النفط والذهب يرتفعان وسط حالة الغموض المحيطة بالانتخابات الأميركية
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
ارتفعت أسعار النفط والذهب بدعم من حالة الغموض المحيطة بالانتخابات الرئاسية الأميركية، بالإضافة إلى خطة واشنطن لتعزيز الاحتياطي الإستراتيجي من النفط الخام.
النفط يرتفعارتفعت أسعار النفط -اليوم الثلاثاء- بعد تراجعها في الجلسة السابقة، مدعومة بخطة أميركية لتعزيز الاحتياطي الإستراتيجي من الخام، في ظل المخاوف الأوسع نطاقا بشأن ضعف نمو الطلب في المستقبل.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت 36 سنتا أو 0.5% إلى 71.78 دولارا للبرميل، في وقت كتابة هذا التقرير، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.49% إلى 32 سنتا إلى 67.70 دولارا.
وانخفضت العقود الآجلة للخامين القياسيين 6% أمس الاثنين، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ أول أكتوبر/تشرين الأول الحالي، بعد عدم مساس الضربة الانتقامية التي شنتها إسرائيل على إيران في مطلع الأسبوع بالبنية التحتية النفطية لطهران.
ومع عدم وجود مؤشرات -في ما يبدو- على أن البلدين قد يصعّدان الصراع بعد الهجوم، برزت مخاوف المستثمرين بشأن ضعف نمو الطلب العالمي على النفط لهذا العام والعام المقبل.
وقالت الولايات المتحدة أمس الاثنين إنها تسعى لشراء ما يصل إلى 3 ملايين برميل من النفط للاحتياطي الإستراتيجي للتسليم حتى مايو/أيار من العام المقبل، في عملية شراء لن تترك للحكومة سوى القليل من المال لشراء كميات أخرى حتى يوافق المشرعون على إتاحة مزيد من الأموال.
وقال هيرويوكي كيكوكاوا، رئيس "إن إس تريدنغ" -وهي وحدة تابعة لشركة نيسان للأوراق المالية- إنه "بينما تظل التوقعات بشأن الوضع في الشرق الأوسط مثيرة للقلق، فإن السوق تتوقع هدوءا مؤقتا في الضربات الانتقامية بين إسرائيل وإيران".
وأضاف أن "الخطة الأميركية لتعزيز الاحتياطي الإستراتيجي قدمت بعض الدعم للسوق"، لكنه توقع اتجاها نزوليا في المستقبل مع اقتراب موسم ذروة الطلب على الكيروسين في الشتاء في نصف الكرة الشمالي ومع استمرار تباطؤ الطلب في الصين.
ونفذت عشرات الطائرات الحربية الإسرائيلية -السبت الماضي- 3 موجات من الضربات ضد منشآت لتصنيع الصواريخ ومواقع أخرى بالقرب من طهران وفي غرب إيران، في أحدث تبادل للقصف بين الخصمين في الشرق الأوسط.
واستهدفت الضربة الإسرائيلية بشكل أكبر الأهداف العسكرية، الأمر الذي هدأ المخاوف من احتمال قيام إسرائيل بمهاجمة المنشآت النووية أو البنية التحتية النفطية الإيرانية.
لكن التوتر لا يزال مرتفعا، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي -أمس الاثنين- إن إيران "ستستخدم كل الأدوات المتاحة" للرد على الهجوم الإسرائيلي.
وحذرت الولايات المتحدة إيران في مجلس الأمن الدولي من "عواقب وخيمة" إذا أقدمت على أي أعمال عدائية أخرى ضد إسرائيل أو العسكريين الأميركيين في الشرق الأوسط.
وفي الولايات المتحدة، رجح استطلاع أولي أجرته رويترز أمس أن ترتفع مخزونات النفط الخام والبنزين الأسبوع الماضي، في حين من المتوقع أن تنخفض مخزونات نواتج التقطير.
ومن المقرر أن يصدر معهد البترول الأميركي تقريره الأسبوعي اليوم الثلاثاء، بينما ستصدر إدارة معلومات الطاقة -الذراع الإحصائية لوزارة الطاقة الأميركية- تقريرها غدا الأربعاء.
الذهب يصعدوحومت أسعار الذهب قرب مستويات مرتفعة قياسية اليوم الثلاثاء، بدعم من حالة الغموض المحيطة بالانتخابات الرئاسية الأميركية، بينما ينتظر المستثمرون بيانات اقتصادية مهمة للحصول على مؤشرات على مسار الفائدة الذي سيتبعه مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي).
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.16% إلى 2746.82 دولارا للأوقية (الأونصة)، وهو ما يقرب من أعلى مستوى قياسي لها عند 2758.37 دولارا للأوقية الذي سجلته الأربعاء الماضي.
وزادت العقود الآجلة الأميركية للذهب 0.26% إلى 2763.10 دولارا.
ونقلت رويترز عن خبير إستراتيجيات السوق في "آي جي" ييب جون رونغ قوله: "قد تستمر الفترة التي تسبق الانتخابات الأميركية المقبلة في تقديم قوة دفع لمكانة الذهب كأداة تحوط ضد اضطرابات السوق، بدعم من التراجع المؤقت للدولار الأميركي وعوائد سندات الخزانة الليلة الماضية".
وأضاف: "في حين أن البيانات الاقتصادية القوية قد تدعم مزيدا من الصبر في عملية التيسير النقدي التي يقوم بها مجلس الاحتياطي الفدرالي، فإننا قد نتوقع أن تواصل أسعار الذهب تلقي الدعم مع استقرار توقعات (خفض) أسعار الفائدة حول مستوى أصغر يبلغ 25 نقطة أساس في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل".
ولم يتبق سوى 8 أيام حتى صدور قرار مجلس الاحتياطي الفدرالي بشأن أسعار الفائدة، ومن المتوقع أن تؤثر سلسلة من البيانات والأحداث المهمة على المسار الذي سيتبعه البنك المركزي الأميركي.
أحداث مهمة
وتتضمن البيانات المنتظرة هذا الأسبوع:
بيانات الوظائف الشاغرة في الولايات المتحدة المقرر صدورها اليوم. بيانات توظيف المتوقع صدورها غدا الأربعاء. نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة يوم الخميس. تقرير الرواتب يوم الجمعة. بعد ذلك ستأتي الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني.وحسب أداة "فيد ووتش" التابعة لمجموعة "سي إم إي"، تقدر الأسواق احتمالات خفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس من قبل مجلس الاحتياطي الفدرالي بنحو 98%.
وتؤدي أسعار الفائدة المنخفضة إلى تقليل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، الذي يُنظر إليه أيضا على أنه أصل آمن خلال أوقات الاضطرابات الاقتصادية والسياسية.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى:
ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.87% إلى 33.97 دولارا للأوقية. زاد البلاتين 1.42% إلى 1049 دولارا.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
خبراء: زيادة المخاطر العالمية تدفع الذهب إلى مستوى 3300 دولار
حسام عبدالنبي (أبوظبي)
أجمع خبراء في القطاع المالي، على وجود عدد من العوامل التي تدعم صعود أسعار الذهب ليتجاوز 3000 دولار، وقد يستهدف مستوى 3300 دولار، وأهمها ضعف البيانات الاقتصادية الأميركية، وحالة الضبابية العالمية في أسواق السلع والعملات والأسهم.
وأشاروا إلى أن زيادة شراء البنوك المركزية والمخاوف المتعلقة بالديون المالية العالمية، والتوقعات بخفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام، يعزز الطلب ويزيد من جاذبية المعدن الأصفر خاصة السبائك الذهبية، منوهين بأن التحليلات ترجح ارتفاع السعر إلى 3300 دولار، وأن الذهب قد يشهد مقاومة عند 2912 دولاراً ودعماً عند مستوى 2862 دولاراً.
مستوى نفسي
وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجيات السلع في «ساكسو بنك» إن المعدن الأصفر استأنف مساره الصعودي بعد تصحيح نسبي في الأسعار والتحرك عرضياً، ويتداول الذهب حالياً فوق مستوى 2900 دولار، فيما يضع المتداولون أعينهم مرة أخرى على المستوى النفسي البالغ 3000 دولار.
وأضاف أن المتداولين والمستثمرين يتفاعلون مع التدهور الحاد والمفاجئ في البيانات الاقتصادية الأميركية، وقد أدى ذلك إلى زيادة مخاطر التضخم الركودي حيث النمو الاقتصادي المنخفض وارتفاع معدلات البطالة وزيادة التضخم، مشيراً إلى أنه مع وضع ذلك في الاعتبار، يبقى التوقع لصالح الذهب، لاسيما بالنظر إلى العمق المحدود للتصحيح الأخير في الأسعار، مما يشير إلى وجود طلب قوي على الرغم من ضغوط البيع من المتداولين التقنيين.
وأوضح هانسن، أنه بالإضافة إلى تنويع المحفظة والطلب على الملاذات الآمنة، فمن المرجح أن يستمر الذهب في الاستفادة من عمليات شراء البنوك المركزية والمخاوف المتعلقة بالديون المالية.
وذكر أن الذهب في العقود الفورية يتداول بارتفاع 11% منذ بداية العام، مع اقتراب المكسب السنوي من 38%، لافتاً إلى أنه في الوقت الذي ندرك فيه تماماً أن المسار ليس خطياً، سنظل نؤكد على هدفنا الذي تم رفعه مؤخراً إلى 3300 دولار، لاسيما وأنه خلال محاولة التصحيح الأخيرة، تمكن الذهب من الارتداد قبل أن يصل إلى مستوى تصحيح «فيبوناتشي 0.382» عند 2813 دولاراً، ناهيك عن ذروة عام 2024 عند 2790 دولاراً.
وعن الاعتقاد بزيادة مشتريات الذهب إلى مستويات التشبع وتأثير ذلك على الأسعار، أجاب هانسن، أنه بينما يدعم الزخم وقوة السعر الشراء، تُظهر الأنشطة عبر صناديق الاستثمار المتداولة وسوق العقود الآجلة في بورصة كوميكس صورة مختلفة. وأوضح أنه في حين ارتفع الطلب على الصناديق المدعومة بالذهب خلال الشهر الماضي، يبقى إجمالي الحيازات عند 85.8 مليون أونصة دون الذروة التي سجلتها في 2022 عند 107 ملايين أونصة، مؤكداً أنه في الوقت نفسه، كان المضاربون الميسورون في سوق العقود الآجلة مؤخراً من البائعين الصافين، وفي الأسبوع المنتهي في 25 فبراير، احتفظوا بمراكز صافية طويلة قدرها 26.7 مليون أونصة، وهو ضمن النطاق الذي شوهد خلال الأشهر العشرة الماضية.
تصاعد المخاطر
ومن جهتها أفادت رزان هلال، محلّلة السوق في شركة «فوركس دوت كوم» بأن سعر الذهب ارتفع بنسبة تتجاوز 11% منذ بداية عام 2025، مسجلاً أعلى مستوياته بالقرب من 2950 دولاراً للأوقية، وفي ظل إمكانية تصاعد المخاطر، فقد يرتفع السعر إلى ما يزيد على 3000 دولار للأوقية مع تأثير سياسات ترامب على حالة الضبابيّة العالميّة في أسواق السلع والعملات والأسهم.
وقالت إنه في دولة الإمارات ومع الأخذ بعين الاعتبار تفضيل الإمارات لاستثمارات الذهب المعفاة من الضرائب، إلى جانب مشاركتها في مجموعة البريكس +، والاتصال بأكبر منتجي الذهب في العالم بين روسيا والصين والهند، فقد ارتفع الطلب السنوي على السبائك والعملات المعدنية في المنطقة بنسبة 15% بين عامي 2023 و 2024 من 11.5 طن إلى 13.3 طن وفقاً لمجلس الذهب العالمي، كما يمر نحو 20% إلى 30% من إجمالي الذهب المتداول عالمياً كل عام عبر دبي، وفقاً لمركز دبي للسلع المتعددة، متوقعة أن تزيد هذه الأرقام إذا استمر التضخم العالمي والمخاوف الجيوسياسية في عام 2025.
دعم ومقاومة
وبدوره يرى، فيجاي فاليشا، الرئيس التنفيذي للاستثمار في «سنشري فاينانشال» إن أسعار الذهب ارتفعت بنسبة 1.21% لتصل إلى 2890 دولاراً، في الوقت الذي استعد فيه المستثمرون للاضطرابات الاقتصادية عقب فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تعريفات جمركية على الواردات.
وأوضح أنه في الشهر الماضي، شهد نشاط المصانع الأميركية ركوداً تقريباً مع انخفاض الطلبات والتوظيف، في حين ارتفع مقياس الأسعار المدفوعة للمواد إلى أعلى مستوى له منذ يونيو 2022، كما انخفض مؤشر التصنيع الخاص بمعهد إدارة التوريدات بمقدار 0.6 نقطة في فبراير إلى 50.3.
وأشار فاليشا، إلى أنه عند إضافة بيانات التصنيع الضعيفة إلى سلسلة من المؤشرات الأميركية المخيبة للآمال في الأسابيع الأخيرة، والتي تشير إلى ضعف الطلب على العقارات السكنية، وارتفاع مطالبات البطالة، وانخفاض الإنفاق الشخصي، فإن هذه التقارير أدت إلى زيادة التوقعات بخفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام، الأمر الذي يميل أيضاً إلى تعزيز جاذبية السبائك الذهبية كأصل لا يدر عائداً، منوهاً أن أسعار الذهب انخفضت قليلاً بنسبة 0.14%، ويتداول دون المتوسط المتحرك البسيط لـ9 أيام عند 2888 دولاراً، وقد يشهد مقاومة عند 2912 دولاراً ودعماً عند 2862 دولاراً.