة. نحن في زمن الصورة الأصدق من الكلمة. وما شاهدناه لمراسم تسليم الأسرى الاسرائيليين في الأيام الماضية في غزة أدخل الفرح في قلب كل عربي، ما عدا طبعاً أولئك الذين ران على قلوبهم وعلى عيونهم غشاوة من أوراق الدولار وفي أنوفهم رائحة النتن ياهو.

من لم يفرح لرؤية أسير من ذوي المؤبدات يقبل يدي والده وقدمي أمه بعد ثلاثين وأربعين سنة أمضاها في سجون الاحتلال. وذاك الذي يحتضن ابنه العشريني الذي كان جنيناً في بطن أمه عندما قاوم الاحتلال واعتقل. وذاك الذي يحتضن طفله الذي رزق به عن طريق « النطف المحررة « أوذاك وذاك وذاك، كلهم أُسروا شباباً وخرجوا شيباً وقد فقدوا ثلث وزنهم، على الأقل.

إن شعباً يخترع تهريب النطفة من بين القضبان لتحمل بها زوجته عن بعد، شعب مبدع جبار لن يرحل من أرضه.
خرجوا ؟.. لا، الأصح تحرروا، حررتهم المقاومة رغم أنف المحتل.

من لم تبهجه الرسائل التي قصدت المقاومة توجيهها من خلال ترتيبات اطلاق سراح الأسرى الاسرائيليين. التنظيم المتقن، أماكن التسليم من جباليا وخانيونس ومخيم الشاطئ والميناء في مدينة غزة، ومن أنقاض بيت السنوار، السلاح الاسرائيلي الذي كان يحمله مرافقو الأسرى وغنموه في السابع من اكتوبر العظيم.

الحالة الصحية الجيدة التي خرج بها الأسرى، والعدد الكبير لانتشار رجال المقاومة في كل التفاصيل ما يؤكد أن المقاومة جندت عشرات الآلاف من الشباب أثناء العدوان الذي استمر خمسة عشر شهراً حسب اعتراف العدو.. وغيرها كثير.

رمزية كشف المقاومة عن استشهاد بعض أبرز قادتها ومنهم محمد الضيف جاء ليؤكد أن المقاومة كالشجرة كلما سقط منها غصن تنبت أغصانا وهذا حال الشعب الفلسطيني منذ مئة عام.

كلها أثبتت أن المقاومة انتصرت كما يقول الخبراء الدوليون، «القوي مهزوم إذا لم ينتصر في الحرب والضعيف منتصر إذا لم يُهزم «.

طبعاً ثمة من ينطبق عليه مثل من لا يعجبه العجب « يطلِع في اللسان عظم «. ولا يرى في كل هذا المشهد الاسطوري المقاوم إلا الدمار والخراب الذي خلفه العدوان الوحشي. لكأن شعبا في التاريخ تحرر من دون تضحيات ولم يقدم قوافل الشهداء؟!

شعب قدم كل هذه التضحيات وظل صامداً في أرضه. عاد الى أنقاض بيته في شمال غزة فرحاً حاملاً خيمته و..كرامته ومقاومته.

هذا ما لا يفهمه ترامب. وان كان يريد تحقيق السلام وبدل أن يفكر في تهجير أهل غزة، ليختصر الطريق ويرحل الستة ملايين اسرائيلي فكلهم يحملون جوازات سفلر بلدانهم التي جاؤوا منها واحتلوا فلسطين. وان لم يفعل فإن هذا الكيان يتفكك من تلقاء ساكنيه المحتلين.

الدستور الأردنية

مقالات مشابهة

  • بن جفير: أهداف الحرب لم تتحقق طالما بقيت حماس في غزة
  • غرامي 2025.. هل أخطأت سابرينا كاربنتر في أدائها على المسرح؟
  • لن ترحل غزة !
  • المشري: استمرار اجتماعات مجلسي النواب والدولة
  • استشهاد فتى فلسطيني بقصف صهيوني على جنين
  • أستاذ علوم سياسية: إسرائيل مارست كل أنواع الكذب والتضليل في عدوانها على غزة
  • أستاذ علوم سياسية: الاحتلال الإسرائيلي يمارس كل أنواع الكذب في حرب غزة
  • أستاذ علوم سياسية: الحكومة الإسرائيلية مارست كل أنواع الكذب والتضليل
  • لجان المقاومة بتنسيقية «تقدم»: تشكيل حكومة في ظل الحرب يعمّق الانقسام ويطيل أمد الأزمة
  • المانيا تقرر استمرار بحريتها ضمن المهمة الأوربية في البحر الأحمر