تناولت صحف عالمية في إطار متابعتها للأوضاع في قطاع غزة وجنوب لبنان والمنطقة، تزايد الأدلة على ارتكاب إسرائيل لجرائم حرب في القطاع واستمرار سياسة التطهير العرقي في شماله.

ففي مقال نشرته صحيفة "هآرتس"، أشير إلى أن الأيام الأولى من الحرب على غزة أظهرت بوضوح أن إسرائيل لن تلتزم بقيود القانون الدولي، مؤكدةً أن إسرائيل تجردت من مظاهر الإنسانية في حملتها على القطاع.

وأضاف المقال أن غزة أصبحت مليئة بأدلة على جرائم الحرب التي ارتكبت بحق السكان المدنيين، بدءا من التهجير القسري والقصف العشوائي وصولا إلى حصار وتجويع ممنهج، مما يزيد معاناة السكان يومًا بعد يوم.

بدورها، لاحظت صحيفة "الغارديان" أن ما وصفته بـ"حملة إسرائيل على شمال غزة" واجهت الإدانات العالمية واستمرت رغم الاحتجاجات الدولية، مؤكدة أن إسرائيل تتبع سياسة تطهير عرقي واضحة المعالم، تتضمن قتل المدنيين وترهيبهم لدفعهم إلى الفرار من أراضيهم.

ولفتت الصحيفة إلى أن هذه السياسة تأتي بالتوازي مع نقاشات وندوات داخل إسرائيل حول إعادة توطين قطاع غزة، مما يعزز المخاوف من عمليات تهجير واسعة قد تكون جزءًا من خطط إستراتيجية بعيدة المدى.

وفي سياق متصل، ركزت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير على معاناة العائلات الفلسطينية في غزة التي تقطعت أوصالها بفعل الحرب، حيث سرد قصصا مؤلمة لعائلات تشتت أفرادها بين شمال وجنوب القطاع، وأعاق التصعيد الإسرائيلي جهودهم للالتقاء مجددًا.

وذكر التقرير أن الأحداث المتسارعة تثير مخاوف متزايدة لدى سكان غزة المحاصرين، حيث يخشون أن يؤدي التواجد الدائم للقوات الإسرائيلية إلى فرض واقع جديد يكرس الانقسام الجغرافي ويفصل الأسر إلى الأبد.

مرحلة جديدة

أما "الفايننشال تايمز" فقد تطرقت إلى تداعيات الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران بدعم أميركي، معتبرة أن هذه التطورات تمثل مرحلة جديدة في الصراع بالشرق الأوسط.

وأوضحت الصحيفة نقلا عن محللين ومسؤولين سابقين أن الحاجز النفسي الذي كان يمنع إسرائيل من شن هجوم يفتح المجال أمام شن هجمات إضافية مستقبلًا.

وأكد أحد المتحدثين للصحيفة أن الدعم الضمني من الولايات المتحدة أسهم في تقوية موقف إسرائيل وجعلها أكثر استعدادًا لتوسيع نطاق عملياتها في المنطقة، مما يهدد بزعزعة الاستقرار الإقليمي.

وفي تقرير نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست"، تم تسليط الضوء على تزويد إسرائيل بنظام الدفاع الصاروخي "ثاد" الأميركي، الذي اعتبره الخبراء العسكريون خطوة مهمة أسهمت في تعزيز ثقة إسرائيل بشن هجمات مباشرة على إيران.

وأشار التقرير إلى أن نشر هذا النظام يتيح لإسرائيل اتخاذ خطوات هجومية ضد المنشآت النووية الإيرانية، وهو ما يراه بعض الباحثين مؤشرا على الثقة الأميركية في أن إسرائيل ستلتزم بالعمل ضمن الأهداف العسكرية فقط، بما يتماشى مع المصالح الأميركية.

ونقل التقرير أيضًا عن باحثين تحذيرات من أن نشر نظام "ثاد" قد يؤدي إلى تصعيد أكبر في التوترات الإقليمية، مؤكدين أن إسرائيل باتت أكثر استعدادا للجوء إلى الخيارات العسكرية بفضل الدعم الأميركي، رغم المخاطر التي قد تترتب على ذلك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجامعات أن إسرائیل

إقرأ أيضاً:

“أطباء بلا حدود”: علامات واضحة على التطهير العرقي في قطاع غزة

#سواليف

أكدت منظمة ” #أطباء_بلا_حدود” وجود “علامات واضحة على #التطهير_العرقي”، في قطاع #غزة، حيث يتعرض #الفلسطينيون للتهجير القسري وظروف معيشية غير إنسانية تهدد حياتهم.

وأصدرت المنظمة اليوم الخميس، تقريرا شاملاً يسلط الضوء على الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، تحت عنوان: “غزة: أن تعيش مصيدة موت”، #الانتهاكات_الإسرائيلية المستمرة التي تشمل #القصف المكثف، #الحصار الخانق، والحرمان الممنهج من الخدمات الأساسية.

وجاء في التقرير أن العلامات الواضحة على التطهير العرقي الذي تنفذه إسرائيلي في غزة، يشمل ” #القتل_الجماعي والإصابات الجسدية والنفسية الشديدة والتهجير القسري والظروف المعيشية المستحيلة للفلسطينيين تحت الحصار والقصف”.

مقالات ذات صلة “رأيت شاحنات يسيل منها الدم”.. سوري يروي شهادته على مقبرة جماعية قرب صيدنايا 2024/12/19

ووفقًا للتقرير، أدى الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة إلى انهيار شبه كامل للنظام الصحي. فبينما تعمل 17 فقط من بين 36 مستشفى في القطاع بشكل جزئي، أصبحت باقي المرافق خارج الخدمة تماما بسبب نقص الوقود والمياه النظيفة والإمدادات الطبية.

ونتيجة لهذا الوضع، يواجه المرضى والجرحى نقصا حادًا في العناية الطبية. ووثّقت المنظمة حالات اضطر فيها الأطباء إلى التخلي عن محاولة إنقاذ الأرواح بسبب نقص التخدير والإمدادات الأساسية.

وأفاد التقرير بأنه خلال فترة السنة التي يغطيها التقرير – من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى تشرين الأول/ أكتوبر 2024 – تعرض موظفو “أطباء بلا حدود” وحدهم لـ 41 هجوما، وحادث عنف، بما في ذلك الغارات الجوية والقصف والتوغلات العنيفة في المرافق الصحية، وإطلاق النار المباشر على مراكز إيواء المنظمة وقوافلها، والاحتجاز التعسفي لأفراد من طواقمها من قبل القوات الإسرائيلية”.

وقالت المنظمة إن “طاقمها الطبي والمرضى على حد سواء اضطروا إلى إخلاء المرافق الصحية بشكل عاجل في 17 حادثة منفصلة، وغالبًا ما كانوا يركضون فعليًا للنجاة بحياتهم”، مشددة على أن “الأعمال القتالية بالقرب من المرافق الطبية، تعرّض المرضى ومقدمي الرعاية والموظفين الطبيين للخطر”.

كما أشارت إلى تزايد الأمراض المعدية مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي، التي تسببت في وفاة المئات، خصوصا الأطفال والنساء الحوامل؛ محذرة من تزايد الأمراض “مع انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء”.

وأفادت بأن “الأطفال يفتقرون إلى التطعيمات الضرورية، ما يجعلهم عرضة لأمراض مثل الحصبة وشلل الأطفال”. وأشارت إلى “زيادة في عدد حالات سوء التغذية، ومع ذلك فمن المستحيل إجراء فحص كامل لسوء التغذية في غزة بسبب انعدام الأمن على نطاق واسع وعدم وجود تدابير مناسبة لتخفيف حدة النزاع”.

ودعت منظمة “أطباء بلا حدود” المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإنقاذ سكان غزة، مطالبة برفع الحصار المفروض على القطاع فورا ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية بشكل كامل ومستدام. وشددت المنظمة على ضرورة إيصال المساعدات الطبية والإنسانية دون قيود، وإجراء تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات الموثقة.

وشدد التقرير على أن السياسات الإسرائيلية في غزة تحمل “علامات واضحة على التطهير العرقي”، حيث يُجبر السكان على ترك منازلهم بسبب القصف المتواصل، الذي أدى إلى تدمير آلاف المنازل وتشريد عشرات الآلاف، مما دفع العائلات الفلسطينية إلى البحث عن مأوى في مدارس ومرافق عامة مكتظة، تفتقر بدورها إلى أدنى مقومات الحياة.

وأضاف أن القوات الإسرائيلية استهدفت المرافق الصحية والإيوائية بشكل مباشر، مما أدى إلى استشهاد وإصابة مئات الآلاف من المدنيين. كما وثّقت المنظمة شهادات تُظهر استهدافًا متعمدًا للبنية التحتية الأساسية في محاولة لتقويض أي فرصة للحياة في القطاع.

ويكشف التقرير أن أكثر من 90% من سكان غزة يعانون من انعدام الوصول المنتظم إلى المياه النظيفة، حيث تضررت مرافق الصرف الصحي والمياه بشكل كبير نتيجة القصف. وأشار إلى أن الأطفال يعانون بشكل خاص من تداعيات هذا الوضع، حيث تتسبب المياه الملوثة في انتشار الأمراض.

ووثقت المنظمة شهادات مروعة لأطباء تحدثوا عن حالات وفاة مرتبطة بسوء التغذية والجفاف. كما أكد التقرير أن السكان يواجهون نقصا مستمرا في الغذاء، ما يؤدي إلى سوء التغذية الحاد لدى العديد من الفئات، بما في ذلك الأطفال والنساء الحوامل.

وأكدت منظمة “أطباء بلا حدود” في ختام تقريرها على أن الوضع الإنساني المتدهور يتطلب تحركا فوريًا لإعادة بناء ما دمره القصف والحصار، وحماية حياة مئات الآلاف من المدنيين.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وخلّف العدوان نحو 152 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

مقالات مشابهة

  • صحف عالمية: مرضى غزة يواجهون خطر الموت ونتنياهو لا يريد إنهاء الحرب
  • تطورات الحرب على غزة في يومها الـ 442.. تصعيد مستمر ومعاناة إنسانية متفاقمة
  • لجنة أمن ولاية الخرطوم توجه بتنفيذ حملة لازالة مخلفات الحرب في المناطق التي تم تطهيرها ببحري
  • صحف عالمية: نتائج اعتماد إسرائيل الذكاء الاصطناعي في حرب غزة كارثي ومروع
  • بوتين: لا نعرف ما الأهداف التي تريد إسرائيل تحقيقها في غزة
  • “أطباء بلا حدود”: علامات واضحة على التطهير العرقي في قطاع غزة
  • صحيفة تكشف: الجيش الإسرائيلي لا يعيد تحديث بنك الأهداف التي يهاجمها بغزة
  • «العامة للاستثمار» تستقبل قيادات دولية لجذب استثمارات عالمية في قطاع الصحة
  • الحوثي :جرائم إسرائيل وأمريكا لن تثنينا عن مساندة غزة
  • جهود مصرية قطرية مكثفة للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة