إسرائيل – كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن تقدم كبير في مفاوضات وقف الحرب الإسرائيلية على لبنان، وأشارت إلى “دور روسي مهم”.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن المحادثات الجارية من أجل التوصل إلى اتفاق الحرب في الشمال بلغت مرحلة متقدمة، حيث سيزور المبعوث الأمريكي آموس هوكستين إسرائيل ولبنان في إطار هذه المساعي.

وأفاد المسؤولون بأنه إذا لم تنفجر المحادثات، فسيبدأ الجيش الإسرائيلي بإعادة الانتشار، والانسحاب من بعض النقاط التي انتهت فيها مهمته داخل أراضي جنوب لبنان، بحيث تغادر معظم القوات الأراضي اللبنانية. ومن الممكن أن تبقى إسرائيل في نقاط مهمة تكتيكيا على الجانب اللبناني وعلى طول الحدود، حتى يتم التوصل إلى اتفاق نهائي وحتى نهاية التسوية.

وأكد مسؤولون كبار في إسرائيل أن القتال لن يتوقف لغرض المفاوضات، بل بعد التوصل إلى اتفاق نهائي. وتشير تقديرات مصادر استخباراتية غربية إلى أن “إيران سمحت لحركة الفصائل اللبنانية بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان، حتى من دون وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وربما حتى تدفع باتجاهه”.

وحسب المصادر الإسرائيلية فإن المقترح يتضمن وقف الأعمال القتالية بين إسرائيل والفصائل اللبنانية لمدة 60 يوما وسيتم نشر الجيش اللبناني في الجنوب، ووضع آلية لمراقبة تنفيذ الاتفاق.

كما يتضمن الاتفاق المقترح بين إسرائيل ولبنان والولايات المتحدة ودول أخرى ثلاثة عناصر:

العنصر الأول هو تطبيق القرار 1701 بشكل موسع، بما يضمن عدم وجود مسلح لالفصائل اللبنانية جنوب نهر الليطاني، أن ينتشر الجيش اللبناني على طول الحدود الشمالية بأعداد كبيرة، ما بين 5000 إلى 10000 عنصر، وسيتم تعزيز قوة اليونيفيل الحالية، حيث سيتم استبدال بعض عناصرها بقوات من جنسيات ألمانية وفرنسية وبريطانية. العنصر الثاني هو إنشاء قوات دولية جديدة تهدف إلى مراقبة أي انتهاكات قد تحدث من قبل إسرائيل أو الفصائل اللبنانية. وكجزء من المفاوضات، طلبت إسرائيل من الرئيس الأمريكي جو بايدن إرسال رسالة تؤكد على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، بحيث يكون من الواضح أن الجيش الإسرائيلي قد يزيل التهديدات التي يكتشفها. العنصر الثالث فهو منع إعادة تسليح الفصائل اللبنانية، ضمن التفاهمات التي ستنهي الحرب. يتعلق الأمر بمنع دخول الوسائل العسكرية التي سيتم تعريفها على أنها “ممنوعة” من الجو والبحر والبر.

وحسب الصحيفة الإسرائيلية، فقد أبدت روسيا استعدادها للمساعدة في تنفيذ الاتفاق، ومن المفترض أن تلعب دورا في استقرار الوضع في لبنان وسوريا.

وقال مصدر أجنبي مطلع إن “الروس سيكون لهم وضع خاص في تنفيذ الاتفاق ومنع المزيد من التصعيد”.

وذكرت “يديعوت أحرونوت” أن إسرائيل معنية بالتدخل الروسي ودفعت نحوه، على أمل أن يتم الحفاظ بهذه الطريقة على استقرار الاتفاق والقدرة على تطبيقه، وتقليص الاعتماد على التدخل الأمريكي في المنطقة.

المصدر: Ynet

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

محللون: إسرائيل رهينة لإملاءات ترامب بشأن اتفاق غزة

القدس المحتلة- بدا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منساقا في تصريحاته وإجراءاته بشأن اتفاق غزة مع توجهات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي دفع نحو اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة التبادل، وتجلى ذلك خلال زيارة وزير الخارجية ماركو روبيو إلى تل أبيب، الذي دعا لاستئناف مفاوضات المرحلة الثانية من الصفقة، خلافا لتوجهات نتنياهو السابقة التي كانت تسعى لتمديد المرحلة الأولى.

ولم تكن تصريحات روبيو بشأن اتفاق غزة الوحيدة التي أشارت إلى ارتهان نتنياهو للتعليمات الصادرة من واشنطن، حيث أتى إعلان ستيفن ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ليعزز ذلك، حين قال إن "المرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى ستنطلق هذا الأسبوع".

وأمام هذه التحولات، وجد مكتب نتنياهو ذاته مضطرا للتعامل بتناغم مع إعلان ويتكوف، عبر إصدار بيانات رسمية توافقية مع خطة ترامب بشأن غزة، بما ينسجم مع تطلع البيت الأبيض للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق بهدف إطلاق سراح جميع المختطفين، وفقا لقراءات المحللين الإسرائيليين الذين أجمعوا أن تصريحات ترامب تخفي بطياتها ضغوطات واشنطن على تل أبيب.

إعلان ضغوطات أميركية

وفي العودة إلى كواليس اللقاء الذي جمع نتنياهو بروبيو بالقدس المحتلة، أكدت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي تعرض لضغوطات من قبل وزير الخارجية الأميركي، الذي قال له إن "عدم التفاوض ليس خيارا مطروحا على الإطلاق"، بينما نقلت عن مبعوث ترامب قوله "الرئيس يريد أن تحدث المرحلة الثانية".

وفي أعقاب الضغوطات الأميركية الخفية، التي يسعى ترامب من خلالها للتوصل إلى اتفاق أوسع نطاقا بالشرق الأوسط يشمل أيضا السعودية وإيران، يقول مراسل الشؤون السياسية للقناة 12 الإسرائيلية يارون أبراهام إن "نتنياهو وافق على إجراء مشاورات في الكابينت بشأن صفقة التبادل، وعلى إرسال وفد إسرائيلي إلى القاهرة لبدء مفاوضات المرحلة الثانية"، علما أنه كان معارضا لهذه الخطوات.

وعلى هذا الأساس، أتت مخرجات اجتماع المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" متناغمة مع تصريحات روبيو وتوجيهات ويتكوف، في مؤشر يخفي كواليس الضغوطات التي يمارسها ترامب على نتنياهو، الذي طالما صرح بأنه يتخذ قراراته ويقدر خطواته بشأن غزة بتنسيق مع الرئيس الأميركي، وكرر التزامه بخطة ترامب لإنشاء غزة مختلفة.

وفي مؤشر يعكس إملاءات واشنطن لتل أبيب بكل ما يتعلق في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أوضح محلل الشؤون العسكرية والأمنية بالموقع الإلكتروني "زمان يسرائيل" أمير بار شالوم، أن نتنياهو يعتمد نهج المماطلة والمراوغة بهدف تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، لكن دون أن يغضب ترامب الذي يريد أن يتم الانتقال للمرحلة الثانية.

وسوّغ بار شالوم نهج نتنياهو بالمماطلة، بالقول إنه "مع تقدم استمرار عمليات الإفراج عن الأسرى، تظهر حركة حماس سيطرة متزايدة على القطاع، ليس فقط على السكان، بل وعلى حركة الجهاد الإسلامي وكافة فصائل المقاومة أيضا، وهو ما يبدد النصر المطلق ويفند مقولة تحقيق أهداف الحرب".

إعلان

ويضيف محلل الشؤون العسكرية والأمنية، أنه قبل أسبوعين من انتهاء المرحلة الأولى "يتعين على إسرائيل أن تقرر إلى أين تتجه، لأنه إذا تجدد القتال في غزة، ستجد نفسها في وضع مختلف تماما، فهي لأول مرة ستكون في قتال نشط في عهد ترامب، الذي يتطلع لمواصلة اتفاقيات التطبيع بالشرق الأوسط".

وأوضح بار شالوم أن "صناع القرار الإسرائيلي للمستويين السياسي والعسكري يتحركون بين التفاوض على المرحلة الثانية وصولا إلى إعلان انتهاء الحرب، أو استئناف إطلاق النار فور انتهاء المرحلة الحالية أو انفجارها، وبين هذين النقيضين، يتعين على إسرائيل أن تقبل القول الفصل لترامب حول تطلعاته للشرق الأوسط".

روبيو نقل لنتنياهو رسالة مفادها أن عدم التفاوض ليس خيارا مطروحا على الإطلاق (الصحافة الإسرائيلية) ارتهان إسرائيل

وفي قراءة للمؤشرات بشأن ارتهان حكومة نتنياهو لتصريحات ترامب، تعتقد المحللة السياسية ورئيسة حزب العمل سابقا شيلي يحيموفيتش، أن نتنياهو وظف تصريحات ترامب بشأن تهجير سكان غزة وكذلك المهلة التي أعطاها لحماس لإطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين، إلى أجندته، بحيث تحولت إلى خطاب رسمي بالحكومة، وهو ما طغى على التصريحات للمسؤولين الإسرائيليين، لكن دون رؤية واضحة لمستقبل اتفاق غزة.

ووجهت يحيموفيتش في مقال لها في صحيفة "يديعوت أحرونوت" انتقادات شديدة اللهجة إلى نتنياهو، وحملته كامل المسؤولية عن إهمال المحتجزين الإسرائيليين، قائلة إن "الطريقة الوحيدة لإعادتهم كانت ولا تزال هي وقف الحرب، وهو ما لا يتوافق بأي حال من الأحوال مع مصالح نتنياهو الشخصية والسياسية".

ولهذا السبب، تقول يحيموفيتش إن "إسرائيل خاضت حربا لمدة 15 شهرا، وكانت بحاجة ماسة إلى ترامب وضغوطه على نتنياهو بغية إجباره على صفقة التبادل، مما يعني أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بات رهينة لسياسات وقرارات سيد البيت الأبيض، وعليه فإن ملامح اليوم التالي سيحددها الرئيس الأميركي".

إعلان

وأوضحت أن نتنياهو وبعد تصريحات ترامب المتناقضة حول غزة، "بدا في حالة إرباك ولا يعرف كيف يتصرف، لكنه ما زال يمعن في المماطلة بتنفيذ بنود الاتفاق، ويتعمد في ذلك بهدف إطالة فترة المرحلة الأولى، وترحيل المرحلة الثانية من الاتفاق".

لكنها أشارت إلى أن نتنياهو ومن خلال مضمون البيانات الصادرة عن مكتبه "ينصاع إلى تعليمات مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ويأخذ على محمل الجد تصريحات روبيو التي تروج للمرحلة الثانية".

وترى يحيموفيتش أن المرحلة الثانية من الاتفاق تزعج وتقلق نتنياهو، لأنها تعني نهاية الحرب فعليا، وهذا يشكل خطرا على ائتلافه، وقد يكون محفزا للانتخابات، ويسرع محاكمته، وتشكيل لجنة تحقيق رسمية، "وعليه لا يستبعد أن يختار نتنياهو سيناريو الحرب نحو وجهة مجهولة على حساب أرواح المخطوفين ومزيد من إراقة الدماء" حسب قولها.

مفاجأة ويتكوف

بدا مراسل الشؤون الدبلوماسية والاستخباراتية في صحيفة "هآرتس" حاييم ليفينسون، أكثر وضوحا بكل ما يتعلق بالأدلة التي تعكس ارتهان حكومة إسرائيل لسياسات البيت الأبيض، وخضوع نتنياهو إلى إملاءات ترامب، بعيدا عما يروج له في تل أبيب من تناغم وتنسيق مع واشنطن بكل ما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وأوضح المراسل أن مبعوث ترامب فاجأ نتنياهو، وأجبره على إعلان التقدم نحو المرحلة الثانية، وذلك خلافا لموقف الحكومة الإسرائيلية الرافض والداعي إلى إطالة المرحلة الأولى، قائلا إن "ذلك يشير إلى أن صاحب القول الفصل بكل ما يتعلق باتفاق غزة سواء التوجه نحو السلم أو استئناف القتال هو ترامب، بينما نتنياهو هو المنفذ".

ويجزم ليفينسون أن "الرئيس الأميركي جاد بتوجهه لإطلاق سراح جميع المحتجزين وعدم الإبقاء على أي منهم بالأسر لدى حماس في غزة، لكن يبدو أن اهتمامه بدأ يتحول بالفعل إلى روسيا وأوكرانيا، وترك لويتكوف التعامل مع التفاصيل المتعلقة بالانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق".

إعلان

ويعتقد الصحفي الإسرائيلي أن "نتنياهو الذي يروج أنه يسيطر على الحدث، اتضح بشكل غير قابل للشك أنه مجرد أداة في لعبة المصالح الأميركية بالشرق الأوسط، وإحدى الأدوات في يد الرئيس ترامب، مشيرا إلى أن ويتكوف لم ينتظر نتنياهو، وبدأ تحديد ملامح المرحلة الثانية من الاتفاق، واستعراض أبرز مضامينها وبنودها، وتفاؤله بنجاحها رغم ما تحمله من صعوبات وتعقيدات".

مقالات مشابهة

  • تصعيد متبادل.. حماس ترفض شروط إسرائيل ونتنياهو يصر على إقصائها من غزة
  • الخارجية الأمريكية: اتفاق مع روسيا على أربعة مبادئ لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • وزير الخارجية الأمريكي يكشف عن الاتفاق مع الوفد الروسي لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • 4 ساعات من المحادثات.. اتفاق أمريكي روسي نحو إنهاء الحرب الأوكرانية
  • في آخر أيام الاتفاق.. أيّ رسائل خلف عملية الاغتيال الإسرائيلية في صيدا؟!
  • عاجل | القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر: الجيش سيتدخل بالأماكن التي لا يوجد فيها الجيش اللبناني وسيتعامل مع أي انتهاك
  • إعلام إسرائيلي يتحدث عن انسحاب الجيش من جنوب لبنان باستثناء 5 مواقع
  • الإعلام العبري يرسم سيناريو هجوم «إسرائيلي» استباقي واسع النطاق على مصر
  • محللون: إسرائيل رهينة لإملاءات ترامب بشأن اتفاق غزة
  • اللبنانيون يحبسون أنفاسهم ومغردون يشككون بانسحاب إسرائيل من الجنوب