أراضٍ متنازع عليها تفجر اشتباكات بين قبائل في الجوف.. والحوثيون متهمون بتأجيج الصراع
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
الصورة أرشيفية
أفادت مصادر قبلية لوكالة "خبر" باستمرار المواجهات العنيفة بين قبيلة المعاطرة وقبيلة ذو زيد - ذو محمد في منطقة جبل نهم، الواقعة بين رحوب وبرط العنان في محافظة الجوف (شمال شرقي اليمن).
وأوضحت المصادر أن هذه الاشتباكات أسفرت عن مقتل ستة أشخاص من قبيلة المعاطرة وإصابة خمسة آخرين بجروح، فيما لا تزال حصيلة القتلى والجرحى من الجانب الآخر غير مؤكدة.
وبحسب المصادر فقد بدأت المواجهات عصر يوم الاثنين، واستمرت حتى فجر الثلاثاء، حيث تم استخدام مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في النزاع.
وترجع أسباب النزاع إلى حفر قبيلة ذو زيد بئر في المنطقة الحدودية بين القبيلتين، إذ يدعي كل طرف امتلاكه للأرض، ما أشعل فتيل الخلاف.
وفي محاولة لإنهاء النزاع، تجري وساطة محلية تضم شيوخ ووجهاء قبليين محاولات لوقف القتال رغم رفض سلطات الأمر الواقع التابعة لمليشيا الحوثي اتخاذ أي خطوات لوقف الاشتباكات، واتهامات لها بالسعي لتأجيج الصراعات بين القبائل بهدف إضعافها.
وفي وقت سابق، تحدثت مصادر لوكالة خبر عن مقتل شيخ قبلي في اندلاع مواجهات بين قبيلة المعاطرة وقبيلة ذو زيد - ذو محمد بمحافظة الجوف.
وتأتي هذه الاشتباكات في ظل نزاع مماثل على الأراضي بين قبيلتي بني نوف وهمدان، ما يعكس تصاعد التوترات القبلية في المنطقة وعدم استقرار الأمن في المحافظة الخاضعة لسيطرة المليشيات.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
تصاعد الصراع في شرق الكونغو: أزمة تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي
تصاعد الصراع في شرق الكونغو: أزمة تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي
* محمد تورشين
تتسارع وتيرة الأحداث في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تتواصل المواجهات العسكرية بين الجيش الكونغولي وحركة “23 مارس” (M23)، إلى جانب فصائل مسلحة أخرى تنشط في المنطقة.
تُعد هذه المنطقة، التي تضم أكثر من 120 جماعة مسلحة، واحدة من أكثر المناطق اضطرابًا في إفريقيا، مما يعزز تعقيد المشهد الأمني فيها ويهدد الاستقرار الإقليمي.
شهدت حركة “23 مارس” تجدد نشاطها منذ عام 2021 بعد فترة من الخمود استمرت منذ عام 2013، عندما أجبرتها القوات الحكومية، بدعم أممي، على التراجع بعد سيطرتها المؤقتة على مدينة غوما، عاصمة إقليم شمال كيفو. تُعتبر غوما مدينة استراتيجية غنية بالموارد الطبيعية مثل الذهب والكولتان، وهي معادن حيوية لصناعات التكنولوجيا الحديثة.
تطالب الحركة بالعودة إلى اتفاق مارس 2009، الذي نص على دمج عناصرها في الجيش الكونغولي ومنح حكم ذاتي محدود في المنطقة، وهو ما لم يُنفذ بالكامل.
تتهم الكونغو حكومة رواندا بدعم حركة “23 مارس” لتأمين نفوذها في المنطقة، والاستفادة من الموارد الطبيعية الثمينة. وتعود تدخلات رواندا في الشأن الكونغولي إلى تسعينيات القرن الماضي بعد انتهاء الإبادة الجماعية في رواندا، حيث دعمت كيغالي قوى معارضة للإطاحة بالرئيس موبوتو سيسي سيكو.
تُظهر التقارير أن رواندا تسعى إلى تعزيز مكانتها كقوة مؤثرة في منطقة البحيرات العظمى، ما يؤدي إلى توترات دائمة مع الكونغو.
في ديسمبر 2024، قادت أنغولا مبادرة سلام لحل الأزمة، لكنها باءت بالفشل بسبب التوترات بين الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي ونظيره الرواندي بول كاغامي.
يُتوقع أن يؤدي استمرار الصراع إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق، مع نزوح مئات الآلاف من المدنيين وتفاقم الأزمة الإنسانية. كما أن تصاعد النزاع قد يمتد إلى دول الجوار مثل أوغندا وبوروندي، حيث تتداخل الحدود والقوميات العرقية بين هذه الدول.
يتطلب الوضع تحركًا سريعًا من القوى الدولية والإقليمية لإعادة إحياء الحوار بين الأطراف المتنازعة. ومن المهم إشراك جميع الجهات المعنية، بما في ذلك الحكومة المركزية في كينشاسا، وحركة “23 مارس”، والدول الداعمة للأطراف المختلفة.
إن تجاهل الأزمة قد يؤدي إلى تفاقم عدم الاستقرار في منطقة البحيرات العظمى، حيث تتداخل القضايا الأمنية مع الطموحات السياسية والاقتصادية للدول الإقليمية، مما يهدد بتحويل المنطقة إلى ساحة صراع طويلة الأمد.
ختاماً، يظل الوضع في شرق الكونغو تهديدًا كبيرًا للسلم والأمن الإقليميين. وإذا لم يتم تدارك الأزمة من خلال حلول سياسية ودبلوماسية، فإن المنطقة ستواجه تداعيات كارثية تمتد إلى ما هو أبعد من حدود الكونغو الديمقراطية، لتشمل كل دول منطقة البحيرات العظمى.
* باحث وكاتب سوداني متخصص في الشؤون المحلية والقضايا الأفريقية.
الوسومأفريقيا إقليم البحيرات العظمى الكونغو حركة 23 مارس رواندا غوما محمد تورشين