السمك يمكن أن يغرق في الماء مثل البشر تماما
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
يقول أحد أشهر الألغاز التي تنطوي على اللعب بالألفاظ أن شخصا ما امتلك 12 سمكة، غرقت منها 6 فكم يتبقى معه؟ لو كانت إجابتك "6 سمكات" فإنك مخطئ بحسب قائل اللغز، لأنه سيرد عليك بأن السمك يعيش في الماء ولا يغرق وبالتبعية سيبقى معه كل السمك.
لكن في الحقيقة فإن هذا خطأ، فالسمك يمكن أن يغرق، مثل البشر أو العديد من الكائنات الحية الأخرى.
ولفهم الفكرة يمكن أن نبدأ بالتعرف على عالم الأسماك، حيث تتنفس معظم الأسماك عندما يتحرك الماء عبر خياشيمها، فتمتص الخياشيم الأكسجين المذاب في الماء، الذي يتمثل في جزيئات الأكسجين التي تنجذب لجزيئات الماء عن طريق قوى الجذب مثل قوى فاندرفالس، ما يساعد على بقائها مذابة في الماء، كما يذوب السكر في الماء مثلا.
ولا يمكن للإنسان أن يستخلص الأكسجين المذاب في الماء كما تفعل الأسماك، ولذلك حينما يسقط الإنسان في الماء ولا يتمكن من السباحة فإنه لا يتمكن من سحب الأكسجين من الماء، وبالتبعية لا يصل الأكسجين للدم، وهنا تموت أجهزة جسده.
إذا كنت تمتلك حوض أسماك فيجب أن تتأكد دائما من سلامة أنظمة ترشيح المياه والتهوية (بيكسابي) أسباب غرق الأسماكوتختلف نسب الأكسجين المذاب في الماء لأسباب عدة، فمثلا في بعض مناطق المحيط قد تنمو وتزدهر العوالق بشكل كثيف جدا، وقد تستهلك هذه الكائنات كل الأكسجين المذاب في تلك المنطقة التي تعيش بها خلال فترة قصيرة، مما يتسبب في اختناق الأسماك في هذه المنطقة.
علاوة على ذلك، لا يحتوي الماء الدافئ على قدر كبير من الأكسجين المذاب مثل الماء البارد، مما يترتب عليه غرق الأسماك في مناطق الماء الدافئ بسبب نقص أو عدم وجود أكسجين.
أضف إلى ذلك أنه في حالة تلف الخياشيم بسبب خطاف إبرة الصيد أو إصابة بكتيرية، أو عدم قدرة الماء على الحركة عبر الخياشيم لأي سبب آخر، يمكن أن تختنق الأسماك من نقص الأكسجين وتموت.
ورغم أن بعض الأسماك يمكن أن تضخ الماء عبر خياشيمها أثناء الراحة، فإن العديد من الأسماك يجب أن تسبح باستمرار حتى يتدفق الماء عبر خياشيمها، فإذا حوصرت تلك الأسماك في شبكة صيد أو بين الصخور على سبيل المثال، فإنها قد تتعرض لخطر الغرق، ولذلك قد تخرج من الماء وهي ميتة بالفعل داخل شباك الصيد.
وإلى جانب ذلك، تحصل الحيوانات البحرية الأخرى، مثل السلاحف والدلافين والحيتان على الأكسجين عن طريق التنفس مثل البشر تماما، ولذلك فإنها تخرج من حين لآخر على سطح الماء للتنفس، وإذا حدث ما يمنعها من ذلك فإنها قد تغرق داخل الماء.
وإذا كنت تمتلك حوض أسماك، فيجب أن تتأكد دائما من سلامة أنظمة ترشيح المياه والتهوية، لأن أي ضرر بها قد يؤثر على دورة الأكسجين، مما يتسبب في انخفاض نسبته داخل الحوض بشكل كبير، ويلحق أضرارا بالغة بالأسماك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی الماء یمکن أن
إقرأ أيضاً:
اكتشاف كائنات حية “مجنونة” في أفواه وأمعاء البشر!
المناطق_متابعات
اكتشف العلماء شكلا جديدا وغريبا من كائنات حية “مجنونة” داخل أجسامنا، تشبه الفيروسات، تحمل أسرارا مذهلة قد تغير فهمنا للكائنات الدقيقة.
وأطلق العلماء على هذه الكائنات الحية اسم “المسلاّت” (obelisks)، وهي عبارة عن قطع دائرية من المادة الوراثية تحتوي على جين أو جينين وتنظم نفسها بشكل يشبه العصا.
وتظهر “المسلاّت” في أفواه نصف سكان العالم، بينما يحملها 7% فقط في أمعائهم، لكنها اكتُشفت فقط عندما كان العلماء يبحثون عن أنماط لا تتطابق مع أي كائنات حية معروفة في المكتبات الجينية.
وتستعمر “المسلاّت” البكتيريا داخل أفواه وأمعاء البشر، وتعيش داخل مضيفها لمدة تصل إلى عام تقريبا، لكن العلماء لا يعرفون كيف تنتشر وفقا لـ “ديلي ميل”.
وتحتوي “المسلاّت”على جينومات من حلقات الحمض النووي الريبوزي (RNA) تشبه “الفيرويد” (أو أشباه الفيروسات)، وهي ممرضات نباتية، ما يترك الخبراء في حيرة من أمرهم حول سبب وجودها في بكتيريا مرتبطة بالبشر.
ووقال مارك بييفر، عالم الأحياء الخلوية والتطور الذي لم يكن مشاركا في البحث، لمجلة “ساينس”: “إنه أمر جنوني. كلما نظرنا أكثر، رأينا أشياء أكثر جنونا”.
وما يزال من غير الواضح ما إذا كانت “المسلاّت” ضارة أو مفيدة، لكن الفريق أشار إلى أنها قد “تعيش كركاب تطوريين متسللين”.
كما قال العلماء إن هذه الكائنات الصغيرة والبدائية قد تكون لعبت دورا حيويا في تشكيل التنوع البيولوجي الذي يوجد على الأرض اليوم، حيث قد تكون قادرة على إصابة كائنات من أنواع حية مختلفة طوال تطورها.
وما يزال العلماء غير متأكدين مما إذا كانت هذه الكائنات الحية المكتشفة حديثا قادرة على جعل البشر مرضى، ولكن هناك نوعا واحدا من الفيروسات النباتية يمكنه ذلل، وهو التهاب الكبد الوبائي د.
ويشير العلماء إلى أن ” المسلاّت” والفيروسات النباتية والفيروسات، هي كائنات غير حية من الناحية الفنية وتعتمد على المضيف للبقاء على قيد الحياة. فهي لا تأكل، ولا تتجدد، ولا تتكاثر.
ومع ذلك، يعتقد بعض العلماء أن الفيروسات النباتية وأقاربها، وربما “المسلاّت” أيضا، تمثل أقدم “الكائنات الحية” على كوكب الأرض.
وقادت إيفان زيلوديف، عالمة الكيمياء الحيوية في جامعة ستانفورد، الفريق لاكتشاف “المسلاّت” من خلال تحليل بيانات من قاعدة بيانات حمض نووي ريبوزي (RNA) تحتوي على آلاف التسلسلات التي تم جمعها من أفواه وأمعاء البشر ومصادر أخرى.
وكشفت تحليلاتهم عن 30 ألف نوع مختلف من “المسلاّت”. وكانت جينوماتها قد تم تجاهلها سابقا لأنها تختلف تماما عن أي كائن حي معروف سابقا.
لكن النتائج التي نُشرت في مجلة Cell مؤخرا، تشير إلى أن “المسلاّت” ليست نادرة. وستحتاج الأبحاث المستقبلية لفهم مدى انتشارها بشكل كامل.
وتفاوت نوع “المسلاّت” بناء على الجزء الذي وُجد فيه من الجسم والعينة البشرية التي جاء منها.
وأشارت التحليلات طويلة الأمد إلى أن نوعا واحدا من “المسلاّت” يمكن أن يعيش داخل مضيف بشري لمدة عام تقريبا. ويعتقد العلماء أن هذه الكائنات تستعمر خلايا البكتيريا لتتكاثر، بطريقة مشابهة لكيفية إصابة الفيروسات للمضيف ثم تتكاثر داخله.
ووجدوا أدلة على هذه العلاقة بين المضيف والفيروس في بكتيريا Streptococcus sanguinis، وهي مكون بكتيري شائع في اللويحات السنية. وهذه الميكروبات تستضيف نوعا معينا من “المسلاّت”.
وهذا مهم لأنه يمكن تنمية هذا النوع من البكتيريا بسهولة في المختبر، ما يسمح بإجراء دراسات مستقبلية لفهم كيفية بقاء “المسلاّت” وتكاثرها داخل الخلايا الميكروبية.
ويشار إلى أن جميع “المسلاّت” التي تم اكتشافها حتى الآن تشفر بروتينا رئيسيا يسمى “أوبولين” (obulin)، والكثير منها يشفر أيضا شكلا أصغر من هذا البروتين.
ويعد “الأوبولين” مختلفا تماما عن جميع البروتينات المعروفة الأخرى، وما يزال العلماء غير متأكدين من الغرض منه أو كيفية عمله.
وفي الوقت الحالي، يمكن للعلماء فقط التكهن بالأدوار التطورية والبيئية التي تلعبها “المسلاّت”.
ومن المحتمل أن تكون هذه الكائنات طفيلية وتسبب ضررا لخلايا مضيفها، لكنها قد تكون أيضا مفيدة أو غير ضارة.
وإذا كشفت الدراسات المستقبلية أن “المسلاّت” لها تأثير كبير على صحة أو وظيفة الميكروبيوم البشري، فسيكون ذلك اكتشافا مهما لصحة الإنسان.