لبنان ٢٤:
2024-11-24@15:16:22 GMT

هل تقرر اسرائيل تخفيف الاثمان لاطالة الحرب؟

تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT

من الواضح ان اسرائيل تقوم بخطوات توحي بأنها تحضر لشيء ما في الميدان، فالجيش الاسرائيلي يسحب جزءا لا بأس به من قواته المقاتلة على محاور الجنوب من دون ان يكون هناك فتح لمحاور جديدة، اقله حتى الآن، وهذا يعني ان الاشتباكات المباشرة بين الالوية الاسرائيلية وعناصر "حزب الله" ستتراجع بشكل كبير في المرحلة المقبلة.



عندما اطلقت تل ابيب العملية البرية ارادت تحقيق نصر كبير، وعمليا كان طموح رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الوصول الى الليطاني والسيطرة الكاملة على منطقة تصل الى ٣ او ٥ كلمترات تكون منطقة عازلة، وما شجعه على ذلك هو نجاح عمليات الاغتيال ما يجعل صمود الحزب جنوبا شبه مستحيل، لكن التطورات البرية والميدانية جاءت عكس ذلك.

تعرضت اسرائيل لخسائر كبيرة جدا، فقد اعترفت بعشرات القتلى وبنحو ٦٠٠ جريح، وهو رقم قياسي جعل الالوية الاسرائيلية مهددة بعدم التوازن القتالي، كل ذلك استفاد منه "حزب الله" ونقل الضغط بإتجاه تل ابيب بعد ان كان في الايام الاولى من المعركة ضغطاً احادي الجانب يتعرض له الحزب وبيئته، لكن من الواضح ان اسرائيل تريد سلب الحزب هذه الورقة من خلال الانسحاب من الجنوب وايقاف العملية البرية.

تريد اسرائيل التخلص من الاستنزاف اليومي الكبير وغير المسبوق والذي لا يمكن تحمله، لذلك فإنها لم تعد ترغب بإكمال العملية البرية، او اقله هذا هو الظاهر، في مقابل ذلك فهي تستطيع اطالة الحرب كما يرغب نتنياهو، فالحرب ستكون عندها من جانب واحد، اي ان اسرائيل وحدها من سيتمكن من القيام بمجازر وتدمير ابنية وبنى تحتية، في المقابل لن يتمكن الحزب بشكل جدي من إيلام تل ابيب الا من خلال استمرار تهجير المستوطنين.

في الاسبوع المقبل سيكون نتيناهو امام فرصة الضغط الاخيرة التي لا سقوف لها، لكن بعد ذلك سيعود الى شكل الحرب المضبوطة اميركياً، لكن هذا ما سيؤدي الى اطالة الحرب بشكل كبير اذا لم تتألم اسرائيل عملياً، او لم تتحرك الجبهة الداخلية الاسرائيلية ضد نتنياهو.

كل ذلك يعتمد على ما ستؤول اليه المفاوضات الحاصلة في قطر، حيث يعتبر جزء كبير من المحللين والمتابعين ان نتنياهو لن يكون جاهزا للحل وسيسير بمخططه الاساسي القائم على الحرب الطويلة وجر الولايات المتحدة الاميركية للاشتباك المباشر في الشرق الاوسط مع ايران وحلفائها. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الأولوية القصوى هي لقضية إيقاف الحرب (15 – 15)

دمرت الحرب معظم بلادنا، وقتلت الالاف من شعبنا، وأدت لنزوح الملايين داخليا وخارجيا. وسميت آثارها أكبر مأساة في عصرنا. ثم صعدت الفلول واجهزتهم الأمنية والإعلامية خلاف الكراهية، بهدف اكمال مشروع الحرب الأهلية الشاملة، حيث يحارب الكل ضد الكل. ويتم القتل بناء على الهوية والسحنة واللهجة. ليتم تدمير السودان تماما وتقسيمه لدويلات صغيرة فاشلة ومنشغلة بالحرب صد شعبها والدول المجاورة. هذا طريق كارثي ومصير أسود لا نتمناه لبلادنا العزيزة. الواقع اثبت ان لا منتصر في هذه الحرب. وديمومتها هو استمرار وتصعيد للدمار والمعاناة. واثبتت تجارب العالم كله وتجارب بلادنا ان كل الحروب تنتهي باتفاق سلام. ولن يتحقق أي اتفاق سلام، بدون وحدة القوي المدنية، لتخاطب المتحاربين والعالم بصوت واحد. ورغم الخلافات بين القوى السياسية، فلا طريق آخر غير الاتفاق. ولنبدأ بالمطابة بإيقاف الحرب جميعا، ومن يود ان ينسق لفترة ما بعد الحرب فهذا ممتاز، ومن لا يريد ان ينسق حول ذلك فذاك جيد ومفهوم.
اننا نقرأ التاريخ لنتعلم منه، وإذا لم نتعلم نه لا فائدة لنا من قراءته. فقد مرت الحركة السياسية السودانية، خلال تطورها، بفترات من الصعود والهبوط، صدامات كثر وتحالفات متعددة. وقدمنا، خلال عرضنا للتحالفات، كيف تحالف الحزب مع حزب الامة بعد ان هاجمه، بعنف، وبالرغم من كل ما مارسه الحزب الوطني الاتحادي ووزير الارشاد من عداء للحزب الشيوعي ولاتحاد العمال، وما تم في مذبحة عنبر جودة، وتشريد العاملين، دعم الحزب الحكومة الوطنية ورفض الصراع الذي أدى لانشقاق الحزب الوطني الاتحادي. أما بيان الحزب حول انتخابات المجلس المركزي فهو يعبر عن موقف عقلاني وموضوعي، لان التحالف يتم بين قوى تحمل رؤي مختلفة. أما حل الحزب وطرد نوابه وهجوم الأنصار على دوره لم يمنع تحالفه مع حزبي الامة والاتحادي قبل الانتفاضة. وكانت الموقف خلال الانتفاضة، تجربة ملهمة وجديرة بالدراسة فرغم كل التعقيدات والمصاعب والتنكر للوعود، لم يرفض الحزب التحالف، بل أصر على استمرارية وتقوية قوى الانتفاضة في وجه الداعين لوحدة قوى اليسار. تجربة مظاهرات السكر فهي أوضح مثال على رفض المواقف غير الناضجة والتمسك بالمبادي، والنظر للإطار الأكبر وعدم الإغراق في التفاصيل. وجاءت كل بيانات الحزب خلال مقاومة حكم الاسلامويين لتوضح ايمانه، الذي لا يتزعزع، بالعمل المشترك والجبهة الواسعة.
أعتقد بان أفضل ما اختم به هذه المقالات، لأنني ركزت في هذه المقالات الاعتماد على الوثائق، هو ما ورد في الورقة التي قدمها الحزب الشيوعي الى المؤتمر الثاني للتجمع الوطني الديمقراطي، وتم نشرها في القاهرة بتاريخ 8 نوفمبر 1998:
" اهتم ميثاق التجمع بالفترة الانتقالية، وافرد لها حيزا كبيرا، وذلك إدراكا منه لحقيقة ان إقامة حياة مستقرة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا في السودان، عقب اسقاط نظام الجبهة، وفق تطلعات شعبنا للسلام والديمقراطية والوحدة الوطنية، ووفق التزامات التجمع، تتطلب ليس فقط إزالة آثار حكم الجبهة، وانما أيضا التخلص من العوامل المختلفة التي أدت الى انتاج الأزمة منذ الاستقلال، وتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية وتشريعية واجتماعية وإدارية، كان غيابها وراء تلك الازمة.\وهذه مهمة عسيرة تتطلب أعلى درجات التوحد والعزم لإنجازها. انها الجهاد الأكبر مقارنة بمهمة الإطاحة بنظام الجبهة. ذلك لأنها ستكون محفوفة بكل مغريات ومخاطر المنافع الحزبية والذاتية الضيقة. ولهذا فان على التجمع ان يعد اعدادا دقيقا لكيما تصبح الفترة الانتقالية فترة حاسمة نتجنب ونتفادى كل السلبيات التي خبرناها في الفترات السابقة، وترسى الأسس السليمة والقويمة لسودان ديمقراطي موحد ومتصالح مع نفسه"
ثم تركز الورقة حول معالجة الاختلافات اثناء الفترة الانتقالية، فتقول:
" ليس مستبعدا، بل الأرجح، ان تقوم خلافات بين الفصائل وداخل أجهزة الحكم خلال الفترة الانتقالية، فالتجمع ليس تنظيما شموليا، وانما هو تحالف مؤسس على اتفاقات محددة.
ان الاختلاف في الفترة الانتقالية جائز، بل ضروري أحيانا بين أعضاء المجلس الوطني ومجلس الوزراء، وسيكون خلافا بين اشخاص (وربما حزاب) يجمعهم برنامج واحد. ولذلك سيكون على الأرجح خلافا حول تفسير أو تنفيذ البرنامج لا ضده. وفي حالة الاختلافات الخطيرة يمكن رد الأمر الى هيئة قيادة التجمع لتحلها وفق منهج التراضي. "

siddigelzailaee@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • حكومة نتنياهو تقرر مقاطعة صحيفة إسرائيلية شهيرة
  • نظريتان داخل قوى المعارضة.. لنؤجل الاستحقاق الرئاسي
  • يوم أسود بتاريخ إسرائيل.. الجنائية تقرر ملاحقة نتنياهو
  • المعارضة تفشل في مواجهة حزب الله: لا تسوية معه
  • الخيام تشتعل.. إشتباكات عنيفة وهجومٌ كبير لـحزب الله!
  • فرصة لمقاطعة إسرائيل.. هكذا علّق حزب مغربي على مذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
  • العدالة والتنمية يشيد بقرار المحكمة الجنائية الدولية بخصوص “نتنياهو وغالانت” ويدعو دول العالم إلى الالتزام به
  • الأولوية القصوى هي لقضية إيقاف الحرب (15 – 15)
  • وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!
  • لا إيران تنهي الحزب ولا إسرائيل تنهي الحرب