تأجيل الحساب الكبير لطهران وتقديمه لغزة ولبنان؟
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
خلافا لكل التوقعات المتفائلة باحتمال توقف الحرب الإسرائيلية على حزب الله وبيئته خصوصا ولبنان عموما، تحت وطأة الحركة الديبلوماسية الاميركية التي يقوم بها وزير الخارجية انتوني بلينكن والموفد الرئاسي آموس هوكشتاين، فإن أوساطاً ديبلوماسية معنية وعليمة تتحدث بعكس ذلك فتتوقع فقط حصول وقف إطلاق نار في غزة وإبرام صفقة لتبادل الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين يتيحان لبنيامين نتنياهو أن يتغنى بـ"نصر" لحسابه الشخصي والسياسي خصوصا، ولحساب إسرائيل عموما.
وتقول هذه الأوساط أن الضربة الإسرائيلية "المضبوطة" أميركيا التي وجهت لإيران انطوت على رغبة في تأجيل "الحساب الكبير" مع طهران إلى توقيت آخر، أي الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في 5 تشرين الثاني المقبل، وهذا ما لا يدعو إلى التفاؤل لدى الإيرانيين و"النوم على حرير" الرغبة الأميركية بعدم نشوب حرب شاملة في المنطقة.
وتضيف هذه الأوساط أن الأميركي أقنع الإسرائيلي، بعد ضغوطه على تل ابيب بخفض حجم الضربة التي وجهها لإيران بأن الحساب معها "أقفل مرحليا"، ونصحه بأن يذهب إلى اقفال الحساب مع حركة "حماس" في غزة ومع حزب الله في لبنان، لينطلق بعد ذلك إلى المرحلة التالية أي إلى اقفال "الحساب النهائي" مع إيران.
ولذلك تتوقع الأوساط الديبلوماسية أن يصعد الإسرائيلي حربه على لبنان في قابل الأيام محاولا القضاء على القوة العسكرية لحزب الله في الميدان وعلى مستوى القوة الصاروخية الصاروخية البالستية وغير البالستية والطيران المسير، ما يعني أن الأيام والأسابيع المقبلة ستشهد مزيدا من المواجهات البرية والصاروخية والجوية مع ما يمكن أن تخلفه من خراب ودمار في لبنان كما في إسرائيل.
أما في غزة فتقول الأوساط الديبلوماسية أن الإسرائيليين والأميركيين يراهنون على ما تحقق في ما يسمونه انتصارا باغتيال رئيس حركة "حماس" يحيى السنوار، حيث بدأ نتنياهو تسييل هذا الأمر لمصلحته في الداخل الإسرائيلي وسيستكمله بضغوط عسكرية شديدة على حماس وأخواتها في قطاع غزة لفرض وقف للنار يلبي المصالح الإسرائيلية، ومن هنا يأتي مبعث تفاؤل الجانب الأميركي بتحقيق إنجازات بعد غياب السوار عبر فرض هدنة يطلق بموجبها الأسرى الإسرائيليين لدى حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بحيث تنتهي الحرب بشروط إسرائيلية تلبي حاجات نتنياهو واهدافه الشخصية والسياسية كما تلبي في الوقت نفسه مصالح إسرائيل التي يُخشى أن يكون من ضمنها إعادة بناء المستوطنات في القطاع وخفض عدد سكانه إلى نحو مليون فلسطيني إن لم يكن أقل من ذلك في خطوة تسبق ضمه والضفة الغربية (يهودا والسامرة) إلى إسرائيل الكبرى التي يعمل نتنياهو على إقامتها بين نهر الأردن شرقا والبحر المتوسط غرباً.
وفي هذه الغضون فإن القيادة الإيرانية تعكف على درس الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران بأبعاده وخلفياته والرسائل التي انطوى عليها، وذلك استعدادا لرد عليه سيحمل اسم "الوعد الصادق 3 " وتفيد الأوساط الديبلوماسية أن طهران شرعت في التحضير لهذا الرد في موازاة حراك ديبلوماسي لها في مختلف الاتجاهات، كذلك في اتجاه الأمم المتحدة حيث طلبت جلسة عاجلة لمجلس الأمن للنظر في الهجوم الإسرائيلي الأخير عليها في الوقت الذي أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان "أن الرد على إسرائيل سيكون بحكمة وذكاء". فيما قال رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف أن هذا الرد "سيكون حاسما في إطار حقنا الثابت في الدفاع المشروع عن النفس".
وتؤكد الأوساط الديبلوماسية أن إيران لن تكون في وارد عدم الرد في اطار "الوعد الصادق 3 " إلا في حال قدمت الولايات المتحدة تنازلات استراتيجية من شأنها أن تدفع طهران إلى صرف النظر عنه، خصوصا لجهة وقف الحرب على غزة ولبنان عبر حل جدي يكون بضمان واشنطن دون سواها، ومن دون ذلك فإن التحضير للرد على اسرائيل سيجري على قدم وساق وسيكون هذه المرة غير منسق مسبقا مع أي جهة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
دعوة أوروبية لتكثيف المساعدات لغزة وخلافات بشأن قطع الحوار مع إسرائيل
وصف مسؤولون أوروبيون بارزون الوضع في قطاع غزة بـ"الكارثي"، ودعوا إلى وقف إطلاق نار فوري في القطاع وتكثيف إدخال المساعدات الإنسانية، وسط خلاف بشأن مقترح لتعليق الحوار السياسي مع إسرائيل.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو للصحفيين قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، اليوم الاثنين، الوضع في غزة والضفة الغربية ولبنان "كارثي"، وأكد أن الحل المستدام لتحقيق السلام في المنطقة هو إقامة دولتين تعيشان جنبا إلى جنب بسلام وأمان.
بدورها، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أنه "لا يوجد أي مبرر يمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة"، مشددة على ضرورة توفير الإغاثة للمدنيين المتضررين من الحرب الإسرائيلية.
من جهته، أكد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن 70% من الضحايا في غزة هم نساء وأطفال، مشيرا إلى أن الكلمات أصبحت عاجزة عن وصف الكارثة الإنسانية التي يعاني منها القطاع.
وأكد بوريل عزمه اقتراح حظر استيراد منتجات المستوطنات الإسرائيلية، مطالبا بضغط أكبر على الحكومة الإسرائيلية. وانتقد بطء الاتحاد الأوروبي في اتخاذ القرارات، مشيرا إلى أن هذا يعوق فعاليته.
ولفت بوريل إلى أنه سيقترح على أعضاء التكتل تعليق الحوار السياسي مع إسرائيل، مشيرا إلى ما تقترفه في حرب غزة، وقال "حاول كثيرون وقف الحرب في غزة.. لكن هذا لم يحدث حتى الآن. ولا أرى أملا في أن يحدث. لذا يتعين علينا أن نضغط على الحكومة الإسرائيلية، وكذلك على حماس بالطبع".
وكان بوريل قد اقترح الأسبوع الماضي أن يعلق التكتل حواره السياسي مع إسرائيل، مشيرا إلى انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان في الحرب بغزة، وفقا لـ4 مصادر دبلوماسية ورسالة اطلعت عليها رويترز.
وفي إشارة على أن مقترح بوريل لن يلقى ترحيبا لدى أعضاء الاتحاد الأوروبي، قال وزير الخارجية الهولندي كاسبر فيلدكامب اليوم الاثنين إن التكتل بحاجة إلى مواصلة الحوار الدبلوماسي مع إسرائيل. وأضاف فيلدكامب "من وجهة نظر هولندا. لا بد من إبقاء هذا الباب مفتوحا".