طلاء أسود لامع.. ماذا حدث لأسود قصر النيل في مصر؟
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً صوراً تبرز عملية ترميم تماثيل "أسود كوبري" قصر النيل الشهيرة، والتي تم طلاؤها مؤخراً باللون الأسود، مما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الثقافية والفنية.
وتُعتبر هذه التماثيل، التي أُنشئت قبل 138 عاماً، من المعالم الأثرية المهمة في القاهرة، وقد أظهرت صور الترميم أن التماثيل، المصنوعة من البرونز، قد تم إعادة دهانها باللون الأسود اللامع، وهو ما أثار ردود فعل متباينة بين النقاد والجمهور.
وانتقد عدد من الفنانين التشكيليين عملية ترميم تماثيل أسود قصر النيل بدهانها بـ"الورنيش اللامع" وعدم استخدام أدوات الترميم المتخصصة واللازمة للترميم.
ما القصة؟أعربت نقابة الفنانين التشكيليين المصرية عن تخوفها من أعمال صيانة أسود قصر النيل، والتي تأتي ضمن خطة لصيانة 21 تمثالاً بالميادين العامة بالقاهرة، أعلنت عنها محافظة القاهرة ووزارة السياحة والآثار.
وقال بيان لنقابة الفنانين التشكيليين، مساء أمس الإثنين، إنه بدأ الشروع في تنفيذ أعمال الصيانة بطلاء "أسود كوبري قصر النيل"، والتي لوحظ فيها استخدام "فرشاة الدهان" في طلاء التماثيل البرونز، وهو ما يعد خطأ كبيراً يخالف القواعد العلمية والفنية للصيانة، إذ يفقد التماثيل قيمتها الفنية ويطمس "الباتينا" اللون الأصلي لخامة البرونز.
وأشار البيان إلى أن صيانة الأعمال ذات قيمة فنية وتاريخية كبيرة لا تتم بالطرق التقليدية، وانما تتم بطرق أكثر دقة لإزالة الأتربة الملتصقة فقط دون استعمال ورنيش ومواد ملمعة أفسدت العمل على المستوى البصرى والتقني.
وأبدت نقابة الفنانين التشكيليين برئاسة النحات طارق الكومي، تحفظها على أعمال ترميم تماثيل أسود كوبري قصر النيل، والتي تجريها محافظة القاهرة بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار.
رد حكوميمن جانبه، قال الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، إنه تم التواصل مع طارق الكومي نقيب الفنانيين التشكيليين، ومن المقرر عقد اجتماع معه اليوم الثلاثاء، للاستماع لرأيه فيما يتعلق بعمليات تنظيف وترميم أسود قصر النيل.
وأضاف مصطفى أن الإدارة المركزية للترميم الدقيق بقطاع المشروعات بالمجلس الأعلى للآثار، أكدت على أن عمليات التنظيف والترميم تتم بشكل دقيق، وعملية غسل التماثيل تتم من خلال صابون معالج ومتعادل ليتناسب مع مادة البرونز المصنوع منها التماثيل.
وأوضح الدكتور جمال مصطفى في تصريحات صحافية أن محافظة القاهرة استعانت بوزارة السياحة والآثار للتعاون في عمليات تنظيف وترميم تماثيل أسود قصر النيل، والتي لم يتم تنظيفها منذ فترة طويلة فعانت من تدهور كبير ولذلك تتم عمليات التنظيف والتقوية.
وواصل الدكتور جمال مصطفى تصريحاته قائلًا إن أسود كوبري قصر النيل لا تعد ضمن عداد الآثار المسجلة، ولكنها تاريخية ويتم التعامل معها بحرص شديد” وسيتم الإعلان عن تفاصيل الاجتماع والتقرير النهائي بعد المعاينة.
الاعتراف بالخطأ وتصحيحه فضيلة
تم تحديد موعد صباح اليوم بين نقابة الفنانين التشكيليين ووزارة السياحة والآثار ومحافظة القاهرة للتنسيق على تضافر الخبرات للانتهاء من عملية ترميم وصيانة أسود قصر النيل بطريقة علمية وإعادتها إلى أصل الباتينا اللونية للتماثيل.
طلاء التماثيل بورنيش مضاف… pic.twitter.com/2uOF3rqlTm
ويعود تاريخ "أسود كوبري قصر النيل" إلى عام 1886، حين أمر الخديوى إسماعيل بإنشاء جسر يمر فوق النيل، بالقرب من ميدان التحرير الذي كان معروفاً حينها باسم "ميدان الإسماعيلية"، وبعد اكتمال بناء الجسر أمر بتصميم 4 أسود لتزيين مدخل ومخرج الجسر، وبالفعل تم تصنيعها على يد الفنان الفرنسي أوجين جليوم في فرنسا، ثم تم نقلها إلى مصر لتستقر في موقعها الحالي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية المصرية مصر الفنانین التشکیلیین السیاحة والآثار
إقرأ أيضاً:
أسبوع أسود في الساحل السوري.. نزوح العائلات المسيحية خوفًا من عمليات القتل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أسبوع على الانفلات الأمني في الساحل السوري، والذي تطوَّر من مواجهة بين القوات الحكومية وبقايا قوات النظام السابق إلى انتهاكات في حق الطائفة العلوية، أسفرت عن سرقات وحرق للبيوت، وتوجيه إهانات طائفية.
وبلغت الأحداث ذروتها مع ارتكاب مجازر ضدّ مدنيين عزّل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي وثق حتى الآن سقوط 1383 ضحية.
أدّت الأحداث إلى هروب عدد كبير من سكان المنطقة إلى قاعدة حميميم العسكرية الروسية، أو إلى لبنان عبر المعابر غير الشرعية.
وأفاد مصدر مسيحي من الأهالي في مدينة القرداحة، بنزوح بعض العائلات المسيحية من قرية القبو (التابعة للمدينة وذات الأغلبية العلوية) مع العائلات الأخرى إلى البراري، وما زال كثيرون من أهالي قرى الساحل السوري يبيتون في العراء.
وأوضح كاهن المنطقة للروم الأرثوذكس الأب اليان خوري، أنّ بعض عائلات القبو بقيت في المنازل خوفًا من السرقة، وأخرى لجأت إلى قرية قمين أو إلى مدينة اللاذقية نفسها، وأما العائلات المسيحية في قرية دباش فلم تتعرّض لأيّ اعتداء.
وكشف خوري عن تواصُل مطرانية اللاذقية مع المعنيين لتسهيل نقل من يرغب من عائلات القرداحة والقبو المسيحية إلى المدينة، خصوصًا بعد توقف الأفران عن العمل، وقلّة المواد الغذائية، والانقطاع شبه التام للماء والكهرباء.
وفي الساعات الـ48 الأخيرة قُتل شاب مسيحي من قرية برج بلمانا الطرطوسية على دراجته النارية بعد إصابته بعيار ناري، فيما ترقد خطيبته في المستشفى.
وقُتل مسيحي آخر من قرية الخنساء الحمصية بعد اختفائه عندما ذهب لتسلّم حوالة مالية. أما موسى ضاحي، وهو رجل مسيحي من حي الحميدية في حمص، فمضى على اختفائه أكثر من شهر، ولم تفلح الجهود الكنسية والأمنية في كشف مصيره.
وأكد مصدر كنسي محلّي وجود تنسيق عالي المستوى بين الجهات الأمنية والسلطة الكنسية هناك.
وأشار المصدر إلى سرقة تمثال مار شربل في أحد المزارات، من دون المسّ ببقية الصور والرموز المسيحية الموجودة في المكان.
على نقيض الصورة المبالغ بها التي تصل أحيانًا إلى الغرب وبعض أصحاب القرار فيه، لا مجازر في حق المسيحيين السوريين حتى الساعة، لكنّهم في الوقت عينه ليسوا في أفضل حال من الناحية الأمنية؛ فدائرة الخطر تتّسع، والصعوبات المعيشية تتفاقم، والمظاهر الدينية تبرز بنحو غير مسبوق في كثير من مفاصل حياتهم.