تراجعت قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية بشكل غير مسبوق، في ظل الانهيار الاقتصادي المستمر الذي تشهده اليمن بسبب حرب مليشيا الحوثي الإرهابية.

 

حيث تستمر المليشيا في خلق حرب اقتصادية جديدة ضد اليمنيين والقطاع المصرفي، منذ انقلابها على الدولة اليمنية، واستهدافها موانئ تصدير النفط اليمني شرقي البلاد.

 

باحث اقتصادي لـ "الفجر": استخدام آلية العرض والطلب دون ضوابط أدى لانهيار الريال اليمني.. وهذه مخاطر الانقسام النقدي (حوار) باحثة اقتصادية تكشف لـ "الفجر" كيفية احتواء شبح انهيار الريال اليمني والقضاء على تضخم السلع والمواد الغذائية (حوار)

◄ ما هي تطورات الأوضاع الاقتصادية باليمن؟

 

وفي وقت سابق بحث رئيس مجلس القيادة الرئاسي باليمن رشاد العليمي مع ممثلي القطاع تطورات الأوضاع الاقتصادية، للحد من انعكاساتها وتداعياتها الإنسانية على معيشة المواطنين.

 

جاء ذلك خلال لقاء أجراه رشاد العليمي ومعه عضو مجلس القيادة الرئاسي عبدالله العليمي، في العاصمة المؤقتة عدن، مع رئيس وأعضاء غرفة عدن التجارية الصناعية، ورجال المال والأعمال، وبحضور رئيس الفريق الاقتصادي حسام الشرجبي.


وفي اللقاء، أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي حرص المجلس، والحكومة على التواصل المستمر مع القطاع الخاص، ومجتمع الأعمال بوصفه قائدًا لمسار التنمية في مختلف القطاعات.


وأوضح العليمي أهمية دور القطاع الخاص في دعم الاقتصاد الوطني، وتدخلاته المقدرة في التخفيف من المعاناة الإنسانية التي فاقمتها الهجمات الإرهابية الحوثية على المنشآت النفطية، وخطوط الملاحة الدولية.

 

ودعا العليمي القطاع التجاري لمساندة جهود الحكومة لكبح التضخم والحفاظ على الاستقرار الخدمي، والسلعي، وتحسين موقف العملة الوطنية.

 

أشار إلى أهمية الوقوف إلى جانب الإجراءات الحكومية، للحد من تداعيات الانقسام النقدي الذي فرضته المليشيات الحوثية كورقة حرب اقتصادية.

 

وخلال اللقاء، عرض رئيس مجلس القيادة الرئاسي مصفوفة الإجراءات المنسقة مع كافة السلطات لتسريع إنفاذ خطة الانقاذ الاقتصادي، واتخاذ التدابير اللازمة لمحاصرة عجز الموازنة العامة، وردع المضاربين بالعملات.

 

كما تضمنت تلك الإجراءات مراقبة الأسواق ومنع الاحتكار، من أجل الحد من التأثيرات الجانبية للتقلبات السعرية على الأوضاع المعيشية للمواطنين.

 

وأكد حرص "المجلس الرئاسي والحكومة على تقديم كافة التسهيلات للقطاع الخاص، وتعزيز دوره القائد في عملية التنمية، وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والأمن الغذائي في البلاد".

 

◄غلاء غير مسبوق يضرب الأسواق اليمنية عقب تراجع قيمة سعر صرف الريال


غلاء غير مسبوق ضرب الأسواق اليمنية عقب تراجع قيمة سعر صرف الريال، الذي أدى إلى موجة حادة في ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية والاستهلاكية للمواطنين وفاقم من حياتهم المعيشية.

 

قفزت أسعار المواد الاستهلاكية مثل الدقيق والبُر والسكر والأرز والسمن وزيت الطهي، نتيجة تراجع قيمة العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية، الذي فاقم من القدرة الشرائية للمواطنين.


وتعد هذه المواد من أساسيات البيت اليمني، التي كادت مؤخرًا تكون منعدمة لدى المواطن البسيط، بعد أن ارتفعت أسعارها كثيرًا خلال أكتوبر الجاري مقارنة بالأشهر السابقة.

 

◄ ما وراء ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية في اليمن؟


لم يكن انهيار العملة اليمنية السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية في اليمن، إذ إن هناك العديد من العوامل التي أسهمت بشكل كبير بارتفاع أسعار هذه المواد، أبرزها الحرب الاقتصادية التي شنتها مليشيات الحوثي على اليمنيين خلال السنوات الماضية.

 

كما أن لهجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن تأثيرات كبيرة على تقييد تدفق السلع والمواد إلى الموانئ اليمنية، وارتفاع تكاليف الشحن، خاصة أن اليمن يعتمد على الاستيراد البحري لهذه المواد والسلع.

 

قال تقرير حديث للبنك الدولي إن اليمن خلال العام الجاري 2024 شهد ارتفاعًا بنسبة 6% في عدد الأشخاص الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد مقارنة بالعام السابق.

 

أشار التقرير إلى أن انعدام الأمن في البحر الأحمر كان له تأثير مباشر على توافر الغذاء في البلاد، إذ أدت الصراعات البحرية إلى تقييد تدفق المواد الغذائية والسلع الأساسية.

 

في تقرير سابق، حذَّر برنامج الأغذية العالمي من أن سوء التغذية الحاد في اليمن لا يزال يشكل تهديدا خطيرا على حياة الأشخاص، مع وجود 17.6 مليون شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي.

 

انهيار مستمر يضرب الريال اليمني ويفقده قيمة سعر صرفه أمام العملات الأجنبية متجاوزًا 2045 ريالًا للدولار الواحد.

 

أدى تراجع سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، والذي فاقم من القدرة الشرائية للمواطنين.

 


كان محافظ البنك المركزي اليمني قد أكد أن اليمن فقد أكثر من 6 مليارات دولار من موارده الذاتية خلال الـ30 شهرًا الماضية فقط، بسبب حرب الحوثي الاقتصادية.

 

قال المعبقي إن تلك الخسارة تأتي "نتيجة توقف صادرات النفط والغاز بسبب هجمات مليشيا الحوثي على مرافئ وناقلات النفط، إضافة إلى استهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر، مما ضاعف من كلفة النقل والتأمين واضطراب سلاسل الإمداد".

 

أشار المعبقي إلى أن تلك العوامل أدت إلى زيادة معاناة الشعب اليمني، وتدهور الأوضاع وانعدام الأمن الغذائي، بالإضافة إلى "انعدام القدرة على توفير الخدمات الأساسية وزيادة معدلات الفقر لتتجاوز أكثر من 80%".

 

يذكر أنه نذ منتصف أكتوبر الجاري بدأ المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية تحركات متسارعة لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالبلاد وتسببت في انهيار قيمة العملة الوطنية وارتفاع التضخم بشكل غير مسبوق.

 

وفي وقت سابق كشف باحثون اقتصاديون باليمن لـ "الفجر" بأن الانقسام النقدي يشكل نقطة خطيرة في تاريخ الأزمات الاقتصادية في اليمن وأدت إلى توسع الفجوة بين قيمة ال عملة المحلية بين أطراف الانقسام مما أدى إلى وجود عملتين مختلفتين في قيمة الصرف.

وأضافوا بأنه منذ بداية الأزمة ومليشات الحوثي تقوم بتوظيف السياسات النقدية والمالية لصالحها بل سخرت مؤسسات الدولة لخدمة مشروعها وحربها ووضعت قوانين كان لها الضرر على الاقتصاد اليمني، ومن الأهمية بمكان هنا تحييد الاقتصاد عن الحرب والسياسة واتباع سياسة الحياد المالي الذي له أهمية في اتخاذ خطوات وقوانين ذات ارتباط بالسياسة المالية والنقدية مبنية على أسس تحليلية وعلمية بعيدا عن تداخلات السياسة.

محمد الكسادي يكشف لـ "الفجر" سبب انهيار العملة المحلية في اليمن.. وخطوات تعافي الريال اليمني في ظل الحرب الاقتصادية الشرسة.. كيف ضاعف الحوثي من معاناة الشعب اليمني وأدى إلى توسّع رقعة الفقر؟

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الريال اليمنى اسعار الريال اليمني الشحات غريب الازمة اليمنية اليمن الحوثيين أمام العملات الأجنبیة مجلس القیادة الرئاسی المواد الغذائیة الریال الیمنی الأمن الغذائی انعدام الأمن غیر مسبوق فی الیمن

إقرأ أيضاً:

مركز عالمي لتخزين وتوزيع الحبوب والمواد الغذائية على أرض مصر «تفاصيل»

دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي لتدشين مركز عالمي، لتخزين وتوزيع الحبوب والمواد الغذائية على أرض مصر خلال «قمة مجموعة العشرين»، وذلك من أجل ضمان أمن الغذاء وتعزيز سلاسل الإمداد ذات الصلة.

مركز عالمي لتخزين وتوزيع الحبوب والمواد الغذائية

وأوضح الرئيس السيسى أن مصر، تؤمن بأنه لا سبيل لـ مكافحة الجوع والفقر وتحقيق أهداف التنمية المستدامة إلا بإقامة شراكات دولية متوازنة مع الدول النامية، تتضمن توفير التمويل الميسر للتنمية ودعم جهود تحقيق الأمن الغذائي.

مركز عالمي بـ مصر لتخزين وتوزيع الحبوب في العالم

وفي هذا الصدد تواصلت «الأسبوع» مع كل من رئيس غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات، نائب رئيس شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية، وخبراء الاقتصاد، لتوضيح الهدف من إنشاء مركز عالمي لتخزين وتوزيع الحبوب والمواد الغذائية على أرض مصر، وإيجابيات ذلك المشروع على الاقتصاد المحلي والدولي.

مركز عالمي لتخزين وتوزيع الحبوب على أرض مصر
إنشاء مركز عالمي بـ مصر لتخزين وتوزيع الحبوب

أوضح النائب طارق سعيد حسانين، رئيس غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات أن إنشاء هذا المركز العالمي، خطوة جيدة، ويزيد من قيمة الموقع الاستراتيجي لمصر، ونصبح مثل روسيا وأوكرانيا من البلاد المصدرة.

وأضاف رئيس غرفة صناعة الحبوب أن مركزا عالميا بـ مصر، نستطيع من خلالهالتخزين وتوزيع الحبوب والمواد الغذائية في دول أفريقيا بشكل كبير وجميع الدول الأخرى، ونصبح مركزا لوجستيا، سواء إذا كانت من تقوم بإنشائه الحكومة أو القطاع الخاص.

وتابع طارق سعيد: نقوم من خلال ذلك المركز، بتسويق بضائع الدول، ونتجنب مخاطر نقل القمح، وتكون الحبوب متوفرة لدينا طوال السنة سواء حدثت حروب أو مجاعة أو أزمات أخرى، ذلك لن يؤثر على الدولة، وهذا المركز العالمي، سوف يعمل على توفير العملة الصعبة، وتقليل فاتورة الاستيراد، وتوفير الاحتياجات المحلية للدولة.

مركز لتوزيع الحبوب والمواد الغذائية على العالم

وكشف أحمد عتابي، نائب رئيس شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية أن وزارة التموين هي من تكون المسئولة عن إنشاء المركز العالمين لتخزين وتوزيع الحبوب والمواد الغذائية على أرض مصر.

وقال نائب رئيس شعبة المواد الغذائية، إن الهدف من إنشاء هذا المركز العالمي، هو عملية تنظيمية 100%، حيث عندما يكون لدينا مخزن رئيسي، يتولى توزيع الحبوب داخل الدولة وخارجها، يحدث تنظيم بين المزارع وعملية الاستيراد والتصدير، ولن تكون بطريقة عشوائية.

مركز عالمي لتخزين وتوزيع الحبوب على أرض مصر
المركز العالمي له عائد جيد على الاقتصاد المحلي

وأشار أحمد عتابي إلى أنه إذا تم إنشاء هذا المركز العالمي، سيكون له عائد جيد على الاقتصاد المحلي، ومصر قادرة على إنشاء هذا المركز بسهولة، لأنها عملية لوجستية، والدولة تسعى للتحول الرقمي والتطوير منذ فترة.

وأكد نائب رئيس شعبة المواد الغذائية أن لدينا ندرة من الحبوب، لأننا نستورد منها كميات كبيرة، ولكن الزراعات الجديدة، وزراعة المليون ونصف فدان، تحدث رواج، وتؤدي إلى تقليل الاستيراد بنسبة كبيرة.

وأضاف عتابي أن هذا المركز العالمي، يكون عبارة عن عملية استيراد منظمة وفقا لقواعد، وتصبح مصر منطقة تجارة حرة، ويؤدي ذلك إلى تقليل التكلفة وزيادة فرصة الاستثمار.

الهدف من إنشاء المركز العالمي على أرض مصر

ومن جانبه أوضح الدكتور السيد خضر، الخبير الاقتصادي أن الفترة الماضية، بدأت مصر بالفعل بالعمل على إنشاء صوامع كبيرة لتخزين القمح، وذلك من أجل تقليل عملية الفاقد.

وقال الخبير الاقتصادي إن فكرة جعل مصر مركز غذائي عالمي، خطوة استراتيجية مهمة في تحقيق الأمن الغذائي، وتعزيز عملية التنمية المستدامة، لأن الفترة المقبلة ستواجه كافة دول العالم أزمة زيادة الطلب على الغذاء، وهذه مشكلة كبيرة، لأن كلما تزايد أعداد السكان، يزيد ذلك من الطلب على الغذاء، بالإضافة إلى التقلبات التي تشهدها الأسعار بشكل يومي، وأزمة التغيرات المناخية، التي تسبب انخفاض في المحصول مثل ما حدث في دولة استراليا العام الماضي في محصول القمح، التي أدت إلى تقليل الإنتاج.

مركز عالمي لتخزين وتوزيع الحبوب على أرض مصر
إيجابيات المركز العالمي على الاقتصاد المحلي والدولي

وأضاف الدكتور السيد خضر أن مصر تمتلك مكانة كبيرة في منطقة الشرق الأوسط، يفيد إنشاء المركز العالمي في أن يكون لديها مخزون استراتيجي، له عوائد من بينها توفير السلع الأساسية للمواطن، يساهم في حماية مصر من تقلبات الأسعار والأزمات الغذائية المحتملة، الحد من التضخم، الذي يواجه القدرة الشرائية للمواطن، تحفيز عملية الإنتاج، تشجيع زراعة القمح، دعم القطاع الزراعي وذلك على المستوى المحلي.

أهمية مركز تخزين وتوزيع الحبوب والمواد الغذائية

وبالنسبة للمستوى العالمي، إنشاء مركز عالمي لتخزين وتوزيع الحبوب، يعمل على تعزيز التعاون الدولي في مجال الغذاء، وتصبح مصر مركز إقليمي لتخزين وتوزيع السلع الغذائية، خاصة أن مصر تمتلك موقعا استراتيجيا مهما جدا لدينا وهي قناة السويس، وإنشاء هذا المركز في المنطقة اللوجيستية في قناة السويس، يدعم الأمن الغذائي الوطني والعالمي.

واختتم خبير الاقتصاد حديثه قائلاُ إن إنشاء مركز عالمي مثل ذلك، يعمل على دعم التنمية المستدامة، والحفاظ على حقوق الأجيال الحالية، وتطوير سلاسل الإمداد، ودعم القطاع الزراعي.

اقرأ أيضاًالرئيس السيسي: ندعو مجددا لتدشين مركز عالمي لتخزين وتوزيع الحبوب على أرض مصر لضمان أمن الغذاء

سيرًا على الأقدام.. محافظ قنا يجرى جولة ميدانية بمدينة قفط ويفاجئ أسواق بيع السلع الغذائية

السيسي: نتطلع أن تتوصّل القمة لحلول عملية للقضاء على الجوع والفقر حفاظا على مستقبل الأجيال القادمة

مقالات مشابهة

  • دعوات لإنقاذ الاقتصاد.. الريال اليمني يواصل الانهيار والرواتب تتآكل والأسعار في ارتفاع
  • بتخفيضات تصل إلى 30%.. أسعار السلع الغذائية في أسواق اليوم الواحد بالمحافظات
  • أسعار السلع الغذائية واللحوم في سوق اليوم الواحد بالمنوفية
  • انهيار متسارع في سعر صرف الريال اليمني ومحلات الصرافة تفاجئ الجميع وتكشف سعر الصرف الجديد في صنعاء وعدن
  • محافظ كفر الشيخ يتابع توافر السلع الغذائية والأساسية بالأسواق
  • أسعار السلع الغذائية الأساسية اليوم الأربعاء 20-11-2024
  • مركز عالمي لتخزين وتوزيع الحبوب والمواد الغذائية على أرض مصر «تفاصيل»
  • أسعار صرف العملات مقابل الريال اليمني الأربعاء 20 نوفمبر 2024
  • كاتب صحفي: أسواق اليوم الواحد تسهم في ضبط أسعار السلع الغذائية
  • أسعار اللحوم تشهد ارتفاعًا غير مسبوق بتركيا