الجزيرة:
2025-04-26@08:10:41 GMT

البيمارستان الصلاحي إرث طبي تاريخي في قلب القدس

تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT

البيمارستان الصلاحي إرث طبي تاريخي في قلب القدس

يقع البيمارستان الصلاحي في البلدة القديمة للقدس. واختلفت المصادر فيما إذا كان تاريخه يعود إلى العهد الفاطمي أم الأيوبي، وقد قدم الرعاية الصحية للمقدسيين وزوار مدينة القدس.

والبيمارستان كلمة فارسية الأصل مركبة من مقطعين "بيمار" بمعنى مريض، و"ستان" بمعنى موضع أو دار، واصطلاحا يُعرف البيمارستان بأنه المكان الذي يعالج فيه المرضى تحت إشراف أطباء مختصين، ويقدم خدمات طبية متكاملة تشمل الدواء والطعام والماء، إضافة إلى الأدوات والخدمات المساعدة.

الموقع

يقع البيمارستان الصلاحي في الجهة الجنوبية لكنيسة القيامة في البلدة القديمة للقدس.

التأسيس والتاريخ

تباينت المصادر بشأن تاريخ إنشاء البيمارستان الصلاحي، إذ تشير بعض الروايات إلى أن تأسيسه كان في عهد صلاح الدين الأيوبي بعد فتح مدينة القدس عام 1187م.

فقد جاء في كتاب أحمد عيسى "تاريخ البيمارستانات في الإسلام" أن السلطان صلاح الدين، عند فتحه القدس، أمر بتحويل الكنيسة المجاورة لدار الأسبتار إلى بيمارستان للمرضى.

كما أوقف صلاح الدين على البيمارستان مواضع متعددة وزوده بالأدوية والعقاقير الوفيرة، وفوَّض القاضي بهاء الدين يوسف بن رافع بن شداد، الذي اشتهر بلقب ابن شداد نسبة إلى جده لأمه، بالإشراف على الأوقاف المخصصة للبيمارستان بفضل علمه وكفاءته.

الحجر التذكاري في الباحة الخلفية لكنيسة الفادي تخليدا لمشفى القديس جون زمن الصليبيين (موقع بيمارستان القدس)

في المقابل، تفيد مصادر أخرى بأن البيمارستان كان قائما في العهد الفاطمي، وأن صلاح الدين أعاد بناءه وتطويره بعد ذلك.

وأورد مجير الدين الحنبلي في كتابه "الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل" أن "البيمارستان الصلاحي كان موجودا منذ العصر الفاطمي، وقد تهدم جزء منه، فأمر الملك صلاح الدين بإعادة ترميم وبناء ما تهدم".

وبحسب المصادر، فقد كان الموقع كنيسة قديمة، وعندما تهدمت أُنشئ مكانها مستشفى صغير توسع خلال الفترة الصليبية، وأصبح مركزاً لفرسان القديس يوحنا، الفرقة التي أسسها الأب جرار، والتي عُرفت عند العرب بـ"الأسبتارية"، نظرا لسمعتهم في علاج المرضى من الفرسان الصليبيين.

وبعد تحرير صلاح الدين القدس، ظل المستشفى قائما، وأصبح يُعرف باسم "البيمارستان الصلاحي"، واستمر في العصور اللاحقة.

واستمر البيمارستان الصلاحي في القدس بتقديم خدماته الطبية أثناء فترة الدولة العثمانية الأولى (1516-1831م) للمقدسيين والزوار. ومع نهاية القرن الـ18 الميلادي توقف عن العمل.

وفي عام 1868، قدم السلطان عبد العزيز الجزء الشرقي من هذه المنطقة إلى ولي العهد فريدريك ويليام من بروسيا أثناء زيارته للقدس، وكان الأمير في ذلك الوقت رئيسا لفرسان "جونانتروردن"، الورثة البروتستانت لفرع سابق من فرسان المستشفى.

وأنشأ الفرسان الألمان طريقا يمر عبر البيمارستان من الشمال إلى الجنوب، وأطلقوا عليه اسم "شارع الأمير فريدريك ويليام"، وأصبح العقار مركزا للجالية الألمانية في القدس.

التنظيم والهيكلة

وفقا للآلية المتبعة في البيمارستان، كان توظيف الأطباء يتم فقط بناء على أمر من السلطان العثماني، وكان رئيس الأطباء هو المسؤول عن تعيين الأطباء والصيادلة ومنحهم حق مزاولة المهنة.

ومن بين الذين شغلوا منصب رئيس الأطباء الشيخ شمس الدين محمد بن زين الدين، الذي كان يتقاضى أجرة مقدارها 3 أقجات في اليوم، وكذا محمد بن أحمد الذي تولى هذا المنصب في البيمارستان عام 1595م.

كان البيمارستان يتكون من مجموعة دعامات حجرية تعلوها عقود، وقد قُسِّمَت مساحته إلى عدد من القاعات المغطاة بسقوف ذات أقبية متقاطعة وسقوف برميلية. كل قاعة من هذه القاعات كانت مخصصة لعلاج أمراض مختلفة.

البيمارستانات كانت عموما تقدم للسكان خدمات اجتماعية وطبية مختلفة (موقع بيمارستان القدس)

تنوعت الممتلكات الموقوفة على البيمارستان ما بين الدور والدكاكين والمدابغ وخان الزيت وقبانه وفرن وأراض زراعية وغيرها.

ومن بين أبرز الأطباء الذين عملوا في البيمارستان: يعقوب بن صقلاب النصراني وأصله من البلقاء، ولد في مدينة القدس وتعلم الطب فيها، ثم التحق للعمل في البيمارستان الصلاحي، وبقي فيه حتى نقله المعظم عيسى ابن العادل إلى دمشق للعمل في بيمارستانها.

ومنهم أيضا رشيد الدين الصوري، وهو ابن المنصور بن أبي الفضل، ولد في مدينة صور، وكانت له معرفة واسعة بالأدوية والصناعة الطبية، وكان من أبرز من اطلع على كتب غالينوس في زمانه، وأقام في القدس سنوات طويلة وعمل في بيمارستانها ثم نقله الملك العادل إلى مصر وخدم فيما بعد عند المعظم عيسى.

الاختصاصات والإنجازات

كانت البيمارستانات عموما، تقدم للسكان خدمات اجتماعية وطبية مختلفة، منها مجانية العلاج، خصوصا للضعفاء والفقراء، كما كانت مأوى للأيتام والنساء العاجزات، وكان يُغسل ويُكفن فيها الموتى ويكفنوا، إضافة إلى الدور العام الذي كان للبيمارستانات أثناء انتشار الأوبئة، التي كانت عاملا أساسيا لإنشائها.

ومع مرور الوقت تطورت البيمارستانات من كونها مؤسسات تقدم الخدمات الصحية والعلاجية إلى مؤسسات تقدم مبالغ مالية للمرضى وملابس عند خروجهم، حتى لا يضطروا للعمل طوال فترة الشفاء، كما ساهمت في انتشار العلوم الطبية.

وفيما يتعلق بالبيمارستان الصلاحي، فقد قُسّم إلى عدة أقسام متخصصة لمواكبة مختلف أنواع الأمراض، فكان فيه قسم للطب العام تقام فيه العمليات الجراحية، وقسم لجراحة العيون وقاعة لعزل المجانين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجامعات صلاح الدین

إقرأ أيضاً:

قرار تاريخي لاستعادة الأمن الوطني.. الأردن يعلن حظر «جماعة الإخوان المسلمين»

أعلنت وزارة الداخلية الأردنية، اليوم الأربعاء، عن “قرارها بحل جماعة الإخوان المسلمين واعتبارها جمعية غير قانونية، مع حظر جميع أنشطتها”.

وأوضح وزير الداخلية، مازن الفراية، خلال مؤتمر صحفي، أن “التحقيقات أثبتت تورط عناصر الجماعة المنحلة في أنشطة تهدد الاستقرار والأمن الوطني، وتؤثر سلبًا على الوحدة الوطنية”.

وأشار الفراية إلى أن “السلطات قامت بمصادرة جميع ممتلكات الجماعة، سواء كانت منقولة أو غير منقولة، بالإضافة إلى إغلاق مكاتبها ومقارها، كما أكد اتخاذ إجراءات قانونية ضد أي شخص يثبت تعامله مع الجماعة المنحلة”.

وفي سياق متصل، أعلنت الشرطة الأردنية “تنفيذ القرار القضائي بمصادرة مكاتب الجماعة في مختلف أنحاء البلاد، كما كشفت المخابرات العامة الأردنية عن إحباط مخططات تهدف إلى زعزعة الأمن الوطني وإثارة الفوضى داخل المملكة، حيث تم القبض على 16 شخصًا متورطًا في تلك المخططات التي تم تتبعها منذ عام 2021”.

ووفقًا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، “تضمنت المخططات تصنيع صواريخ باستخدام أدوات محلية ومستوردة، وحيازة مواد متفجرة وأسلحة نارية، بالإضافة إلى مشروع لتصنيع طائرات مسيرة. كما شملت المخططات تجنيد وتدريب عناصر داخل المملكة وخارجها”.

يذكر أن “جماعة الإخوان المسلمين” هي حركة إسلامية سياسية تأسست في مصر عام 1928 على يد حسن البنا، الذي كان يسعى إلى نهضة إسلامية شاملة، وبدأت الجماعة كحركة دينية واجتماعية تهدف إلى نشر الإسلام وتعاليمه، وتقديم خدمات تعليمية وصحية، وإنشاء المساجد والمدارس الإسلامية”.

ولاحقا “امتدت إلى دول إسلامية أخرى، وأصبحت لها فروع في أكثر من ثمانين دولة، ومع ذلك، واجهت الجماعة تحديات كبيرة، بما في ذلك الحظر الحكومي والقمع في عدة دول، مثل مصر والسعودية والإمارات، حيث تم تصنيفها كمنظمة إرهابية في بعض الأحيان بسبب اتهامات بالتخطيط لاغتيالات ومؤامرات لقلب أنظمة الحكم”.

آخر تحديث: 23 أبريل 2025 - 15:17

مقالات مشابهة

  • بيراميدز إلى «نهائي تاريخي» في «أبطال أفريقيا»
  • اعتقال ضابط في الجيش العراقي ارتكب جريمة قتل في صلاح الدين
  • فو نغوين جياب آخر قائد تاريخي لفيتنام الشيوعية
  • صلاح الدين.. طفل نزل الماء لغرض السباحة فخرج جثة (تحديث)
  • برلماني: ذكرى تحرير سيناء يوم تاريخي يُجسد بطولات المصريين
  • النائب العام ينعى محمد صلاح الدين الألفي وكيل النيابة
  • قرار تاريخي لاستعادة الأمن الوطني.. الأردن يعلن حظر «جماعة الإخوان المسلمين»
  • النائب العام ينعي محمد صلاح الدين نجيب الألفي وكيل النائب العام
  • وزير التعليم يتفقد مدرسة "صلاح الدين الثانوية" بالشرقية ويحث الطلاب على التركيز في علوم الحاسب
  • وليد صلاح الدين: أنا مع زيزو إنه مينزلشي تدريب الزمالك.. لهذا السبب