تقرير لـPolitico: بينما تستمر الحرب.. لبنان محاصر
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
ذكرت صحيفة "Politico" الأميركية أن "اللبنانيين يعلمون أكثر من غيرهم أن لبنان على شفا الانهيار. ولكن ما يسبب الإستياء الكبير للبنانيين هو محاولات صناع السياسات الغربيين إرغامهم على الإصلاح السياسي المتسرع. وكما هي الحال الآن، فإن عملية الإصلاح هذه لا يمكن أن تبدأ إلا بانتخاب رئيس للجمهورية. إن الرئيس الذي يلتزم باستعادة سلطة الدولة قد يضع لبنان على مسار جديد لتغيير وإصلاح نظامه السياسي بشكل جذري.
وبحسب الصحيفة، "بالنسبة للغرب، فإن الفكرة هي أن عون، أو شخصا مثله، قادر على إصلاح النظام السياسي المحتضر في لبنان، وهذا يعني في الأساس تقويض حزب الله والإصرار على نزع سلاحه، حتى يظل الجيش القوة المسلحة الوحيدة في لبنان. ويرى صناع السياسات الأميركيون انه بعد اغتيال القيادات الرئيسية لحزب الله وبعد تأثر الحزب بالضربات التي وجهتها له إسرائيل، فقد حان الوقت الآن لأخذ زمام المبادرة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في وقت سابق من هذا الشهر: "إن ما نريد أن نراه في نهاية المطاف من هذا الوضع هو أن يتمكن لبنان من كسر القبضة التي فرضها حزب الله على البلاد وإزالة حق النقض الذي يتمتع به الحزب على رئيس البلاد"."
وتابعت الصحيفة، "لكن في حين يشعر اللبنانيون أيضاً بأن فرصة للإصلاح قد برزت الآن، فإن الأمر ليس بهذه البساطة. ووفقاً لمايكل يونغ من مركز كارنيغي للشرق الأوسط، فإن "الحل التوافقي فقط للأزمة الأخيرة في لبنان من شأنه أن يضمن عدم تعرض البلاد لخطر صراع طائفي آخر". ومن أجل تحقيق هذه الغاية، قال لصحيفة بوليتيكو إن الإدارة الدقيقة لما يتشكل باعتباره هزيمة لحزب الله على يد إسرائيل أمر ضروري. وفي الحقيقة، مع اغتيال إسرائيل للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وخليفته المتوقع هاشم صفي الدين، تفتقر الحركة الشيعية إلى زعيم ذي خبرة كافية للسيطرة على غضبها. ورأى يونغ أن محاولة فرض واقع سياسي جديد وتقليص قوة حزب الله بشكل كبير وبسرعة من شأنها أن تؤدي إلى حرب أهلية. وحذر من أن "القرارات الكبرى، عندما لا تتخذ بالإجماع في لبنان، تميل إلى توليد صراع طائفي"."
وأضافت الصحيفة، "اليوم، أصبح لبنان في وضع سيئ بشكل خاص للتعامل مع أزمته الحالية. فقد كانت البلاد تتعثر منذ انهيارها المالي في عام 2019، حيث أصبح 85٪ من سكان البلاد تحت خط الفقر حتى قبل أن تشن إسرائيل توغلها البري. وفي عام 2020، هز انفجار هائل مرفأ بيروت، والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 200 شخص وإصابة 7000 وتسبب في أضرار في الممتلكات بقيمة 15 مليار دولار. إن آخر ما يحتاج إليه هذا البلد المتعثر هو حرب أخرى.والسؤال الآن هو كيف يمكن لهذا البلد أن يخرج من هذه الفوضى؟"
بحسب الصحيفة، "إن اللبنانيين أنفسهم يفتقرون إلى الإجابات، ولكنهم يدركون أن الكثير سوف يتوقف على نوايا إسرائيل ومتى تقرر بالضبط أنها فعلت ما يكفي لهزيمة حزب الله وإضعافه. وحتى ذلك الحين، فإن البلاد في حالة توقف، وغير قادرة على المضي قدماً، ولا تملك سوى القليل من القدرة على التصرف، على الرغم من الصخب من الخارج من أجل إعادة تشكيل نفسها والتغيير. إن الخوف الرئيسي هو أن غزو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يكون محدودا كما يقول وسوف يتحول إلى شيء آخر. وتزعم إسرائيل أنها تستهدف فقط أفراد حزب الله والبنية التحتية العسكرية المتطورة للغاية في الجنوب، لكن اللبنانيين لا يخفون أن قرى بأكملها يتم هدمها، مع قصف المدارس والمراكز الصحية والمباني وهدمها. فهل تخطط إسرائيل عمداً لجعل مساحات شاسعة من جنوب لبنان غير صالحة للسكن، وتحويلها إلى أرض لا يسكنها أحد لمنع عودة حزب الله؟ وهل تخطط لجعل الجنوب فارغاً تماماً للحفاظ على السيطرة؟"
وبحسب الصحيفة، "يوم السبت، أكد كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين لإذاعة "كان 11 "الإسرائيلية أن الهجوم البري وصل إلى "مرحلته النهائية" وسوف يكتمل في غضون أسبوع أو أسبوعين.وقالوا إن اهتمامهم سيتحول بعد ذلك نحو القرى الواقعة أسفل جبل الشيخ على الجانب الشرقي من الحدود. ولكن البعض يشكك في ذلك. فما زال حزب الله يواصل المقاومة ويطلق الصواريخ على شمال ووسط إسرائيل. وإلى أن تتوقف هذه الهجمات عبر الحدود، لن تنسحب إسرائيل". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
خبير دولي: الأسد يتشبث بالكرسي بينما سوريا تحترق
بينما ينصب تركيز العالم على حربي إسرائيل في قطاع غزة ولبنان، لا تحظى "المأساة" المتفاقمة في سوريا باهتمام كبير رغم أن الأخيرة تشهد موجة من العنف لا يلاحظها أحد، وهي في الواقع نذير شؤم، كما يفيد مقال لخبير دولي في صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
وتتجلى أعمال العنف تلك في الغارات شبه اليومية التي تشنها إسرائيل على مواقع قيادية وعسكرية إيرانية وسورية، بما في ذلك في العاصمة دمشق، وتتأثر بها أرجاء سوريا، وفق المقال.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب روسي: التعاون بين كييف وكابل يشكل تحديا لموسكوlist 2 of 2طلاب الجامعات الأميركية المؤيدون لفلسطين يشْكون انحياز السلطات ضدهمend of listففي سبتمبر/أيلول الماضي، طال الدمار منشأة رئيسية للإنتاج العلمي والعسكري تديرها إيران وسوريا وحزب الله. كما هاجمت الميليشيات السورية المدعومة من إيران مواقع أميركية في الشرق، مما دفع واشنطن إلى شن عمليات انتقامية كبيرة.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، فقد كتب إيميل هوكايم مدير قسم الأمن الإقليمي في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، في مقاله المشار إليه، أن تركيا -بدورها- قصفت مواقع للأكراد في شمال شرق سوريا ردا على الهجوم الذي استهدف شركة عسكرية مملوكة للدولة في أنقرة الشهر الماضي.
وفي الوقت نفسه، يقصف جيش النظام السوري وحليفه الروسي آخر معقل للمعارضة في إدلب، "ربما قبل البدء بحملة برية جديدة"، في حين بدأ تنظيم الدولة الإسلامية يطل برأسه في صحراء سوريا الشرقية.
ويضيف كاتب المقال إلى ذلك أن البلاد تعاني من تراجع سريع للمساعدات الإنسانية لما يقرب من 17 مليون شخص، علاوة على نصف مليون لاجئ لبناني وسوري إضافي فارين من الحرب التي تدور رحاها في لبنان.
وقال إن الرئيس السوري بشار الأسد يراقب كل هذا بقلق شديد، وهو مدين في بقائه في السلطة لإيران وحزب الله المتورطين في الحرب الأهلية في بلده.
ووصف الكاتب الأسد بأنه "ضعيف، ويسهل معاقبته" فهو "يتصرف لحماية نفسه"، مضيفا أنه وافق للمليشيات المدعومة من إيران باستخدام أراضيه في الجنوب لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل، "مع أن جيشه ليس في حالة تسمح له بالانضمام إلى القتال وأجهزته الأمنية مخترقة من قبل الاستخبارات الإسرائيلية".
ومضى هوكايم إلى أن الأسد، بذلك، يغامر بتعريض بلاده لهجوم إسرائيلي كبير يمكن أن يقضي على نظام حكمه. وأوضح أن هذا هو السبب الذي يجعله يلتزم الصمت المطبق بشأن الحرب في قطاع غزة، فهو لم يغفر لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقوفها إلى جانب الانتفاضة السورية، حسب تعبيره.
ولكن الخبير في شؤون الأمن الإقليمي يشير إلى أن الرئيس السوري يعتقد أن هناك فرصة سانحة الآن في عملية إعادة التوازن الكبير الجارية في المنطقة حاليا. فقد شعر أنه مقيد وتعرض للإذلال باعتماده على إيران وحزب الله الذي كان يرى في أمينه العام الراحل حسن نصر الله "مرشدا له" وفي جماعته المسلحة "مصدرا للشرعية الإقليمية".
واللافت أن الأمر استغرق من الأسد يومين عقب اغتيال نصر الله لإصدار بيان "عاطفي"، يرى هوكايم -ساخرا على ما يبدو- أنه كمن أراد أن يقول لزعيم حزب الله الراحل: "شكرا على خدماتك. سررت بمعرفتك. وداعا".
على أن الاعتقاد لدى الرئيس السوري -حسب المقال- أن إضعاف إيران وحزب الله قد يسمح له بالاعتماد أكثر على روسيا والتودد إلى دول الخليج والدول العربية الأخرى. وفي سعيه للحصول على التمويل والاحترام السياسي، يرى الأسد أن موسكو في وضع جيد لمواجهة النفوذ الغربي، وتسهيل التقارب مع تركيا وتسريع إعادة الانخراط العربي.
وهذا هو السبب الذي جعله "مبتهجا" أثناء حضوره مؤتمر الرياض للترويج للدولة الفلسطينية الأسبوع الماضي.
وزعم هوكايم أن الأسد بدا "مستمتعا" بشكل خاص بلقائه مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، "الذي وضع نهاية لإقصائه من جامعة الدول العربية".
غير أن الكاتب لا يعتقد أن التوقعات بشأن ما يسميها "إعادة تأهيل الأسد" في غير محلها، لا سيما من قبل بعض الدول الأوروبية، مثل إيطاليا والمجر واليونان، التي تسعى للتخلي عن سياسة عزله الحالية.
ووفقا لهوكايم، فإن الأسد لا يبدو أنه سيتخلى قريبا عن إيران، فهو يظن أن طهران ستكون بحاجة إليه في لحظات الخطر التي تمر بها حاليا وليس العكس، مشيرا إلى أن الرئيس السوري "لطالما اعتبر تقديم التنازلات علامة ضعف"، وأنه يفضل أن يبقى صامدا وينتظر تغيرا في البيئة المحيطة به.