لبنان ٢٤:
2024-12-25@15:27:51 GMT

هل تقرر اسرائيل تخفيف الاثمان لاطالة الحرب؟

تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT

من الواضح ان اسرائيل تقوم بخطوات توحي بأنها تحضر لشيء ما في الميدان، فالجيش الاسرائيلي يسحب جزءا لا بأس به من قواته المقاتلة على محاور الجنوب من دون ان يكون هناك فتح لمحاور جديدة، اقله حتى الآن، وهذا يعني ان الاشتباكات المباشرة بين الالوية الاسرائيلية وعناصر "حزب الله" ستتراجع بشكل كبير في المرحلة المقبلة.



عندما اطلقت تل ابيب العملية البرية ارادت تحقيق نصر كبير، وعمليا كان طموح رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الوصول الى الليطاني والسيطرة الكاملة على منطقة تصل الى ٣ او ٥ كلمترات تكون منطقة عازلة، وما شجعه على ذلك هو نجاح عمليات الاغتيال ما يجعل صمود الحزب جنوبا شبه مستحيل، لكن التطورات البرية والميدانية جاءت عكس ذلك.

تعرضت اسرائيل لخسائر كبيرة جدا، فقد اعترفت بعشرات القتلى وبنحو ٦٠٠ جريح، وهو رقم قياسي جعل الالوية الاسرائيلية مهددة بعدم التوازن القتالي، كل ذلك استفاد منه "حزب الله" ونقل الضغط بإتجاه تل ابيب بعد ان كان في الايام الاولى من المعركة ضغطاً احادي الجانب يتعرض له الحزب وبيئته، لكن من الواضح ان اسرائيل تريد سلب الحزب هذه الورقة من خلال الانسحاب من الجنوب وايقاف العملية البرية.

تريد اسرائيل التخلص من الاستنزاف اليومي الكبير وغير المسبوق والذي لا يمكن تحمله، لذلك فإنها لم تعد ترغب بإكمال العملية البرية، او اقله هذا هو الظاهر، في مقابل ذلك فهي تستطيع اطالة الحرب كما يرغب نتنياهو، فالحرب ستكون عندها من جانب واحد، اي ان اسرائيل وحدها من سيتمكن من القيام بمجازر وتدمير ابنية وبنى تحتية، في المقابل لن يتمكن الحزب بشكل جدي من إيلام تل ابيب الا من خلال استمرار تهجير المستوطنين.

في الاسبوع المقبل سيكون نتيناهو امام فرصة الضغط الاخيرة التي لا سقوف لها، لكن بعد ذلك سيعود الى شكل الحرب المضبوطة اميركياً، لكن هذا ما سيؤدي الى اطالة الحرب بشكل كبير اذا لم تتألم اسرائيل عملياً، او لم تتحرك الجبهة الداخلية الاسرائيلية ضد نتنياهو.

كل ذلك يعتمد على ما ستؤول اليه المفاوضات الحاصلة في قطر، حيث يعتبر جزء كبير من المحللين والمتابعين ان نتنياهو لن يكون جاهزا للحل وسيسير بمخططه الاساسي القائم على الحرب الطويلة وجر الولايات المتحدة الاميركية للاشتباك المباشر في الشرق الاوسط مع ايران وحلفائها. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

تقرير بهآرتس: كاريزما نتنياهو مجرد نرجسية جوفاء

بعد آلاف السنين من انهيارها، عادت مدينة إسبرطة اليونانية القديمة إلى عناوين الأخبار، كنموذج صالح للمقارنة مع إسرائيل 2024، من حيث هي مثال يحتذى أو يخشى منه، بما تجسده من عسكرة وتمجيد للدم مهما كلف الثمن، وكذلك بتعريفها للتماسك الوطني والسلطة بأنها معاداة للإنسانية لا تتحقق إلا بحرب لا نهاية لها.

بهذه المقدمة انطلق الكاتب يوآف رينون في تقريره بصحيفة هآرتس في مقارنة بين إسرائيل واليونان القديمة، معتبرا أن مثال إسبرطة بما تجسده من نزعة عسكرية جامحة، لا ينطبق تماما على إسرائيل، بل إن المثال الأقرب إليها هو أثينا بنزعتها الإمبراطورية التي أعلنت عنها صراحة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"شلت يداي من التعذيب".. غزيون يكشفون أهوال معتقل عوفر الإسرائيليlist 2 of 2تلغراف: تعامل أوروبا مع ترامب ساذج ويحتاج لتغيير جذريend of list

ومن السمات البارزة لأثينا أثناء فترة الحرب أزمة الزعامة، حيث كان الزعيم الأثيني بريكليس يعمل على أساس رؤية سياسية محددة، ويميز بين مصلحته الشخصية ومصلحة الدولة، إلى أن اغتصب مكانته الديماغوجيون الذين حوّلوا رؤيتهم الخاصة لنجاحهم الشخصي إلى رؤية عامة، وإن لم يعلنوا "أنا الدولة" لأن دولتهم كانت تقوم على الديمقراطية، ولكنهم تصرفوا على ضوء هذا المبدأ التوجيهي، يوضح الكاتب.

كاريزما نرجسية جوفاء

وكان ألكيبياديس من ديماغوجيا بارزا -يضيف رينون- يشترك في العديد من السمات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولكن هناك فرقا كبيرا بين الرجلين، إذ كان ألكيبياديس واحدا من أكثر القادة والعسكريين موهبة في عصره، وهو ما لا يمكن أن يقال عن نتنياهو.

إعلان

ورغم أن نتنياهو يتمتع بالكاريزما مثل ألكيبياديس، فإن جاذبيته لا تستند إلى أي محتوى جوهري خلافا للأثيني، بل هي كاريزما نرجسية جوفاء، لا يوجد خلفها سوى فراغ -كما يقول الكاتب- فلا إيمان بالسلام ولا أمن ولا اقتصاد ولا شيء.

بل كل ما هو موجود هو نتنياهو نفسه، وقد وُصِف بأنه "ساحر"، وهو كذلك بالفعل، ولكنه يذكرنا بساحر أوز الزائف الذي نجح في تسويق نفسه على أنه ساحر، ولكن هذا الرجل يشبه عناوين الصحف الشعبية التي لا شيء وراءها.

وكان ألكيبياديس هو الذي دفع أثينا، في خضم الحرب مع إسبرطة، إلى فتح جبهة إضافية خارج اليونان في صقلية، وكانت النتيجة تشكيل اتحاد غير عادي بين دول المدن في صقلية وإسبرطة، وانتهت الحملة بهزيمة أثينا في الحرب وخسارة الإمبراطورية التي كانت تمتلكها ذات يوم.

ويضيف الكاتب أنه بعد أن كانت أثينا تعتبر المحرر لكل اليونان من التهديد الفارسي، أصبح ينظر إليها بسبب بحروبها الداخلية باعتبارها وكيلا للطغيان يهدف إلى إخضاع اليونان كلها، وبدأت إسبرطة تدريجيا في تولي دور ممثل الحرية، كمحرر مستقبلي لليونان من نير أثينا.

فرق رئيسي

وعلى الرغم من بعض أوجه التشابه بين هذا الوضع وإسرائيل اليوم -كما يقول الكاتب- فهناك أيضا فرق رئيسي، وهو أن القرن الخامس قبل الميلاد كان قرن السفسطائيين، وهم خبراء فن الإقناع، ومن مبادئهم الأساسية "المعقولية"، وكان على المرء، لإقناع الجمعية العامة المسؤولة عن اتخاذ القرارات السياسية، عرض قضيته بحجج عقلانية تستند إلى تقييم واقعي للموقف.

وتابع رينون أنه عندما أقنع ألكيبياديس الأثينيين بالذهاب إلى الحرب مع صقلية تقدم بحجج عقلانية واستند إلى الحقائق ومسار الأحداث الفعلي، أما إسرائيل اليوم، تحت قيادة نتنياهو، فلا تقودها الحقائق بل الأكاذيب، والمبدأ التوجيهي المركزي الأساسي هو الاعتبارات المسيحانية، وبالتالي غير العقلانية، فالمسيحانية لها عقلانية ومنطق غير عقلاني على الإطلاق، إنه منطق مجنون.

إعلان

وإذا تكرر التاريخ، كما تنبأ ثوسيديدس، فإن مصير أثينا واليونان ينبئان بما سيحل بإسرائيل والمنطقة بأسرها، وقد أدت نهاية الحرب التي مرت منذ قرون إلى نهاية الديمقراطية في أثينا، وإلى بداية حكم الطغيان الذي استلزم ذبح العديد من مواطني أثينا الديمقراطيين، ودفع أكبر عدد منهم إلى ارتكاب أعمال إجرامية.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الدستوري: إصلاح مدونة الأسرة “إصلاح مجتمعي كبير” يهدف إلى تعزيز حقوق الأسرة المغربية
  • الصفقة المنتظرة: نتنياهو يريد ولا يريد
  • اسرائيل تعلن الحرب وتهدد بتحويل صنعاء والحديدة إلى غزة ولبنان جديدة.. وقيادي حوثي يرد: '' لن نتراجع''
  • خيارات نتنياهو لمواصلة الحروب العدوانية
  • الخطر‎ ‎الحقيقي جنوب‎ ‎الليطاني ‏
  • «شئون الأحزاب» تقرر اختيار أسامة الشاهد رئيسا لحزب الحركة الوطنية 
  • ملاحظات نقدية حول مبادرة الشيوعي لوقف الحرب
  • شاهد.. احتشاد كبير في أيرلندا ابتهاجًا بإغلاق سفارة إسرائيل
  • تقرير بهآرتس: كاريزما نتنياهو مجرد نرجسية جوفاء
  • كيف يستغل نتنياهو الحرب للبقاء في السلطة؟| أستاذ علوم سياسية يجيب