حكم المبالغة في الحمد وبيان فضله ومعناه
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن صيغة "الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه" جائزة شرعًا، فهي يُراد بها المبالغة في حمد الله تعالى، وهذه الصيغة وإن لم ترد في نص آية أو حديث فإنه لا يعني عدم جواز الذكر بها؛ وذلك لأنَّ الذكر بابه واسع، وقد ورد بمثلها عدد من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتلقاها العلماء بالقبول.
وأوضحت الإفتاء أن الله تبارك وتعالى حميدٌ يُحب الحمد، والحميد في حقه تعالى أي: الْمَحْمُود الْمُثنَى عَلَيْهِ، وَالله عز وَجل هُوَ الحميد بِحَمْدِهِ لنَفسِهِ أزلًا وبحمد عباده لَهُ أبدًا. يُنظر: "المقصد الأسنى" لحجة الإسلام الغزالي ص: 130، ط. دار ابن حزم.
وقد ورد عن الأسود بن سريع رضي الله عنه قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي مَدَحْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ بِمَحَامِدَ، قَالَ: «أَمَا إِنَّ رَبَّكَ يُحِبُّ الْحَمْدَ» أخرجه الإمام أحمد في "مسنده"، والإمام البخاري في "الأدب المفرد" واللفظ له.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا مِنْ شَيْءٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْحَمْدِ»، أخرجه البَيْهَقِي في "شعب الإيمان"، وأبو يَعْلَى الموصلي في "مسنده".
ونبَّه النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم على أنَّ أفضل العباد يوم القيامة وأول من يُدعى إلى الجنة: مَن يَحمدون الله كثيرًا وفي جميع أحوالهم؛ فعن عمران بن حُصَيْن رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ أَفْضَلَ عِبَادِ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْحَمَّادُونَ» أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"، وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَوَّلُ مَنْ يُدْعَى إِلَى الْجَنَّةِ الَّذِينَ يَحْمَدُونَ اللَّهَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ» أخرجه الحاكم في "المستدرك" واللفظ له، والطبراني في "المعجم الكبير".
قال الإمام المُناوي في "فيض القدير" (2/ 428، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [(الْحَمَّادُونَ) لله أي: الذين يكثرون حمد الله أي: وصفه بالجميل المستحق له من جميع الخلق على السَّرَّاء والضَّرَّاء فهو المستحق للحمد من كافة الأنام] اهـ.
ما ورد في السنة النبوية من صيغ المبالغة في حمد الله تعالى
وأضافت الإفتاء أنه ورد في الأحاديث النبوية عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صيغٌ فيها المبالغة في حمد الله تعالى، منها: ما جاء عن أبي أُمامة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا رفع مائدته قال: «الحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مُوَدَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ، رَبَّنَا» أخرجه البخاري في "صحيحه".
وعنه أيضًا رضي الله عنه قال: رآني النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنَا أحرك شفتي، فقال: «مَا تَقُولُ يَا أَبَا أُمَامَةَ؟» قلت: أذكر الله، قال: «أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى مَا هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذِكْرِكَ اللهَ اللَّيْلَ مَعَ النَّهَارِ؟ تَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ مَا خَلَقَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ كُلِّ شَيْءٍ، وَتُسَبِّحُ اللهَ مِثْلَهُنَّ»، ثم قال: «تُعَلِّمُهُنَّ عَقِبَكَ مِنْ بَعْدِكَ»، أخرجه الطَّبَرَانِي في "المعجم الكبير".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحمد صيغة الحمد الإفتاء الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه النبی صلى الله علیه وآله وسلم رضی الله عنه المبالغة فی ال ح م د حمد الله
إقرأ أيضاً:
مؤسسة موانئ البحر الأحمر والقطاع العامل بميناء الحديدة يحتفون بذكرى جمعة رجب
الثورة نت / يحيى كرد
نظّمت مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية، وجمرك الميناء وهيئتي الشؤون البحرية والمواصفات وضبط الجودة، اليوم السبت، فعالية خطابية وثقافية تحت شعار “الإيمان يمان والحكمة يمانية”، بمناسبة إحياء الذكرى السنوية لجمعة رجب 1446هـ.
وفي الفعالية بحضور نائب رئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر، نصر النصيري، ومدير عام الشؤون البحرية، إبراهيم الموشكي، ومدير عام المواصفات، جلال الجوفي، ونائب مدير جمرك الميناء، عادل عباس. أوضح مدير عام الشؤون القانونية بالمؤسسة، مطهر العمدي، أن جمعة رجب تُعدّ نقطة تحول تاريخية لليمنيين منذ القرن السابع الميلادي، عندما أرسل النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- الإمام علي بن أبي طالب إلى اليمن لدعوتهم الى الأسلام ولتعليمهم أمور دينهم.
وأشاد العمدي بدور اليمنيين البارز في دعم الدولة الإسلامية الناشئة، حيث أصبحوا قادة وفرساناً ساهموا في تعزيز أركانها ونشر رسالتها و مواجهة الأعداء.
و أشار إلى أهمية الإحتفال بهذه المناسبة كتعبير عن الاقتداء بالنبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- وفرح اليمنيين بإسلام أجدادهم الذين دخلوا دين الله طواعية.
وأكد العمدي أن الشعب اليمني سيظل متمسكاً بهويته الإيمانية وقيمه الإسلامية في مواجهة العدوان الثلاثي المتمثل في إسرائيل وأمريكا وبريطانيا وحلفائهم من المرتزقة والمطبّعين.
و شدد على أن الاعتداءات المستمرة التي تستهدف الكوادر والبنية التحتية لموانئ الحديدة من قبل العدو الصهيو الأمريكي البريطاني، لن تثني العاملين عن مواصلة أداء واجبهم الوطني بإصرار وتفانٍ، مهما بلغت التحديات.
من جانبهم، أكد الشيخ علي صومل والشيخ محمد الوافي في كلمه العلماء أن جمعة رجب تمثل محطة تاريخية فارقة في مسيرة اليمنيين، إذ شهدت لحظة إعلان دخولهم في الإسلام وسجود النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- شكراً لله على إسلامهم.
وأشارا إلى أهمية هذه المناسبة في تعزيز الهوية الإيمانية وترسيخ الروابط الدينية والثقافية بين أبناء الشعب اليمني.
كما نوه الشيخان بدور اليمنيين في نصرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونشر الإسلام والدفاع عن المستضعفين منذ فجر الإسلام وحتى العصر الحديث، من خلال دعمهم للشعب الفلسطيني المظلوم.
تخللت الفعالية قصيدة شعرية وعرض أوبريت لفرقة الصماد، عبرا عن عمق المناسبة وأهميتها لدى اليمنيين.