خبراء: التعاون الاقتصادي بين الإمارات وسنغافورة يسهم بتحقيق التنمية المستدامة
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
أكد خبراء اقتصاديون أن زيارة الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، إلى جمهورية سنغافورة، تعكس متانة العلاقات الثنائية بين البلدين، والتي تعتبر نموذجاً يحتذى به في التعاون الدولي والشراكات الاقتصادية الاستراتيجية، حيث شهدت العلاقات الثنائية الممتدة لأربعة عقود نمواً ملحوظاً في مختلف القطاعات بما يعود بالنفع على شعبي البلدين ويعزز استقرارهما ونموهما الاقتصادي.
وأشاروا عبر 24 إلى أن مجالات التعاون الاقتصادي بين البلدين تسهم في تحقيق ما يصبو إليه الطرفان في تحقيق التنمية المستدامة القائمة على تبادل المنافع والمصالح.
وفي هذا السياق، قال نايل الجوابرة، الخبير الاقتصادي، إن زيارة ولي عهد أبوظبي إلى سنغافورة تعكس قوة العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وسنغافورة، وتؤكد حرص الإمارات على تعزيز التعاون الاقتصادي مع سنغافورة في قطاعات الاقتصاد الجديد والمستدام الذي يعتمد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي باعتبارها قطاعات رئيسية تدعم التحوّل نحو اقتصاد المستقبل.
شراكة شاملة
وأضاف: "في 2019 وقع البلدان اتفاقية الشراكة الشاملة لتعميق التعاون في عدة مجالات وليس فقط في المجال الاقتصادي، مثل التجارة والصناعة والاستثمار والتعاون المالي والتعليم وتطوير موارد البشرية، وطبعاً البنية التحتية والطاقة والطاقة المستدامة، خاصة في الفترة الحالية، وأيضاً القطاع التكنولوجي في سنغافورة، هو امتداد أكثر من 35 عاماً من التعاون بين البلدين".
وأشار إلى وجود مئات الشركات السنغافورية التي تعمل في الدولة في قطاعات مثل الخدمات الاستشارية والطاقة والقطاع الصناعي والتجاري، وتعتبر الإمارات الشريك التجاري الأول لسنغافورة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ عام 2012. وسجلت التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين 14 مليار درهم خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2022 محققة نمواً بنسبة 29.6% مقارنة بنفس الفترة من عام 2021، فيما سجل إجمالي التجارة الخارجية بين البلدين خلال عام 2021 ما يقارب 15 مليار درهم، ومن المتوقع أن يبلغ 20 مليار درهم في العام الحالي، وفي المقابل بلغت قيمة الاستثمارات الأجنبية المباشرة لسنغافورة في دولة الإمارات نحو 8 مليار درهم حتى مطلع عام 2021.
وأوضح الجوابرة أن سنغافورة بيئة مميزة وجاذبة للاستثمار الإماراتي، خاصة في القطاعات المتقدمة مثل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، حيث توفر سنغافورة بنية تحتية تكنولوجية حديثة وبيئة رقمية متكاملة تدعم الابتكار والنمو في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، هذه العوامل تجعل سنغافورة شريكاً استراتيجياً مهماً للإمارات في تطوير القطاعات المستقبلية وبيئة استثمارية آمنة وواعدة لمشاريع الابتكار التكنولوجي.
قيمة مضافة
من جانبه، أكد الدكتور وضاح الطه، الخبير الاقتصادي وعضو المجلس الاستشاري الوطني لمعهد الأوراق المالية والاستثمار البريطاني في الإمارات، أن سنغافورة تعتبر من الدول الآسيوية المتقدمة اقتصادياً وتعتبر مؤشرات النمو الاقتصادي والتنافسية فيها من أعلى المؤشرات في آسيا والعالم، وبالتالي فإن تعاون الإمارات وسنغافورة سيخلق قيمة مضافة للمحاور التي سيتم الاتفاق عليها خلال زيارة ولي عهد أبوظبي.
وقال: "تحاول الإمارات من خلال الشركات والتعاون مع دول منتقاة في العالم، تسريع عجلة النمو الاقتصادي، وهذا ينعكس على الناتج المحلي الإجمالي الإماراتي وحتى على معايير التنافسية وزيادة جاذبية الاستثمارات الأجنبية إلى الإمارات التي تحتل المرتبة الأولى من حيث الجاذبية الاستثمارية للاستثمار الأجنبي من حيث قيمة الاستثمار، وهذا النوع من اللقاءات يصب في هذا المجال. كما أن لدى الإمارات أذرعاً اقتصادية قوية تتمثل في صناديقها السيادية التي تكون جاهزة وحاضرة في عملية انتقاء الاستثمارات والدخول في شراكات اقتصادية مهمة للبلدين".
مكانة عالمية
بدوره، قال الدكتور عبدالحليم إبراهيم، الخبير الاقتصادي: "تأتي زيارة ولي عهد أبوظبي إلى سنغافورة في إطار الجهود التي تبذلها الدولة لترسيخ مكانتها العالمية كمنصة لممارسة الأعمال واستقطاب الاستثمارات من مختلف بقاع العالم، ولا شك في أن العلاقات الاقتصادية بين الجانبين شكلت على الدوام رافعة أساسية للعمل على تطوير وتنويع هذه العلاقات بما بخدم المصالح المشتركة".
ولفت إلى أن "دولة الإمارات عموماً وإمارة أبوظبي خصوصاً تسعى للاستفادة من تجربة سنغافورة في التطور والتحديث الاقتصادي، فضلاً عن البحث عن مجالات تعاون اقتصادي تسهم في تحقيق ما يصبو إليه الطرفان في تحقيق التنمية المستدامة القائمة على تبادل المنافع والمصالح".
وأضاف: "نتطلع إلى أن تثمر هذه الزيارة في خلق مزيد من فرص التعاون في مجال التجارة والاستثمار، ونحن على ثقة بأن القيادة الرشيدة عازمة على توسيع وتنويع علاقاتها الخارجية مع جميع الدول والمناطق في العالم حيث تأتي سنغافورة على قمة ورأس أولويات الدولة في هذا المجال".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات ولی عهد أبوظبی بین البلدین سنغافورة فی ملیار درهم فی تحقیق
إقرأ أيضاً:
منظمة التعاون الاقتصادي تخفض توقعات نمو منطقة اليورو بسبب التوترات التجارية
خفضت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية توقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو لعام 2025 إلى 1.0%، مقارنةً بتقديرها السابق البالغ 1.3% في ديسمبر الماضي، وذلك في ظل ضعف الاستثمار وتصاعد المخاطر الجيوسياسية.
تتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) أن يشهد الاقتصاد الأوروبي انتعاشًا أضعف من المتوقع، حيث تؤثر الاضطرابات التجارية والتضخم المستمر على ثقة الأسواق وتوجهات الاستثمار.
وفي تقريرها الاقتصادي المؤقت لشهر مارس 2025، خفضت المنظمة توقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو إلى 1.0% لعام 2025، مقارنةً بتقديرها السابق البالغ 1.3% في ديسمبر الماضي، مشيرةً إلى تباطؤ الاستثمار وضعف ثقة المستهلكين نتيجة تصاعد المخاطر الجيوسياسية والتجارية.
لم يقتصر التخفيض على منطقة اليورو، بل شملالاقتصاد العالمي أيضا، حيث قلصت المنظمة تقديراتها للنمو العالمي بمقدار 0.2 نقطة مئوية إلى 3.1%، محذرةً من أن التوترات التجارية والضغوط التضخمية قد تعيق مسار التعافي الاقتصادي العالمي.
ألمانيا حلقة ضعيفةيُظهر التوسع المتوقع في منطقة اليورو بنسبة 1.0% في 2025 انخفاضًا قدره 0.3 نقطة مئوية عن توقعات ديسمبر. وتواجه ألمانيا، أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، أكبر خفض في التوقعات، حيث من المنتظر أن ينمو ناتجها المحلي الإجمالي بنسبة 0.4% فقط في 2025، مقارنة بـ0.7% في التقديرات السابقة.
وحذرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من أن "عدم اليقين المتزايد يبقي النمو ضعيفًا" في جميع أنحاء منطقة اليورو، حيث خُفضت توقعات النمو لعام 2026 بمقدار 0.3 نقطة مئوية أيضًا إلى 1.2%.
Relatedألمانيا تدرس إنشاء صندوقين بمئات المليارات لتمويل ميزانية الدفاع والبنية التحتيةاتفاق تاريخي في ألمانيا حول الديون لبدء تمويل الإنفاق الدفاعيشلل جوي في ألمانيا.. إضراب العمال يعطل الرحلات في 13 مطاراوترجع هذه التعديلات السلبية إلى ضعف الطلب الخارجي وارتفاع تكاليف الاقتراض، مما يحد من فرص حدوث انتعاش اقتصادي قوي في المنطقة.
إلى جانب ألمانيا، شهدت فرنسا وإيطاليا تعديلات طفيفة عبر تخفيض التقديرات إلى 0.8% و0.7% على التوالي، مما يعكس استمرار التباطؤ الاقتصادي فيالاقتصادات الكبرى بالمنطقة.
في المقابل، تبقى إسبانيا النقطة الأكثر إشراقًا نسبيًا، حيث توقعت المنظمة نموًا بنسبة 2.6% في 2025 و2.2% في 2026، وهي مستويات أعلى بقليل من التقديرات السابقة، مما يعكس أداءً اقتصاديًا أكثر استقرارًا مقارنة ببقية دول منطقة اليورو.
تزايد الحواجز التجارية وعدم اليقين الاقتصادي يهددان النمو العالميوحذرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) من أن تصاعد الحواجز التجارية وتزايد عدم اليقين الجيوسياسي قد يُضعف النمو الاقتصادي العالمي بشكل أكبر، مما يزيد من الضغوط التضخميةويعرقل الاستقرار الاقتصادي.
وأشار التقرير إلى أن "تجزئة الاقتصاد العالمي باتت مصدر قلق رئيسي"، موضحًا أن التوسع في فرض القيود التجارية سيؤثر سلبًا على النمو العالمي، وقد يؤدي إلى ارتفاع التضخم بشكل واسع النطاق.
وفقًا لتقديرات المنظمة، فإن استمرار انتشار القيود التجارية قد يؤدي إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 0.3% خلال السنوات الثلاث المقبلة، بينما قد يرتفع معدل التضخم السنوي بمقدار 0.4 نقطة مئوية، مما يعكس تأثيرًا سلبيًا طويل الأمد على الأسواق.
أمريكا الشمالية الأكثر تضررًا من الاضطرابات التجاريةتشير توقعات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى أن الاقتصاد في أمريكا الشمالية سيتأثر بشدة جراء التعريفات الجمركية التي فرضتها إدارة دونالد ترامب مؤخرًا.
وقد واجهت كل من المكسيك وكندا أكبر التخفيضات في التوقعات الاقتصادية، حيث من المتوقع أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي للمكسيك لعام 2025 بنسبة 1.3%، وهو تخفيض حاد بلغ 2.5 نقطة مئوية مقارنة بتقديرات ديسمبر الماضي، مما يعكس التأثير المباشر للتوترات التجارية والسياسات الحمائية على الاقتصادات الإقليمية.
Relatedمجموعة العشرين تعترف بأن "الحرب في أوكرانيا" تقوض الاقتصاد العالمي (البيان الختامي)كيف استطاعت إسبانيا التفوق على باقي أوروبا وأن تزدهر اقتصاديًا بفضل المهاجرين؟"الجميع سيعاني"..لاغارد تحذر من تداعيات اقتصادية جراء سياسات ترامب التجاريةفون دير لاين تقود وفدا أوروبيا إلى الهند.. شراكة اقتصادية أم إعادة ترتيب التحالفات؟تباطؤ النمو في أمريكا الشمالية وتأثيرات سلبية على كندا والمكسيكوخفضت المنظمة توقعاتها للنمو في كندا بمقدار 1.3 نقطة مئوية، ليصل إلى 0.7% فقط في عام 2025، بينما تم تعديل توقعات الاقتصاد الأمريكي إلى 2.2%، بانخفاض 0.2 نقطة مئوية عن تقديرات ديسمبر الماضي.
ووفقًا للمنظمة، فإن كندا والمكسيك ستواجهان التأثيرات السلبية الأكثر حدة، نظرًا لانكشافهما التجاري الكبير على الولايات المتحدة، في ظل السياسات الحمائية المتزايدة.
ورغم تباطؤ نمو الأسعار منذ ذروة 2022، لا يزال التضخم يشكل تحديًا رئيسيًا. وتتوقع المنظمة أن يبقى معدل التضخم في منطقة اليورو عند 2.2% في 2025 قبل أن ينخفض إلى 2.0% في 2026، بينما يستمر تضخم الخدمات في الضغط على الأسواق بفعل نقص العمالة وارتفاع أسعار السلع تدريجيًا من مستويات متدنية.
في المملكة المتحدة، يتوقع أن يبقى التضخم أعلى لفترة أطول، بمتوسط 2.7% خلال 2025 قبل أن ينخفض إلى 2.3% في 2026. أما في الولايات المتحدة، فترجح المنظمة أن يظل التضخم الأساسي أعلى من أهداف الاحتياطي الفيدرالي حتى عام 2026، مع تقديرات ببلوغه 2.8% في 2025.
Relatedخمسة تحديات تعصف بالاقتصاد الألماني.. ما الأسباب؟ المناخ لم يعد أولوية في انتخابات ألمانيا 2025 وقضايا الأمن والاقتصاد تطغى على المشهد ميلوني توقع اتفاقيات اقتصادية مع السعودية بقيمة 10 مليارات يورو بروكسل تواجه رسوم ترامب بخطة غير متوقعة: هل يصبح الاقتصاد الرقمي ساحة المعركة الجديدة؟سياسات نقدية حذرة وتوقعات بتيسير تدريجيومع استمرار التضخمفوق المستوى المستهدف، لا يُتوقع أن تقوم البنوك المركزية بخفض أسعار الفائدة بشكل سريع.
البنك المركزي الأوروبي (ECB) سيخفض الفائدة تدريجًا، مع توقعات بوصول سعر الفائدة الرئيسي إلى 2% بحلول أواخر 2025.بنك إنجلترا سيتبع نهجًا محسوبًا في تخفيف السياسة النقدية.الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يُتوقع أن يُبقي أسعار الفائدة دون تغيير حتى عام 2026.اليابان ستواصل خروجها البطيء من السياسة النقدية المتساهلة.دعوة لتعزيز التعاون والإصلاحات الهيكليةأوكد تقرير المنظمة ضرورة تعزيز التعاون الدولي للحد من تفتت الاقتصاد العالمي، مشددًا على أهمية إيجاد حلول مشتركة ضمن النظام التجاري العالمي.
وذكر التقرير أن تحسين مستويات المعيشة يعتمد على تعزيز مرونة سلاسل التوريد، إلى جانب إصلاحات هيكلية لرفع الإنتاجية، وتقليل الأعباء التنظيمية، والاستثمار في البنية التحتية الرقمية. كما سلط الضوء على أن الانتشار السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي قد يحقق فوائد كبيرة للإنتاجية على المدى الطويل.
كما حذرت المنظمة من أن "المخاطر الاقتصادية لا تزال كبيرة"، حيث يواجه الاقتصاد العالمي تصاعد التوترات التجارية، وعدم اليقين السياسي، واستمرار التضخم، مما قد يؤدي إلى اضطرابات أوسع نطاقًا في الأسواق العالمية.
ورغم إظهار الاقتصاد العالمي مرونة حتى الآن، إلا أن التقرير يؤكد أن المستقبل يظل ضبابيًا في ظل استمرار الضغوط الاقتصادية والتحديات الجيوسياسية المتزايدة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية كيف ستؤثر حرب ترامب التجارية على الاقتصاد البولندي؟ خبراء الاقتصاد: البيتكوين قد يتخطى 200 ألف دولار في 2025 تقرير: تأثير الضائقة الاقتصادية على التبرعات الخيرية في موسم الأعياد 2024 سعر الفائدةمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في أوروباالاحتياطى الفيديرالينمو اقتصاديبنك انجلترا