لماذا لا يريد الغرب خسارة إيران
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
بقلم : هادي جلو مرعي ..
لعل الموقع الجغرافي، والثروات، والقدرات الكبيرة في مجالات عدة بالرغم من رفض الغرب للآيدولوجية في السياسة الإيرانية عوامل تدفع بإتجاه الإستمرار في سياسة الضغط الفائق الذي تمارسه واشنطن، وحليفاتها الغربيات، ومعها دول في الخليج.. إيران ماتزال تحتفظ بفرصة الفتى المدلل عند المعسكرين الغربي والشرقي معا.
في المقابل مايزال العقل الغربي يغازل إيران، ولايريد دفعها الى الحضن الروسي، ومحور بريكس، وهو يراهن على الدهاء الفارسي في ذلك. فبرغم التوتر والتشدد في السلوك السياسي إلا إن العلاقة مع الغرب ماتزال قائمة، والقنوات الدبلوماسية مفتوحة تماما خاصة مع فرنسا التي تؤمن بإمكانية سحب إيران الى المعادلة الغربية، ومايعيق ذلك هو الدور الإيراني المقلق، وطبيعة السياسة المتبعة لدى طهران، ودعمها لحزب الله ومجموعات سياسية وعسكرية مناوئة للغرب. والإيرانيون يدركون مايريده الغرب، ومايطمح إليه الشرق، ولذلك يستطيعون في كل مرة إعادة التموضع والتماهي مع الأحداث والتطورات، والجميع لايريد لإسرائيل أن تذهب بعيدا في مهاجمة إيران، ويمكن للغرب أن يتشارك في الدفاع عن إسرائيل في حال شنت طهران هجوما عسكريا، ولكن الغرب لايريد التشارك في هجوم إسرائيلي شامل على الأراضي الإيرانية لأن المشاركة المباشرة تعني خسارة المستقبل مع إيران.
المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر لارغبة لديها في حرب شاملة ضد إيران قد تؤدي الى دمار شامل في منطقة تشهد تحولات كبرى خاصة على يد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يقود حملة تحديث لكل شيء متعلق بالإقتصاد والسياسة والفكر الديني والثقافة السائدة في المملكة، ولايرى نفعا في الحرب. فالخليج مصدر مهم للطاقة والثروات، وهو مكان لربط العالم ببعضه، ويعمل على تغيير هائل في العقل السياسي، والنظرة الى المستقبل، ويفضل سياسة الضغط، وليس الحرب، ولايرى مصلحة في نشوب صراع مدمر يدفع ثمنه كاملا، وتتحول المنطقة بذلك الى رماد تذروه الرياح، ويؤدي الى فقدان فرص التنمية المتاحة.
لاأحد يريد خسارة إيران ويعمل على سحبها الى مساحته، لكن اليمين المتطرف في إسرائيل مايزال يفكر في تحقيق مكاسب كاملة بالإعتماد على الإنحياز الغربي، وربما كان جديرا بنتنياهو ملاحظة الدور الفرنسي والسياسة التي يتبعها الرئيس مانويل ماكرون الذي ينظر الى لبنان بوصفها إرثا، لفرنسا فيه حصة كبيرة، وهو مايفسر التوتر المتصاعد بين تل أبيب وباريس، والمناوشات الكلامية بينهما طوال مدة العدوان على لبنان بالرغم من إن فرنسا ماتزال مع المحور القلق من الصعود الصيني، والتحالف الثلاثي بين بكين وطهران وموسكو، وكذلك مباحثات بريكس التي تثير قلقا غربيا متزايدا ربما سنرى تفاعلاته ونتائجه قريبا. هادي جلومرعي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
وحدة تجسس جديدة تقود حرب روسيا الخفية ضد الغرب
كشفت مصادر استخباراتية غربية أن أجهزة الاستخبارات الروسية أنشأت وحدة سرية جديدة تُعرف باسم "إدارة المهام الخاصة"، والتي تستهدف الغرب بسلسلة من الهجمات السرية عبر أوروبا وأماكن أخرى، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال".
تتمركز هذه الوحدة في مقر الاستخبارات العسكرية الروسية، وهو مجمع ضخم من الزجاج والصلب في ضواحي موسكو يُعرف باسم "حوض السمك".وتشمل عمليات هذه الوحدة، التي لم يتم الإبلاغ عنها سابقاً، محاولات اغتيال، وأعمال تخريب، ومؤامرات لوضع عبوات حارقة على الطائرات. خلفية إنشاء الوحدة وفقاً لمسؤولين استخباراتيين أوروبيين وأمريكيين وروس، تم إنشاء هذه الوحدة في عام 2023 رداً على دعم الغرب لأوكرانيا. وتضم الوحدة قدامى المحاربين من بعض أكثر العمليات السرية الروسية جرأة في السنوات الأخيرة.
ترى موسكو أن الغرب متواطئ في الهجمات الأوكرانية على روسيا، مثل التخريب الذي طال خطوط أنابيب نورد ستريم واغتيال مسؤولين رفيعي المستوى في موسكو، إضافة إلى الهجمات الأوكرانية باستخدام صواريخ غربية بعيدة المدى.
وقد نفت أوكرانيا تورطها في تخريب خطوط الأنابيب. دور إدارة المهام الخاصة
ووفقاً لمسؤولين استخباراتيين غربيين، تتولى هذه الوحدة، المعروفة بالاختصار الروسي "SSD"، تنفيذ عدد من العمليات، من بينها:
الاغتيالات والتخريب في الخارج.
التسلل إلى الشركات والجامعات الغربية.
تجنيد وتدريب عملاء أجانب.
وتسعى الوحدة إلى تجنيد عملاء من أوكرانيا والدول النامية والدول الصديقة لروسيا مثل صربيا.
كما تدير مركزاً خاصاً للعمليات الخاصة يُعرف باسم "سينيج"، حيث يتم تدريب بعض القوات الخاصة الروسية.
Intelligence officials have identified a new Russian unit, the SSD, responsible for sabotage, assassinations and espionage across Europe and beyond.
SSD was created in 2023 in response to Western support for Ukraine. It is based in Moscow's GRU headquarters. It absorbed Unit… pic.twitter.com/iPNUZXo6Xr
وقد منحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلى وسام في روسيا، "بطل روسيا"، لدوره في احتلال وضم شبه جزيرة القرم.
أما كاسيانينكو، الذي يُعتقد أنه نسق عملية تسميم سيرجي سكريبال وابنته يوليا في المملكة المتحدة عام 2018، فيشرف على العمليات السرية في أوروبا والسيطرة على عمليات مجموعة "فاغنر" في أفريقيا بعد مقتل مؤسسها، يفغيني بريغوجين، في عام 2023.
كما كان له دور في نقل المهارات والتكنولوجيا من روسيا إلى إيران، التي تزود موسكو بالطائرات المسيرة والصواريخ للحرب في أوكرانيا.
في ديسمبر (كانون الأول)، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على وحدة تابعة لـ"SSD" بتهمة تنظيم "انقلابات واغتيالات وتفجيرات وهجمات إلكترونية" في أوروبا وأماكن أخرى.
كما وجهت الولايات المتحدة اتهامات ضد أعضاء في الوحدة، وعرضت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل معلومات عن خمسة أعضاء متورطين في هجمات إلكترونية على أوكرانيا. التصعيد والتراجع في العمليات بلغت الأنشطة العدائية لـ"SSD" ذروتها في الصيف الماضي، لكنها تراجعت مؤخراً، وفقاً لمسؤولين أمريكيين وأوروبيين. ويرجح أن يكون هذا التراجع محاولة لتهيئة الأجواء الدبلوماسية لموسكو للتفاوض مع الإدارة الأمريكية الجديدة.
‘A New Spy Unit Is Leading Russia’s Shadow War Against the West:
The operations of Moscow’s Department of Special Tasks have included attempted killings, sabotage and a plot to put incendiary devices on plan’https://t.co/XHyGrSfnXO
حث بعض المسؤولين الأمنيين والمشرعين الغربيين على تكثيف الجهود السرية لمواجهة العمليات الروسية.
دعا نيك طومسون، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، إلى توسيع الأنشطة السرية في وحول روسيا لردع مزيد من العدوان من الكرملين.
A standoff in the Baltic Sea shows how the region is a new flashpoint in Russia’s shadow war with the West https://t.co/wAyJHPlRet
— The Wall Street Journal (@WSJ) December 15, 2024 كما طالب السيناتور توم كوتون وكالة الاستخبارات الأمريكية بأن تكون "أكثر جرأة وابتكاراً" في عملياتها السرية.وحذر جيمس أباتوراي، نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي لشؤون الحرب الهجينة، من أن على الولايات المتحدة وحلفائها تبني "عقلية الحرب" في المجتمع بأسره لمواجهة العدوان الروسي المتزايد، معتبراً أن التقاعس عن ذلك سيكون خطيراً للغاية.