مليشيا آل دقلو من التعايش إلى التهجير
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
انتهاكات مليشيا الدعم السريع في الجزيرة وفى الفاشر وفى بعض مناطق الخرطوم وقراها هذه الأيام ، متعمدة وفعل منهجي ، وليست رد فعل على انسلاخ كيكل ، كما أنها ليست تصرفات فردية ، ومما يعزز ذلك ظهور القائد المليشي قجة فى الهجمات على قرى الجزيرة (السريحة وازرق وود الفضل) ، مع أنها ليست مناطق انتشاره (غرب الجزيرة) حيث اشتهر بتحركاته فى مناطق ابوقوته وامتداداتها.
والاشارة الثانية المهمة هى ، تمدد هذه التجاوزات فى دائرة ابعد من مناطق سيطرة وتاثير كيكل ، ومن ذلك منطقة سوبا شرق ، بشرق النيل ، حيث بدات حملات نهب وسلب واسعة وكذلك منطقة الكباشي ببحرى وما جاورها ، وارتكازات شريان الشمال منطقة ام صيدة ، حيث نهبت الاسواق أمس..
وغالب الأمر ، أن هذه الانتهاكات والتجاوزات فوق أنها سلوك معتاد لهذه المليشيا البربرية المتوحشة ، فانها:
– ذات ارتباط وثيق بالفعل السياسي والتحركات الخارجية والدعوات لحماية المدنيين والتدخل الدولي وقد اشتدت الدعوات قبل انعقاد مجلس الأمن الدولي أمس ، كما تزايدات الانتهاكات ، وهذا يعزز فرضية التحالف السياسي الواضح بين مليشيا آل دقلو وبعض القوى السياسية والمنظمات ونقصد هنا تحديدا (تقدم)..
– وارتبط الأمر كذلك بخطط المليشيا ونمط تفكيرها من خلال:
– زيادة الضغط على القوات المسلحة لتغيير خطتها العسكرية ، كلما اشتدت العمليات العسكرية فى المحاور المؤثرة ومحاولة تشتيت الإنتباه والتركيز..
– شغل الرأى العام الداخلي بفظاعة الانتهاكات للتخطيط خلال فترة الارباك إلى مجازر أكثر قسوة وهدف آخر دون اعتبار لأى معيار إنساني أو قانوني أو اخلاقي..
– شغل عناصر المليشيا بعمليات نهب وسلب ومعارك صغيرة ، للتقليل من حالة الهروب والتفكير بالانسحاب من ارض الموت..
ولكن الصورة الأكثر وضوحا الآن أن المليشيا فكت ارتباطها بمبدا التعايش ولم تعد بحاجة للمواطنين فى منطقة الجزيرة والخرطوم ، وستتوسع فى عمليات النهب تمهيدا للانسحاب كليا إلى دارفور وكردفان والتركيز على الفاشر..
حفظ الله البلاد والعباد..
د.ابراهيم الصديق على
29 اكتوبر 2024م
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
تعزيز التعايش السلمي .. مؤتمر بـ المغرب بحضور مدير مكتبة الإسكندرية
شارك الأستاذ الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية فى المؤتمر الدولي والذي نظمته منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالعاصمة المغربية الرباط تحت عنوان "الوئام بين أتباع الديانات: تعزيز التعايش السلمي"، لمناقشة دور الدين في بناء المجتمعات السلمية، وسبل مواجهة تحديات تعزيز التعايش والحوار بين أتباع الأديان كأداة لحل النزاعات.
عقد المؤتمر بالشراكة مع اللجنة الحكومية للشؤون الدينية بأذربيجان وبمشاركة خبراء ومختصين من مصر وأذربيجان وليبيا والسنغال.
فى البداية أشاد الدكتور أحمد زايد بالدور الذى تلعبة ال "إيسيسكو" فى نشر ثقافة التسامح من خلال ما يسمى ب "سفراء السلام"، وقال أننا نحتاج فى عالمنا المعاصر إلى التأكيد على نشر مبادىء السلام والتسامح والعدل والتبادلية والحوار والاحترام المتبادل، والعمل على أن تكون السعادة هى الهدف الأساسى للإنسان وليس الظلم والقهر والتطرف الذى نشهده فى عالم اليوم بسبب الفهم الخاطىء للدين.
وأكد الدكتور زايد خلال مشاركته فى الجلسة الأولى للمؤتمر على أهمية الحديث عن الوئام بين أتباع الديانات فى العالم المعاصر الذى يعانى فيه الإنسان من حالة من عدم اليقين والشعور بالخطر وتفشى التطرف والغلو وانتشار الحروب والصراعات التى تجعل الإنسان المعاصر يعيش فى خطر، مشيرًا إلى أهمية الدور الكبير للدين، لأن الكثير من أتباع الأديان يميلون للتشدد وبعض الحركات تميل إلى إستخدام الدين لتحقيق مصالحها وأهدافها، وتنحرف بالدين عن أهدافه السامية. وأضاف أن النتيجة لكل هذا هى دخول العالم كله فى موجة من التطرف وضياع المبادىء العامة والفضيلة، وهو ما ينعكس فى دخول المجتمعات نتيجة لذلك من حالة من التشظى وعدم اليقين، مؤكداً على أهمية الدور الذى يمكن أن تلعبه الأديان السماوية، وتناول فى كلمته الطريقة التى يمكن أن تتوافق الأديان فيما بينها وأهمية أن تتلاقى فيما بينها بناء على الخبرات والتجارب الحية، ومنها تجربة الأزهر الشريف والعلاقات الحميمية التى تربط المسلمين بالمسيحيين فى مصر، من خلال الفهم الوسطى للدين، والدعم الكبير الذى تلقاه الكنيسة من قبل فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى ومن قبل الدولة المصرية بشكل عام.
النموذج المصري
وأضاف زايد أنه لابد من تكرار النموذج المصرى الذى يؤسس على المشترك بين الثقافات المختلفة وما بين أتباع الديانات المختلفة، وأكد أنه علينا أن ننشىء أجيالًا جديدة تأخذ على عاتقها فهم الدين بشكل مختلف عن الأجيال السابقة وأن ترى الأديان معين على العمل والانجاز والحضارة وبناء المعرفة والقيم الفاضلة، وأنها تشجيع على التسامح واحتواء الآخرين الذين يعيشون معنا فى بيئة مشتركة، وقال أن هذا طريق عملى لبناء علاقات جيدة تبادلية بين أتباع الديانات المختلفة، مشيرأ الى أهمية ألا تكون هناك وصاية من أصحاب دين على آخر، أو من جماعة على جماعة، وأن يفتح باب الاجتهاد لأطياف المثقفين والعلماء لكى يدلى كل بدلوه وليس فقط العاملين فى المؤسسة الدينية، وإنما أيضا من خارجها.