صنعت مختلف المعارك والحروب التي خاضها العرب ضد إسرائيل معادلة يرون فيها أن المجتمع الإسرائيليّ ليست لديه قدرة على تحمل أي خسائر جدية في الأرواح أو في الممتلكات؛ لأنه خليط من تجمع بشري تفصل بين مكوناته جدران عرقية وثقافية عديدة، لم تفلح الصهيونية في تذويبه تحت شعار: "لنكن شعبًا مثل سائر الشعوب"، مثلما وعدت، بل حدث العكس؛ إذ لم ينجُ هذا المجتمع من صراعات داخلية، وصار عرضة لأثر الحروب الموسمية.

واستقرّ في الإدراك العام، عند العرب وغيرهم، أن المجتمع الإسرائيلي عبارة عن شرائح صنعتها موجات هجرة متتابعة، بدت أشبه بطبقات جيولوجية، تراكمت عبر عقود من الزمن فوق قاعدة مؤلفة من الفلسطينيين الذين لم يُقتلعوا من أماكنهم في حرب 1948، ليملأ اليهود القادمون من بعيد الفراغ الذي تركه من تم إجبارهم على النزوح والهجرة، ثم جاءت شريحة سميكة متمثلة في المهاجرين اليهود الروس، وشريحة رفيعة متمثلة في الفلاشا.

وكل موجة من هذه كانت تحدث ارتدادًا يرمي المجتمع إلى فوهة بركان، ثم جاءت الحروب المتتابعة لتزيده اضطرابًا، وذلك وفق ما أورده باروخ كيمرلينغ في كتابه المهم: "المجتمع الإسرائيلي.. مهاجرون مستعمرون مواليد البلد".

ربما لم يخلُ ذهن من خطط لـ "طوفان الأقصى" وأطلقه من هذا التصور، لكن ها نحن قد دخلنا في السنة الثانية للحرب دون أن نسمع تضجرًا أو تذمرًا عاليًا وواسعًا للإسرائيليين، على غرار ما جرى في الحروب السابقة، يضغط على القيادة السياسية فتلين حيال الدعوة إلى التفاوض.

يطرح هذا الوضع سؤالًا جوهريًا مفاده: هل كسر المجتمع الإسرائيلي المعادلة القديمة؟ ولماذا؟

ابتداءً، فإن المدى الزمني للحرب، مع التلويح بتوسعها أبعد من قطاع غزة ولبنان، يدل على أن هذه المعادلة لم تعد قائمةً في صورتها القديمة، على الأقل من حيث الظاهر، دون أن ينتهي أو ينتفي تمامًا احتمال إعادتها إلى الوجود، إن ظلت المقاومة قادرة على إلحاق أضرار بشرية ومادية ليس بالجيش الإسرائيلي فحسب، بل بالمجتمع أيضًا، من زاوية الخسارة الاقتصادية، والفزع النفسي، واهتزاز الثقة في المستقبل.

وهناك عوامل عدة جعلت المجتمع الإسرائيلي يبدو مختلفًا حيال التفاعل مع أحداث الحرب، هذه المرة، بعضها يتعلق بالتغير الذي طرأ على التركيبة السياسية والاجتماعية الإسرائيلية في السنوات الأخيرة، وأخرى ترتبط بطبيعة هذه الحرب، علاوة على المقاربات والمعالجات التي انتهجتها حكومة تل أبيب في تسيير دفتها.

فمنذ مطلع سبعينيات القرن العشرين زادت قوة المتدينين على حساب العلمانيين، وتوسعت حركات المستوطنين، وتعززت قوة الطوائف الشرقية (السفارديم) في السياسة، مستغلة تنامي عددها وميلها أكثر لهويتها الفرعية، وفيما تصاعد نفوذ حزب الليكود الذي يقترب من المتشددين، اشتدت أزمات حزب العمل الذي يقترب إليه العلمانيون.

وفي ركاب هذا صار للأحزاب التي تعبّر عن اليمين الديني تمثيلٌ أكبر في الكنيست، وفي كثير من المؤسسات التربوية والتعليمية، وارتفع صوت هذا التيار في الإعلام، ومختلف هيئات إنتاج الخطاب السياسي والديني والفكري، وانكسر بهذا الشكل التقليدي للنظام السياسي في إسرائيل، وبات الحزبان الكبيران "الليكود" و"العمل" في حاجة ماسَّة إلى التحالف مع الأحزاب الدينية، لتشكيل الحكومة، وصارت هذه الحكومة مهددة بالانهيار إن لم يتم الإصغاء إلى صوت اليمين، وتنفيذ مطالبه، وتمرير شطحاته، وتحمُّل عنفه على مستوى الخطاب والمُمارسة.

ويوجد عامل ذو شأن، إلى الآن، ساهم كثيرًا في لجم القوى الاجتماعية التي تبدو متذمرة من الحرب، وهو أن على رأس الحكومة رجلًا مأزومًا، هو بنيامين نتنياهو، يدرك أن توقف الحرب يعني إخضاعه للحساب، ولذا فهو صاحب مصلحة في أن تدور رحاها، مهما كانت الكلفة، بل بات معنيًا بإبداء استهانة حيال الصوت الذي يطالبه بالتفاوض من أجل إعادة الأسرى لدى (حماس)، وإخفاء بعض حقيقة الخسائر، أو التقليل من قيمتها وتأثيرها، حتى لا يُثير حفيظة الشعب اليهودي، وهي حالة لم تمر إسرائيل بها منذ قيامها عام 1948.

لقد تمكن نتنياهو من تحويل الإسرائيليين إلى "مجتمع مقموع" ولو بشكل نسبي، فالحكومة ذات يد طولى على الجيش، أكثر من أي وقت مضى، وتفرض سيطرة على الإعلام بما يحد من وصول الأصوات الصارخة في معارضتها إلى آذان الناس، وتتشدد في تنفيذ الرقابة العسكرية، وتبدي قدرًا كبيرًا من التجلّد، بل التبلّد، في مواجهة ضغوط أهالي الأسرى والقتلى والجرحى في ساحتَي المعركة بقطاع غزة وجنوب لبنان، وكذلك من اُضطروا إلى ترك المستوطنات في غلاف غزة وشمال إسرائيل.

لكن العامل الأهم في نظري هو اقتناع قطاع عريض من الإسرائيليين بتوصيف نتنياهو للحرب الدائرة على أنها "معركة وجود"، مستغلًا حالة الهلع التي هزّت نفوس الشعب اليهودي من الحالة المزرية التي ظهر عليها جيشه يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والخوف من أن تفقد إسرائيل "قوة الردع" التي حافظت عليها طويلًا، ما يفتح الباب أمام طمع في جيشها، وسعي لإنزال هزيمة منكرة به، لن يكون ما بعدها بالنسبة لـ "دولة إسرائيل" مثل ما قبلها، بأي حال من الأحوال.

لهذا لقي خطاب نتنياهو هوى لدى نفوس كثيرين، حين نبش في المكبوت والمسكوت عنه مؤقتًا حول "عقدة العقد الثامن"، واستعاد وقائع التاريخ القديم، واستعار نصوصًا دينية، ليصنع أي مسار برهنة على توصيفه هذا، ويهيئ المجتمع لحرب طويلة، يجب ألا تتوقف إلا بسحق أعداء إسرائيل، لينهي تمامًا أي تهديد مستقبلي لها، بل يفتح أفق الأطماع الكامنة في حلم "إسرائيل الكبرى" التي إن كان هناك في تل أبيب من يرى تحقيق هذا في أن تكون إسرائيل قائدًا اقتصاديًا وتكنولوجيًا للشرق الأوسط برمته، مثل الراحل شيمون بيريز، فيوجد من يريد أن يفرض هذا التصور بالقوة المسلحة الغاشمة، مثل نتنياهو وبعض وزراء اليمين الديني المتشدد.

وقد استغل نتنياهو أن قطاعًا عريضًا من الشعب اليهودي كان مهيأً بالفعل لهذه الرؤية، حتى قبل اندلاع الحرب بثلاث سنوات ونصفٍ، ما يعكسه قول وزير الصحة الحاخام ليتسمان أيام تفشي وباء كورونا: "نحن نصلي ونأمل أن يأتي المسيح قبل الفصح".

وهو ما كرره نتنياهو نفسه بحديثه عن أنه هو الرجل الذي دلت النبوءات القديمة على تسليم مفاتيح القدس للمشياح (المسيح وفق التصور اليهودي)، مغازلًا بهذا رؤية تعشش في رؤوس ونفوس مسيحيين غربيين أيضًا؛ لدفعهم إلى مساندة إسرائيل بقوة في مواصلة الحرب، مهما كان الثمن.

لقد كان هناك سيناريو ترجحه التحليلات العربية فور إطلاق إسرائيل عملية "السيوف الحديدية"، يقوم على أن ثمن الاجتياح البري، والاحتلال الكامل، لقطاع غزة سيكون باهظًا، وأن الحرب قد تطول إلى مدى لا يستطيع المجتمع الإسرائيلي تحمله.

وهناك داخل إسرائيل نفسها من كان يتفق مع هذا الرأي، مثل رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي السابق، تامير هايمان، الذي طالب، ضمن توصياته من أجل "تحسين الوضع الإستراتيجي لإسرائيل"، بمنع ما وصفها بالأضرار الكبيرة التي ستلحق بإسرائيل مع إطالة زمن الحرب، ثم قدم وصفة لتخفيف هذه الأضرار منها: الاتصال المستمر والوثيق مع السكان المتأثرين، بما في ذلك الرأفة والكرم والاهتمام بالاحتياجات المميزة لهم، وإنشاء إدارة موحدة للعودة العامة للمهجرين، أو على الأقل إدارة منفصلة في الشمال توازي إدارة تكوما المرتبطة بمجتمعات الجنوب، على أن تُزال من أمامها العوائق البيروقراطية والتنظيمية تمامًا. وأخيرًا بذل الجهود التي تؤدي إلى تعزيز شعور المواطنين بالأمان.

واتفق مع هذا المسلك مئير بن شبات رئيس هيئة الأمن القومي الإسرائيلي سابقًا، الذي طالب بالحيلولة دون تدهور القوة الداخلية، عبر تقليل الشعور بالقلق، وتعزيز الاقتصاد بما يخفف أعباء المعيشة، وإرجاء أي خلافات بين التيارات السياسية والاجتماعية، وهو في هذا يتساوق مع رؤية باحثي معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب الذي أوصى بعد استطلاع ميداني واسع بضرورة تعزيز القدرة على التحمل لمواجهة حرب طويلة الأمد على جبهات متعددة في وقت واحد، ومنع تدهور الثقة في الجيش والشرطة.

إلى الآن يمضي الواقع على النقيض من التحليلات التي عوَّلت على انهيار الجبهة الداخلية في إسرائيل، إذ بدا المجتمع الإسرائيلي متماسكًا حيال نتائج الحرب، وأكثر قدرة على تحمل تبعاتها، بدرجة أعلى من أي حرب سابقة، وتبددت بعض آثار استطلاعات الرأي التي جرت في مايو/ أيار الماضي، وأظهرت أن "المزاج القومي" يميل إلى عدم قدرة المجتمع على تحمل استمرار الحرب.

وأعتقد أن هذا راجع إلى خطة التلاعب بالعقول التي تتبعها حكومة نتنياهو، وتقوم في جزء منها على التعتيم حول الخسائر، وإلى يقظة الشفرة المتعلقة بالنزاع في إسرائيل، وهي (حرب دائمة مفروضة كقدر)، حيث لا تزال حتى الآن توحد المواطنين اليهود وتكتلهم، وتصنع قاعدة مشتركة قائمة على هوية جماعية، وقومية يهودية جديدة، تستند إلى خاصية متوارثة ومألوفة، تستقر في أعماق هذا المجتمع، وهي: وجود عقدة خوف من الآخرين، وعدم ثقة بهم، وفي المقابل ثقة بالنفس إلى حدّ الغرور.

رغم هذا ليس هناك ما يمنع تصدُّع تماسك المجتمع الإسرائيلي حيال الحرب، إن تمكّنت المقاومة من الصمود، وتكبيد عدوّها خسائر جسيمة، من الصعب نكرانها، لا سيما إن استمرّت صواريخ المقاومة ومسيراتها تسقط على قواعد عسكرية ومستوطنات في قلب إسرائيل، وتبدد كل دعايات نتنياهو ومن معه عن النصر المضمون.

في نهاية المطاف، فإنّ التماسك الداخلي الإسرائيلي مرهون بقدرة الحكومة على الاستمرار في توجيه الرأي العام، وتحويل الحرب إلى ضرورة وجودية، مقابل قدرة المقاومة على إحداث تغيير في واقع الصراع يقود المجتمع الإسرائيلي إلى التساؤل حول جدوى الاستمرار في المعركة، وفتح الباب أمام احتمالات جديدة للتسوية أو الانسحاب.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المجتمع الإسرائیلی على أن

إقرأ أيضاً:

هل تنزلق إسرائيل إلى حرب أهلية في عهد نتنياهو؟

القدس المحتلةـ "لن تكون هناك حرب أهلية"، عبارات بات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يكررها كثيرا في الآونة الأخيرة، وذلك في ظل تصاعد الاحتجاجات المطالبة بوقف الحرب على غزة وإبرام صفقة تبادل، وذلك في محاولة بائسة لتصوير نفسه على أنه مناحيم بيغن على متن سفينة "ألتالينا" قبل 77 عاما.

ويروق لليمين الإسرائيلي الاستشهاد بموقف بيغن حينما كان قائدا لمنظمة "إرغون إتسل" خلال النكبة، ومنع حربا أهلية بكلماته التصالحية بين المنظمات العسكرية اليهودية المسلحة ما بعد حرب 1948، والحكومة الإسرائيلية الأولى برئاسة ديفيد بن غوريون، التي أرادت إخضاع كافة المنظمات المسلحة تحت قيادة الجيش.

وتشهد إسرائيل حاليا حالة من الانقسام وتعميق الشرخ المجتمعي والاستقطاب السياسي والخلافات بشأن قضايا خلافية جوهرية، سواء قانون تجنيد الحريديم أو الإصلاحات بالجهاز القضائي أو إقالة رئيس الشاباك رونين بار، لتعود قراءات الكتاب والمحللين إلى الأحداث التاريخية بشأن الخلافات داخل الحركة الصهيونية، وهي الصراعات التي تغذت وتوسعت في عهد الحكومة الإسرائيلية الحالية.

آلة السم

في العودة إلى الوراء، يقول مراسل شؤون التاريخ في صحيفة هآرتس، عوفر أديرت، إن الفحص الدقيق للأحداث التاريخية يشير إلى أن عبارة "لن تكون هناك حرب أهلية"، كان شعارا فارغا، وكما حدث في مناسبات أخرى طوال التاريخ الصهيوني، فإن الذي حرض الشعب وقسمه أكثر من غيره كان اليمين.

إعلان

وأضاف أديرت أن "الذي دفع الناس إلى الحرب الأهلية أكثر من أي شخص آخر هو اليمين، واليوم في إسرائيل، كما كان الحال آنذاك، فهو أيضا من يفترض أن يدعو للتحذير من الانزلاق إلى حرب بين الأخوة، لكنه على ما يبدو يدفع نحوها، وهو ما يشكل تهديدا لاستقرار إسرائيل واستمراريتها كدولة ديمقراطية يهودية موحدة".

واستعرض أديرت بعض محطات التاريخ الصهيوني التي حملت في طياتها تحريض جامح شنه اليمين ضد حاييم أرلوزوروف الذي قتل عام 1933، وإلى التحريض الذي قاده اليمين ضد إسحاق رابين عام 1995، قائلا إن "اليمين هو الذي قادنا عدة مرات عبر التاريخ إلى خطوة واحدة على شفا الحرب الأهلية".

وأوضح أن نشطاء تيار معسكر اليمين لجؤوا إلى أساليب الإرهاب الشخصي والترهيب والتشهير والتحريض الجامح ونشر الكراهية والأكاذيب، قائلا إن "نتنياهو، آخر شخص في العالم يستطيع أن يكتب الجملة التالية: لن تكون هناك حرب أهلية".

ويعتقد أديرت أن "نتنياهو عراب التحريض والانقسام السياسي الإسرائيلي لأجيال، والذي دخل المعترك السياسي مستغلا موجات التحريض التي أطلقها ضد إسحاق رابين، ثم شغل لاحقا آلة السم التي لا تزال تعمل بقوة في هذه اللحظات خلال الحرب على غزة".

خطر نتنياهو

وفي مؤشر على جدية المخاطر التي تهدد استقرار إسرائيل داخليا، ينشط رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، في اجتماعات مع كتل أحزاب المعارضة وإحاطات لوسائل الإعلام بإرسال رسائل أن نتنياهو يشكل خطرا وجوديا على إسرائيل ويدفع بها نحو الدكتاتورية، ولا بد من الإطاحة به وعزله.

وأختار ليبرمان، افتتاح الجلسة الأسبوعية لكتلته البرلمانية بالتهديد والوعيد لرئيس الوزراء، قائلا إنه "إذا لم تحترم الحكومة قرار المحكمة العليا بشأن تجميد إقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي الشاباك، رونين بار، سأتوجه إلى الرئيس إسحاق هرتسوغ، وسأطلب منه إقالة رئيس الوزراء نتنياهو من منصبه".

إعلان

وأضاف ليبرمان: "علينا جميعا أن نتذكر أن كل مسؤول وجميع مؤسسات الدولة يجب أن تكون موالية للمملكة لا للملك، في اللحظة التي يتغير فيها هذا الوضع، تتحول الديمقراطية إلى دكتاتورية، وإسرائيل بالطريق لتتحول إلى مملكة نتنياهو، لكننا سنحبط وسنمنع ذلك"، بحسب ما نقلت عنه صحيفة يديعوت أحرونوت.

وبدا ليبرمان أكثر جديا في خطابه، حين قدم رسما توضيحيا لقنبلة تحمل "الخط الأحمر" للانتقال بين الديمقراطية والدكتاتورية، ليذكر بالرسم التوضيحي الذي قدمه رئيس الوزراء نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة العقد الماضي بشأن المشروع النووي الإيراني.

وأوضح ليبرمان أن "الاختبار سيكون قرار الحكومة باحترام حكم المحكمة العليا من عدمه"، مشيرا إلى أنه غير متأكد من "الاستقرار العقلي" لرئيس الوزراء: "لأنني أعرفه منذ عقود، فأنا أنظر إليه وإلى تعبيرات وجهه وكلامه، وأقول إنني لست متأكدا من استقراره العقلي".

الدولة العميقة

وتحت عنوان "سيكون من الصعب إعادة جنِّي الدولة العميقة إلى القمقم"، كتبت الدبلوماسية السابقة في وزارة الخارجية الإسرائيلية، توفا هرتسل، مقالا بالموقع الإلكتروني "زمان يسرائيل"، استعرضت فيه الحديث المتزايد عن "الدولة العميقة" وتداعيات ذلك على مستقبل إسرائيل من حيث الثقة المتبادلة بين مؤسسات الحكم والجمهور.

وأشارت إلى أن الترويج بإسرائيل إلى مصطلح "الدولة العميقة"، خاصة من قبل نتنياهو، يذكّر بـ"بروتوكولات حكماء صهيون"، وهي وثيقة نشرتها المخابرات القيصرية في روسيا أوائل القرن الـ20، التي من المفترض أنها تحتوي على خطة يهودية مفصلة للسيطرة على العالم.

وقالت هرتسل: "لا يتعين عليك أن تكون مؤرخا لكي تدرك أن عندما يلقي القادة باللوم في إخفاقاتهم على أعدائهم، فإن الطريق إلى القمع يكون قصيرا، ويتم تصوير الحاكم على أنه شخص يعمل على إنقاذ البلاد، وإذا كان هذا يتطلب تفكيك المؤسسات القائمة ومنحه هو وأتباعه مزيدا ومزيدا من السلطة، وهذا عمليا ما يقوم به نتنياهو".

إعلان

وفي الحالة السائدة في إسرائيل، تعتقد أنه سيكون من الصعب إعادة الجنّي -الذي أطلقه نتنياهو والروح الشريرة المتمثلة في الدولة العميقة- إلى القمقم.

حرب أهلية

وبدوره، حذر رئيس مجلس إدارة معهد "جابوتنسكي" في إسرائيل، يوسي أحي- مائير، وهو كاتب مقال في صحيفة معاريف، من تداعيات الأوضاع الداخلية التي تشهدها إسرائيل، ورجح أن التلويح بكلمة "خائن"، والشرخ المجتمعي والاستقطاب السياسي والانقسام كلها عوامل تقود إلى حرب أهلية.

وأوضح أحي-مائير، الذي كان سابقا عضوا بالكنيست عن حزب الليكود، أن كلمة "خائن" باتت دارجة وشائعة في الخطاب العام الإسرائيلي عامة وبين الليبراليين على وجه الخصوص، قائلا: "ليس من ينطق بها ويروج إليها هم على هامش المعسكر السياسي، بل هم قادة يتصدرون المشهد، فإن اندلعت حرب أهلية، سيتحملون المسؤولية".

وتساءل إذا كانوا سيتجاوزون هذه الأيام الصعبة من دون الوقوع في حرب أهلية، قائلا: "يمكننا أن نأمل، ولكن من الصعب تصديق ذلك، لأن حاملي لواء التحريض، الذين يصفونه بالخيانة، هم قيادات الأحزاب والمتحدثون البارزون في وسائل الإعلام، وإذا اندلعت حرب أهلية، فإنهم سوف يتحملون مسؤولية الكارثة".

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: إسرائيل قد تسيطر على مناطق في قطاع غزة
  • سوري ينعى شقيقه الذي قضى برصاص الاحتلال الإسرائيلي بدرعا.. ويتوعد (شاهد)
  • الجيش الإسرائيلي يكشف عدد الأهداف التي ضربها في غزة
  • نواب الكنيست الإسرائيلي يقرون ميزانية الدولة في خطوة تدعّم حكومة نتنياهو
  • ما هي الدول التي ستنضم إلى اتفاقيات «التطبيع» مع إسرائيل؟
  • أسعار النحاس تبلغ مستويات قياسية.. ما العوامل التي تقف وراء صعودها؟
  • هل تنزلق إسرائيل إلى حرب أهلية في عهد نتنياهو؟
  • مسلسل المداح 5 الحلقة 25.. جريمة حقيقية وراء مشهد السيدة التي فقدت حفيدها
  • ماهي المكاسب التي تنتظرها واشنطن من مفاوضات إنهاء الحرب في أوكرانيا ؟
  • نتنياهو يبحث مع روبيو استئناف الحرب في غزة