سخرية إسرائيلية من القدرة على حكم غزة وتوسيع العدوان في لبنان
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
تتزايد المواقف الإسرائيلية الرافضة للسياسة الرسمية التي تسعى لتوسيع أهداف العدوان في غزة ولبنان، واتهام من يحلم من الساسة الإسرائيليين بالسيطرة حتى نهر الليطاني في جنوب لبنان، وإقامة حكومة عسكرية واستيطان في قطاع غزة "إنما يعيشون في عالم موازي".
الجنرال الإسرائيلي يديديا يعاري رئيس أنظمة رافائيل الدفاعية المتقدمة سابقًا، والقائد الأسبق لسلاح البحرية، أكد أن "هجوم أكتوبر 2023 كشف أننا غير مستعدين لمواجهة سيناريو عسكري متعدد الجوانب، صحيح أن الجيش عاد إلى رشده بعد الكارثة، وسعى للقضاء عسكريا على حماس في الجنوب، وحزب الله في الشمال، لكن القناعة السائدة بين الإسرائيليين أنه لن يكون هناك نصر طالما لدينا مختطفون في غزة، بل من الممكن بالتأكيد إعلان الهزيمة بالفعل".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أنه "بعد عام من اليوم لم يستطع المحور الإيراني الاستمرار كما كان قبل أكتوبر، لكن وضع إسرائيل في العالم أسوأ مما كان عليه في أي وقت مضى، مما يجعل من الميل إلى ضرورة تحديد الإنجاز العسكري، لمعرفة أي نقطة وصلنا إليها، على اعتبار أن البقاء في غزة وجنوب لبنان، وبعد كل هذه الأعداد من القتلى والجرحى والنازحين الإسرائيليين، أمر مجرب من قبل، وليس ذو فائدة".
وأوضح أن "تجربة الماضي المؤلم في غزة ولبنان تتحدث عن نفسها، فقد غادرنا لبنان بعد 18 عاماً من احتلاله في ستة أيام، وأصبح الدفاع عن الجيوب الاستيطانية، والمناطق العازلة أثقل، مما يعطي دروساً لأولئك الحالمين بالسيطرة على هذه المنطقة الحدودية العازلة حتى نهر الليطاني، وإقامة الحكم العسكري والاستيطان في غزة، وحماية المستوطنين في الضفة الغربية، وفي نفس الوقت تعزيز القوات في هضبة الجولان وغور الأردن، وهي الجبهات المقبلة المتوقعة".
وأكد أن "كل من يدعو لهذه الأحلام من الإسرائيليين إنما يعيشون في عالم موازي، وهو ما لن يحدث، لأنه لن ينضم أي لبناني إلى الجانب الإسرائيلي، كما كان سابقاً في السبعينات والثمانينات، ولن يجرؤ أي فلسطيني على التعاون مع الحكومة الإسرائيلية، كما حصل في تجارب روابط القرى، كل شيء سيقع مرة أخرى على عاتق قوات الاحتياط، ولا تملك الدولة القدرة على تحمل مثل هذا العبء".
وأشار أنه "في المقابل، فإن التغيير الجذري في ميزان القوى العسكري يشكل فرصة لترتيبات مستقرة، أو على الأقل متطورة، فقطاع غزة مدمر بالكامل، وسيستغرق الأمر سنوات عديدة بالنسبة لإعادة الإعمار، وهناك آليات ستسمح بإحباط التنظيم العسكري المتجدد لحماس، أو أي طفرة أخرى تحاول بناء مثل هذه القدرة، وفوق كل شيء، فقد تعلمنا درس السابع من أكتوبر بدماء عشرات الآلاف، ولم يبق في لبنان من يلقي خطباً عن "بيت العنكبوت"، والدمار في الجنوب وبيروت سيؤدي لمزيد من تذمر اللبنانيين، كما أن قبضة حزب الله على البلاد بدأت تضعف، وهذه معطيات تجعل الأرض مهيأة لترتيبات سياسية جديدة".
وختم بالقول إنه "لا يوجد أمام الاسرائيليين خيار آخر، فالفلسطينيون واللبنانيون لن يذهبوا إلى أي مكان في العالم، ولا يزال هناك طريق طويل لنقطعه، وسنحتاج للأميركيين بجانبنا، وسيكون لهذا أيضًا ثمنه، وهو السير على طريق الدولتين لشعبين، سواء مع ترامب أو هاريس، مما يعني أن الحرب على هذه الجبهات المباشرة يجب أن تنتهي، وبطريقة تمكننا من إعادة جميع المختطفين، من أجل إعادة إعمار المستوطنات الشمالية والجنوبية، وإذا لم تكن الدولة قد أعلنت بعد عن كيفية القيام بذلك، فاللحظة قادمة الآن، وهذا ضروري".
مطالبة ليست لها أهمية
رئيس الموساد السابق تامير باردو أكد من جهته أن "مطالبة الحكومة الإسرائيلية بإقامة "منطقة أمنية" حتى نهر الليطاني ليس لها أي أهمية طالما أن حزب الله، لديه القدرة على إعادة تكثيف الحرب، رغم مزاعم أن أمن المستوطنين يعتمد على عدم تواجد الحزب جنوبها، وليس هناك خطأ أكبر من هذا، فالحزب يشير بالفعل لطبيعة الحرب المقبلة، ومنذ بداية العملية البرية، نقل الحرب لمنطقة "أقرب عمق"، من خط نهاريا إلى خط حيفا، وأدى إطلاق النار المكثف بمختلف الوسائل لتحويل هذه المساحة إلى ساحة حرب".
وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أنه "علينا أن نأخذ في الاعتبار أن اختيار الحل الذي يوفر الأمن الجزئي من خلال غارة برية على خط التماس، على بعد بضعة كيلومترات من الحدود، قد يأتي على حساب تحويل ثلث إسرائيل لمنطقة حرب، لأنه قبل السابع من أكتوبر كان يُنظر لتهديد الحزب على أنه فقط تهديد بإطلاق النار، وقد أعطى الجيش والحكومة الانطباع بأنه في غياب الأنفاق العابرة للحدود، لن يكون لديهما القدرة على نقل الحرب في الشمال، رغم تحذيرات السياسيين والمهنيين من أحداث الدمار الشديد، بما في ذلك البنية التحتية الاستراتيجية في جميع أنحاء الدولة".
وأشار إلى أن "هجوم السابع من أكتوبر أظهر خطر الاجتياح البري، حيث تحول اليوم، وبحق، إلى كابوس، وكان من المفهوم تماماً أن إخراج قوة الرضوان من الحدود الشمالية أمر ضروري، وشرط لأي اتفاق مستقبلي، ولكن لسبب غير مفهوم، كان يُنظر إلى نهر الليطاني على أنه حدود أمنية، وهو المنطق الذي كان صحيحاً قبل أكثر من عقد من الزمن عندما كانت قوة الحزب النارية أدنى من القوة الحالية، ودون أي قدرة على المناورة، لكنه اليوم بات وهماً حقيقياً، لأن الكيلومترات القليلة لا تشكل هامش أمان كافيا لمستوطني الشمال، لا من حيث استخدام القوة النارية، ولا من حيث المناورة البرية السريعة".
وأوضح أن "إطلاق النار "على مقربة من الأرض" في هذه الحرب جعلها منطقة حرب مشروعة، ولذلك فإن تصور الحكومة لن تغير جذرياً رؤيتنا بشأن التسوية المطلوبة، لأننا سنجد أنفسنا نستبدل كريات شمونة وحنيتا وشلومي في صفد وكفر مسريك وكريات بياليك، مما سيجعل من وقف الحرب في جبهة الجنوب مع غزة مبررا لإعطاء شرعية للمطالب الإسرائيلية في السياق اللبناني، وسيزيد من احتمال تعبئة القوى ودول المنطقة المعنية بتنفيذها".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة لبنان الاستيطانية لبنان غزة الاحتلال الاستيطان سخرية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة نهر اللیطانی القدرة على فی غزة
إقرأ أيضاً:
انتقادات إسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار.. ودعوات لتحقيق في إخفاقات الحرب
رغم المخاطر والثمن الباهظ الذي دفعته دولة الاحتلال في اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس في غزة، فإن استعادة المختطفين لا تعني للإسرائيليين أنها ستؤدي بهم للخلاص من ويلات الحرب الأخيرة، رغم أن بدء تنفيذ الصفقة أثار مشاعر متناقضة بينهم، لكنها في الوقت ذاته مصحوبة بخيبات أمل مفجعة، مع أن غالبيتهم أعلنوا عدم ترددهم للحظة واحدة في قبولها، رغم عيوبها.
المحامي الإسرائيلي أورييل ليفين الكاتب في صحيفة "معاريف" العبرية، أكد أن "صفقة التبادل أفضل ما استطاع الاحتلال تحقيقه، وكان عليه دفع الثمن، دون أن يعني ذلك الانجراف حول أوهام قد تفقده رؤية الواقع وفهم المستقبل، لأن اتفاق وقف اطلاق النار يفرض تحديات جسيمة، إضافة لما واجهناها بالفعل، ويسبب لنا مشاكل أمنية خطيرة، رغم موجات الفرح التي تعم الاحتلال بعد إطلاق سراح المختطفات".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أن "دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، لا يعني أنه لم يعد هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، في ضوء أنه لا يوجد بديل حقيقي لحكم حماس في غزة، ولا نعلم ما إذا كنا سننجح فعلا بمنعها من استعادة سلطتها".
وأشار إلى أن "الاحتلال في المرحلة الأولى من الصفقة، سيطلق سراح مائة أسير فلسطيني للضفة الغربية، ثم ألفين آخرين للضفة وغزة، وسيعودون كأبطال، ويتم دمجهم بسرعة في الخلايا التي تقاتل ضدنا، حيث ستبدو ساحة الصراع في الضفة الغربية أكثر تعقيداً وصعوبة من نظيرتها في غزة، فالأرض فيها تغلي، وإطلاق سراح الأسرى سيرفع الروح المعنوية في مخيمات اللاجئين، ولن تتوقف الهجمات التي ينفذها أفراد وحيدون، ورغم المخاطر والثمن الباهظ، يريد الإسرائيليون للصفقة أن تنجح، دون الوقوع في وهم أنها ستؤدي لخلاصنا".
الجنرال عاميت ياغور نائب رئيس الساحة الفلسطينية بقسم التخطيط بجيش الاحتلال، والضابط السابق بفرع الاستخبارات البحرية، أكد أن "لجنة التحقيق التي ينبغي إنشاؤها تتعلق بسير الحرب، لأننا نتساءل بعد 15 شهراً من القتال، هل فشلت الدولة مرة أخرى في فهم حماس أثناء إدارتها الخاطئة للحرب، لأنها استندت لسوء فهم الحركة، خاصة بعد أن غيّر الجيش استراتيجيته على الفور، بحيث قرر عزل الحركة، وليس تدميرها، بعد ان بدا واضحا أنها تحاول بالفعل الحفاظ على احتياطياتها العسكرية، بعد ان تحسن أداؤها في مواجهة الجيش".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أن "حماس استطاعت التركيز على مصلحتها العليا، والحفاظ على نفوذها وحكمها لغزة في اليوم التالي، رغم الاعتقاد السائد بأن الضغط العسكري والتفكيك المنهجي لقدراتها العسكرية وحده الكفيل بإجبارها على الاستسلام، لكن اليوم، يدرك الجميع بالفعل أن الدولة أساءت فهم الحركة مرة أخرى، وأخطأت في صياغة استراتيجية حرب تعتمد بشكل شبه حصري على الجهد العسكري، فيما تركز حماس بشكل شبه حصري على الجهود المدنية الحكومية".
وأشار أن "نتيجة الحرب اليوم بعد خمسة عشر شهرا تلقي بعلامة استفهام كبيرة على المجهود الحربي للاحتلال، وإلى أي مدى نجح بتحقيق أهدافه، صحيح أن الحرب أثرت على حماس، لكننا نتساءل لماذا فشلنا في ترجمتها لإنجازات، مما يتطلب تحقيقا شاملا في سلوك الحرب، في سبب أخطائنا، وكيف وقعت، ومن اتخذ القرارات المصيرية، ولماذا، وهل كان يمكن التصرف بشكل مختلف، كل ذلك يتطلب تشكيل لجنة تحقيق مستقلة على الفور".