شبكة انباء العراق:
2025-03-14@01:13:20 GMT

لماذا لا يريد الغرب خسارة إيران

تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT

بقلم : هادي جلو مرعي ..

لعل الموقع الجغرافي، والثروات، والقدرات الكبيرة في مجالات عدة بالرغم من رفض الغرب للآيدولوجية في السياسة الإيرانية عوامل تدفع بإتجاه الإستمرار في سياسة الضغط الفائق الذي تمارسه واشنطن، وحليفاتها الغربيات، ومعها دول في الخليج.. إيران ماتزال تحتفظ بفرصة الفتى المدلل عند المعسكرين الغربي والشرقي معا.

فروسيا والصين تشكلان طريقة مختلفة في إدارة العالم، ووقف الهيمنة الغربية، والقطبية الأحادية، والتحول الى عالم متعدد الأقطاب، وهما يريدان إيران خاصة الروس الذين تشكل الجمهورية الإسلامية خطا متقدما لهم في جبهة المواجهة مع الغرب، عدا عن الدور الإيراني الممكن لزيادة النفوذ الصيني، والتجارة مع العالم، ومد الطريق بإتجاهات جغرافية مختلفة، مثلما إن إيران حلقة وصل مهمة بين الشرق والغرب، وبين تركيا وآسيا الوسطى.
في المقابل مايزال العقل الغربي يغازل إيران، ولايريد دفعها الى الحضن الروسي، ومحور بريكس، وهو يراهن على الدهاء الفارسي في ذلك. فبرغم التوتر والتشدد في السلوك السياسي إلا إن العلاقة مع الغرب ماتزال قائمة، والقنوات الدبلوماسية مفتوحة تماما خاصة مع فرنسا التي تؤمن بإمكانية سحب إيران الى المعادلة الغربية، ومايعيق ذلك هو الدور الإيراني المقلق، وطبيعة السياسة المتبعة لدى طهران، ودعمها لحزب الله ومجموعات سياسية وعسكرية مناوئة للغرب. والإيرانيون يدركون مايريده الغرب، ومايطمح إليه الشرق، ولذلك يستطيعون في كل مرة إعادة التموضع والتماهي مع الأحداث والتطورات، والجميع لايريد لإسرائيل أن تذهب بعيدا في مهاجمة إيران، ويمكن للغرب أن يتشارك في الدفاع عن إسرائيل في حال شنت طهران هجوما عسكريا، ولكن الغرب لايريد التشارك في هجوم إسرائيلي شامل على الأراضي الإيرانية لأن المشاركة المباشرة تعني خسارة المستقبل مع إيران.
المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر لارغبة لديها في حرب شاملة ضد إيران قد تؤدي الى دمار شامل في منطقة تشهد تحولات كبرى خاصة على يد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يقود حملة تحديث لكل شيء متعلق بالإقتصاد والسياسة والفكر الديني والثقافة السائدة في المملكة، ولايرى نفعا في الحرب. فالخليج مصدر مهم للطاقة والثروات، وهو مكان لربط العالم ببعضه، ويعمل على تغيير هائل في العقل السياسي، والنظرة الى المستقبل، ويفضل سياسة الضغط، وليس الحرب، ولايرى مصلحة في نشوب صراع مدمر يدفع ثمنه كاملا، وتتحول المنطقة بذلك الى رماد تذروه الرياح، ويؤدي الى فقدان فرص التنمية المتاحة.
لاأحد يريد خسارة إيران ويعمل على سحبها الى مساحته، لكن اليمين المتطرف في إسرائيل مايزال يفكر في تحقيق مكاسب كاملة بالإعتماد على الإنحياز الغربي، وربما كان جديرا بنتنياهو ملاحظة الدور الفرنسي والسياسة التي يتبعها الرئيس مانويل ماكرون الذي ينظر الى لبنان بوصفها إرثا، لفرنسا فيه حصة كبيرة، وهو مايفسر التوتر المتصاعد بين تل أبيب وباريس، والمناوشات الكلامية بينهما طوال مدة العدوان على لبنان بالرغم من إن فرنسا ماتزال مع المحور القلق من الصعود الصيني، والتحالف الثلاثي بين بكين وطهران وموسكو، وكذلك مباحثات بريكس التي تثير قلقا غربيا متزايدا ربما سنرى تفاعلاته ونتائجه قريبا.

هادي جلومرعي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

"تفكك الغرب".. هدية ترامب الكبرى لبكين

هل يُعدّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أسوأ كابوس للصين أم أنه بمثابة حلم تحقق لها؟

الهدف الاستراتيجي لشي هو جعل الصين عظيمة مرة أخرى

الحقيقة أن ترامب يجمع بين الأمرين، ولكن ليس بالتساوي، فعلى المدى القصير ستشكل سياساته التجارية القائمة على فرض الرسوم الجمركية، تحديات كبيرة لبكين، لكن في المقابل، ألحق ترامب خلال أسابيع قليلة ضرراً بالغاً بالنظام الدولي الليبرالي، ووحدة الغرب الديمقراطي، ومكانة الولايات المتحدة عالمياً، أكثر مما تمكنت أي جهود مجتمعة طوال الحرب الباردة، وهو إنجاز يتجاوز حتى أكثر أحلام القادة الصينيين طموحاً.

وكتب ستيف تسانغ في صحيفة "غارديان" البريطانية، أن التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب تشكل تهديداً حقيقياً للصين، ولا يمكن لبكين سوى اعتبارها مؤشراً على المزيد من التحديات المقبلة، كما يبدو ترامب هذه المرة مستعداً لتنفيذ كل تهديداته.

وفي وقت يُظهر فيه الاقتصاد الصيني مؤشرات تباطؤ، فإن الدخول في حرب تجارية مكثفة سيكون آخر ما تريده بكين، رغم التصريحات المتشددة لدبلوماسييها.   

ومع ذلك، فإن هذه الضغوط التجارية، حتى لو تحولت إلى حرب اقتصادية شاملة، تبقى تحديات قصيرة إلى متوسطة الأمد. إذ من المتوقع أن يأمر الرئيس الصيني شي جين بينغ بلاده بالصمود، وهو ما ستفعله بكين، رغم التكلفة الباهظة التي ستدفعها، لكن هذه الخسائر ستتلاشى على المدى البعيد أمام المكاسب التي يقدمها ترامب، دون قصد، للصين. 

China can live with Trump’s tariffs – his bullish foreign policy will help Beijing in the long term | Op-ed by Steve Tsang (#SOAS) for The Guardianhttps://t.co/DGIYpI6TC4

— SOAS China Institute (@SOAS_CI) March 12, 2025 تفكك الغرب

فمثلاً يأتي اقتراح ترامب لحل الأزمة الأوكرانية متوافقاً إلى حد كبير مع شروط روسيا، كما أن طموحاته الصادمة بشأن كندا وغرينلاند تخدم الصين بشكل غير مباشر.

وأدى نهجه العدائي إلى تدمير علاقات الولايات المتحدة مع حلفائها في أمريكا الشمالية وأوروبا، كما أشار بوضوح إلى أن بلاده لم تعد مهتمة بالمشاركة في المشاريع الدولية، مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومنظمة الصحة العالمية.

ويتساءل الكاتب لماذا يُعدّ هذا مكسباً للصين؟ مجيباً أن أن بكين وضعت استراتيجية عالمية تقوم على "فكر شي جين بينغ"، وتهدف إلى تحقيق "حلم الصين" بإعادة إحياء عظمتها بحلول عام 2049، الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. وقد جعل ترامب هذا الحلم أقرب إلى التحقق. 

The U.S. will emerge stronger with Trump's tariffs as China struggles to counter with meaningful economic boosts. Xi will prioritize industry over domestic demand. Tariffs shield American businesses from China’s overproduction and price-slashing, while Beijing’s reluctance to… pic.twitter.com/EDnZHQtukW

— JThomasLaw (@JasonTLaw) March 4, 2025 نظام عالمي جديد.. يتمحور حول بكين

الهدف الاستراتيجي للرئيس شي هو "إعادة الصين إلى عظمتها"، وفق شروطها الخاصة. ويسعى إلى "استعادة" المكانة العالمية التي يعتقد أن الصين تمتعت بها عبر التاريخ، عندما كانت أكثر تقدماً وثراءً وابتكاراً.
ويمر تحقيق هذا الطموح عبر ما يسميه شي "دمقرطة العلاقات الدولية"، بحيث تصبح الصين القوة المهيمنة في تشكيل مستقبل العالم، مسترشدة بثلاث مبادرات رئيسية: التنمية، الأمن، والحضارة.

لكن الأمر لا يتعلق بإنشاء نظام عالمي جديد كلياً ليحل محل النظام الليبرالي، الذي قادته الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بل بتحويل النظام القائم ليتمحور حول الصين، مدعوماً بدول الجنوب العالمي. أي ضمان منح الأمم المتحدة الأولوية لمصالح هذه الدول، ممثلة في زعيمتها الصين، على حساب مصالح الغرب.
وفي حين أن هذا الطرح يلقى قبولاً في دول الجنوب العالمي، إلا أنه يواجه صعوبة في اختراق الديمقراطيات الغنية. فقد حافظت هذه الدول على ولائها للولايات المتحدة، رغم الأزمات التي مرت بها العلاقات عبر العقود.

ترامب.. أكبر مسوّق للرؤية الصينية

حتى الآن، كانت جهود الصين لإقناع دول الجنوب العالمي بتبني رؤيتها لتعديل النظام الدولي تسير ببطء. لكن ترامب سرّع هذه العملية، من دون قصد.

ترامب بلا ضغوط انتخابية.. كيف سيُغير أمريكا؟ - موقع 24ساهم جيل الألفية في الثقافة المعاصرة بمصطلح "تأقلم"، الذي يصفه الصحافي جنان غانيش بأنه محاولة للتخفيف من قسوة الواقع وجعله يبدو أقل بؤساً مما هو عليه، ويتجلى هذا المفهوم في العديد من العبارات المنتشرة اليوم، مثل: "على الأقل سيكون دونالد ترامب جيداً للاقتصاد"، أو "إذا كان ...

 فمع تراجع المساعدات الإنسانية الأمريكية، بدأت الدول الأضعف في الجنوب العالمي تشعر بوطأة هذا القرار، ما عزز الدعوات الصينية لـ"دمقرطة العلاقات الدولية". ولم يكن أحد ليخدم المشروع الصيني بهذه الفعالية كما فعل ترامب، إذ ساعد، من خلال سياساته الانعزالية، على منح الصين فرصة ذهبية لتعزيز نفوذها عالمياً.

الصين تحقق قفزة كبرى

وبسياسة "أمريكا أولاً"، قدّم ترامب للصين ما لم يتمكن شي من تحقيقه بنفسه. صحيح أن "حلم الصين" لم يتحقق بالكامل بعد، لكنه قطع خطوات هائلة بفضل ترامب، الذي وفر له دفعاً غير مسبوق.



مقالات مشابهة

  • ظاهرة طبيعية تدهش العالم.. الأمطار تحول شواطئ إيران إلى مشهد خيالي
  • "تفكك الغرب".. هدية ترامب الكبرى لبكين
  • منتخب مصر يسافر إلى المغرب بطائرة خاصة لمواجهة إثيوبيا
  • إصابة سائق فى انقلاب جرار زراعي على الصحراوي الغربي بالمنيا
  • لماذا تراجعت إلكترولوكس السويدية عن التخارج من السوق المصري؟.. مسئول يجيب
  • بـ100 ألف متفرج.. مانشستر يونايتد يريد بناء أعظم ملعب في العالم
  • تلوث الهواء.. 7 ملايين وفاة سنويًا و83% من مدن العالم تتجاوز الحدود الآمنة
  • صحف العالم.. إسرائيل تقطع الكهرباء عن آخر منشأة في غزة تستقبل الكهرباء.. الاحتلال يريد عودة الإبادة بقوة.. واجتماعات أوكرانية أمريكية في السعودية
  • ???? المليشيا تقترب من خسارة آخر معاقلها بالخرطوم
  • رحلة في اختبار الديمقراطية